من المعروف دائماً في عالم ألعاب الفيديو، أن المهام الأفتتاحية هي ما تكون العامل المهم، والذي يجعل اللاعب يكمل اللعبة، سواء كان بسبب أن المهمة الافتتاحية تقدم حماس منذ البداية، وهو ما يجعل اللاعب يكمل تلك اللعبة بكل حماس، أو بسبب أن اللعبة تضعه أمام أسئلة منذ اللحظة الأولى، ولكي يتعرف على الإجابة يتوجب عليه أن يكمل اللعبة.
بالطبع تكون هناك ألعاب من النظرة الأولى عليها لا تكملها، بسبب أن المهمة الافتتاحية مملة أو ذات رتم بطيء، وهو ما يجعل اللاعب لا يحب إكمال تلك اللعبة. أنا لا أستطيع أن ألوم اللاعب على هذا الأمر، لأنني بالفعل وقعت فيه مرارا وتكرارا مع عدة ألعاب قمت بتختيمها، جعلتني أفكر مرارا وتكرارا قبل إكمال اللعبة، وفي هذا المقال قمنا باختيار أفضل 5 مهام افتتاحية في تاريخ ألعاب الفيديو، هيا بنا لنتعرف عليهم سوياً.
تنويه المقال يحتوي على حرق لمقدمات الألعاب المذكورة!
المهمة الافتتاحية في لعبة The Last of Us:
بداية لعبة The Last of Us كانت من أجمل البدايات وأتعسها في نفس الوقت بالنسبة لي في عالم ألعاب الفيديو، حيث بدأت اللعبة بمشهد بين جول وابنته سارة، وتفاجئ سارة والدها بساعة جديدة كهدية له ذلك في جو من المرح بين جول وسارة. بعد ذلك بعدة لحظات تنام سارة وتستيقظ باحثة عن والدها، لتجده يلتقط أنفاسه بصعوبة ومن ثم تتفاجئ بشخص متحول يهجم عليها بشكل مرعب إلا أن جول يحميها ويطلق عليه النار، ومن هنا يبدأ تفشي مرض يتسبب في تحول الناس إلى كائنات مرعبة وخطيرة تشبه الزومبي!
منذ تلك اللحظة تصبح المدينة في حالة من الفوضى وتنقلب رأساً على عقب، ويذهب كلا من جول وسارة وأخيه للهروب من المدينة المدمرة، طوال طريقك وأنت تشاهد المدينة في حالة فوضى عارمة، وتقول ما هذه البداية!. أثناء هروبهم يحدث ما هو غير متوقع وتنقلب سيارة جول لكن لحسن الحظ لم يصبهم شيء. تضع اللعبة اللاعب في موقف صعب ولا يحسد عليه… حيث يجب عليك حماية سارة والهروب من المتحولين في نفس الوقت.
في النهاية تظن أنك استطعت الإفلات من شخص متحول يركض ورائك بفضل تدخل أحد الجنود، لكن الجندي وللأسف يقرر إطلاق النار على جول وسارة خوفاً من أن يكونا من المصابين، يتحرك جول بسرعة لحماية ابنته، لكن لسوء الحظ تصاب سارة بأحد الطلقات النارية ليجدها جول تلتقط أنفاسها الأخيرة، ومن هنا تبدأ اللعبة.
في الحقيقة مع بداية اللعبة ظننت لعدة لحظات أن بداية اللعبة لن تكون بهذه التعاسة، لكن بعدها أيقنت أنني كنت مخطئ تمامًا، وفي النهاية استطاعت اللعبة أن تقدم الدراما منذ اللحظة الأولى، وهو الأمر الذي شجعني وحمسني لأكمل اللعبة.
Final Fantasy VII Remake:
سلسلة Final Fantasy أجدها واحدة من السلاسل المظلومة في تاريخ ألعاب الفيديو، بالرغم من أنها من السلاسل العريقة في التاريخ، إلا أنها لم تلقى اهتمام كبير من اللاعبين كحال الكثير من السلاسل، لكني جئت لكم اليوم لأتحدث عن أحد أمتع البدايات في السلسلة، ألا وهى بداية الجزء السابع، الذي تم إصدار نسخة Remake له منذ فترة ليست بالقصيرة.
تبدأ اللعبة بمشهد يستعرض لك عالم اللعبة، ومن ثم يظهر فريق من المرتزقة يستعدون لأحد المهام الخطيرة في مدينة Midgar من ضمنهم الجندي السابق Cloud، والذي ينضم للفريق لمساعدة صديقه Barrot في هذه المهمة الخطيرة، ألا وهى تدمير أحد المفاعلات المركزية في المدينة التي تتسبب في إسائة استخدام الموارد الطبيعية للكوكب، وهدف الفريق هو وضع حد لهذا الأمر.
بداية اللعبة حماسية للغاية، خاصة في بداية كل قتال عندما تبدأ الموسيقى المميزة تشعر بالحماس، الذي يجعلك تكمل اللعبة لحظة بلحظة. باختصار استطاعت شركة Square Enix تقديم بداية ممتعة حماسية لواحدة من أفضل ألعاب تقمص الأدوار في تاريخ الألعاب.
Uncharted 4: A Thief’s End:
بالنسبة للكثيرين من عشاق و محبي سلسلة Uncharted فإن الجزء الرابع من السلسلة هو المفضل بالنسبة لهم، وفي الحقيقة فإن هذا الجزء هو المفضل بالنسبة لي بعد الجزء الثالث. تبدأ اللعبة بمطاردة مثيرة في عرض البحر من Rafe وجنود المرتزقة لـ Nathan Drake وأخيه Sam، في ظل منافسة Rafe للأخوين على أكبر كنز، لقطة المطاردة كانت في أحد المراحل المتقدمة في اللعبة.
بعد إنتهاء المطاردة تعود بنا اللعبة بمشهد Flashback لـ Nathan Drake عندما كان في الميتم لنتعرف على ماضي الشخصية قبل أن يذهب في رحلة البحث عن الكنز. يقرر Nathan الهروب من الميتم بمساعدة أخيه سام الذي يظهر لأول مرة في السلسلة.
بعد أن أخرج سام أخيه Nathan من الميتم، أخبره سام أنه عثر على بحوث أمه، ويجب عليهم أن يستعيدوها مرة أخرى، وبعد أن استعادوها اكتشف الأخوين كنز ضخم للقرصان هنري إيفرى، ومنذ تلك اللحظة أصبحا المغامرين المعروفين Sam و Nathan Drake.
في الحقيقة فإن بداية لعبة Uncharted 4 كانت من أفضل البدايات بالنسبة لي في ألعاب الفيديو، وأكثرها حماسة، وتلك البداية هي التي جعلتني أنهي اللعبة بدون أن أشعر بالوقت، بل وقمت بإعادة اللعبة منذ البداية لعدة مرات. ففي النهاية هي واحدة من أفضل الألعاب التي مرت علينا.
Assassin’s Creed 2:(أفضل اقتتاحية في تاريخ السلسلة )
تعد بداية الجزء الثاني من سلسلة Assassin’s Creed أفضل بداية في تاريخ السلسلة بالنسبة لمحبي وعشاق السلسلة الشهيرة. بدأت قصة اللعبة بميلاد أحد أعظم الـ Assassin’s ألا هو Ezio Auditore، ولد Ezio في فلورنسا وهي مدينة بشمال إيطاليا لعائلة غنية، وكان يعمل بأحد البنوك في المدينة أنذاك، وبما أنه كان من عائلة غنية فقد كان يعيش حياة سعيدة، لكن تلك السعادة لم تدم إلى الأبد.
فبعدها بفترة قصيرة اكتشف Ezio أن والده قد اختفى ليكتشف فيما بعد أنه تم سجنه حيث أنه كان فرد من الـ Assassin’s سابقًا، بعد ذلك ذهب Ezio لأحد أصدقاء والده ليساعده في تحرير والده، لكنه تفاجئ بخيانته له وقام بإعدام والده، منذ تلك اللحظة تغيرت حياة Ezio تماماً، وتعهد بالإنتقام لهذه الخيانة، ومن هنا بدأت حكاية أعظم Assassin في تاريخ السلسلة
لا شك أن البداية الدرامية والمحزنة للعبة Assassin’s Creed 2 كانت هي السبب في محبة اللاعبين لبداية هذا الجزء عن باقي أجزاء السلسلة، وفي الحقيقة وبالرغم من أنى لست من معجبي السلسلة، إلا أنني أعتبر تلك البداية هي أفضل بداية في السلسلة، وبالطبع فإن ثلاثية ألعاب Ezio من أفضل الألعاب، ناهيك بالطبع عن الموسيقى الرائعة للثلاثية دونًا عن الباقي الأجزاء.
Uncharted 2: Among Thieves:
ننتقل الأن للجزء الثاني من سلسلة Uncharted والذي قدم لنا بداية يجب أن نقول عنها أنها واحدة من أغرب البدايات في تاريخ ألعاب الفيديو، حيث تبدء اللعبة لتجد Nathan يجلس على أحد الكراسي داخل القطار ومصاب، وفجأةً تجد القطار يسقط من مكان عالي، ليتبين فيما بعد أن القطار تعرض لحادث جعله على وشك السقوط، ويجب عليك الخروج بـ Nathan من هذه الورطة قبل فوات الأوان.
بعد خروجك من القطار بصعوبة، يظهر مشهد من الماضي لشرح لك سبب مجيء Nathan إلى هذا المكان، وتبين أنه في مهمة البحث عن أحد كنوز التاجر الشهير ماركو بولو، والتي تمت سرقتها من التاجر من قبل أحد اللصوص، وهدف Nathan وأصدقائه هو البحث عن ذلك الكنز.
في الحقيقة فإن بداية Uncharted 2 غريبة وعجيبة جداً، حتى أنك ستقول “ما الذي يحدث ما هذه البداية ؟”، لكني أجدها هي البداية الحقيقة والأسطورية لأحد أفضل ألعاب المغامرات، وبالطبع لا زالت أفضل من بداية الجزء الرابع، فكما قلنا هي البداية الحقيقية للسلسلة.
Red Dead Redemption 2:
ننهي مقالنا بأحد أجمل البدايات في تاريخ ألعاب الفيديو إن لم تكن الأجمل على الإطلاق، منذ الوهلة الأولى التي أمسكت فيها ذراع التحكم وبدأت اللعبة واندمجت في أجواء اللعبة وأنا أشعر بشعور لم أجد له مثيل حتى الأن بداخل أى لعبة، تبدأ اللعبة بأحد العصابات الذين يتجولون في الثلوج بحثاً عن ملجأ يختبئون فيه من الحكومة بعد سرقة فاشلة لم يكتب لها النجاح.
الأن ينجح بطل اللعبة Arthur Morgan في إيجاد مكان تستطيع العصابة الأختباء فيه من تلك العاصفة الثلجية القاسية، بعد وصولهم للمكان يطلب منهم قائد العصابة Dutch الإستماع إليه لعدة لحظات… حيث يلقى عليهم خطاب يحثهم فيه على التماسك والبقاء معه إلى حين المرور من هذه الأزمة الصعبة، من خلال هذا الخطاب أظهر Dutch للجميع شخصيته القيادية وأنه قادر على تولي زمام الأمور في المواقف الصعبة.
بعد ذلك الخطاب يتجه كلا من أرثر وداتش للبحث عن طعام وموارد ليستطيعوا العيش في تلك الظروف الصعبة والقاسية على الجميع، في طريقهم يقابل داتش وأرثر شخص ما تبين فيما بعد أنه فرد من العصابة يسمى مايكا، ويخبرهم أنه وجد مكان بالقرب ربما يجدون فيه بعض الطعام للعصابة، يذهب داتش وأرثر ومايكا ليطلبوا يد العون من الناس الذين يعيشون هناك، اختبئ أرثر ومايكا في مكان قريب بينما ذهب داتش ليطلب يد العون، بعدها ببضعة لحظات يجد مايكا جثة بالقرب من المكان ليبدأ أول اشتباك بالأسلحة النارية في اللعبة.
بعدها بلحظات يجد أرثر بعض الضوضاء في المكان ليجد امرأة خائفة ويتضح فيما بعد أن الجثة الموجودة كانت لزوج تلك المرأة لذا يضمونها معهم للعصابة وتصبح فيما بعد أحد أفراد العصابة المهمين. في الحقيقة فإن بداية لعبة Red Dead Redemption 2 من أمتع وأفضل البدايات في تاريخ ألعاب الفيديو بالنسبة لي وبالنسبة للكثير من محبي السلسلة، وقد اقتبس المخرج بعض الأشياء من بداية فيلم Hateful Eight والتي كانت تشبه بداية هذه اللعبة.
الخلاصة، قدمت لنا ألعاب الفيديو بدايات أقل ما يقال عنها أنها أعظم البدايات في التاريخ، منها البدايات الدرامية والحزينة ومنها الممتعة والحماسية، وهناك بدايات ألعاب أخرى عظيمة، لكن القائمة المختارة هي أفضل البدايات من وجهة نظر الكاتب، ولا ضرر من الاختلاف فلكل منكم وجهة نظره أعزائي القراء.
