منذ الإعلان الأول عن لعبة Back 4 blood والتي يقف خلفها استوديو Turtle Rock Studios، ذلك الاستوديو الذي قدم لنا واحدة من التحف الفنية في مجال الألعاب التعاونية، وألعاب الموتي الأحياء -الزومبي-Left For dead.لم استطع أن أتمالك نفسي، وتحمست للعبة بشكل كبير، لكن مع ملاحظة أن تلك اللعبة، ومن خلال المقاطع المصورة من داخل اسلوب اللعب، تمتلك تشابهات كبيرة مع Left For dead بشكل قد يجعلها تبدو مألوفه أكثر من المطلوب. حصلنا علي كود للبيتا المغلقة وجربناها بما فيه الكفاية لنحكم عن تلك اللعبة،واليوم نحن بصدد مناقشة محتوي البيتا، فهل كانت تجربة ممتعة؟
محتوي البيتا المغلقة للعبة Back 4 blood:
تحتوي البيتا علي طورين لعب، وهما طور تنافسي (PVP) وطور تعاوني (PVE)، كما تمتلك اللعبة نظام ترقيات كامل يحتوي علي بطاقات قدرات، يمكنك الحصول عليها عند الفوز، وضمها إلي مجموعتك لتوفر لك قدرات جديدة، تساعدك علي تحسين أداءك. كما تمتلك البيتا مجموعة من البطاقات و الشخصيات القابلة للعب-من شخصيات الزومبي- والتي احتفظ بهم المطور ليتم فتحهم في النسخة الكاملة القادمة في اكتوبر.
طور الPVE
يعتبر هذا الطور هو أساس التجربة، إذ أن سمعة Left 4 dead الجبارة مبنية علي الطور التعاوني، ضد مجموعات لا تنتهي من الموتي الأحياء، والامر هنا يشبه كثيرًا تجربة Left 4 dead لكن مع بعض التحسينات التي تجعل من التجربة أكثر عمقًا، ولكل مباراة أجواء مختلفة عن الأخري.
يمكنك هذا الطور من اللعب في فريق مكون من أربعة لاعبين، ضد مخلوقات الزومبي في خريطة متوسطة الحجم، مصممة بشكل رائع سنشير إليه لاحقًا في السطور القادمة. تكون مهمة فريقك هي النجاة فحسب، ويكون هناك عداد وقت تنازلي. الجديد في هذا الطور يكمن في نظام البطاقات الذي أشرت إليه، فهناك مثلًا بطاقات تساعدك علي القتال بشكل أفضل بالسكاكين، ووقتها ستجد نفسك تفضل الركض نحو أسراب الزومبي، وطعنهم، وبطاقة أخري تسمح لك بجمع موارد أكثر وفرة عن بقية اعضاء الفريق. هذه البطاقات تصنع للاعب نظام يشبه نظام الفئات، ولكنه غير مُعلن، إذ ستجد نفسك تقوم باختيار البطاقات التي تساعدك علي ترقية نقاط ضعفك، وتقويتها، وبالتالي هناك حرية أكثر مقارنةً بنظام الفئات التقليدي الذي يقيدك بترسانة أسلحة محددة، لا يمكن أن تحيد عنها. هذا النظام الخاص بالبطاقات لا يقتصر فقط علي الشخصيات البشرية التي يتحكم فيها اللاعبون، بل هناك بطاقات خاصة بمخلوقات الزومبي، تقوم اللعب ةبتعينها بشكل عشوائي مع كل مباراة لزيادة مستوي الصعوبة بشكل يتناسب مع اكتسابك، وفريقك قدرات جديدة. أحد تلك البطاقات الخاصة بالزومبي تقوم باستدعاء قطيع منهم كل فترة محددة (قد تختلف المدة) وبطاقة أخري تجعلهم قادرين علي التخفي، أو الحركة السريعة، وهي قدرات تزيد من صعوبة، وتنوع المراحل علي حد سواء.
يعتبر ذلك الطور هو أحد أمتع أطوار اللعب التعاوين التي لعبتها منذ سنوات طويلة، إذ تنتج عنه الكثير من اللحظات التي تتجلي فيها روح الفريق، والمواقف المضحكة، والمفاجئة. الذكاء الإصطناعي للأعداء أيضًا حظي باهتمام المطور بشكل يجعل منه مغاير لما نراه في معظم ألعاب الPVE المعروفة
في لعبة World War Z، تعتمد في اسلوب اللعب الخاص بها علي أعداد مخلوقات الزومبي الكبيرة -مثل الفيلم التي تقتبس منه اللعبة فكرتها- وهو ما يجعلك دائمًا تميل إلي البحث عن الاماكن الضيقة، والاحتماء فيها، ولكن تلك الاستراتيجية ليست ناجحة في كل الأوقات في WWZ إذ أن مخلوقات الزومبي سريعة، وتجيد الدخول للاماكن الضيقة، كما أن تصميم البيئات يمتلك بيئات مفتوحة اكثر من تلك المغلقة.
في Back 4 blood تعتمد اللعبة في اسلوب اللعب علي الحركة الدائمة أيضًا، ولكن مع تقديم تنويع كبير في انواع الأعداء التي تقوم بقتالهم علي مدار فترة لعبك. هناك أنواع كثيرة من الأعداء، بعضهم متروك للنسخة الكاملة، وبعضهم تم استعراضه في البيتا. تلك تفرض عليك شئًا قريب من معارك الزعماء، سيكون عليك التعاون والتنسيق مع فريقك بشكل مؤثر للتغلب عليها.
هناك أيضًا الطيور التي إذا أخفتها تتسبب في جذب انتباه قطعان الزومبي، وهو شيء رأيناه سابقًا في لعبة Hunt Showdown، وهو أن تعي جيدًا أين أنت متجه، وتنتبه للبيئة، وأين تخطو شخصيتك بأقدامها.
طور الPVP
علي الرغم من كون اللعبة تعاونية في الأساس، إلا أن الطور التنافسي يعد احد أمتع التجارب في هذا الصدد منذ فترة طويلة. هناك الكثير من الألعاب التي حاولت تقديم نموذج شبيه في ال الأطوار التنافسية، منها مثلًا لعبة Resident Evil Resistance و Predator Hunter Ground بحيث يقدمون للاعب إمكانية اللعب بمخلوقات غير بشرية، ضد مجموعة من البشر، وعلي الرغم من روعة الفكرة علي الورق، لم تنفذها أحد تلك الألعاب ببراعة مطور Back 4 blood.
الطور التنافسي في Back 4 blood يضعك في فرقة من أربعة لاعبين، ضد أربعة أخرون، أحدكم يتحكم في مخلوقات الزومبي المميزة (أشباه الزعماء) والفريق الآخر يتحكم في أربعة شخصيات بشرية. تكون المباراة مقسمة علي 3 جولات، يحصل فيها الفرقة البشرية علي فترة لجمع الموارد في بداية الجولة، وتوزيع أنفسهم علي الخريطة، ويقوم الفريق الآخر بانتظارهم، مهمة الفريق المتحكم في الوحوش أن يقضي علي الفريق البشري في أقل وقت ممكن، ومن ثم تنقلب القوانين، ويتحكم الفريق الذي كان يمثل الوحوش بشخصيات بشرية، ويقع علي عاتق فريق الوحوش المهمة ذاتها، وبعدها يفوز الفريق الذي قضي علي الآخر في أسرع وقت.
أكبر تهديد واجه هذا الطور هو كونه مكرر، وممل، ولكن تصميم الوحوش حال بين اللعبة وبين ذلك، وجعل في كل جولة شيئًا جديدًا يمكنك انتظاره، حيث تقدم البيتا ستة أنواع من الوحوش، ولكل منهم فئتين فرعين، وفي النسخة الأصلية سيكون هناك عدد أكبر من الوحوش، ولكل منهم أربع فئات فرعية. كل عدو مصمم بشكل وقدرات تناسب بيئة محددة، وهو ما سيحتم عليك الاختيار بعناية في كل جولة حسب الخرائط.
فئات الوحوش التي كانت متوفرة هم:
- Stinger: هو وحش فعال بشكل كبير في الهجوم من مسافات كبيرة، لأنه يمتلك مجموعة من الضربات والقدرات تصلح للاستخدام عن بعد، كما أنه يتميز بالسرعة والخفة.
- Reeker: يعتبر مخلوق ثقيل الحركة، ولكنه يتميز بقدرة خاصة رائعة، وهي إمكانية بثق سائل سام من فمه، وهو ما يجعله خطير في كلا المدي القريب والبعيد،ويستخدم بسهولة لتفريق فريق البشريين ومنعهم من التحرك عصبةً، لتسهيلا لقضاء عليهم علي يدي بقية أعضاء فريقك.
- Tallboy: يتميز بلكمته القوية، وحجمه الكبير، ولكنه بطيء الحريكة، لا يصلح للاستخدام في البيئات المفتوحة التي يراك فيها فريق الخصم وانت قادم من بعيد، ولكنه فعال بشكل عظيم في البيئات المغلقة، ويمكن استخدامه في نصب الكمائن للفريق الخصم.
- Common: هو الزومبي المعتاد سريع الحركة، لا يمتلك قدرات خاصة سوي السرعة، ويعتبر أقلهم استخدامًا خلال تجربتي للبيتا علي مدار ساعات وساعات مع أشخاص مختلفة
النسخة الكاملة:
سنري في اللعبة الكاملة طور قصة، تدور احداثه حول وباء يحول البشر إلي زومبي، ومجموعة من الناجين يسمون نفسهم Cleaners يأخذون علي عاتقهم إنقاذ البشرية، قصة بسيطة ومعتادة ولكن لا تتوقع عزيزي القاريء بأن القصة هنا الهدف منها هو تقديم تجربة سينيمائية.
تمكنك القصة من اللعب في فريق من أربعة، أو وحيدًا مع إمكانية دخول أصدقاءك بشكل متقطع علي مدار أحداث القصة، أي أنها ليست لعبة أنت مُجبر فيها علي الالتزام مع شخص آخر باللعب معًا مثل It Takes Two مثلًا. ولكن سيكون عليك الاتصال بالانترنت دائمًا حتي ولو لعبت اللعب ةوحيدًا.
يذكر أن النسخة الكاملة من Back 4 blood تتوفر في 12 اكتوبر القادم علي جميع المنصات للجيلين الحالي والسابق وستدعم اللغة العربية في ترجمة القوائم والحوارات. كما تتوفر منذ اليوم الأول للإصدار علي خدمة الXbox Game Pass
الخلاصة: عودة محمودة لاستوديو مبدع
لقد سعدت بتجربتي مع Back 4 blood بعودة الاستوديو الذي جلب لنا تحفته الأولي Left 4 dead بقدر سعادتي بأن عودته كانت بشكل مبتكر، يحمل في طياته الكثير من الإمكانيات، والعناصر التي تبشرنا بلعبة قد تتربع علي عرش الألعاب الجماعة لوقت طويل، كما أن النسخة النهائية ستمتلك المزيد من المحتوي الذي سيجعل من اللعبة لعبة غنية، وهو ما أنتظر ان أراه وأحكم عليه بنفسي، مع الوضع في عين الاعتبار ان هناك عنصر مهم لم نري منه الكثير في البيتا وهو تصميم الخرائط، وهو عنصر قد يغير من تجربة كل مباراة عن سابقتها، ويدفع التجربة ككل للأمام بشكل كبير.
يتعامل مطور Back 4 blood مع اللعبة علي أنها الجزء الثالث من- أو حاملة راية- سلسلة Left 4 dead ويبدو وأن المطور ينوي دعمها بمحتوي جديد علي مدار شهور من إصدارها، أما عن البيتا فقد كانت تجربة ممتعة بشكل غير مسبوق مع الأصدقاء، وأتوقع مع توفر طور القصة، وباقي محتوي اللعبة وقت الإصدار ستكون تجربة تستحق اللعب، وتستحق السعر الكامل.