عام 1994 صدرت لعبة فيديو بعنوان System Shock من منظور الشخص الأول في إطار رعب و خيال علمي و نجحت نجاحًا باهرًا. وضعت وقتها تلك اللعبة حجر الأساس لتصنيف الـ Immersive Sim لتسير علي نهجها ألعاب أيقونية أمثال Bioshock و Deus Ex و قائمة طويلة من الألعاب التي ألهمتها System Shock. لذلك كان يجب أن يحصل لاعبو الجيل الجديد علي فرصة تجربة هذه الأيقونة, أقدم لكن مراجعة لعبة System Shock Remake.
بعدما أصبح هذا التصنيف مألوفًا لدي اللاعبين, حان الوقت لنعود إلي الماضي لنخوض التجربة الأصلية. تحت شعار
“الولاء”, حرص ستوديو Looking Glass المطور للعبة System Shock علي الحفاظ علي نفس الشعور لدي اللاعبين تجاه اللعبة, و لتظل جميع جوانبها مرتبطة بالنسخة الأصلية. فهل استطاع الاستوديو المطور تقديم Remake للعبة صدرت منذ 27 عامًا للاعبي هذا الجيل بشكل مناسب؟
قصة اللعبة بدون حرق
قصة System Shock مليئة بالألغاز و الخبايا. بطل اللعبة الذي يطلق عليه “The Hacker” يتم القبض عليه أثناء محاولته لسرقة بيانات أحدي شركات التكنولوجيا الضخمة في العام 2072. عقاب هذه الجريمة هو الإعدام, لكن لحسن الحظ يحظي البطل بفرصة الاختيار بين الموت أو أن يساعد الشركة في إزالة “القواعد الأخلاقية” الخاصة بنظام الذكاء الإصطناعي “SHODAN” الخاص بالمحطة الفضائية.
النوايا السيئة لتلك الشركة الضخمة أدت إلي كارثة طالت الجميع, حيث استطاع الذكاء الإصطناعي السيطرة علي كل شئ. علي الجانب الآخر يستيقذ البطل علي متن المحطة الفضائية بعدما أجري عملية زراعة وضعته في ثبات لشهور, ليجد أن جميع سكانها تحولوا إلي روبوتات و مسوخ يهاجمونه.
يتم عرض القصة و تفاصيل ما حدث من خلال البيئة و التسجيلات الصوتية و سجلات سكان المحطة الفضائية, فلا وجود للمشاهد السينمائية بعد المشهد الوحيد في بداية اللعبة. لن يشكل ترتيب سماعك لتلك التسجيلات فارق كبير في فهمك للقصة, فهي كقطع الأحجية, يجب أن تنجح في جمعها كلها في النهاية, لا يهم الترتيب.
محتوي اللعبة
- في البداية, توفر اللعبة اكثر من مستوي صعوبة و لكن بطريقة مختلفة قليلًا, حيث أن مستويات الصعوبة مقسمة علي أربعة عناصر و هم الألغاذ و المهمات و عالم السايبر و عدد الوحوش. لكل منها ثلاثة مستويات صعوبة. لذلك يمكنك تخصيصها كما تشاء لتوازن تجربتك.
- تتيح System Shock للاعب فرصة للاستكشاف كيفما يشاء و بالترتيب الذي يريده. لا تزال تحتفظ اللعبة بأجواء المتاهة, مع خريطة كبيرة تظهر لك تفاصيل كل منطقة جديدة تدخلها, لكن عليك الدخول لها أولًا. ستجد في كل منطقة تسجيلات صوتية و ملاحظات تحكي قصص الجثث الملقاة علي الأرض في كل مكان و قصة هؤلاء المتحولون.
- و بحكم أنها لعبة Immersive Sim, فليس هناك اتجاه صحيح أو هدف رئيسي, فلكل لاعب قصته و طريقته في التعامل مع المنطقة التي يستكشفها اللاعب, في النهاية هي مباراة بينك و بين SHODAN تديرها بطريقتك, انت تحاول الوصول إلي مناطق أكثر و تستكشف القصة, و هي تحاول إعاقة تقدمك من خلال إرسال الأعداء أو إيقاف تشغيل المصعد و عدة أمور أخرى.
- طوال استكشافك لخريطة اللعبة ستقابل هؤلاء الوحوش المتحولين في كل مكان. تطهير المكان منهم لا يعني عدم تواجدهم مرة أخرى, فإذا عدت لنفس المكان بعد تقدمك في اللعبة ستجد وحوشًا أكثر أرسلتهم SHODAN و بأعداد أكبر.
- تختلف أنواع الوحوش في اللعبة. بين المتحولين العاديين و الروبوتات التي تطلق الليزر, و بعض الروبوتات الأخرى التي تندفع بسرعة تجاهك. لكل منها نقاط ضعف و قوة, فبعضهم لا يجب أن يقترب منك و البعض الأخر لا يجب إهدار مواردك لقتله.
- و لأن الاستكشاف جزء أساسي من اللعبة, فإن استكشاف الموارد جزء مهم من التجربة. حيث كلما تقدمت في اللعبة ستكتشف أنواع جديدة من الموارد والأسلحة و العتاد.
- بذكر الموارد, تقدم System Shock نظام حقيبة يشبه كثيرًا حقيبة لعبة Resident Evil 4. حيث يحتاج اللاعب دومًا لترتيب موارده في حقيبته كي يتمكن من إضافة موارد جديدة خاصة الأسلحة, و التي تتطلب عدة خانات في الحقيبة.
- تنقسم الموارد في System Shock إلي الأسلحة و الرصاص الخاص بها, و التعزيزات و التي هي عبارة عن تعزيزات للضرر و قوة التحمل و الصحة. بالإضافة إلي الخردوات التي تجمعها أثناء الاستكشاف لتحولها إلي عملات من خلال ماكينات إعادة التدوير. تلك العملات تمكنك من شراء الرصاص و بعض التعزيزات و ما إلي ذلك.
- الكومبات في لعبة System Shock ينقسم إلي ضربات يدوية بالأسلحة اليدوية و ترسانة من الأسلحة النارية و القنابل. يمكن تنفيذ ضربات ثقيلة و ضربات عادية باستخدام الأسلحة اليدوية, و بالطبع الضربات الموجهة علي الرأس أكثر ضررًا من غيرها.
- ترسانة الأسلحة النارية تقدم مسدس عادي و مسدس ليزر و بعض البنادق و سلاح آلي. كما يملك المسدس العادي امكانية تغير نوع الرصاص بين الرصاص الازرق أو الأخضر, و لكل نوع من الرصاص مزاياه.
- أما عن الألغاز, فبعض المناطق المغلقة تتطلب حل لغز ما لفتح البوابة و الانتقال لتلك المنطقة. مثل توصيل الكهرباء من نقطة إلي نقطة عبر لوحة التحكم. و بالطبع تختلف صعوبتها علي حسب اختيارك للمستوي قبل بدء اللعب.
- بعض المناطق الأخري لن تفتح لك باستخدام الألغاز أو كروت بطاقات المرور. ستحتاج إلي اختراق النظام و كسر الحماية. يتم ذلك من خلال الدخول في طور الـ Cyberspace.
- عالم الـ Cyberspace هو عالم رقمي تنتقل إليه من بعض النقاط علي الخريطة. و كأنك انتقلت إلي لعبة Arcade ثلاثية الأبعاد تقاتل فيها كائنات تتكون من Pixels و تتقدم فيه من منطقة إلي منطقة حتي تصل إلي مصدر الحماية و تدمره لتعود إلي العالم الواقعي. عادة هذا الطور ينتهي خلال عدة دقائق علي الأكثر.
مميزات اللعبة
- الاتجاه الفني للعبة نجح في الحفاظ علي هويتها كـ Remake للعبة قديمة مع إضافة لمسة حديثة في الإضائة و الانعكاسات و الخامات جعلتها لعبة مريحة بصريًا بل و ممتعة.
- أسلوب اللعب المتنوع, سواء بسبب تعدد خيارات الصعوبة, أو كمية الأسلحة و العتاد المتاح في اللعبة بجانب ميكانيكية الإنحناء يمينًا و يسارًا أثناء التصويب الرائعة.
- المعارك في اللعبة لا تقدم إسلوبًا ثوريًا, لكنها نجحت في تقديم معارك مثيرة ستضعك علي حافة الكرسي, خاصة أن بعض الأعداء لا يتهاونون في قتلك بطلقاتهم المتتالية و ضررهم المرتفع. هذا بالطبع يخص المستويات المتوسطة و الصعبة.
- مؤثرات صوتية دقيقة للغاية تساعدك علي الدخول في أجواء اللعبة. لكل شيء في اللعبة مؤثرًا صوتيًا مميزًا له. حتي أصوات الأجهزة من حولك و التي تتشابه مع أصوات الوحوش لتجعلك في حاله خوف أغلب الوقت.
- لا تزال SHODAN أحد أكثر الأعداء الرئيسيين كاريزما في عالم الألعاب, حتي و إن لم تقابلها وجهًا لوجه طوال ساعات لعبك, يكفي تعليقاتها الشريرة و وصفها للبشر بـ “الحشرات”.
- كتبت قصة System Shock في التسعينات, لكنها تعرض سيناريوهات الذكاء الاصطناعي التي نتحدث عنها حاليًا و نتخوف من حدوثها في المستقبل, أي أننا أمام قصة سابقة لعصرها بعقود كثيرة.
- تنوع البيئات خلال مراحل اللعبة المختلفة يعزز تنوع التجربة البصرية و يدفع الملل عن أنظار اللاعب, و يزيد من فرصة التمعن في تفاصيل تلك البيئات.
عيوب اللعبة
- الذكاء الاصطناعي يصبح غير منطقي أحيانًا. قد تمر بجانب أحد الاعداء و لا يراك حتي إذا أطلقت عليه بمسدسك.
- بعض الأخطاء التقنية و الجليتشات, فمثلًا, فجأة لم أستطع التفاعل مع أي شيء في الخريطة لأنه يظن أنني في منطقة مليئة بالأعداء و هي خالية تمامًا, الأمر الذي اضطرني لإعادة ساعة كاملة من اللعب.
- غياب ميزة التسجيل التلقائي. إذا نسيت التسجيل اليدوي فقد تضطر إلي إعادة ساعات من اللعب إذا مت.
- اللعبة غير مترجمة إلي العربية لا في القوائم ولا المحادثات.
هل أنصح بشراء لعبة System Shock Remake؟
نعم أنصح بذلك, فهي تجربة خالية من التعقيدات ستقضي بها وقت ممتع و متنوع خاصة لمحبي سلسلة Bioshock. اللعبة متاحة بسعر 40$ علي منصة PC فقط حتي الآن, و من المفترض إصداراها علي المنصات في وقت لاحق.
ملخص المراجعة
القصة - 9
أسلوب اللعب - 9
الأداء التقني - 7.5
المؤثرات الصوتية - 9
التجربة البصرية - 8
8.5
جيدة جدًا
لعبة System Shock هي فرصة ذهبية لنتعرف علي الأفكار الثورية التي ساعدت في تشكيل ملامح صناعة الألعاب, من خلال Remake ناجح لأحد أيقونات الماضي بقصتها المتميزة, و الذي نجح بشكل مبهر في الحفاظ علي هوية اللعبة و تقديم أسلوب لعب سلس و متنوع ستدمنه رغم بساطته.