قصة لعبة Elden Ring تبدو فى ظاهرها معقدة للغاية إلا أنها أبسط مما قد تظن بمجرد فهمك للنقاط الرئيسية التى بنيت عليها. هكذا هو الحال دائما مع ألعاب السولز من تطوير ستديو FromSoftware ! لقد قمت سالفا بكتابة أكثر من شرح واحد للقصة، وكنت أنوي نشرها على جزئين أو ثلاثة؛ لكن كل مرة اقرأ ما كتبته، كنت أجده معقدا ومليئا بالتفاصيل المزعجة للقاريء، لذلك قررت شرح القصة بشكل مبسط يستطيع القارىء من خلاله فهمها بعيدا عن ملل و رتابة الخوض فى تفاصيل كثيره من شأنها أن تجعله ينسي النقاط الأساسية للقصة بوجه عام.
معظم المصادر التي قامت بشرح قصة لعبة Elden Ring جعلتك تدخل فيما هو أشبه بغرفة الألغاز، حيث تبدأ بسرد القصة لك من البداية اعتمادا على معلومات غير مؤكدة قد نشرت فى أحد المواقع بعينها، ولكن تعلمون جميعا أن خيال الكتاب واسع كالمحيطات لا البحار فقط، لذلك كل كاتب أخذ القراء بداية من نشأة الأرض والمخلوقات في بوتقة الحياة أو كما يطلق عليها بالإنجليزية Crucible ثم أنهى كل منهم الحديث بعد قيامهم بسرد وشرح ما حدث خلال كل العصور ما سبقت عصر الإنشطار | Age of Shattering – ذلك العصر الذي تمردت فيه الساحرة راني – Ranni ابنة الأب Radagon والأم Rennala على دورة الحياة في الأراضي الوسطي. من هنا تبدأ قصة اللعبة الفعلية بعد حلول عصر الإنشطار !
سوف نتطرق للحديث عن تفاصيل القصة الثانوية الجذابة بشكل منفرد من خلال مقالات أخرى
لماذا تمردت الساحرة Ranni على النظام الذهبي للحياة ؟
الساحرة Ranni كانت تحب أمها Rennala كثيرا ملكة السحر في أكاديمية لوكاريا Lucaria والأراضي الوسطى بشكل عام، وبسبب خداع الملكة الأبدية ماريكا Marika لها وسلبها المحارب العظيم Radagon من أمها، أصاب الإكتئاب الملكة Rennala حتى ظن البعض أنها قد فقدت عقلها و روحها بعد أن هجرها Radagon وذهب أبديا ليكون بجانب الملكة Marika.
السبب الآخر هو أنها كانت تطمح في وجود عالم مغاير بعيدا عن سلطة القوى العليا وهيمنة ماريكا عليه – عالم تحكمه النجوم وقوة القمر الذي سيطل على الأراضي الوسطي لمدة آلاف الأعوام لنشر البركة بها كي تعيش كل المخلوقات وكل ما يدب بداخله روح بأمان تحت قوة القمر وسحره.
لك أن تعلم إن الساحرة راني كان ينطبق عليها جميع الشروط العليا كي تصبح خليفة للملكة ماريكا للحفاظ على قوانين النظام الذهبي فى الأراضي الوسطى؛ لذلك كانت دائما تخشى المصير المقدر لها !
كيف بدأت الساحرة Ranni حرب الإنشطار؟
الساحرة راني كانت تقود جيش من النساء الملثمات يطلق عليهن Black Knives اللائي بدورهن استطعن سرقة إحدى شاردات Shards الجزء الروني للموت Rune of Death الذي يكون بدوره مع باقي الأجزاء الرونية خاتم إلدن.
عندما تم اختيار الملكة الأبدية ماريكا من قبل القوي العليا لحكم الأراضي الوسطى، هيمنت سيطرتها على خاتم إلدن – Elden Ring وقامت بالتلاعب به، ونزعت منه الجزء الروني المخصص للموت حتى تعيش جميع المخلوقات في مملكتها دون الخوف من الموت الأبدي. قامت الملكة أخيرا بحفظ هذا الجزء الروني مع حارسها الشخصي Maliketh الذي قامت بعد ذلك بخيانته عن طريق حبسه في مخبأ خاص ومعه جزء الموت الروني Rune of Death أو Destined Death كما تطلق اللعبة عليه أحيانا .
الموت في الأسطورة هنا يعني عودة الروح إلى جذور شجرة الإرد الذهبية Erdtree التي تبارك كل من يعيش تحت ظلها وتهبه الحياة الأبدية وإن كانت بمفهوم آخر عن طريق عودة تلك الأرواح إلى جذورها، لذلك الموت الفعلي في الأسطورة هو فناء الروح وليس الجسد فقط !
السبب فى ذلك يرجع إلى قيام الملكة ماريكا بانتزاع جزء الموت الروني – Destined Death من خاتم إلدن – Elden Ring .
الساحرة راني كانت تعلم جيدا قوة الملكة ماريكا خاصة وأن راداجون بجانبها الآن؛ لذلك قررت ضربها في مقتل من حيث لم تتوقع الملكة ماريكا، حيث قامت راني بقيادة جيش Black Knives فى إحدى الليالي المظلمة – التى يطلق عليها ليلة السكاكين السوداء | Night of the Black Knives – بسرقة شاردة من جزء الموت الروني بالتزامن مع الهجوم على الإبن المفضل لدى ماريكا ويسمي Godwyn the Golden وطعنه بخنجر تم ترقيته بقوة شاردة الموت المسروقة؛ وبالتالي تمكنت راني من قتله جسدا و روحا بعد أن كانت ماريكا تظن أن الموت لن يحل على أراضيها للأبد.
جن جنون الملكة ماريكا وقامت بكسر خاتم إلدن عن طريق سلاح المطرقة الخاص بها؛ وبالتالى ارتكبت إحدى الخطايا الكبرى، فكان عقابها الحبس داخل شجرة الإرد الذهبية و أن يسرق باقي أبنائها الأجزاء الرونيه المكونة للخاتم كي يستفرد كل إبن بمملكته الخاصه فيما بعد. من هنا كانت بداية حرب الإنشطار؛ ومن ثم انقسام الممالك وحلول ما يعرف بعصر الإنشطار Age of Shattering !
حرب الإنشطار فرقت بين أعظم المقاتلين !
بعد أن حصل كل إبن على أحد أجزاء الخاتم، سارت بداخله قوي خارقة جعلته أشبه بالآلهة Demigod فى قوتهم وعظمتهم؛ بالتالي وجد الطمع طريقة إلى داخل قلوبهم ، فهاجموا بعضهم البعض فى حرب عاتيه لعل أن يستطيع أحدهم الحصول على باقي أجزاء الخاتم وبالتالي المزيد من القوى الخارقة.
بالرغم من تلك الحرب الشرسة لم يستطع أحد الأبناء أو كما تطلق عليهم الأسطوره أشباه الآلهة – Demigods سرقة جزء آخر إضافي من الخاتم حتى استسلم الجميع، واستفرد كل ابن بمملكته وأيقن أن القوي الخارقة الجديدة تجعل الأمر مستحيلا أن يتغلب أحدهم على البقية والاستفراد بالخاتم لنفسه فقط.
الملك الأول لخاتم إلدن وعودته لقومه مجددا !
بعد أن اختارت القوى العليا ماريكا لتكون الملكة الأبدية والحافظة لخاتم إلدن، قامت بإرسال وحش ذهبي – Elden Beast من خلال أحد النجوم إلى الأراضي الوسطي ليكون بمثابة الإله الحقيقي للنظام الذهبي على الأراضى الوسطي، وتقوم ماريكا بأخذ دوره شكلا فقط. كذلك ينص القانون الذهبي على أن يكون للملكة حارسا وهو Maliketh و زوجا وهو Godfrey أعظم المحاربين وقتها والذي تقول الأساطير أنه استطاع النيل من العمالقة و آله التنانين بمفرده، وضمن الحفاظ على الملكة ماريكا سالمة والأراضي الوسطي وكل ما يعيش عليها بأمان.
للأسف بعد أن انتهى Godfrey من القيام بدوره ، تقول الأساطير أن لمعان عينيه الذهبي قد بهت وتم نفيه بعيدا عن الأراضي الوسطي ليعود إلى قومه الأصلي الملقبين بإسم Tarnished !
الإسم الأصلي للمحارب Godfrey هو Hoarah Loux وينتمي إلى قوم The Tarnished ويجيد المهارات القتالية اليدوية وكان الأقوى ضمن قومه؛ لذلك اختارته الملكة ماريكا زوجا لها لحكم الأراضي الوسطى .
بعد حرب الإنشطار وماحدث بها من مجريات تخل بالنظام الذهبي في الأراضي الوسطى، استعانت القوى العليا بأقوي المحاربين من قوم Tarnished كي يعودوا من جديد إلى الأراضي الوسطي لعل أحدهم يستطيع استعادة الإتزان والحفاظ على هيمنة النظام الذهبي على الأراضي الوسطي ليصبح ثاني ملك لخاتم إلدن Elden Lord بعد الملك Godfrey !
أخيرا اختفت الملكة الأبديه ماريكا ولم يعرف لها أحد طريقا منذ تلك الحرب !
مهمة أقوى محاربي قوم Tarnished الأصلية !
بعد أن اختل نظام القانون الذهبي فى الأراضي الوسطي وقيام ماريكا بكسر خاتم إلدن بالمطرقة و بعد ما خلفته حرب الإنشطار من بقايا مملكة مكسورة ؛ قامت القوى العليا بدعوة أقوى محاربين قوم Tarnished لمحاولة إعادة النظام كما كان أثناء حكم Godfrey للبلاد بجانب ماريكا الأبدية.
أصبحت الآن مهمة كل محارب من قوم Tarnished هي هزيمة أبناء الملكة ماريكا – راداجون للحصول على شاردات أو أجزاء الخاتم بحوزتهم؛ بالإضافة إلى هزيمة الحارس الشخصي للملكة Maliketh للحصول على جزء الموت الروني بحوزته ومن ثم التمكن من قتل الأعداء جسدا و روحا. أخيرا على محارب قوم Tarnished المختار أن يعيد صنع الخاتم كاملا من جديد وإعادة النظام الذهبي وقوانينه على الأراضي الوسطي.
قد فات الآوان لإعادة النظام الذهبي مجددا !
بعد أن يقوم المحارب المختار بهزيمة أشباه الآلهة والحصول على أجزاء الخاتم، يجد أن الطريق داخل شجرة الإرد الذهبية أصبح محصنا بفروع الشجرة نفسها ولا سبيل لتخطي تلك العقبة إلا القيام بإضرام النار في شجرة الإرد الذهبية -الأمر الذي تعتبره القوى العليا بمثابة خطيئة كبرى لا تقل شأنا عما فعلته الملكة ماريكا عندما قامت بكسر الخاتم بعد مقتل إبنها المفضل !
بعد سلسلة من الأحداث يتمكن المحارب من فعل ذلك وهزيمة Maliketh والحصول على جزء الموت الروني منه، من ثم يعود الموت جسدا و روحا مجددا ويحل غضب القوي العليا على الأراضي الوسطى جميع أركانها !
الآن أصبح من الممكن قتل ماريكا نفسها، بل قتل الآله Elden Beast أيضا ! الأمر الذي جعل ماريكا منذ البداية تقوم بالتحفظ على حارسها Maliketh في مخبأ خاص وتحصين مدخل شجرة الإرد الذهبية جيدا .
فى الوقت ذاته يكون Godfrey – أول حاكم إلدن Elden Lord للبلاد والزوج الأول للملكة ماريكا – قد عاد مجددا كي يسترد مجده من جديد، ولكنه يصطدم مع محارب Tarnished المختار فى معركة مهيبة تنتهي بمقتل Godfrey للأبد. هنا لم يعد يتبقى شيء إلا اقتحام الساتر الذهبي والدخول إلى باطن شجرة الإرد الذهبية.
نهاية الأسطورة : نجاح الساحرة راني في تحقيق هدفها !
بعد أن يتمكن المحارب المختار من دخول شجرة الإرد الذهبية، يفاجيء أن الملكة ماريكا – راداجون قد أصبحت أسيرة بداخلها منذ أن قامت بكسر الخاتم ، وأن ماريكا و راداجون بمثابة شخصية واحدة يمتلكان جسدا واحدا و روحا واحدة، ولكن يختلفان في الفكر. من هنا يأتي تفسير لماذا قامت ماريكا بكسر الخاتم وحاول راداجون من بعدها إصلاحه، وأيضا لماذا قام راداجون بهجر الملكة رينالا دون أسباب واضحة وأخيرا لماذا من يصارع المحارب المختار هو Radagon بديلا عن Marika. لاحظ أن لون شعر ماريكا قبل القتال يتحول إلى اللون الأحمر تفسيرا لقدرة راداجون للتغلب على فكرها للدفاع البائس عما تبقي من النظام الذهبي؛ خاصة بعد أن قام المحارب المختار بإضرام النار بشجرة الإرد الذهبية والوصول إلى مخبأ ماريكا أو راداجون الخاص الذي ظن أن بقدرته إعادة إصلاح خاتم إلدن بداخله ومن ثم بقاء ماريكا الأبدية ملكة متوجة على عرش حكم الأراضي الوسطي ويظل هو بمثابة زوجها الأبدي.
يتمكن المحارب المختار من قوم Tarnished من هزيمة راداجون ليضطر من بعده إلى قتال الآله وحش إلدن – Elden Beast الذهبي الذي تم إرساله من قبل القوي العليا إلى الأراضي الوسطي داخل أحد النجوم كما ذكرنا سابقا. بعد موت راداجون يقوم وحش إلدن بتحويل جسده إلي سيف ليقاتل به المحارب المختار.
يستطيع المحارب المختار هزيمه وحش إلدن أو الإله كما تعتبره الأسطوره ومن ثم يجد نفسه أمام خيارين ؛ أحدهما هو إعادة صنع خاتم إلدن ليحمل لقب Elden Lord ويحكم بمفرده الأراضي الوسطى بعد أن حل عليها الدمار وتم إضرام النار بشجرة الإرد الذهبية وقتل وحش إلدن وهزيمة القوى العليا ، وتعتبر تلك النهاية سوداوية لذلك إن قام اللاعب بإختيارها يطل علينا الروائي الرائع بكلماته التى تؤكد على أن عصر التفكك والدمار Age of Fracture قد حل على الأراضي الوسطي وأوراق شجرة الإرد المتساقطة شاهدة على ذلك !
أما النهاية الأفضل والمنطقيه فهي القيام باستدعاء جسد وروح الساحرة راني كي يتم تتويجها ملكة على عرش الحكم بعد ماريكا؛ ومن ثم يصبح المحارب المختار زوجها حاملا لقب Elden Lord كي يبدأ عصر النجوم – Age of Stars لتبارك قوة القمر الأراضي الوسطي وكل ما يعيش عليها لآلاف من السنين القادمة. أنا شخصيا أعتبر تلك هي النهاية الأفضل والأكثر منطقية لأحداث أسطورة خاتم إلدن – Elden Ring !
أعدكم بالتحدث لاحقا عن القصص الثانوية للشخصيات والوحوش الرئيسية داخل الأسطورة، وسوف أقوم بتوضيح العديد من التفاصيل الجذابة في عالم اللعبة ومدى تأثيرها على قصتها الرئيسية !
لعبة Elden Ring أشبه باللوحة الفنية التى كلما نظرت إليها، وجدت العديد من التفاصيل الرائعة الجديدة المخبأة جيدا هنا وهناك !
