مقالات

رسميًا: إدمان ألعاب الفيديو يصبح مرضًا نفسيًا: إليك التفاصيل وكيفية تجنبه

لا شك أن ألعاب الفيديو تمثل دور المُتنَفَس بالنسبة للملايين حول العالم؛ يجدون فيها راحتهم وتبقيهم على قدر هائل من المتعة والاندماج. يمكن للألعاب أن تحسن قدرات الفرد الإدراكية، وتزيد من إبداعه وتنمي لديه ملكة حل المشاكل Skills Problem-Solving، ولكن في نفس الوقت، وعلى الجانب المضاد تمامًا، نجد أن لها أضرارًا قد تفوق منافعها.

فجميعنا نعلم كيف يمكن لألعاب الفيديو أن تُدمَن، ونعلم أيضًا أننا نضيع عليها آلاف الساعات مقابل الحصول على المتعة والاسترخاء. ولأن الشيء -وبالأخص ألعاب الفيديو- إذا زاد عن حده، انقلب ضده، فإن قضاء آلاف الساعات في اللعب والاستمتاع يمكن أن يودي بحياتك، ويجعلك مريضًا نفسيًا مصابًا بما يُسمى “اضطراب ألعاب الفيديو” Gaming Disorder.

إلى أين وصل بنا إدمان الألعاب؟

في كوريا الجنوبية، أُلقي القبض على زوجين أدمنا ألعاب الفيديو لدرجة أنهما أهملا تغذية طفلتيهما، وبسبب الإهمال، ماتت الطفلة المسكينة. وفي نفس الدولة، ومع ازدياد أعداد مقاهي الألعاب هناك، اتجه بعض اللاعبين إلى الاستعانة بالحفاضات لكيلا يضيعوا وقتًا في الذهاب إلى المراحيض وقضاء حاجتهم فيها. أجرى الباحثون دراسة على أكثر من 2000 طالب كوري ليروا مدى إدمانهم لألعاب الفيديو، ووجدوا أن حوالي 6% منهم مصابون باضطراب الألعاب، وحوالي 8% معرضين للإصابة بهذا الاضطراب.

ولكي أزيدك من الشعر بيتًا، سنحتاج إلى الذهاب إلى الولايات المتحدة، وبالتحديد إلى ولاية أوهايو؛ حيث قتل مراهق يبلغ من العمر 17 عامًا والديه لأنهما حرماه من لعب Halo 3، وبرر فعلته الشنيعة بأنه مريض بإدمان الألعاب الذي وصل إلى 18 ساعة متواصلة يوميًا!

منظمة الصحة العالمية تحسمها بمرض اضطراب الألعاب

وبسبب هذا الجنون واستجابةً لتلك الإحصائيات المرعبة، سارعت منظمة الصحة العالمية -في 2018- بصك مصطلح “اضطراب الألعاب” أو Internet Gaming Disorder (ICD) والذي من أعراضه القلق وضعف الشخصية، وضعف الروابط العائلية، أو الاجتماعية، أو التعليمية، أو المهنية.

 وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى مخاوف صحية أخرى مرتبطة بهذا الاضطراب منها قلة النشاط البدني، وسوء التغذية، وضعف الحواس مثل السمع والبصر، ومشاكل العظام، والاكتئاب، والسلوك العدواني وتلك الأعراض التي لا ينفك الأهل عن تحذير الأبناء منها، ليتضح أنها حقيقة في النهاية.

كيف تعرف أن لديك مشكلة حقيقةً؟

ألعاب الفيديو

وفقًا للجمعية الأمريكي للطب النفسي APA؛ إذا ظهرت عليك 5 من الأعراض القادمة في عام واحد، فاعلم أنك في خطر محتمل:

1.     تفكر في ألعاب الفيديو طوال الوقت أو معظم الأوقات.

2.     لا تشعر بالراحة إلا عند اللعب.

3.     تشعر أنك بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت على ألعاب الفيديو لتشعر بتحسن.

4.     لا تستطيع التخلي عن اللعب بسهولة.

5.     فقدت الرغبة في فعل أي شيء مسلي سوى اللعب.

6.     لديك مشاكل في العمل، أو الدراسة، أو المنزل بسبب ألعاب الفيديو.

7.     تستمر باللعب على الرغم من معرفتك بهذه المشاكل.

8.     عندما يسألك أحدهم عن الوقت الذي تقضيه في اللعب لا تقول الحقيقة.

9.     تتجه إلى الألعاب كلما شعرت بالسوء.

ألعاب الفيديو

يجب التنويه أنه لحسن الحظ أن عدد المُصابين أو اللذين تنطبق عليهم كل الأعراض هم فئة قليلة للغاية من اللاعبين تصل نسبتهم من 1-9%، وأن كثرة اللعب أو الشغف بالألعاب لا تعني أنك مدمن لها، فقد تكون لاعبًا شرهًا، ولكن في نفس الوقت تستطيع التحكم بوقتك، وتعرف متى يجب عليك أن تتوقف، ولكن إياك وخداع نفسك يا صديقي!

سل نفسك عما إذا كانت الألعاب تحول بينك وبين الأشياء المهمة في حياتك مثل علاقاتك مع أهلك وأصدقائك، عن عملك ودراستك، عن واجباتك وفروضك الدينية أو أيًا كان الشيء الذي تعرف أنك بحاجة إليه.

قد يكون من الصعب، بل هو من الصعب، أن تعترف بمشكلتك بنفسك؛ وهذا بكل بساطة لأنك تحب ألعاب الفيديو، فاطلب مساعدة أهلك واجعل أصدقاءك المقربين على اطلاع بعدد الساعات التي تقضيها أمام ألعاب الفيديو. الذهاب للطبيب أيضًا وفحص نفسك بشكل دوري من أفضل الأشياء التي يمكن أن تساعدك حقًا.

هل ألعاب الفيديو بهذا السوء؟

ألعاب الفيديو

تحدثنا في مقال سابق بالتفصيل عن فوائد ألعاب الفيديو، وأنها يمكن أن تزيد من قدراتك الإدراكية وتجعلك تفكر بشكل منطقي، وهذا ما أثبته باحثون صينيون وأستراليون تعاونوا معًا في هذه الدراسة. فبعد فحص أدمغة 27 لاعبًا محترفًا باستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي fMRI، وجدوا أن المادة الرمادية (المسؤولة عن الوظائف الحركية، والذاكرة، والعواطف، والكلام، وغيرهم) لديهم أكثر من غيرهم. وإذا أردت أن تطلع على باقي الفوائد، فقط اقرأ هذه المقالة.

ألعاب الفيديو

الخلاصة، أن ألعاب الفيديو من أفضل وسائل الترفيه التي صنعها الإنسان في التاريخ، ولكنها كأي شيء آخر يمكن أن تدمر حياتك إذا منحتها الفرصة، وذلك عن طريق قضاء عشرات الساعات عليها يوميًا. لا تجعل الألعاب تُلهيك عن الحياة، وفي نفس الوقت، الجأ إليها إذا أردت أن تنفس عن غضبك، أو إذا أردت أن تقضيَّ وقتًا ممتعًا. أدر وقتك وحياتك بحكمة، وستستطيع أن تلعب دون أي مشاكل صحية.

Ahmed Safwat

أتساءل إلى أين ستصل بنا التقنية في المستقبل، وأنطلق من هذا التساؤل إلى محاولات بائسة، ولكن شغوفة، للبحث عن الجواب من خلال مشاركاتي عن الألعاب والتقنية.
زر الذهاب إلى الأعلى