مراجعة لعبة New Tales from the Borderlands

في عالم يسوده الفوضى والدمار وتتواجد بداخله الكنوز والأسرار، يسعي صائدي المدافن، قطّاع الطرق والمنظمات الفاسدة للتنقيب عن مفاتيح المدافن النادرة التي تمكّنهم من الحصول على القطع ذات القوة الهائلة للسيطرة على هذا العالَم وإدارة مصالحهم الشخصيّة. كان هذا باختصار ما تدور حوله سلسلة ألعاب Borderlands.

فسلسلة Borderlands عودتنا على الشخصيات الفريدة، المميزة والنابعة بالحياة، وعلى القصص والمغامرات والأحداث التي لا تُنسي. وها قد أتى إلينا الجزء الجديد القصصي New Tales from the Borderlands الذي استمتعت به كثيرًا أثناء مراجعته.

نبذة عن New Tales from the Borderlands

لعبة New Tales from the Borderlands هي لعبة قصصية تفاعلية أي تتيح للاعب إختيار القرارات والردود، وتعتبر الجزء الثاني من هذا النوع في السلسلة، واللعبة من تطوير Gearbox Software ومن نشر شركة 2K باستخدام محرك Unreal Engine 4، ومتاحة على كل المنصات.

هل يجب لعب الأجزاء السابقة قبل هذه البدء في هذه اللعبة؟

لا، بالرغم من احتواء اللعبة على العديد من المصطلحات التي تعرّفنا عليها في الأجزاء السابقة إلا انه يإمكانك الاستمتاع باللعبة بدون مواجهة أي معوقات، وكما أن قصة اللعبة منفصلة عن الجزء الأول القصصي الذي كان عنوانه Tales from the Borderlands.

قصة اللعبة بدون أي حرق

تبدأ أحداث لعبة New Tales from the Borderlands بعد عام من نهاية أحداث الجزء الثالث من السلسلة، في كوكب Promethea عندما تتدخّل منظمة Tediore الفاسدة وتغيّر كل الخطط التي كانت في حسبان كلًا من:

Anu: التي تهتم بالبحث العلمي، والتي قد تركت كوكب Promethea لتعمل لدي Rhys مدير منظمة Atlas في الفضاء لاختراع جهاز خارق تعتقد أنه سيغيّر البشرية.

Fran: التي تعمل كمديرة متجر حلويات، وتمتلك أيضًا كرسي متحرك مليء بالأدوات المفيدة لكل من متطلبات العمل والبقاء على قيد الحياة، وتشتهر أيضًا بسرعة الغضب.

Octavio: الأخ الأصغر لـ Anu، وهو شاب مهتم بالتكنولوجيا و يسعى للشهرة، ويعمل مع Fran في متجر الحلويات.

ويجمعهم القدر مع بعضهم البعض ويجبرهم على خوض مغامرة مليئة بالأحداث والمتاعب، لتبدأ من هنا قصة لعبتنا التي يغلب عليها الطابع الكوميدي الجميل الذي تميّز به الجزء الأول.

محتوى اللعبة New Tales from the Borderlands

• تحتوي اللعبة على ثلاث شخصيات رئيسية قابلة للعب ( Anu, Fran ,Octavio )، وكل فرد منهم له صفاته المميزة وطرقه الخاصة في التفكير والتصرف وحل المشاكل.

• قصة اللعبة مقسّمة على عدة حلقات Episodes وبداخل كل حلقة عدد من الفصول Chapters، والمميز في هذا الجزء أن الحلقات موجودة كلها في اللعبة مرة واحدة على عكس ما حدث في الجزء الأول وكانت الحلقات تصدر على فترات متقطّعة.

• كما ذكرت في البداية أن اللعبة قصصية تفاعلية، فاللعبة تتيح لك اتخاذ القرار أو الرد الذي تريده، حيث لديك في اللعبة 4 خيارات متنوعة للرد على المتحدث، فمنها ما يوقعك في المشاكل والآخر ما ينجّيك منها بسهولة.

• ولأن اللعبة تحتوي على إختيارات المتعددة فبالتالي لابد من وجود عواقب نتيجة لإختياراتك، والعواقب في هذه اللعبة تتمثل في العلاقات بين الشخصيات، فإذا قمت بالتحدث مع باقي الشخصيات بوقاحة أو برد لا يعجبهم، ستضطرب علاقتك بهم وسيعاملونك بنفس المعاملة، وأحيانًا قد يتشاجرون معك في بعض النقاشات.

• الـ Quick-Time Events “الضغط على الزر لتنفيذ الأمر في وقت محدد” متواجد أيضًا في اللعبة تمامًا مثل الجزء الأول، ويمثل تحدي كبير للضغط الأزرار المختلفة بطريقة متنوعة في كل مرة مما جعل الأمر مسليًا.

• تسمح اللعبة بين الحين والآخر بالتحكم في الشخصيات والتجوّل في الغرف للاستكشاف والبحث عن بعض الأعراض أو الحلول وأحيانًا الأدلّة.

• تحتوي اللعبة على عدة ألعاب صغيرة Mini-Games كإزالة النوافذ المنبثقة ومعارك الـ Figures، وتتاح هذه الألعاب الصغيرة للعب عادةً في الأوقات التي يحتاج فيها Octavio لإختراق جهاز ما.

• يتوفر تصاميم عديدة لأزياء وأدوات الشخصيات الرئيسية، ويمكنك فتح هذه الأزياء والأدوات بالنقود التي تقوم بجمعها من الصناديق الموجودة في عالم اللعبة والشراء من خلال ماكينة الأزياء التي تستطيع أن تجدها في مختلف الأماكن أو عن طريق القائمة الرئيسية.

ما أعجبني في اللعبة

• قصة اللعبة محمّسة، ومليئة بالمغامرات والأحداث غير المتوقعة من بدايتها حتي نهايتها، ولم أشعر بالملل في أي حلقة من الحلقات، وأؤكد لك أن القصة ستجعلك تجلس لساعات أمام الشاشة فقط لتعرف ما الذي سيحدث لتلك الشخصيات.

• الرسوميات والإضاءات وتعابير وجوه الشخصيات المميزة التي اشتهرت بها سلسلة Borderlands والتي تحسنت كثيرًا عن الجزء الأول وجعلتني أشعر أنني مازلت في عالم Borderlands.

• الشخصيات القوية النابعة بالحياة، فكل الشخصيات الرئيسية أبهرتني بقوتها وطريقة تفكيرها المختلفة وشخصيتها ومهارتها الفريدة، وما زاد إعجابي أكثر هو أن كل تلك الشخصيات أخذت حقها في الظهور والتحدث بالتساوي وبدون تفضيل شخصية على الأخرى، فكل الشخصيات مكمّلة لبعضها البعض.

• الحوارات هي العنصر الأهم في هذا النوع من الألعاب، والحوارات في هذه اللعبة كانت السبب الأكبر في إعجابي بها، فالحوارات مكتوبة بعناية وإتقان، ولم أشعر طوال اللعبة بأنني أريد أن اتخطى أحد المشاهد بسبب سوء الحوارات، وما أضاف للحوارات نكهة خاصة هو الطابع الكوميدي الذي يغلب عليها والذي جعلني أضحك طوال اللعبة، وهذا ما عودتنا سلسلة ألعاب Borderlands على تقديمه بشكل ممتاز.

• الأداء الصوتي لكل الشخصيات بلا أي استثناء كان فوق الممتاز، ومثل الجزء الأول الموسيقى في هذا الجزء رائعة، والأغاني التي تعمل في نهاية كل حلقة كانت إضافة رائعة أيضًا.

• وجود شخصيات ومصطلحات من الأجزاء السابقة كـ Rhys بطل الجزء الأول، وهي إضافة جيّدة للاعبين السلسلة القدامى ولا تؤثر على تجربة اللاعبين الجدد.

• متطلبات تشغيل اللعبة متواضعة، وأداء اللعبة ممتاز ولم أواجه أي مشاكل تقنية حرفيًا في اللعبة.

ما لم يعجبني في اللعبة 

• من المؤسف جدًا عدم وجود ترجمة عربية للحوارات في لعبة قصصية شهيرة مثل New Tales from the Borderlands التي كل ما يهم فيها هو حواراتها.

• معظم الـ Mini-Games في اللعبة سخيفة مقارنة بألعاب أخري من نفس الفئة، ومن الواضح أنه تم إهمالها، والأسوأ أن تلك الألعاب الصغيرة تظهر في وقت غير مناسب تمامًا، ولكن لحسن الحظ هناك زر تخطي لتلك الألعاب.

• القرارات في اللعبة ليست مصيرية. على الرغم من أن اللعبة تقنعك بأن القرارات مصيرية وستغير مجريات الأمور تمامًا إلا أن قراراتك تؤثر فقط على علاقات الشخصيات ببعضها ولا تؤثر على القصة بشكل كبير.

• إمكانية إعادة تختيم اللعبة ضئيلة، فأنا لا أشعر أنني قد أقوم بإعادة تختيم اللعبة مرة أخري وتجربة باقي الإختيارات، لأنه كما ذكرت أن الإختيارات في اللعبة ليست مصيرية وإنما تؤثر فقط على العلاقات بين الشخصيات والتي لن تؤثر على القصة بشكل ملحوظ.

هل أرشح لك لعبة New Tales from the Borderlands؟

إذا كنت من محبي الألعاب القصصية والحوارات الكوميدية وتجيد اللغة الإنجليزية، فبالتأكيد ارشحها لك، فاللعبة حقًا ممتعة ومليئة بالمغامرات وسعرها يناسب ما تقدّمه وقد تفوقت على الجزء الأول.