دائمًا ما أجد الألعاب المطوّرة من قِبل الاستوديوهات الصغيرة مميزة وتقدم العديد من العناصر الجديدة ولحسن الحظ لعبة OXIDE Room 104 لم تُغير انطباعي هذا بل أبهرتني اللعبة بقصتها الغامضة وأفكارها الجديدة، فاللعبة كانت تعاقبني على ضعفي وتكافئني على قوتي بطريقة جديدة في كل مرة.
نبذة عن اللعبة والقصة بدون حرق
لعبة OXIDE Room 104 من تطوير استوديو Wild Sphere الطموح بمحرك Unreal Engine وهي لعبة رعب من منظور الشخص الأول وتجمع بين الهروب من الغرف المغلقة (Escape Room)، عناصر البقاء على قيد الحياة، الأكشن والألغاز.
وتدور أحداث اللعبة حول ماثيو المتجه لنُزُل Night Soul لأمرٍ ما لكن تصله رسالة من أحد الأشخاص يخبره فيها أن هذا الأمر قد أُلغي وأن عليه أخذ أغراضه من النُزُل والرحيل من المكان، فيشعر ماثيو بالغضب ويلقي هاتفه المحمول على الأرض قبل أن يرى الرسالة الأخري والتي كان مضمونها ألا تدخل النُزُل، وعند اقتراب ماثيو من البوابة يتم ضربه من قِبَل رجل غريب بمطفأة حريق فيغمى عليه مباشرة!
وعندما يستيقظ يجد نفسه في النُزُل داخل الغرفة 104 بدون ملابس وقدمه اليسرى مربوطة بضمادة فتوجب عليه البحث عن ملابسه وأدوات تساعده على النجاة من المسوخ والأفخاخ والأهم هو الانتقال بين الغرف واحدة تلو الأخري لإيجاد طريق الهروب وهنا يكمُن التشويق والإثارة.
محتوى اللعبة
- تتعمّد اللعبة ألا تخبرك عن كل ما يدور فيها لتجبرك على خوض التجربة كأنك ماثيو تمامًا، وهذا ما يجعلها مميزة فقد أضافت اللعبة العديد من العناصر الجديدة بدون الإفصاح عنها. فمثلًا لن تخبرك اللعبة في بدايتها بأن ماثيو سينزف إذا قام أحد المسوخ بلمسه وسيستمر النزيف لحوالي دقيقة وإن لم يأخذ الترياق في خلال هذه المُدّة سيموت.
- لا تُطبِق اللعبة نظام الـ Checkpoint واستبدلته بنظام جديد وفريد من نوعه وهو أن عدد حيواتك مرهون بعدد أطراف ماثيو غير المبتورة (اليدين والقدمين)، فعندما تموت سيأتي مجددًا ذلك الشخص المجنون الذي قام بضرب ماثيو بالمطفأة في بداية اللعبة، ويقوم بقطع طرف جديد من أطراف ماثيو وإعادة زرعه وربطه بضمادة وعندما يستفيق ماثيو تجد نفسك في الغرفة 104 من جديد، ليتوجب عليك البحث مرة أخرى عن أغراضك التي ستجدها بالغرفة في أماكن متفرقة ومختلفة عن المرة السابقة لها، وهنا تبدأ مهمتك من جديد في البحث عن مفاتيح الغرف واحدة تلو الأخري ولكن ستتفاجَئ بأن بيئة اللعبة قد اختلفت وأصبحت أصعب!
- وبالحديث عن الإختلاف والصعوبة فمن مميزات OXIDE Room 104 أنها لن تجعلك تعيش نفس التجربة مرتين ففي كل مرة تموت فيها ستجد البيئة قد تغيرت من حولك كإضافة بعض الفخاخ، النباتات السامة والمسوخ، وعند موتك مجددًا فستظل تعيد نفس الكرّة حتى يقوم هذا الشخص بقطع جميع أطراف ماثيو وبعدها يقوم بحرقِه وهنا سيتوجب عليك البدء بملف حفظ جديد من البداية تمامًا!
- يستطيع ماثيو حمل 3 أغراض فقط في بداية اللعبة، وعند العثور على ملابسه يصبح لديك إمكانية حمل 3 أغراض إضافية، وعندما تعثر على الحقيبة فيصبح لديك 9 أماكن فارغة، وأضافت اللعبة ميزة المخزن حيث يمكنك وضع أي غرض لا تريده في المخزن واستعادته مرة أخري كما تشاء، وتتواجد المخازن بعض الغرف أو يمكنك وضع أغراضك في المخزن الرئيسي الموجود بالقرب من المسبح.
- تجبر OXIDE Room 104 اللاعبين أيضًا على التعرُف بأنفسهم عما كان يدور في هذا النُزُل قبل مجئ ماثيو وقصص الشخصيات التي تسكنه عن طريق تجميع المستندات والأوراق الموجودة في مُختلف الغرف، ولكن عند موتك في كل مرة ستختفي بعض هذه المستندات ولن تستطيع إيجادها بعد ذلك.
- يوجد باللعبة أكثر من نهاية وأكثر من طريقة للهروب وكما ذكرت فاللعبة تعاقبك على ضعفك وتكافئك على قوتك، فلن تُساوي اللعبة بين مَن أكمل اللعبة بدون أن يموت، بلاعب مات مرة واحدة أو عِدة مرات، فمع كل مرة تموت فيها سوف تحصل على نهاية سيئة عند وصولك لنهاية اللعبة، وتزيد النهاية سوءاً عند موتك لأكثر من مرة.
إيجابيات التجربة
- قصة اللعبة المميزة، الغامضة والمليئة بالأسرار التي تكمن في جمع المستندات والأوراق.
- طريقة اللعب التي جمعت بين العديد من العناصر بصورة رائعة من البقاء على قيد الحياة، الأكشن والألغاز.
- النهايات المتعددة التي كافأت كل لاعب حسب قوته، مهاراته وقراراته، والتي تزيد من شغفك في تختيم اللعبة مرة ثانية بطريقة أفضل من المرة الأولي للحصول على نهاية أفضل.
- رسوميات بيئة اللعبة جيدة جدًا وكنت منبهرًا من تفاصيلها خصوصًا أن اللعبة من تطوير استوديو صغير.
- المؤثرات الصوتية والموسيقى في اللعبة ممتازة وتعكس أجواء اللعبة كما ينبغي.
- نظام الحفظ التلقائي في اللعبة سريع جدًا فإذا هاجمك أحد المسوخ وقاربت علي الموت وحاولت أن تخرج من اللعبة بسرعة قبل أن تموت ستجد أن اللعبة قد عرفت أنك حاولت الهرب من الموت وستعود مرة أخري للغرفة 104 وسيخسر ماثيو أحد أطرافه.
- متطلبات تشغيل اللعبة ضعيفة، فاللعبة لا تتطلب مواصفات تشغيل عالية وتعمل علي أقل الأجهزة بصورة ممتازة.
سلبيات التجربة
- الأداء الصوتي للشخصيات من أسوأ ما يكون بالأخص صوت شخصية ماثيو، فصوت الشخصيات لا يعكس أجواء اللعبة ابدًا بل كان بعيدًا كل البعد عنها.
- رسوميات كل شخصيات اللعبة سيئة فمن الواضح أن اللعبة لم تهتم بها كما اهتمت برسوميات بيئة اللعبة، كما أن تعابير الوجوه سيئة أيضًا.
- تفتقر اللعبة لتنوع الأعداء، فعدد الأعداء في اللعبة قليل كما أن طريقة مهاجمتهم للاعب محدودة ولا يوجد بها أي جديد.
- التنوع في أسلوب القتال غير موجود، فلا يوجد سلاح في اللعبة سوى المسدس.
- اللعبة صعبة في البداية لكن مع توافر الرصاص والضمادات بكثرة تصبح اللعبة سهلة إلي حد كبير.
هل انصحك بشراء Oxide Room 104؟
إذا كنت لا تملك وقتًا كثيرًا للعب وتبحث عن لعبة صغيرة مختلفة وتقدم أفكار جديدة فبالتأكيد أنصحك بـ OXIDE Room 104، فمع وجود عيوب باللعبة إلا أنها تقدم تجربة جديدة ومميزة، فهي واحدة من الألعاب التي تستطيع تختيمها في سهرة واحدة مليئة بالأدرينالين مع إمكانية معاودة لعبها مجددًا لإستكشاف النهايات الأخري، ولذلك أحيي ستوديو Wild Sphere الطموح على هذه اللعبة.
ملخص المراجعة
القصة - 8
الرسوميات - 7
أسلوب اللعب والقتال - 7.5
الأداء الصوتي - 4
الأداء التقني - 8.5
الرعب والأجواء - 7
7
جيدة
أثبتت لعبة OXIDE Room 104 مدي قوة الاستديوهات الصغيرة في التطوير والابتكار فلقد قدمت اللعبة مغامرة صغيرة مليئة بالرعب والألغاز بالإضافة إلي أسلوب اللعب المميز الذي جمع بين العديد من عناصر اللعب المختلفة بطريقة رائعة.