لا شك أن ثلاثية Tomb Raider هي واحدة من أمتع أيقونات عالم الألعاب. بأجواء مستوحاة من سلسلة إنديانا جونز والمقابر المصرية، بدأت السلسلة مع Tomb Raider 1 عام 1996 على أجهزة البلايستيشن 1 وأنظمة تشغيل MS-DOS. أبهرت اللعبة الكثيرين بألغازها، وتصميم مراحلها، والمعارك الجيدة بمعايير وقتها قتها.
بسبب ما حققه الجزء الأول من نجاح، توالت أجزاء اللعبة الواحد تلو الآخر منذ عام 1997 (الجزء الثاني) وحتى عام 2008 (جزء Underworld)، ثم توقفت اللعبة حتى عام إلى 2012 وظننا أن إرث السلسلة العظيمة انتهى إلى أن حدثت العودة القوية، نسخة الريبوت، ومن بعدها جزئين آخرين لتكتمل ثلاثية Tomb Raider.
في 2013 رأينا عودة بطلة سلسلتنا، لارا كروفت، بثوب مختلف تمامًا عن الذي عهدناه. قرر استديو كريستال داينامكس (مطور جزء Tomb Raider: Legend عام 2006) أن يعود بشكلٍ مختلف ويقدم جانبًا إنسانيًا لشخصية لارا كروفت عندما أعلن عن اللعبة عام 2010. وكما وعدنا الاستديو، صدرت اللعبة بشكل رائع وتفوقت على النسخ السابقة في مارس 2013. وبسبب النجاح الهائل الذي حققته اللعبة ومبيعاتها التي تخطت حاجز 8 مليون نسخة، رأينا نسختين أخريين عام 2015 باسم Rise of the Tomb Raider، ونسخة عام 2013 باسم Shadow of the Tomb Raider.
وبسبب المفاجأة الكبرى التي قدمها لنا متجر Epic Games عندما قرر منحنا ثلاثية Tomb Raider كاملةً مجانًا (ينتهي العرض يوم 6 يناير)، قررنا أن نستعرض الأجزاء الثلاثة ونرتبهم من الأفضل إلى الأسوأ.
Tomb Raider (2013)
من تطوير كريستال دينامكس Crystal Dynamics ومن نشر Square Enix، شهدنا عودة السلسلة مرة أخرى.
في يوم مليء بالعواصف، انطلقت لارا كروفت على متن سفينة Endurance في رحلةٍ استكشافية إلى جزيرة Yamati في المحيط الهادئ للبحث عن هيميكو Hemiko (ملكة الشمس The Sun Queen)، ولكن تسري الرياح بما لا تشتهي سفينتها وتحيد إلى Dragon’s Triangle أو مثلث برمودا لتتحطم السفينة وينجو طاقمها بأعجوبة وتواجه بطلتنا أجواءً قاسية يجب أن تتفوق عليها من أجل البقاء على قيد الحياة، فماذا ينتظرها؟
ما يميز هذا الجزء ويُتَوجُهُ على باقي الأجزاء من وجهة نظري المتواضعة هي القصة وبدايتها التي أُسرتنا معها منذ اللحظة الأولى؛ فتاةُ في مُقتبل العشرينات تتحطم سفينتها في أجواء قارسة لن تنجو فيها سوى برداء القسوة والوحشية. لكي تبقى على قيد الحياة عليك أن تبحث عن قوس ورمح وتبدأ في اصطياد الغزلان، الدماء والقتالات الممتعة التي لطالما انتظرنها في الأجزاء السابقة حصلنا عليها الآن أخيرًا.
أسلوب اللعب فاجئنا جميًعا على مدار الاثنتي عشرة ساعة (مدة القصة الأصلية)، ما بين القيود التي وضعها المطورون وحرية عالم اللعبة شبه المفتوح والذي اتخذ شكلًا من أشكال الـ Sandbox، استمتعنا بالجيم بلاي كثيرًا مثله مثل الألغاز والتي لم ترتق لعظمة الأجزاء السابقة بالمناسبة، ولكنها كانت جيدة إلى حد ما.
Rise of the Tomb Raider (2015)
ها نحن على أعتاب مغامرةٍ جديدة مع الجزء الثاني من ثلاثية Tomb Raider والذي يفضله الكثيرون على الجزئين الآخرين.
نستكمل القصة مع الجزء العاطفي من شخصية لارا ورفضها حقيقة وفاة والدها وبحثها عن السر ذاته الذي كان يبحث عنه قبل وفاته والمرتبط بأحد مدن سيبيريا، ومن منظور شخصي، أرى أن تلك الرحلة ليست لشيء سوى لإثبات الذات بالنسبة لبطلتنا.
كلعبة منظور ثالث مليئة بالمغامرة، فالجزء الثاني من السلسلة يتفوق، سواء على مستوى أسلوب اللعب، أو تنوع البيئات، أو كتجربة عامة، ولكن هناك شيء مألوف!
شخصيًا فضلت الجزء الأول بسبب قصته ومساحة تقديمها الواسعة وأسلوب اللعب الجديد والذي رأيناه لأول مرة وبهذه الجودة، أما هنا، فالجزء الثاني ركز على الشخصية وجانبها الإنساني أكثر، اهتم بتفاصيل كثيرة على حساب القصة نفسها، وحتى أسلوب اللعب وجدناه مكررًا؛ مجرد تطوير بسيط في الأسلحة وبعض الحرية للاعبين، ولكن هذا لا ينفي قوةَ الجزء الثاني وبالأخص من ناحية الألغاز والاستكشافات، وكذلك الحوارات الحركة الرشيقة.
Shadow of the Tomb Raider (2018)
الجزء الثالث والأخير في السلسلة يسرد لنا مغامرات لارا كروفت في أمريكا الجنوبية بعد أن نضجت واكتسبت من الخبرات ما يؤهلها للسعي وراء المنظمة التي قتلت والدها. تعرفت بطلتنا على الكثير من الأصدقاء، وقتلت ما يكفي من الأعداء. أصبحت قاسية وأنانية بعض الشيء بسبب ما عانته في الجزئين السابقين.
تميز الجزء الثالث ببعض الحوارات المميزة وبالأخص التفاعل بين لارا وشخصية جونا، كنا شاهدنا تنوعًا وانتقالًا سلسًا من بيئة سيبيريا في الجزء الماضي إلى بيئة أمريكا الجنوبية المليئة بالغابات، ناهيك عن الرسوميات والموسيقى التصويرية واللذين ميزا هذا الجزء، أما عن الجيم بلاي والقصة، فلقد خدعتنا اللعبة جميعًا!
قصة اللعبة وطريقة السرد كانا رائعين في البداية فقط، ولكن مع التقدم، اكتشفنا أن القصة ينقصها الكثير من القتالات، كما اتضحت لنا بعض المشاكل المُتعلقة بالكتابة الركيكة وأسلوب اللعب المكرر. ربما يعود السبب في ذلك إلى تقاعس الاستديو المطور الجديد وهو إيدوس مونتريال بالمناسبة، بعد أن وُكلت إليه مهمة التطوير بدلًا من كريستال دينامكس، وبالرغم من كل المميزات الأخرى، لا يمكن أن تعطينا ثلاثية Tomb Raider تجربةً متكاملة دون قصتها المُحكمة.
في النهاية، يجب التأكيد على أن هذا المقال مبنيُّ على تفضيلات كاتبه الشخصية، قد تتفق معي في ذلك الترتيب، ومن الطبيعي أن تختلف تمامًا. تجربة تلقي الألعاب ليست ثابتة عند جميع اللاعبين وهذا ما يميز الألعاب في كثير من الأحيان.