مراجعات

مراجعة لعبة A Plague Tale Requiem

كانت A plague Tale Innocence أحد مفاجآت الجيل السابق، حيث قدمت منظور جديد ومختلف تمامًا لألعاب القصة بمستوى مفاجئ لكونه من مطور مستقل، ولكن الجزء الجديد A Plague Tale Requiem حمل على كاهلة عبئًا لا يحسد عليه لوجوب التحسين على تركيبة أسلوب لعب قد لا تمتلك الكثير من الإمكانيات لتحسينها، وتحتاج لمجهودات جبارة للارتقاء بها. أخيرًا تصدر لعبة A Plague Tale Requiem ونستطيع الآن القول بأننا لعبناها مبكرًا، وسنتطرق لجميع جوانبها خلال المراجعة.

A plague tale Requiem هي قصة إنسانية عنوانها البؤس وقلة الحيلة، تختبر مدى صبرك على الصعاب مع من تحب، واستعدادك لتجاوز عدد لا حصر له من العقبات لأجلهم، وربما كسر بعض القواعد وتعدي الخطوط الحمراء في الطريق، في عالم غادرته كل قواعد الإنسانية وتناسته الرحمة، لا يعرف سوى الدماء والمصلحة الشخصية وكأنه عالم ينتهي ويتحول إلى عالمًا تكون الكلمة العليا فيه للوحوش الصغيرة (الفئران).

لا صوت يعلو فوق صوت الصرخات والاستغاثات، وفي معظم الأحيان ستجبرك اللعبة على تجاهلها لأنك تلعب بفتاة تحاول الحفاظ على أخيها الطفل الصغير من الأذى، ومن الصعب أن تفكر خارج حدود هذا وأنت لا تملك سوى الهرب من المخاطر، ولكن ماذا لو زادت تلك المخاطر إلى حد يجبرك على مواجهتها بشكل يائس لا تملك فيه خيارًا. إنها الحياة يا صديقي، صعبة وبائسة ولن تكن أبدًا أكثر سهولة إذا صارحتها بهذا.

تبدأ قصة A plague tale من اسمها، الذي يبدأ كلمة A عوضًا عن The لتكون حكاية طاعون بدلًا من حكاية الطاعون، إزاله أداة التعريف هنا في رأيي تعبر عن كونها قصة بين قصص إنسانية لا حصر لها في ذلك الوضع الكريه والبشع، وكلما فكرت مع نفسي في سر هذه التسمية أدركت بأن كتاب القصة قاموا بعمل رائع في جزء Requiem في توظيف كل شيء في اللعبة لخدمة القصة وتحسينها (المزيد حول ذلك لاحقًا)

قصة اللعبة:

تبدأ قصة هذا الجزء بعد الجزء السابق حيث تحاول أسرعة De rune العثور على علاج لمرض نادر أصاب الطفل Hugo، محاولين الهرب من قطعان الفئران ومجموعة الInquisitions التي تطاردهم. القصة في حد ذاتها بسيطة لكنها تتعقد كلما تقدمت الأحداث بشكل لم أتوقعه أبدًا، كما أن تقديم القصة والشخصيات هذه المرة يأخذ وقته ويتمتع البناء الدرامي بالكثير من التشابك والتداخل بين دوافع الشخصيات وتطورها الدرامي.

أسلوب اللعب:

ينقسم أسلوب اللعب إلى الثلاثة الآتية:

الألغاز والتجول في البيئة
المعارك (التخفي)
اجتياز الفئران

لا تخرج اللعبة مطلقًا عن هذه التركيبة، وإنما تختلف الأدوات التي توفرها اللعبة على مدار عمرها الممتد من 20 -25 ساعة. هناك سلاحان يمكنك استخدامهما وهما القوس (Crossbow) و النبلة (Sling) ولكل منهما خمسة انواع من الذخائر مختلفة التأثير. هناك الذخيرة المحترقة والتي توقد النار في أي شيء تلمسه، والذخيرة المخمدة للنيران، والقطران الذي يزيد من اشتعال النيران، والذخيرة الجاذبة للفئران.

لكل أداة من هؤلاء استخدام محدد، وطوال عمر اللعبة تتفتح لك تلك الذخائر لتزيد من إمكانية المزج بينهم في طريقة لعبك، وتذكر أنه يمكنك دومًا الاستعاضة عن المعارك بالتخفي الذي يلعب دورًا مهمًا في اللعبة. في حالة اخترت أن يكون أسلوب لعبك معتمدًا على التخفي ستنمو مهارتك فيه في شريط مهاراتك (شجرة مهارات خطية) وستتحول البكلة “أميسيا” إلى بطلة أكثر قابلية للتخفي عن الأعداء، أما إذا اخترت العنف، فستحصل على مهارات أكثر عدوانية تجعل البطلة ترسانة متحركة من الأسلحة. هكذا تزيد اللعبة من قابلية الإعادة وقيمة التجربة.

هناك أيضًا إمكانية لتحسين عدد محدود من الأشياء من خلال الطاولة (Workbench) مثل أن تزيد عدد الزهريات التي يمكنك حملها والتي تستخدم في اللعبة بأشكال مختلفة وحيوية، أو التعديل على النبلة لتصدر ضجيجًا أقل أثناء التصويب بها، وبالتالي تجنب أن يتم كشفك بسهولة.

الأداء التقني:

لعبت اللعبة على جهازين بالمواصفات التالية:
كارت الشاشة: GTX 1650Ti 6GB
الرامات: 16GB
المعالج :Intel Core i7 10th Generation

والجهاز الآخر:
المعالج: Intel Core I9-12900H.
كارت الشاشة: RTX 3080Ti 16GB
الرامات: 32GB

على الجهاز الأضعف عملت على إعدادات رسومية عالية (High) على الرغم من أن مواصفات الجهاز أقل من المواصفات الموصى بها (اطلع عليها من هنا) وكان الأداء بين 30-40 إطارًا بالثانية مائلًا لل30 في اللحظات التي تظهر فيها مؤثرات بصرية عديدة مثل لحظات الإنفجارات أو عندما تظهر أعدادًا كبيرة من الفئران على الشاشة.

على الجهاز الأقوى، أداء اللعبة كان أكثر ثباتًا وعملت بسلاسة على Ultra وبمعدل إطارات 60-70 وكان من المفترض أن يتمكن الجهاز من تشغيل RTX ولكن ميزة تتبع الأشعة ستتوفر في يوم الإصدار الأول ولك تكن متوفرة في نسخة المراجعة.

بشكل عام الأداء يثبت بأن اللعبة تم صقل أداءها (Optimized) بشكل ممتاز على الحاسب الشخصي لتعمل بشكل قريب على الأجهزة المتوسطة والعالية وتستغل كامل قدراتها وتظهر بشكل ممتاز.

الترجمة العربية:

تأتي لعبة A Plague Tale Requiem بترجمة عربية كاملة للقوائم والنصوص، وكان هناك شيئًا مختلفًا حول الترجمة هنا. شخصيًا أشعر بالإنزعاج الشديد من أخطاء الترجمات العربية الشائعة في الألعاب هذه الأيام، ولكن معظمها تم تجنبه هنا ولاحظت أنها واحدة من أعظم الترجمات العربية في الألعاب بشكل عام وربما الأفضل هذا العام بسبب استخدامها لمصطلحات دقيقة تعكس بالضبط ما تعنيه الجمل بالإنجليزية. بعضها مصطلحات كنت قد نسيتها بسبب قلة تداولها حاليًا، لذا من الواضح أن القائمين على الترجمة لديهم حصيلة كلمات ومعرفة كبيرتان باللغة العربية نجحوا في جعل التجربة قابلة للعب بالعربية.

تمتلك الترجمة إمكانية تخصيص رائعة أيضًا من حيث الحجم وإمكانية تعيين خلفية للكلمات لجعلها أكثر وضوحًا وتكبير حجمها إذ يوجد ثلاثة أحجام مختلفة إلا أن الحجم الأكبر يعاني من مشاكل الظهور فوق بعضه البعض أو الخروج خارج حدود الشاشة لذلك أنصحك باستخدام الحجم المتوسط إذا كنت تجلس بعيدًا عن الشاشة أثناء اللعب.

إيجابيات تجربة A Plague tale requiem

  1. وضعت قصة A plague tale requiem اللعبة على نفس مستوى ألعاب عملاقة مثل The Last of us الأولى مثلًا من حيث السرد القصصي والأداءات التمثيلية وتأثير القصة عليك كلاعب بسبب ما تحتويه على لحظات مؤثرة ودراما قوية.
  • شخصيات Amicia و Hugo تم تقديمهم باداءات تمثيلية أكثر نضجًا بسبب شعورك كلاعب بصارعاتهم النفسية أمام الخيارات الصعبة التي سيكون عليهم اتخاذها، في الجزء الأول كان Hugo شخصية مزعجة بعض الشيء، وكانت Amicia شخصية عاطفية كثيرة الصراخ، أما هذه المرة فهما شخصيتان أكثر نضجًا وواقعية ستتعاطف معهم بكل قطعة من قلبك، وستشعر بالسعادة والحزن على ما يصيبهم طوال أحداث اللعبة. القليل من الشخصيات تستطيع تحريكنا لهذه الدرجة في الألعاب.
  • استغلال الشخصيات المصاحبة للبطلة كان استغلالًا رائعًا لتقديم آليات لعب متنوعة ولو بشكل مؤقت. فهناك شخصية تستطيع استخدام هرم زجاجي تمتلكه لعكس الإضاءة وتوليد هالة تبعد الفئران حولك، وهناك شخصية يمكنك توجيهها لمبارزة الأعداء البشريين بالسيف والتغلب عليهم، وهناك شخصية أخرى تستطيع صنع الأدوات المفيدة لك. كل هذا صب في مصلحة التنوعية في ما تقدمه اللعبة على الرغم من أن أساس المراحل واحد من حيث التصميم.
مراجعة لعبة A Plague Tale Requiem
  • تصميم المراحل (فيما بعد الفصل الرابع) أكثر انفتاحًا بشكل ذكرني بلعبة Uncharted 4 التي قدمت قالبًا شبيهًا بعض الشيء بلعبة A plague tale requiem كونها لعبة خطية مع إضافة بعض البيئات شبه المفتوحة بمساحة لا بأس بها من الاستكشاف.

  • تجري أحداث القصة على مدار 17 فصل كاملين على نطاق واسع تأخذك الرحلة في بيئات متنوعة تنوع كبير وجميلة على المستوى البصري بشكل لم يكن موجودًا في الجزء الأول، وهو ما يعطي شعورًا بضخامة العالم واللعبة كمشروع ومدى نموه من حيث القيمة الإنتاجية.
مراجعة لعبة A Plague Tale Requiem
  • كلما شعرت بالملل ستضعك اللعبة في موقف حماسي يزيد من الأدرنالين لديك، هناك مواقف ذكرتني بمدى حماسي في ألعاب أنشارتد، وهنا فقد تم تصميم تلك اللحظات بشكل رائع ومثير على الرغم من أن التصميم لم يقدم جديد، لكن تم توظيفه في لحظات مهمة وقوية للغاية.
مراجعة لعبة A Plague Tale Requiem
  • موسيقى اللعبة من تلحين Olivier Deriviere وهو ملحن الجزء الأول ولعبة Dying Light 2 أيضًا، لكن الألحان هنا على مستوى جديد من العظمة، ذكرتني كثيرًا بمدى انبهاري وإعجابي بملحمية ألحان لعبة Assassin’s Creed Black flag وفي أكثر من مناسبة سمعتها حتى خارج أوقات اللعب.
  • نظام التقدم الأوتوماتيكي في المهارات يزيد من تخصيص التجربة لتناسب أسلوب لعبك سواء كان عنيفًا أو أكثر اعتمادًا على التخفي أو استغلال الموارد من حولك.
مراجعة لعبة A Plague Tale Requiem

ما وجدته سلبيًا:

  • الفصول الثلاثة الأولى مطابقة تقريبًا لما تم تقديمه في الجزء الأول بشكل جعلني أشعر بالإحباط في بداية اللعبة ظنًا مني بأن بقية التجربة ستكون مكررة.
  • ليس هناك الكثير من الدوافع للاستكشاف هنا، على الرغم من تصميم البيئات التي يعطيك حرية أكبر، إلا أن الاستكشاف لن يفيدك سوى في العثور على المزيد من لحظات القصة تحت عنوان “Souvenirs” أو العثور على المزيد من الأدوات لاستخدامها في صناعة الأسلحة وتطوير الشخصية.
  • رسوم اللعبة على الرغم من جمالها وتنوعها وكونها مفعمة بالحيوية -كما ذكرت في الإيجابيات- إلا أنها ليست رسوم لعبة “جيل جديد” بحق، وأعتقد أنه كان من الممكن إصدارا للعبة على منصات الأجيال السابقة دون صعوبات تقنية.
مراجعة لعبة A Plague Tale Requiem
  • أداء اللعبة عانى على بلايستيشن 5 من تساقط الإطارات ووصولها إلى 20 إطارًا في الثانية في بعض الأوقات.
  • الذكاء الإصطناعي من الأعداء البشريين كان متواضعًا جدًا، فاللعبة تعتمد على التخفي والعناصر المعتادة التي نراها منه في الألعاب منذ سنين طويلة، مثل إلقاء الأحجار لجعل الأعداء ينظرون بعيدًا، أو الاختباء وسط الأعشاب الطويلة وهو ما ينتج عنه بعض اللحظات الساذجة في بعض الأحيان، وفي لعبة تعتمد على هذا الجانب بشكل كبير، كنت أتمنى أن يستغرق المطور وقتًا في صقل هذا الجانب.
مراجعة لعبة A Plague Tale Requiem
  • على الرغم من جودة تصماميم البيئات والتفاصيل، جودة حركات الوجوه والشفاة كانت متواضعة، وأثرت على اندماجي في القصة بعض الشيء. القصة ترتقي لمستوى ألعاب سوني مثلًا لكن حركات الشفاة حالت بين اللعبة وبين منافستها لكبرى ألعاب القصة في الصناعة. إذا كان هناك عيب واحد في القصة فهو هذا.

هل أرشح لك اللعبة؟


نعم وبدون تردد في هذه الحالات:

  • إذا كنت تحب ألعاب مثل The Last of us و God of war الأخيرة وأي لعبة تبني قصتها على علاقة بين شخصين مقربين، فإن A plague tale Reqiuem هي امتداد لهذا الاتجاه الناجح في السرد القصصي وتنجح في تقديم ما يجعلها مختلفة بالشكل الكافي.
  • إذا كنت من محبي ألعاب القصة بشكل عام

في النهاية، جهز الكثير من المناديل لأنك ستبكي كثيرًا بسبب قصة A Plague Tale Requiem التي لا تبخل على لاعبيها بالكثير من لحظات الدراما الدسمة والجيم بلاي الحماسي والمتنوع، والتفاصيل الرسومية الخلابة. إنها لعبة شبه متكاملة لولا بعض العيوب البسيطة، وهي بالقطع خطوة في الاتجاه الصحيح لاستوديو Asobo تضعه على الخريطة مع كبار الاستودهات التي تجيد عمل ألعاب قصصية قوية.

خُلاصة المراجعة

القصة - 9.5
أسلوب اللعب - 8
تنوع البيئات - 8
التجربة السمعية - 9
التجربة البصرية - 8

8.5

ممتازة

خذها من شخص شعر بأن أسلوب اللعب في الجزء الأول مكرر بعض الشيء، هناك تطور رهيب في مستوى الجزء الجديد من حيث السرد القصصي وأسلوب اللعب، والقصة أقل ما يقال عنها ملحمية بموسيقى ستبقى عالقة في الأذهان لسنوات وسنوات قادمة. إذا كنت من محبي ألعاب القصة فلا تفوت هذه التجربة إلا تحت تهديد السلاح!

Mostafa Argoun

رئيس التحرير ومدير المحتوى بالموقع،أحب ألعاب الفيديو منذ زمن بعيد، وأول لعبة قمت بتجربتها كانت لعبة فيلم هرقل (Hercules) علي الحاسب الشخصي. أحب ألعاب الRPG وخصوصًأ التي تهتم بالقصة وتفرعاتها، ولا مانع من ألعاب اللعب الجماعي التي تقدم شيئًا جديدًا، وتحترم وقت اللاعبين. أعمل في صحافة الألعاب منذ عام 2012 وأحب الكتابة كهواية جانبية.
زر الذهاب إلى الأعلى