إن وجدت نفسك تقوم بطرح هذا السؤال على نفسك أو على صديق لك، فلست وحيداً. شهدنا خلال الفترة الماضية عشرات المشاريع الحالية والقادمة تتبع نمط “Games As Services” أو “الألعاب الخدمية” كما تدعوها الشركات، بداية من Fortnite ومروراً من Avengers وحتى مشروع Assassin’s Creed Infinity القادم، فما هو هذا النمط؟ وما علاقة Fortnite و GTA Online بالموضوع؟
بدايات الألعاب الخدمية/ Games as Services
في حقيقة الأمر، يعود نمط الألعاب الخدمية والتي تعتمد في وجودها على الانترنت لسنوات عدة، وقد يكون قديماً قِدم الإنترنت بحد ذاته، إلا أنه لم يسبق له أن لاقى ذات النجاح الكوني الذي رأيناه مع مثالين اثنين: ألا وهما Fortnite و GTA Online. كان لهاتين اللعبتين دوراً هاماً في زيادة شعبية هذا النمط، والذي ينص ببساطة على تقديم الألعاب كعوالم جماعية اللاعبين متغيرة باستمرار، وبيع الإضافات الجديدة والمظاهر والمحتويات المختلفة، مع استمرار عملية التطوير لسنوات طويلة بعد إطلاق اللعبة الأساسية لتتغير باستمرار بما يدفع اللاعبين للعودة لزيارتها بشكل مستمر (وانفاق المال اللازم لذلك).
اقتصادياً، فمن المنطقي بأن تتوجه شركات الألعاب، والتي تسعى دائماً لمضاعفة أرباحها لأكبر قدر ممكن، إلى نمط كهذا. تكاد الفكرة لا تُقدر بثمن، وربما تكون من مصلحة اللاعبين حتى: قدم لهم لعبة مجانية أو بأجر رمزي يستطيعون لعبها في كل وقت عوضاً عن طلب رسم واحد للدخول، ومن ثم استمر بتقديم المحتويات المغرية والإضافية ليدفعوا لك المزيد من المال باستمرار.
كم تجني Fortnite من أرباح حقاً؟
لا يوجد سبب لتغيير النموذج الذي اتبعته لعبة Fortnite، والذي حقق لها مدخولاً تجاوز $9 مليارات دولار في أول عامين لها، مع تحقيقها لمتوسط يقارب $5 مليار في كل عام بعد ذلك. قارن الأمر مع مبيعات Call of Duty، وهي اللعبة السنوية المدفوعة الأكثر مبيعاً، وستجد بأن Fortnite حققت ما يزيد عن $3 مليار أكثر من الأرباح السنوية.. بالرغم من كونها مجانية.
ليس من المستغرب إذاً توجه الشركات نحو هذا النمط الجديد مستقبلاً، وهو ما سيجعل الجزء القادم من Assassin’s Creed عبارة عن مشروع مستمر لعدة سنوات سيتم تقديم المحتويات داخله تباعاً مقابل شراء اللاعبين للأدوات والأمور الجانبية التي ستُشكل مصدر دخل ضخم للشركة، أكبر من مجرد بيعها للعبة AC قصصية جديدة.
هل يوجد أمل للألعاب كما عهدناها سابقاً؟
الأمل لم يضِع كلياً بعد بالطبع، فسوق الألعاب الفردية ما يزال يمتلك جاذباً لدى العديد من الشركات التي أعادت اكتشاف رغبة اللاعبين به من جديد، والمثال الأبرز يكمن في EA التي تقوم حالياً بتمويل إعادة إحياء سلسلة Dead Space، إضافة لجزء جديد من Mass Effect، Dragon Age ومشاريع أخرى لم يتم الإعلان عنها رسمياً بعد. قد لا يكون المستقبل سيئاً حقاً، إلا أنه سيمتلئ حتماً بالألعاب الجماعية ذات المحتويات المتجددة.. وهو أمر قد لا يكون سلبياً إن تم بطريقة صحيحة.
لا تنسى متابعة Games Mix لكل جديد في عالم ألعاب الفيديو عبر موقعنا وصفحات التواصل الاجتماعي!