بدأ استوديو Supermassive Games رحلته مع الألعاب السينمائية في عام 2015 بإطلاقه لواحدة من أفضل حصريات الـ PlayStation 4 على الإطلاق وهي لعبة Until Dawn. حاول الاستوديو أن يُحقق نفس النجاح مع سلسلة The Dark Pictures، ولكن أول جزئين منها (Man of Medan و Little Hope) لم يقدما التجربة التي انتظرها اللاعبين. يُسعدني قول أن هذا الأمر اختلف تمامًا مع الجزء الثالث House of Ashes والذي أراه واحدًا من أفضل أعمال استوديو Supermassive Games حتى يومنا هذا!
قصة مستوحاة من فيلم The Descent، ولكن بإضافات مميزة
في ختام حرب العراق، تكتشف القوات الخاصة الأمريكية دليلاً يؤكد على وجود أسلحة دمار شامل في إحدى قرى العراق. بعد مواجهة استمرت لبضعة دقائق مع الجيش، يجد الطرفين أنفسهم يهبطون داخل معبد مدفون من الحضارة السومرية ومن هنا تبدأ أحداث قصتنا الرئيسية. المعبد السومري ليس معبدًا أثريًا عاديًا، بل يحتوي على مخلوقات أكثر فتكًا من الحرب نفسها، وللبقاء على قيد الحياة، يتوجب على فرقة القوات الخاصة الأمريكية أن تتعاون مع أفراد الجيش العراقي حتى يتمكنوا من هزيمة تلك الوحوش الفتاكة.
قصة اللعبة قدمت أفكار رائعة تتفوق بشكل ملحوظ على أول جزئين من السلسلة. إذا شاهدت سلسلة أفلام The Descent وأعجبتك، فلا بد من تجربة هذه القصة المميزة التي ستستمر معك لمدة 6 ساعات تقريبًا. هذا وقت ممتاز بالنسبة للثمن الذي ستدفعه في اللعبة (30 دولار).
هل أحتاج لتجربة أي جزء سابق من سلسلة The Dark Pictures قبل لعب House of Ashes ؟
لا، House of Ashes هي تجربة تُقدم قصة سينمائية مستقلة بالكامل عن باقي أجزاء السلسلة.
مميزات House of Ashes :
- قصة اللعبة وشخصياتها قوية وأحداثها شيقة جدًا وستجعلك غير قادرًا على أخذ فترة راحة لأنك ستود استكمال الأحداث ومعرفة النهاية في أسرع وقت
- من نقاط الانتقاد التي تعرض لها أول جزئان من السلسلة هي أن المخلوقات والأشباح التي واجهتها الشخصيات لم تكن حقيقية إطلاقًا، بل كانت بسبب تأثير مُخدر أو من وحي خيالهم. هذا الأمر يختلف تمامًا مع House of Ashes وأي مخلوقات ووحوش ستواجههم أثناء رحلتك هي موجودة بالفعل وحقيقية مما يُزيد من جرعة الرعب مثل Until Dawn.
- أسلوب اللعب في House of Ashes هو أفضل ما قدمه الاستوديو في السلسلة. نعم اللعبة تعتمد بشكل رئيسي على استكشاف البيئات والضغط على الأزرار بسرعة (Quick Time Events)، إلا أن اللاعب أصبح بإمكانه التحكم في الكاميرا بشكل كامل على عكس الأجزاء السابقة التي كانت تعتمد على كاميرات بوضعيات ثابتة صممها الاستوديو مُسبقًا. هذه الفكرة تجعل الاستكشاف أكثر متعة ورعبًا، وتجعلك أيضًا تستمتع بالتجول في بيئات اللعبة.
- كعادة الألعاب السينمائية، فإن القصة ستسير حسب اختياراتك بالكامل. هنالك 5 شخصيات رئيسية قابلين للعب، وفي النهاية سترى إذا تمكنت من الحفاظ على حياتهم كلهم، أم ماتوا منك جميعًا. في التجربة الأولى لي استطعت أن أُحافظ على حياة 3 شخصيات من 5. الاختيارات مصيرية، ومجرد تفكير واحد خاطئ منك من الممكن أن يودي بحياة شخصية في لحظة.
- بعد انتهاؤك من تجربة القصة لأول مرة، ستجد إضافة جديدة في اللعبة بعنوان Curator’s Cut والتي تُمكنك من تجربة القصة مرةً أخرى من الصفر، ولكن هذه المرة سترى أن معظم المواقف يمكنك الاستمتاع بها من منظور شخصيات أخرى وسترى خيارات أخرى في قصة اللعبة سواء للقيام بمهام مُعينة، أو للتحدث مع الشخصيات بطرق مختلفة. أنصحك أن تُجرب اللعبة مرتين حتى تحصل على التجربة الكاملة.
- تجربتي للعبة كانت على منصة PlayStation 4 العادية وفوجئت من مستوى الرسومات الجبار. اللعبة دائمًا كانت تُبهرني من مستوى التفاصيل في البيئات، ضف على ذلك أن الشخصيات مُصممة بأفضل شكل ممكن وستجد أن التفاصيل في كل شخصية قريبة جدًا للواقع. هذا ما شعرت به على الجيل القديم، فما بالك إذا قمت بتجربة اللعبة على الجيل الجديد أو على منصة الحاسب الشخصي بأعلى إعدادات. مُحرك Unreal Engine 4 يستمر في إثبات كفاءته الخرافية، ولا أستطيع الانتظار لأرى ما سيُقدمه الاستوديو مع محرك Unreal Engine 5.
- نظرًا لأن تركيز اللعبة الرئيسي هو على الحوارات وخياراتها، فإن التمثيل الصوتي عاملًا أساسيًا من عوامل نجاح اللعبة. كل الممثلين قدموا أدوارهم بشكل خرافي خاصةً الممثل Nick Taraby الذي قدم شخصية (سليم عثمان) وهو جندي من الجيش العراقي وكان يتحدث باللكنة المصرية طوال اللعبة.
- الأداء التقني كان جيد جدًا معظم الوقت على PlayStation 4. مثل الأجزاء السابقة فاللعبة تستهدف العمل على 30 إطار في الثانية، ولكني شعرت معظم الوقت أنها تعمل على 60 إطار وليس 30 خاصةً في الأماكن المغلقة والتي لا توجد بها إضاءة كثيرة. من المحتمل أن تكون الإطارات مفتوحة وليست ثابتة على 30. هناك مشكلة بسيطة في أداء اللعبة التقني سأذكرها بشكل أوضح أثناء حديثي عن العيوب.
- اللعبة مُترجمة بالكامل للغة العربية الفصحى من ناحية النصوص (الحوارات) والقوائم. إذا كنت غير مُتمكن بالكامل في اللغة الإنجليزية، فلا تقلق حيث أنك ستحصل على ترجمة عربية ممتازة.
بعض العيوب البسيطة التي واجهتنا أثناء تجربتنا للعبة :
- على الرغم من أن الرسومات رائعة على منصات الجيل السابق، إلا أن الـ Textures تواجه بعض المشاكل في التحميل أحيانًا وهذا الأمر لا يجعل مستوى الرسومات أفضل ما يمُكن. على ما أتذكر، فإن هذه المشكلة لم تتواجد في الألعاب السابقة ويجب على الاستوديو حلها لضمان تقديم أفضل تجربة للاعبين.
- الأداء التقني كما ذكرت فهو ممتاز معظم الوقت، ولكن أحيانًا في بعض المشاهد السينمائية كنت أجد الإطارات تهبط بشكل غريب خاصةً وأنه لا يوجد أكشن سريع أو قوي على الشاشة مثلاً. لا تقلقوا، الأمر لا يؤثر بشكل كبير على التجربة العامة.
- في بعض المواقف كان من المفترض أن يكون هنالك أصواتًا مُعينة في البيئة ولكنها لم تظهر بشكل صحيح.
هل أُرشح لك هذه اللعبة ؟
بالتأكيد، خاصةً إذا كنت تريد الحصول على تجربة رعب سينمائية بقصة قوية واستمتعت بعناوين الاستوديو السابقة.
ألعاب مُشابهة :
- The Dark Pictures: Man of Medan و The Dark Pictures: Little Hope
- Heavy Rain
- Beyond Two Souls
- Detroit Become Human
متطلبات تشغيل اللعبة على منصة الحاسب الشخصي :
- Requires A 64-Bit Processor And Operating System
- OS: Windows 10
- Processor: Intel Core I5-3470 | AMD FX-8350
- Memory: 8 GB RAM
- Graphics: Nvidia GeForce GTX 970 4 GB | AMD Radeon R9 290X 4 GB
مُلخص المراجعة
تأثير الخيارات على الأحداث - 9.5
الرسومات والصوتيات - 8.5
قصة اللعبة وشخصياتها - 9
9
عظيمة
House of Ashes هو الجزء الأفضل في سلسلة The Dark Pictures واستطاع استوديو Supermassive Games أن يُعيد لي ذكريات Until Dawn المُخيفة، ولكن هذه المرة مع تركيز أكبر على تحسينات لأسلوب اللعب، وقصة لها عُمق أبعد مما تبدو عليه.