مقالات

مشروع نيوم للجيمنج: هل سيطور العرب ألعاب AAA بأنفسهم؟

في العاشر من فبراير 2022، رأينا خبرًا مفرحًا من شأنه أن يُشَرف العرب عمومًا واللاعبين خصوصًا. دائمًا ما نسمع عن شركات واستوديوهات عالمية تنتج ألعاب AAA قوية مثل سوني، ومايكروسوفت، وCD Project، وRockstar، وغيرهم الكثير، وها قد حان الوقت أخيرًا لنرى مشروعًا عربيًا على أتم الاستعداد لإنتاج ألعاب “التريبل A”.

ألعاب بميزانيات ضخمة.. ألعاب “التريبل A”

تنقسم فئات الألعاب إلى فئات كثيرة، ومثلما توجد الألعاب المستقلة Indie بميزانياتها المتواضعة، توجد ألعاب الـ AAA بميزانياتها المَهولة.

في أواخر التسعينيات، بدأ مصطلح ألعاب “التريبل A” في شق طريقه نحو أذهان اللاعبين. بدأت الشركات المطورة في استخدام ذلك المصطلح في اتفاقياتهم، واقترب من صكه رسميًا. في عالم صناعةِ الألعاب، هناك تلك التصنيفات غير الرسمية، والتي تضم تحت لوائها ألعاب AAA بالمناسبة، وهي فقط تسميات تُستخدم من قبل الناشرين والمطورين لكي يعفوا أنفسهم من مهمة المصطلحات، ولكي يُسهلوا على أنفسهم وعلى اللاعبين بعض المعلومات الضرورية.

مما سبق نستنتج أن ألعاب “التريبل A” هي ألعابُ ذات ميزانيات مرتفعة للغاية يتكفل بمصاريفها المطورين والاستوديوهات الضخمة.

أحد أشهر أوائل ألعاب الفيديو في فئة AAA كانت Final Fantasy VII والتي صدرت في أواخر القرن الماضي لأول مرة وكلفت الاستديو المطور حوالي 45 مليون دولار (أي حوالي 75 مليون دولار الآن)، وهذا جعلها أكثر الألعاب تكلفةً وقتها قبل أن تأتي اللعبة الأولى في سلسلة Shenmue وتحطم رقم “كلاود سترايف” ورفاقه في Final Fantasy 7 بسبب تكلفتها الباهظة والتي قُدرت بحوالي 60 مليون دولار.

ألعاب AAA

لا تتوقع من ألعاب AAA أن تمتلك قصةً قوية أو بناءً متماسكًا؛ فألعاب تلك الفئة ليست كلها God of War، ولكن توقع أن ترى رسوميات قوية، وتوجه فني خلاب، وعالم مفتوح أو شبه مفتوح. أيضًا ليس لزامًا على ألعاب ال AAA أن تُعجب اللاعبين أو حتى تنجح على الصعيد التُجاري، مع العلم أن معظم تلك الألعاب تنجح تجاريًا، حتى لو خيبت آمال اللاعبين وأشهر الأمثلة حاليًا -صدق أو لا تصدق- هي Battlefield 2042 التي لاقت إطلاقًا كارثيًا وسخط جماهيري يُحبط أعتى الشركات، ولكنها باعت أكثر من 4 ملايين نسخة في الأسبوع الأول من إطلاقها فقط.

ألعاب AAA بأيدٍ عربية!

ألعاب AAA

بعد سنوات عِجاف انعدمت فيها ثقافة العرب بألعاب الفيديو، أصبحنا الآن نشهد تطورات لم نكن لنحلم بها؛ أصبح لدينا مهرجانات ضخمة مثل مهرجان Insomnia Egypt في بلدنا الحبيب، والذي سيشهد انطلاقة نسخته الثالثة هذا العام بعد نجاحات ساحقة حققتها النسختان الماضيتان في 2018، و2019، وها نحن الآن نشهد مشروعًا ضخمًا بفضل السعودية والمشروع الذي سيتم تدشينه في مركز نيوم Neom الإعلامي.

ألعاب AAA

طورنا -نحن العرب- ألعابًا تعكس طبيعة بيئتنا العربية مثل لعبة تحت الرماد التي أنتجتها شركة أفكار ميديا وتتحدث عن الصراع العربي الإسرائيلي، ولعبة أسطورة زورد الإماراتية التي تحارب قوى الشر في الجزيرة العربية، ولعبة سادة الصحراء التي صدرت في 2007 وتناولت جانبًا استراتيجيًا يتناول التجارة وبناء المدن، ولكن الشيء المشترك بين كل تلك الأعمال العربية هو الرسوميات المتواضعة، وهذا ليس شيئًا سيئًا، بل بالعكس؛ نحن العرب صنعنا أفضل ما يمكن بأبسط الموارد المتوفرة، ولكن يبدو أن نقص الموارد سيصبح ماضيًا منسيا؛ فنحن مقبلون على وثبة مباشرة نحو ألعاب AAA.

ما هو مشروع نيوم؟

ألعاب AAA

سنضطر إلى الابتعاد عن الألعاب قليلًا لنأخذ فكرة عن المشروع، والذي أُطلق كمشروع استثماري سعودي من قبل الأمير محمد بن سلمان عام 2017 ضمن فعاليات منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقد في الرياض، ولمن يستفسر عن اسم المشروع، ولكي نختصر موضوعنا هنا؛ فكلمة “نيوم” هي اختصار لكلمتين إحداهما عربية والأخرى إنجليزية، أما الأولى فهي نيو “New” وتعني جديد، وأما الثانية فهي مستقبل تم اختصارها في حرف الميم، لتعني كلمة “نيوم” مستقبل جديد.

المشروع يهدف إلى التوسع في مختلف الخدمات والقطاعات الاستثمارية المختلفة، مثل: الطاقة، والمياه، والتنقل، والغذاء، والآن عالم ألعاب الفيديو الذي يمتلك سوقًا لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال الاستهانة به.

مدينة نيوم الذكية تقع بمدينة تبوك، شمال غرب المملكة العربية السعودية، والجدير بالذكر أنها تُدار بالطاقة النظيفة والوسائل التكنولوجية الحديثة.

أما بالنسبة للجزئية التي تهمنا بشدة فهي التي تختص بجانب الترفيه وعالم ألعاب الفيديو وبالأخص إنشاء الاستديو الأول من نوعه في السعودية وفي الشرق الأوسط كاملًا لإنتاج ألعاب AAA قوية. ذلك الاستديو سيتم إنشاؤه على أراض نيوم الواعدة، وبالتعاون مع مجموعة MBC الإعلامية الضخمة، والتي صرح مديرها “الشيخ وليد بن إبراهيم” أن تعاونه مع نيوم سيفتح آفاقًا جديدة أمام مجال الإعلام، وهو ما سيمكن السعودية من الانخراط في الاتجاه العالمي للصناعة.

وأضاف مدير MBC: “ستضع الشبكة الإعلامية كل خبراتها وراء هذا المشروع لتصبح حاضنة اقتصاد وتقنية قوية لجيل جديد من المواهب.”

في النهاية، نحن مسرورون للغاية بهذه النقلة النوعية في العالم العربي ولا نطيق الانتظار حتى نرى عجلة الإنتاج العربية الجديدة تسابق عجلات الغرب العنيدة.

Ahmed Safwat

أتساءل إلى أين ستصل بنا التقنية في المستقبل، وأنطلق من هذا التساؤل إلى محاولات بائسة، ولكن شغوفة، للبحث عن الجواب من خلال مشاركاتي عن الألعاب والتقنية.
زر الذهاب إلى الأعلى