تأجيلات كبيرة و إلغاء عناوين غير معلنة بالجملة, يبدو أن عملاق أشهر سلاسل الألعاب ليس على ما يرام.خلال أكثر من عام بعد إصدار لعبة Far Cry 6 لم يكن للشركة بصمة واضحة خلال تلك الفترة. حيث سيطر عليهم الإحباط من خلال عدة إخفاقات لعناوين لم تعطي المردود المتوقع لـ Ubisoft.
خلال عام 2022 و الذي كان عامًا كثيفًا من ناحية إصدارات الألعاب الجديدة وبداية سلاسل جديدة من الألعاب الاستثنائية, لم يكن لـ Ubisoft الظهور المتوقع بعناوينها المعتادة. و ها نحن ذا أمام تأجيل آخر لعنوان من أكثر العناوين المنتظرة. ماذا يحدث داخل Ubisoft؟
تأجيل سادس للعبة Skull and Bones
تعد Skull and Bones أحد أكثر عناوين الألعاب المنتظرة خلال عام 2023. بعد عدة تأجيلات بالفعل, لا يزال اللاعبون يملكون الحماس تجاه اللعبة. لكن ها نحن ذا أمام تأجيل سادس. حيث أُعلان أنه تم تأجيل لعبة Skull and Bones دون موعد محدد. كان من المفترض أن تصدر اللعبة بتاريخ 9 مارس من هذا العام.
بعد التأجيل, تصدر اللعبة بعد فترة قد تمتد إلى عام 2024. أي قد نضع أيدينا علي اللعبة بعد عدة أسابيع من التاريخ السابق. أو بعد عام كامل. فكونوا جاهزين لتأجيل سابع.
أما عن أسباب التأجيل, فقد أظهرت بعض التقارير أن سبب التأجيل يرجع لمشاكل مالية بسبب الإخفاق الكبير التي تعرضت له Ubisoft من خلال عناوينها السابقة التي أصدرتها خلال عام 2022. ما أثار القلق حول نسب نجاح الألعاب الجديدة هذه الفترة. تم ذكر لعبتين بالتحديد و هما Just Dance 2023 و Mario + Rabbids Sparks of Hope اصدروا خلال شهري نوفمبر و أكتوبر على الترتيب. قد يكون الأمر غير صادم بشكل كبير بالنسبة للعبة Just Dance. فهي لعبة لها جمهور محدد. لكن خسائر لعبة ماريو كان وقعها كبير نظرًا للنجاح الكبير للجزء الأول و الذي جعلهم يضعون آمالًا كبيرة على هذا الجزء.
إلغاء ثلاثة عناوين أخرى غير معلنة
الصيف الماضي شهدنا Ubisoft تقوم بإلغاء العمل على أربعة عناوين غير معلنة. أرتفع العدد الآن إلي 7 عناوين بعد إلغاء 3 ألعاب أخري هذه الأيام. حيث أشارت Ubisoft خلال عدة تقارير أنهم في خضم بعض المشاكل المالية لعدة أسباب ذكروا أن إحداها هما اللعبتين اللذان ذكرناهم مسبقًأ. إلغاء عدة مشاريع ليس بالأمر السهل. وخسائره كبيرة خاصة عندما نتحدث عن 7 عناوين ملغية كلفت الشركة مئات الملايين صُرفت خلال عمليات البحث و الدراسة و التطوير.
الجيد هو أن السبب الرئيسي لإلغاء تلك العناوين الغير مُعلنة هو تركيز المطورين على العناوين الضخمة مثل Assassin’s Creed و Far Cry لأنها تجذب اللاعبين و تمتلك ثقتهم بالفعل مما يزيد نسبة نجاحها. هذا يعني أننا لن نرى تأجيلات تخص تلك العناوين. نتمنى ذلك.
هل يعني ذلك أيضًا أن Ubisoft تتجه للعمل على عناوينها الأصلية و التي تتضمن لعبة Splinter cell و The Division؟ لا نعلم قد نتأجد من ذلك لاحقًا.
من الجيد أن العناوين الملغية غير معلنة, هذا يطمئن اللاعبين حول خطة ألعاب Assassin’s creed المعلنة قبل عدة أشهر. لكن الأمر قد يكون مقلق بعض الشئ. ليس حول وضع الشركة و إلى أين سيصل بها الحال,بل أن إلغاء ألعاب غير معلنة يجعل اللاعبين في حيرة حول ما إذا كانت هذه العناوين شئ كانوا يرغبون في تجربته وهل قد تعود تلك المشاريع مرة أخرى أم أنها دفنت للأبد؟
أيضًا بالنظر إلي إصدارات الشركة خلال العام الماضي, تجد أن آخر العناوين الـ AAA كانت Far Cry 6 قبل أكثر من عام. بقية الإصدارات كانت ألعابًا متوسطة إلى رديئة بعضها على أجهزة نينتيندو. اتجاه غريب من شركة ضخمة كـ Ubisoft.
ماذا عن Assassin’s Creed Mirage؟
لم تتحدث التقارير حول Assassin’s Creed Mirage بشكل مباشر. فهي أكثر الألعاب المنتظرة خلال العام القادم. لحسن الحظ لم نحصل على إقرار مباشر بتأجيل اللعبة. لكن خلال الأوضاع الراهنة التي تخص Ubisoft نأمل أن لا يتم تأجيلها خاصة أن التقارير ذكرت أن الاتجاه الحالي في صناعة الألعاب يركز بشكل كبير على الألعاب طويلة الأمد و التي تظل حية فترة طويلة أو إلي الأبد.
لكن كما ذكرنا فهم يهدفون بشكل رئيسي للتركيز على عناوينهم الضخمة و المعروفة. لذلك لا نتوقع تأجيلات تخص Mirage في الوقت الحالي.
كما صرح أحد مخرجي اللعبة خلال مقابلة مع أحد المواقع أنهم سيحاولون جعل تجربة Assassin’s Creed Mirage تجربة مركزة حيث أن الوقت المطلوب لإنهاء الأجزاء السابقة كان مُبالغ فيه إلي حد ما يزيد عن مائة ساعة لعب. لذلك ستكون اللعبة بالطبع متطورة عن سابقها من الأجزاء لكنها لن تكون تجربة عالم مفتوح ممل و أغلبه فارغ كما في الأجزاء السابقة.
من المتوقع أن تصدر اللعبة كسابق الأجزاء و التي كانت تصدر خلال الشهور الأخيرة من السنة. بالرغم من ذلك هناك بعض الأقاويل أنها قد تصدر بشهر أغسطس من هذا العام. لكن لا شئ مؤكد بعد.
الوضع المالي لـ Ubisoft
مع اقتراب انتهاء العام المالي الذي ينتهي بحلول مارس 2023, أعلنت Ubisoft عن مقدار خسائر تخطت 500 ملايين دولار خلال العام الماضي. بين خسائر بسبب سوء مبيعات آخر لعبتين, و خسائر أخري كبيرة بسبب إلغاء 7 مشاريع. حسب تصريحات المدير يرجع ذلك لاتجاه صناعة الألعاب للعناوين الضخمة و المعروفة و أيضًا المستمرة و متجددة. كما أن الظروف الإقتصادية العالمية الحالية أثرت بطبيعة الحال على إنفاق المستهلكين علي ألعاب غير معروفة. كما تتجه Ubisoft لخفض تكاليف إنتاج الألعاب بمقدار حوالي 250 مليون دولار أمريكي خلال العامين القادمين مُستهدفة بذلك إعادة هيكلة الأصول المالية للشركة.
يخبرنا Christopher Dring مدير موقع Gamesindustry, أن المشكلة الأكبر بالنسبة لـ Ubisoft ليس بنائها, بل أنها لا تملك لعبة تدر لها المال بشكل مستمر مثلما تملك EA لعبة Fifa او Actvision لعبة COD. لذلك الإخفاق و المبيعات السيئة تمثل مشكلة كبيرة لهم مما دفعهم بعيدًا عن المخاطرة مجددًا بألعاب غير معروفة ما ينتج عنه إلغاء مشاريعهم الجديدة. عكس الشركات الأخرى أصحاب المليارات التي لا يمثل الفشل أزمة بالنسبة لهم بسبب مكاسبهم الضخمة من الألعاب المستمرة. حيث أن أسهم Ubisoft وصلت إلي أدني مستوي لها منذ عام 2015 بسبب الاخفاقات المتعددة.
لا ننسى الأخبار التي انتشرت سابقًا حول رغبة Ubisoft في بيع نفسها لشركة أخرى تملك القوة المالية الكافية للحفاظ على هويتها و استمراريتها. بعض الأقاويل تشير أن سوني هي الأنسب لإتمام تلك الصفقة لقوتها المالية بالإضافة إلى مدى نجاحها في الحفاظ على سلاسل الألعاب الكبيرة و إحيائها لكن لا شئ رسمي ولا حتي بعض التسريبات بعد.
دعونا نأمل أن لا تسوء الأمور في Ubisoft. فهم يملكون تحت أيديهم سلاسل ألعاب عريقة لا نتمنى رؤية انهيارها أو أن تسلك اتجاهًا غير مرغوب فيه. ففي خضم الأزمات المالية التي يمر بها العالم, قد نشاهد عدة استوديوهات تتأثر بشكل كبير بسبب خسائر لعبة أو اثنتين. لكن من المتوقع ازدهار Ubisoft مجددًا بعد إصدار عناوينها الضخمة القادمة.