الذاكرة الافتراضية: ما هي؟ وما فائدتها للهواتف؟

تعدُّ سعة ذاكرة الوصول العشوائية (RAM) من أهم ما يميز خصائص الهاتف الحديث، فإلى جانب المعالج فمن الآمن القول أنهما الركنان الأساسيان اللّذان يحددان كون الهاتف عصرياً أم لا. تلك الخاصية موجودة منذ عقود على الحواسب الشخصية والأجهزة المحمولة، إلا أنّه وفي الفترة الأخيرة بدأ مصطلح “الذاكرة الافتراضية” ينتشر بين مستخدمي الهواتف، حتى أن بعض الشركات قد أدرجتها رسمياً كميزةٍ يستطيعُ المستخدمون استعمالها. فما هي هذه التقنية بالضبط؟

تكنولوجيا الذاكرة الافتراضية (Virtual Technology)

يقوم مبدؤها على مساعدة الـ RAM في إدارة البرامج المفتوحة على الجهاز حالياً بسبب عدم قدرتها على تحملها بالكامل، فيقومُ بالبحث عن البيانات الغير مستعملة لفترة من الزمن وينسخها إلى القرص الصلب مؤقتاً إلى حين احتياجها من قبل المستخدم فتعودُ إلى الذاكرة الاصلية، ليعمل جزءٌ من القرص الصلب كامتداد للـ RAM في هذه الحالة.البيانات المُخزنة على القرص الصلب مؤقّتاً تُسمى الذاكرة الافتراضية او Virtual Memory.

تاريخ ظهور الذاكرة الافتراضية VR

بشكلٍ مبكّر للغاية، ظهرت تلك التقنية عام 1956 على يد فريتز رودولف؛ فيزيائيّ ألماني. ثم في عام 1969 تم تطويرها على يد آخرين وتوسعت ليتمّ استخدامها في الحاسبات الآلية والتكنولوجيّات الصغيرة. حتى أصدرت Intel عام 1982 معالجها الخاص والمتمتّع بخاصية استعمال الذاكرة الافتراضية.

ميزات الذاكرة الافتراضية

• إمكانية استعمالها كبديل عديم التكلفة بالمقارنة بشراء رقائق الذاكرة العشوائية RAM
• التعامل مع نقص الذاكرة العشوائية بشكل سلس وتلقائي، بدلاً من الاضطرار إلى إغلاق النوافذ المفتوحة.
• نظريّاً، لا حدود لكمية الذاكرة الافتراضية الممكن استخدامها من القرص الصلب

سلبيات الذاكرة الافتراضية

• في الأجهزة الالكترونية الحديثة استخدام الذاكرة الافتراضيّة شرط أساسي لعمل الجهاز، وتوسعتها يمكن أن تتمَّ يدويّاً بأمر من المستخدم، فحدوث مشاكل فيها يعني عدم قدرة الجهاز على الإقلاع.
• عليك أن تعلم أن سرعة نسخ البيانات على الذاكرة الظاهرية في القرص الصلب أبطأ بكثير من نسخها على رقاقة ذاكرة RAM المخصصة، وذلك بديهيّ بسبب اختلاف الخصائص والسعر وغير ذلك.

كمثال وبحسب موقع Crucial.com سرعة النقل الخاصة برقاقة ذاكرة رام نوع DDR4-4400 يصل إلى 35000MB/s. بينما سرعة قراءة قرص NVMe الصلب على PCIE 3 تبقى في حدود 5000MB/s. الفرق واضح ويظهر لماذا لا تكون الذاكرة الافتراضية بنفس قدرة الذاكرة العشوائية الأصلية.

ظهور الذاكرة الافتراضية في الهواتف المحمولة.

رغمَ بدء انتشارها منذ فترةٍ ليسَت بالطويلة، إلا أنَّ ميزة إستخدام جزء من الذاكرة الداخلية للهاتف كإضافة للـ RAM الخاصة بالهاتف قد لاقت رواجاً كبيراً بين المستخدمين خصوصاً أصحاب الهواتف ذات الفئة المتوسطة. كما أن عدّة شركاتٍ شهيرة مثل OPPO و Infinix و Honor أضافت هذا الخيار للمستخدم لتفعيله بشكلٍ يدويّ كالصّور أعلاه: فهذه الميزة قد توفّر على المستخدمين تكلفة شراء هاتفٍ جديد وإعطاء هاتفهم الحالي عمراً جديداً نسبياً. إلا أنّه وللأسباب السابقة فتفعيل هذه الميزة قد يفيدُك من ناحية إطالة عمر الهاتف او تشغيلِ تطبيقاتٍ بأداء أفضل نسبياً، ولكنّه لن يعطي ذلك التّحسين المتوقع في الأداء.في النهاية، تظلُّ تلكَ ميزةً جديدة في عالم الهواتف، والبابُ مفتوحٌ أمام الشركات لوضع لمساتها الخاصة لتحسينها، كإتاحة تخصيص اي قيمة من الذاكرة يريدُها المستخدم او تحسين آلية عملها، فهي ما زالت ميزةً لم تظهر بالشكل الكافي في عالم الهواتف ليتمّ تسليط الضّوء عليها، إلا أنّ قادم الأيام سوف تحكم بكون هذه الميزة ذات تأثيرٍ محسوس على الاداء أم أنها ستكون كغيرها من الميزات