تعد سلسلة The Last of Us واحدة من أفضل سلاسل الألعاب بالنسبة للملايين حول العالم وحجةٌ رئيسية لكل مدافع عن سوني وحصريات البلايستيشن. نجاحٌ الجزء الأول الذي بدأ كل شيء في 2013 بالإضافة إلى الحماس الذي هز أوساط الصناعة في 2020 عندما صدر الجزء الأسطوري الثاني، أجبر سوني على رسم خطط مستقبلية للسلسة؛ فسمعنا بإشاعات قوية عن تحول اللعبة إلى مسلسل من إنتاج شبكة HBO، وكذلك عن نسخة ريميك “يُشاع” أنها قيد التطوير منذ وقت طويل.
لن نتحدث عن المسلسل بالتفصيل، ولكننا سنذكر ما يهمنا عنه وعن علاقته بنسخة الريميك، وسنجيب على سؤال: لماذا تقوم سوني بعمل ريميك للجزء الأول، فهذا هو مَعقل حديثنا.
بدايةً، ما الفرق بين الريماستر والريميك؟
باختصار الشديد، الريماستر أو النسخة المحسنة هي نسخة من لعبة قديمة، ولكن برسوميات أفضل وميكانيكيات عصرية تتناسب مع الأجهزة العصرية ولا يُشترط وجود محتوى جديد، ولنا في The Last of Us remastered خيرُ مثال، حيث صدرت اللعبة على جهاز الجيل الجديد وقتها (PS4) وكان هناك فرقًا ملحوظًا على مستوى الرسوميات.
أما الريميك أو النسخة معادة الصنع، وعلى عكس الريماستر، فهو يتطلب بناء اللعبة من الصفر لدرجة ستصيبك بالذهول عند مقارنة اللعبتين. في الريميك، عادةً ما يتم تغيير محرك اللعبة ليتناسب مع التطور التكنولوجي السريع، وبنسبة كبيرة يتم تغيير المحتوى فتُزال العناصر القديمة ويتحسن أسلوب اللعب وميكانيكياته بشكل عصري. أمثلة على الريميك: Resident Evil: Remake، وShadow of the Colossus (2018).
لماذا تعمل سوني على ريميك TLOU؟
بالنسبة لسوني، وبالنسبة إلينا كلاعبين كذلك، يعد الجزء الأول من The Last of Us أحد أهم الحصريات التي تميز البلايستيشن. منذ وقت إصداره في 2013 وحتى يومنا هذا، باع الجزء الأول أكثر من 20 مليون نسخة حول العالم.
أما بالنسبة للجزء الثاني، فلم يقل مستوى نجاحه مقارنة بسابقه لا على المستوى الفني أو التجاري، بل إن الكثيرين فضلوه على اللعبة الأصلية. لك أن تتخيل أن The Last of Us 2 باعت حوالي 4 ملايين نسخة في الأسبوع الأول فقط من الإطلاق.
وإذا نحِّينا نجاح اللعبة جانبًا وتطرقنا إلى سبب آخر لإحياء الجزء الأول، سنرى أنها حركة ذكية للغاية على المستوى التسويقي؛ فهناك مسلسلٌ لسلسة The Last of Us (سيركز على الجزء الأول أكثر من الثاني) يُطبخ على نار هادئة من إنتاج شبكة HBO. من المقرر أن يصدر المسلسل في العام المُقبل وسيتناول قصة جويل وإيلي في عالم ما بعد الكارثة. وكنا قد رأينا أول صورة رسمية من المسلسل في سبتمبر 2021.
ووفقًا للكثير من التسريبات والشائعات، فإن The Last of Us Remake قيد التطوير منذ وقت ليس بقصير، بل وهناك عشرات التكهنات التي تجزم بصدورها في وقت أقرب مما نتوقع، مثل أن تصدر في نهاية هذا العام. حينها، ستستقطب اللعبة جمهورًا جديدًا، وتعيد تذكيرنا باللعبة الأصلية، والأهم من ذلك أنها ستُعدنا للمسلسل وتروج له بشكل ذكي.
هل نحن بحاجة إلى ريميك The Last of Us؟
بعد متابعة آراء الكثير من اللاعبين، رأيت تخوفًا حقيقيًا من نسخة الريميك ولم أسمع سوى سؤال واحد فقط يلوح في الأفق: لماذا؟ شخصيًا أرى الجزء الأول متكاملاً على جميع الأصعدة؛ فلعبة The Last of Us من الألعاب القليلة التي تستحق العلامة الكاملة لما قدمته على البلايستيشن 3 من قصة متكاملة، وبيئةٍ ولا أروع، وشخصيات وتمثيل لا غبار عليهم، فماذا سيضيف الريميك؟
إلى يومنا هذا لا أحد يعلم ما الجديد في الريميك أو ما الفرق بينه وبين اللعبة الأصلية، ولحسن الحظ أن التقارير تقول بولاء المطورين للجزء الأول. وفقًا لمقالة نُشرت على بلومبيرج، فإن فريق تطوير اللعبة الأصلي Visual Arts Service Group أراد أن يعين أشخاصًا لإعادة هيكلة ميكانيكيات أسلوب اللعب فقط؛ وهذا يعني أننا قد نرى تطورًا ملحوظًا على مستوى الرسوميات وأسلوب اللعب، أما باقي العناصر، مثل القصة والشخصيات، فقد لا نرى أي جديد فيها.
وفي النهاية، وبدون أدنى درجات الشك، لن نمانع تجربة ممتعة أخرى للعبة أسرتنا معها لساعات طويلة في رحلة مليئة بالدراما، والأكشن، والإثارة، ولكننا في نفس الوقت لن نُسَر عندما نرى تحفة فنية تتحول إلى لعبة عادية أو حتى سيئة بسبب قرارات لا داعي لها.