مراجعة لعبة Guardians Of the Galaxy

في العام السابق (2020) وبسبب لعبة Avengers وصلت ألعاب شركة Marvel إلى مرحلة لا تحسد عليها من إحباط الجماهير العريضة التي تنتظر لعبة مشتقة عن شخصيات مجلات مارفل تنجح في تقديم أفكارًا جديدة، وأسلوب لعب ممتع بعيدًا عن المعارك الفوضوية والضغط على الأزرار باستمرار، وقد كان الإعلان عن Guardians Of the Galaxy من تطوير الاستوديو الذي جلب لنا سلسلة Deus Ex بجزئيها في 2011 و 2015 (Human Revolution و Mankind divided) مفاجأة سارة ولكن وجب علينا ترقبها بحذر بسبب التاريخ الحافل بالإحباطات لألعاب شركة مارفل، ولكن هذه المرة لدينا أخبارًا سارة لكم، Guardians Of the Galaxy قد تكون أفضل لعبة مقتبسة من عالم Marvel (بجانب لعبة Spiderman PS4)، واليوم نناقش سبب زعمنا ذلك.

قصة اللعبة:

قصة اللعبة ليست قصة تأسيس الفريق (Origin Story)، وإنما تدور في عالم تأسست فيه فرقة حُماة المجرة بالفعل، ووقعت في مأزق يهدد جميع أفرادها بالسجن إذا لم يسددوا مبلغ من المال لمنظمة Nova Corp، وهذه هي القصة المبدأية، وبالطبع القصة تمتلك بعض الخطوط الاخرى التي تنفتح مع التقدم في الأحداث، ليصبح أبطالنا بصدد خطر كبير -لن نحرقه عليكم- عليهم مواجهته معًا.

تختلف قصة شخصيات Guardians Of The Galaxy عن قصص المُنتقمون (Avengers) سواءًا كانت في القصص المصورة أو الأفلام في كونها مجموعة من الأفراد شديدي الاختلاف عن بعضهم، كلًا منهم ينتمي لعرق مختلف، قد لا يفهمون بعضهم البعض أصلًا، وعلاقة Groot بجميع أفراد المجموعة هي اكبر مثال على ذلك (لغته مكونة من كلمة واحدة) وهم أيضًا لا تجمعهم أي أهداف أو أيديولجية محددة عكس الُمنتقمون الذين تجمعهم دائمًا الرغبة في إنقاذ العالم من خطر محدق. مما يعني أن قصص(حراس المجرة) دائمًا ما يشغل حيز كبير منها الجدالات والاختلافات الفكرية واللفظية بين الشخصيات. ويبدو لي أن المطور Eidos Montreal يفهم ذلك جيدًا، وعمل جاهدًا على خلق تلك الأجواء المليئة بالمشاحانات بين خمسة شخصيات مختلفين بشدة في أفكارهم، وهو العنصر الذي ستلاحظه منذ البداية وإلى النهاية، وقد يكون غريب عليك إذا كنت تعاصر هذه الشخصيات لأول مرة دون رؤية الأفلام الخاصة بهم، أو قراءة المجلات.

هل اللعبة معربة؟

نعم اللعبة معربة بالكامل، ولكن يقتصر ذلك على ترجمة النصوص والقوائم فقط، أي أنه ليس هناك دبلجة عربية للأصوات مثل لعبة أفنجرز. الترجمة تتمتع بدقة عالية ويمكنك تخصيص بعض العناصر فيها مثل الحجم وبعض الأشياء الأخرى، ولكن بشكل عام كانت تتمتع بمستوى رائع (خصوصًا ترجمة القوائم لأن اللعبة تحتوى على انظمة كثيرة) وعلي أن أشيد بفريق العمل الذي عمل عليها لأن اللعبة بها كم هائل من الحوارات التي لا تتوقف، أثناء القتالات، والحركة، وفي المقاطع السينميائية بطبيعة الحال، ولذلك فهي مهمة صعبة لأي مترجم مهما كانت مهارته.

شرح لعناصر أسلوب اللعب: ما الذي ينتظرك في Guardians of the galaxy؟

• Guardians Of The Galaxy هي لعبة مغامرات خطية بقليل من عناصر الRPG الحقيقة، فعلى عكس الكثير من الألعاب التي يتم التسويق لها كونها تمتلك “عناصر RPG”، فGuardians Of the galaxy تقتصد كثيرًا في ذلك ولا تتضمن إلا العناصر المؤثرة مثل القدرات وإمكانية تعديلها وتطويرها وفتحها، وخيارات الحوارات التي يؤثر أغلبها على مجريات المهمات، وهي اختيارات شبيهة بتلك التي قدمها لنا المطور ذاته في سلسلة Deus Ex الأخيرة.

• تنقسم مراحل اللعب إلى قتالات، وألغاز بيئية، واستكشاف، ومعارك زعماء. تركيبة هذه اللعبة تشبه بعض الشيء ألعاب Uncharted ولعبة Avengers السابق ذكرها، ولكنها تقدم ذلك الانتقال من بيئة لأخرى بشكل سلس مثل Uncharted ولا تقدم القيود التي تقدمها أفنجرز على الحركة والاستكشاف.

• تتحكم طوال أحداث اللعبة بشخصية Star Lord فقط، وهو أمر أحبطني عندما عرفته من خلال دعايا اللعبة ولكن بعد تجربتي وجدت أن اللعبة تتيح لك توجيه كل شخصيات فريقك في شيء أشبه بألعاب Ghost Recon القديمة أو ألعاب Brothers in arms، وحتى ألعاب Mass Effect. أسلوب شبه استراتيجي يجعل من المعارك شيئًا مختلفًا عن أي لعبة أبطال خارقين أخرى بسبب العمق الذي يقدمه بهذا الصدد.

• يمتلك شخصية Star Lord مسدسين يمكنهما إطلاق أربعة أنواع من الذخائر، في تصميم يشبه تصميم أسلحة لعبة Horizon Zero dawn مثلًا في كون كل عنصر مؤثر بشكل مختلف على مجموعة من الأعداء. تلك العناصر هي الثلج والرياح والنار والبرق، لكل منهم تأثيره على قطع دروع الأعداء المختلفين.

• فيما عدا ذلك، فالمعارك بشخصية Star Lord معارك بعيدة المدى في معظمها باستخدام مسدسيه، وحذاؤه الطائر، ولكن اللعبة لا تتساهل معك إذا ما أهملت جانب إشراك الفريق وتوجيه كل أفراده.

• يمتلك أفراد المجموعة الأربعة قدرات خاصة بهم، ولكن لديك أربعة فقط يمكن استخدامهم أثناء كل معركة لكل منهم، إذا طلبت مساعدة أحدهم بقدرة من قدراته سيكون عليك الانتظار قليلًا قبل أن تستطيع طلب مساعدته مرة أخرى(فترة Cool Down)، لذلك فإنه لمن الحكمة أن توزع النقاط التي تجمعها في تطوير الشخصيات كلها بالتوازي.

• على ذكر النقاط، ستجد عداد نقاط أمامك على الشاشة لتقييم مستواك في المعارك، مع كل ألف نقطة XP تحصل على نقطة مهارة يمكنك استخدامها في شراء قدرة جديدة لأحد شخصيات. كما أنه هناك عملة داخلية في اللعبة تقوم بجمعها عبر الاستكشاف لفتح ترقيات خاصة بالفريق من خلال ورشة عمل (Work Bench) امثلة على هذه الترقيات: زيادة صحتك، أو زيادة قدرتك على تلقى ضربات معينة.

• هل يشجع نظام التجميع هذا على الاستكشاف؟ في الحقيقة لا، الاستكشاف ليس عنصر مهم هنا على عكس ألعاب Deus Ex. هناك بعض الطرق السرية والأماكن المخفية التي ستجد فيها أشياء قابلة للجمع سواء عملة اللعبة الداخلية (المكونات) أو ملفات للقراءة خاصة بالقصة، لكن عدم القيام بالاستكشاف لن يفوت عليك الكثير.

• بشكل عام ستشعر بالألٌلفة الشديدة مع أغلبية انظمة اللعبة فيما عدا الحوارات وتوجيه الفريق في المعارك، وهو شعور أحسست به مع لعبة Star wars Jedi fallen order مثلًا، وهو ليس بالضرورة شعورًا سيئًا بل على العكس، لقد ميزت تجربة Guardians of the galaxy تقديمها لبعض عناصر اللعب المثيرة التي نجحت العاب اخرى في تقديمها، ولكن مع بعض التجديدات التي تجعلها مختلفة عن الجميع.

الأداء التقني:

تم تجربة اللعبة على الحاسب الشخصي وكان الأداء بشكل عام مستقر يتراوح بين 90 إطار إلي 30 إطار بالثانية حسب إعدادات تتبع الأشعة والDlss التي تختارها، فتح أعدادات تتبع الأشعة على Ultra يجعل معدل الإطارات يهبط إلى 30، أما على High مع فتح الDlss على خيار “Quality” يعتبر هو الخيار الأفضل، والأكثر توفيرًا لرسوميات وأداء متنوازنين وممتازين على حد سواء.

في أوقات المعارك الكبيرة الفوضوية كان معدل الإطارات ينخفض بعض الشيء ولكن بلا مشاكل كبيرة مؤثرة على اللعب.

الجدير بالذكر أن انفيديا قد أصدرت تحديث خاص للعبة،للتعرف على تفاصيل تحديث انفيديا للعبة Guardians of the galaxy اضغط هنا

ما وجدته إيجابيًا في Guardians of the galaxy :

• تقدم Guardians OF The galaxy قصة قد تكون اعتيادية لكن رائعة، لا ترتكز على احداثها لتكون بتلك الروعة وإنما على الشخصيات التي تظهر منهم جوانب مختلفة، وإنسانية عظيمة. ثيم القصة الرئيسي هو محاولة (Peter Quill أو Star lord) أن يتعامل مع الكون كله بكل ما يحتويه من كواكب ومخلوقات مختلفة من منظور “إنساني” وهو مقياس قد يختلف من شخص لآخر،ولذك وجدت الخيارات.

• على ذكر الخيارات، كانت مؤثرة على علاقتك بالشخصيات وعلى كيفية إتمام المهمات. مثل لعبة Deus Ex ولكن هنا فهناك جوانب حوارية كاملة لن تمر بها إذا اخترت اختيار ما، دائمًا هناك أساليب مختلفة لإتمام المهمات ومراحل تُفتح بناءًا على اختياراتك، وهو شيء مرحب به بشدة.

• تقدم القصة شخصياتها وعالمها بأسلوبها الخاص، لقد كنت انتظر أن أرى، هل ينجح الاستوديو في التفوق على الأفلام الخاصة بالشخصيات نفسها؟ وقد فعل في تقديري، بتقديمهم بأسلوب رائع ومختلف، بجانب مجموعة شخصيات جديدة كليًا مستوحاه من المجلات المصورة. لقد استمتعت بفيلمي Guardians of the galaxy ولكني لم أهتم لأمرهم كثيرًا إلا عند تجربتي للعبة.

• الاهتمام بعلاقات الشخصيات بشكل رائع. لن يتوقف أعضاء المجموعة عن الكلام طيلة أحداث اللعبة تقريبًا، دائمًا ستجد حديثًا ما يدور في الخلفية، وعلى الرغم من كثرة تلك الحوارات إلا أنني لم أشعر بالملل منها أبدًا، بل وأن هناك مشهدين جعلاني أضحك أيما ضحك، وهو شيء غير معتاد في الألعاب.

• فكرة توجيه الشخصيات في المعارك اتضح أنها فكرة رائعة ومختلفة، تعطي طابعًا استراتيجيًا للمعارك خصوصًا مع فتح قدرات الشخصيات كلها، وإتاحة اللعبة لأعداء مختلفين أكثر في النصف الثاني منها. فيصبح دورك في المعارك هو التخطيط لأي الأعداء تريد أن تُنهي أولًا.

• المعارك تقدم نظام أكثر عمقًا من المعتاد…إذا ركزت على القتال بنفسك وأهملت الاستعانه بأصدقاءك ستجد بأن المعارك تصبح صعبة وقد تسبب في موتك لمرات كثيرة، وهو ما يشجع على استخدام ميزة التوجية والمساعدة، أما المزج بينهم هو أمر رائع. فمثلًا شخصية Groot تستطيع تقيد الأعداء، وتستطيع بعدها الاستعانة بشخصية Gamora لضربهم بخنجريها. وهما ضربتان يتفوق استخدامهما معًا على الاستعانة بأحدهما دون الآخر. وهذا مثال واحد فقط.

• Guardians of the galaxy هي أكثر لعبة رأيتها لا تنتمي بشكل مباشر إلى تصنيف الrpg تعتمد على الحوارات، ففي بعض المواقف ستجد أن فردين من مجموعتك يتجادلان، يمكنك وقتها التدخل وترجيح كفة أحدهم، أو اختيار الصمت لإتاحة فرصة أكبر لهم للحديث وتسوية الأمر، وهو ما قد ينتج عنه في بعض الأحيان تصفية الخلافات والتوصل إلى حل وسط، أو تأجيج الأمر. الصمت دائمًا خيار متاح حتى في أهم المواقف وتأثيره ملحوظ في الكثير من المواقف.

• موسيقى اللعبة من تلحين الرائع Richard Jacques، والذي قدم شيئًا عظيمًا يقارن بسلسلة Star Wars أو أي فيلم سنيمائي يقدم موسيقى عظيمة، وملحمية. هناك أيضًا مجموعة من الأغاني المُرخصة والتي تقدم أجواءًا رائعة للقصة وتعزز من هويتها الفكاهية غير الجادة في بعض الأحيان.

• تنوع البيئات بين الكواكب التي ينتقل إليها الأبطال يذكرني بلعبة Mass Effect كما أنه عالم غني ومختلف عن الذي تم تقديمه في أفلام مارفل، ولكن مع الحفاظ على الهوية الخفيفة الكوميدية التي تحاول مارفل دائمًا تقديمها، وقد نجحت Guardians of the galaxy في ذلك بشكل ممتاز.

• رسوم رائعة عالية التفاصيل وشديدة الجمال خصوصًا على الحاسب الشخصي، تقدم مجموعة من اللوحات الفنية المتمثلة في الكواكب التي يزورها الأبطال.
• من خلال شرحي لميكانكيات اللعب قد تشعر أن اللعبة معقدة أو تحتاج لتركيز أعلى من المعتاد ولكن يحسب للمطور استطاعته تضمين كل هذه الميكانكيات بلا جعل أنظمه اللعبة مُربكه للاعب، لقد شعرت بالراحة والاستمتاع في أغلب لحظات لعبي، وكنت مستمتع بما تقدمه اللعبة من تقسيم في المراحل بين ألغاز ومعارك واستكشاف وحوارات.

• اللعبة تجمع بين أكثر من أسلوب، هناك أسلوب ألعاب Telltale القصصي، وهناك أيضًا لحظات أكشن ملحمية ومتتابعة مثل ومقاطع سينيمائية عظيمة مثل Uncharted أو God of war. شعرت أن المطور بشكل عام يحب الشخصيات وأن لعبتهم هذه نتاج لعمل أجتهدوا فيه بشغف شديد.
• نظام الترقيات والقدرات التي يتم فتحها او تطويرها نظام رائع ويضيف للمعارك بشكل إيجابي عكس ما كنت أتوقعه.
• أداء تقني ثابت إلى حد كبير، واجهت بعض المشاكل في بداية تجربتي ولكن تم حلها لاحقًا عن طريق تحديث اليوم الأول.

ما هي سلبيات التجربة؟

• النصف الأول من عمر اللعبة يقدم أسلوب معارك واعداء متكررين، لا يعبر ذلك عن ما تقدمه المعارك، في النصف الثاني والذي كان مليء بالتنوع والسيناريوهات المختلفة.

• تحاول Guardians of the galaxy في ساعاتها الاولى تقديم الشخصيات على أنهم مختلفين بشكل جذري في المعارك، وأن هناك نوعيات لن يقضي عليها إلا أفراد محددين من فريقك في المعارك، وهو شيء ليس صحيح كان من الممكن تقديمه بشكل أكثر تنوعًا.

• تصميم وجه البطل لم يكن الأفضل على الرغم من التصميم الرائع لجميع شخصيات وبيئات اللعبة، على الصعيد البصري.

• لا تتأثر النهاية بالخيارات التي اتخذتها، وإنما علاقتك بالشخصيات الجانبية فقط، وبقدر كون ذلك تاثيرًا رائعًا إلا أن تقديم أكثر من نهاية كان سيشجعني علي إعادة لعب اللعبة لأكثر من مرة.خصوصًا وأن استوديو Eidos Montreal نجح في تقديم نهايات مختلفة في Deus Ex.

• الألغاز البيئية متكررة ، معظمها يعتمد على التعاون مع أعضاء الفريق لتجاوز عقبات ما، مثلًا Gamora تستطيع التسلق عاليًا ومنحك دفعة للقفز، وDrax يستطيع دفع الأشياء الثقيلة لتتسلق أنت عليها، أو تستخدمها للعبور. أما Groot فيستطيع توفير جسور من فروع الشجر لتعبر عليها، هذه اللحظات لا تتطور ولا تقدم جديدًا،وكذلك بعض عناصر اللعب، والتي ستجد أنك رأيتها كلها في الساعات العشر الأولى من اللعب.

هل أرشح لك Marvel’s Guardians of the galaxy؟

نعم وبشدة إذا كنت من محبي ألعاب الأكشن والمغامرات.

ألعاب مشابهة:

Star Wars Jedi Fallen Order

Mass Effect

Uncharted

في النهاية:

علمتني Guardians of the galaxy ألا أحكم مرة أخرى على لعبة قبل تجربتها، فكل مخاوفي تبددت مع التجربة الفعلية للعبة. أشعر وأن Guardians of the galaxy هي مشروع سلسلة واعدة بشدة ربما يقدم فيها المطور المبدع Eidos Montreal ما لم يسمح له الوقت بتقديمه مع سلسلة Deus Ex من أفكار تدمج بين أنواع الRPG والأكشن الخطي. لأول مرة منذ سنوات أجرب لعبة خطية ولا أشعر بأنني تمنيت أن تكون لعبة عالم مفتوح. يمكنني القول بأن Guardians of the galaxy لعبة موجهة لمن تم إحباطهم بسبب لعبة Avengers لأنها تنجح في كل شيء فشلت فيه الأخيرة.