مراجعة وتقييم لعبة Exoprimal

في عام مزدهر لألعاب Capcom، بدايةً من ريميك Resident Evil 4 ومرورًا بـ Street Fighter 6، يأتينا الناشر الياباني بعنوان خدمي جديد كليًا، لعبة Exoprimal، وبعد مطالبات عديدة بـ ريميك للكلاسيكية Dino Crisis، قررت Capcom تلبية طلبات محبي الديناصورات، ولكن بعنوان جديد كليًا.

Exoprimal هي لعبة تصويب من المنظور الثالث، أونلاين فقط من نوع PvPvE، يتنافس فيها فريقان من خمسة لاعبين لكل فريق لإكمال مجموعة من الأهداف أسرع من المنافس، بينما يواجه الفريقان حشودًا من الديناصورات الغاضبة.

اللعبة تقدم فكرة جديدة نوعًا ما إلى تركيبة اللعب المعروفة عن الـ PvPvE، مصحوبة بأسلوب سرد غير مألوف هو الآخر، ذلك مع بعض النقاط حولها كونها “لعبة خدمية” تأتي بالسعر الكامل، ولكنها متوفرة عبر خدمة Game Pass من اليوم الأول، فهل تستحق؟

القصة بدون حرق

إنه العام 2040 حيث تعمل شركة الأبحاث المتطورة، شركة Aibius، على مشروع سري على جزيرة “بيكيتوا” النائية، وهو تصنيع بدلات قتالية متطورة تُعرف بـ Exosuits يستخدمها مقاتلو Exofighters. المشروع من شأنه أن يغير مستقبل البشرية، ولكن كارثة من نوع فريد تقضي على المشروع وعلى الشركة بأكملها. الكارثة هي ظهور الديناصورات بطريقةٍ ما واجتياحها الجزيرة، مدمرةً كل شيء في طريقها.

تمر ثلاثة أعوام وتبدأ قصتنا، حيث يعمل بطل القصة (اللاعب)، وهو مقاتل Exofighter، رفقة طاقم مراقبة وحراسة على الجزيرة. تسقط طائرة الطاقم على الجزيرة ويعلقوا هناك، حيث يبدأون تدريجيًا في معرفة ما حدث عليها منذ ثلاث سنوات.

يكتشف الطاقم أن ذكاءً اصطناعيًا متطورًا يسكن أطلال الجزيرة المهجورة يُدعى Leviathan، وهو الوحيد المتبقي من الكارثة. لـ Leviathan القدرة على فتح دوامات تسبب تشوهات في نسيج الزمكان لإرسال الناس عبر الزمان والمكان.

يُرسل Leviathan اللاعب -بصفته Exofighter- إلى عام 2040 ليشارك في اختبارات للبدلات القتالية في مواجهة حشود من الديناصورات، تُدعى “ألعاب الحرب” أو Wargames، مفسرًا دوافعه بأنه يحتاج إلى جمع بيانات من نتائج تلك الاختبارات. الديناصورات هي الأخرى يستدعيها Leviathan من الماضي عبر الدوامات، ليضعها في مواجهة مع مقاتلي Exofighters.

ينطلق طاقم المراقبة في رحلة لاكتشاف دوافع Leviathan الحقيقية، وعلاقتها مع كارثة الديناصورات التي وقعت منذ ثلاث سنوات، فلماذا يُرسل Leviathan المقاتلين إلى نفس اليوم الذي وقعت فيه الكارثة، بل ويكرره مرارًا وتكرارًا؟ هذا ما تكشفه قصة Exoprimal التي تمتد إلى 15 ساعة تقريبًا، أو 60 مباراة.

محتوى اللعبة

• نظام التقدم في القصة يسري كالتالي: تلعب المباريات وبعد كل مباراة يُفتح دليلان جديدان يُطلعانك على المزيد حول الجزيرة وحول الذكاء الاصطناعي Leviathan والأطراف المعنية في القصة. كلما جمعت عددًا محددًا من الأدلة فتحت مشهدًا سينمائيًا جديدًا، في شبكة متداخلة من الأدلة والمقاطع المختلفة.

• المباريات تُلعب بنظام 5 ضد 5، حيث يُكلف كل فريق بخمس مهمات ضد أعداء من الديناصورات “PvE”، ثم المرحلة الأخيرة التي من الوارد أن يتقابل فيها الفريقان بشكل مباشر. الفريق الذي يُكمل المهمات بشكلٍ أسرع يفز، حيث يكون متاحًا معرفة تقدم الفريق المنافس ويخبرك المراقب إذا كان فريقك متقدمًا أم لا.

• قبل كل مباراة يمكن اختيار نمط المرحلة النهائية، سواء أردت لعبها في صورة PvP حيث يتواجه الفريقان بشكل مباشر، أو PvE حيث تكون مثلها مثل باقي المراحل.

• “المسيطر” هو عنصر يتيح للاعب التحول إلى ديناصور وغزو مهمات الفريق الآخر ليفسد عليه تقدمه. يتوفر “المسيطر” في المهمة الأخيرة، ويتم إتاحته للفريق المتأخر أولًا.

• يمكن التبديل بين بدلات Exosuits أثناء اللعب دون تقييدات أو حدود، حيث يمكن التبديل بين جميع البدلات في مباراة واحدة دون مشاكل.

• ثمة ثلاثة تصنيفات أساسية للبدلات:
  • الهجوم “Assault”: بدلات تسبب أكبر قدر من الضرر ضد الأعداء، سواء بالمقذوفات أو الأسلحة الرشاشة أو القناصة.
  • الحماية “Tank”: بدلات ذات نقاط صحة عالية، هدفها دفع أعداد كبيرة من الأعداء والتحكم بالحشود الهائجة باستخدام الدروع.
  • الدعم “Support”: بدلات إعادة تجديد نقاط الصحة للفريق.

• بجانب سلاح البدلة، لكل بدلة ثلاثة قدرات أساسية، إحداها تكون القدرة الهائلة التي تُشحن لمدة أطول، وغالبًا يتسنى استخدامها مرة واحدة في المباراة.

• للبدلات معدات إضافية تُعرف بـ Rigs، ولكل منها وظيفة فريدة يمكنها تعويض بدلتك بميزة ليست فيها، بين مدفع ليزر ودرع ونصل دوار، والمزيد، تمثل الـ Rigs معدات أساسية في أسلوب اللعب. حاليًا يوجد 6 منها، ويمكن التبديل بشكل لحظي أثناء المباراة، تمامًا مثل البدلات.

• لكل بدلة وحدات ترقية خاصة بها تُعرف بـ Modules، وهي تعزز من ضرر الأسلحة أو قدرات البدلة، أو حتى تقلل من زمن تهدئة القدرات بمقدار معين. يمكن ترقية هذه الوحدات لزيادة فعاليتها أكثر.

• اللعبة مترجمة بالكامل، وصوت الذكاء الاصطناعي Leviathan فقط مدبلج للعربية.

إيجابيات لعبة Exoprimal

• أداء تقني ممتاز. محرك RE الخاص بـ Capcom يستمر في التألق، بأداء تقني مميز ويستحق الإشادة، ففي تجربتنا على بطاقة RTX 2070 ومعالج Core i3 12100F و 16 جيجابايت من الذاكرة عشوائية، حصلنا على 80-110 إطارًا بالثانية حتى وقت تواجد مئات من الديناصورات في الوقت ذاته على الشاشة، عند اللعب على أقصى إعدادات ممكنة، ودون استخدام تقنية FSR.

• تنوع قدرات البدلات ومتعة استخدام كل منها. بين قناصة Vantage ذات التأثيرات المميزة ودرع Roadblock الذي يُظهر مدى صعوبة التحكم في حشود الديناصورات، ومقذوفات Deadeye التي تفجر الديناصورات وتحرقها عن بكرة أبيها، وحتى مدفع الليزر الذي يجعلك تشعر وكأنك بطل خارق عند استخدامه، والمزيد من القدرات الفريدة لكل شخصية.

• أسلوب اللعب ممتع. إطلاق الطلقات والقذائف وتقطيع حشود الديناصورات رفقة أصدقائك، ذلك في سباقٍ مع الزمن لإنهاء المهمات قبل الفريق الآخر، لسببٍ ما يمثل أسلوب لعب ممتعًا حتى وإن كان لا يتضمن الكثير من التفكير والتخطيط، فقضاء بعض الوقت في قتل فصائل مختلفة من الديناصورات باستخدام قدرات مختلفة ممتع حقًا.

• يجب الإشادة بالتحريك “Animation”. ألعاب الخيال العلمي دائمًا ما يكون مجال الإبداع في التحريك واسعًا فيها، فيمكنك فعل أي شيء ولن يلومك أحد. Exoprimal تتفنن في إيصال إحساس أنك مقاتل من المستقبل قادر على مواجهة أخطر وحوش في التاريخ، فحركات كل بدلة من البدلات وكل قدرة، كل تبطيء للوقت في اللحظة المناسبة، كل فيزيائيات تقطيع الديناصورات، جميعها تخدم ذلك الهدف وتنجح فيه.

• تنوع جيد جدًا في أنواع الديناصورات. تقدم Exoprimal حوالي 13 نوعًا من أنواع الديناصورات الواقعية، ذلك رفقة 9 أنواع خيالية يُطلق عليها نيوصورات، ليكون المجموع 22 نوعًا مختلفًا من الديناصورات. تختلف تلك الأنواع في المباريات وكيفية التعامل معها، بين الصغير منها والضخم، وبين الزاحف والمحلق.

• المهمات الأخيرة هي الأفضل في اللعبة وجعلتني متشوقًا لإنهائها. فقط عندما تبدأ أحداث القصة لتشتعل وبينما تقترب من قلب شبكة التحليل، يبدأ مستوى المهام في التغير مع وجود أهداف جديدة وزعماء تحاربهم لأول مرة، وأحداث أخرى مرتبطة بالقصة. مع ذلك، هناك عدد قليل من هذه المهمات المختلفة.

سلبيات Exoprimal

• أسلوب السرد ممل وأفقدني الاهتمام بالقصة. لا يتسنى للاعب المشاركة في سرد القصة بأي شكل، فأنت تستمر في لعب المباريات، واحدة تلو الأخرى، وجميعها متطابق تقريبًا، ثم بعد كل مباراة تتفاجأ أنك بشكلٍ ما جمعت أدلة والآن عليك التحقيق فيها، أدلة لم تعلم بوجودها ولم تنوِ مطاردتها في الأساس. مشاركة اللاعب في سرد القصة من أهم ما يميز السرد القصصي في الألعاب.

• القصة مليئة بالحشو الموجود لزيادة ساعات اللعب فحسب، كوجود أكثر من دليل ليوضح كم تحب إحدى الشخصيات مفك براغٍ -حقًا هناك أكثر من دليل تتبعه مشاهد كاملة من أجل هذه التفصيلة فحسب-. القصة التي تستغرق 15-18 ساعة كان من الممكن سردها في عدد ساعات أقل بكثير، دون التضحية بأي من تفاصيل القصة المؤثرة.

• نمط لعب واحد! عنصر التكرار الممل متأصل في كثير من جوانب اللعبة، على الرغم من متعة أسلوب اللعب. قبل بدء كل مباراة يتكرر المشهد ذاته للذكاء الاصطناعي Leviathan يشرح قواعد اللعب، هذا المشهد مع شاشات التحميل قبل كل مباراة يستغرقون قرابة الدقيقتين. أيضًا تكرار الأهداف في المباراة نفسها، على الرغم من وجود خمسة أهداف مختلفة، إلا أن اثنين فقط تقريبًا يتكرران بشكل مستمر، والأهداف الأخرى نادرًا ما صادفتها، ما يجعل كل مباراة تبدو كسابقتها تمامًا. ثمة استثناءات في بعض المباريات بينما تصل إلى مراحل معينة في القصة، ولكن المشكلة لا تزال موجودة في أغلب ساعات اللعب.

• سهولة المباريات والمواجهات -باستثناء المهمات الأخيرة- على مدار القصة، سهولة تصل إلى حد الملل. ذلك مرفقًا مع التكرار في كل مباراة، يجعل اللعب دون دافع أو هدف مبرر، فحتى فتح التطويرات وترقية مستوى البدلات لا يؤثران على أسلوب اللعب في ظل غياب التحدي الكافي.

• التعريب، من ترجمة ودبلجة، ليس بالمستوى المطلوب. أخطاء لغوية ونحوية تتكرر في أكثر من جملة، كنصب الجمع المؤنث السالم بالفتحة أو استخدام همزة قطع بدلًا من ألف وصل أو العكس، وترجمات أخرى غير دقيقة وحرفية في بعض الأحيان، ذلك بالإضافة إلى سوء الخط المستخدم في الترجمة. الدبلجة من أسوأ ما يكون، أكاد أجزم أن الدبلجة تمت باستخدام الذكاء الاصطناعي وليس مؤديًا صوتيًا، فمخارج الحروف جميعها تقريبًا خاطئة، والأفعال الموجهة للمُخاطب تُنطق وكأنها موجهة للغائب.

هل أنصحك بـ Exoprimal؟

نعم، لكن في حالة واحدة، أن تلعبها عبر خدمة Game Pass.

حاليًا، وبالنظر إلى محتوى اللعبة، Exoprimal لا تستحق الستين دولار على الإطلاق، وإذا كنت تلعب على منصات بلايستيشن ومهتمًا باللعبة، أنصحك بالانتظار الأشهر القادمة ومتابعة دعم اللعبة وقاعدة لاعبيها. حالها كحال الديناصورات، Exoprimal معرضة للانقراض في أي لحظة.

أخيرًا: Exoprimal قادرة على الصمود أم ستكتب شهادة وفاتها بنفسها؟

بعد ساعات من اللعب، وجدت نفسي أسأل: ما الهدف؟ ما هدف لعب المباريات والفوز بها سوى التقدم في القصة؟ نعم التقدم في المستويات يتيح قدرات جديدة للبدلات ويعطيك عناصر تجميلية كالأزياء وغيرها، ولكن بسبب سهولة اللعب المفرطة وتكرارية سيناريو المهام ذاته في أغلب المباريات، تكون تلك القدرات الإضافية ليست هدفًا أساسيًا حقًا، خاصةً إذا أتقنت المهام -وهو ما ستفعله بعد ساعات قليلة من اللعب- وعرفت الهدف الأساسي لكل منها، فتلك القدرات الإضافية والتطويرات لزمن التهدئة وما شابه، لا تشكل فارقًا يستحق مطاردتها في ساعات من اللعب المكرر.

لذلك، الكرة الآن في ملعب Capcom، فكيف سيسير دعم المحتوى ما بعد الإطلاق ودعم اللعبة بأطوار لعب وبدلات Exosuit وخرائط ومهمات جديدة؟ هذا هو سؤال المليون دولار، لأنه فيما عدا التقدم في القصة، القصة التي ليست بالمستوى المطلوب أصلًا، حاليًا لا يوجد هدف على الإطلاق يستحق لعب Exoprimal لساعات طويلة.

من المقرر أن تحصل Exoprimal على تحديثات دورية بنظام المواسم، مع محتوى جديد بشكل مستمر، وتعاونات أيضًا في المستقبل، حيث تم التأكيد على تعاون مع Street Fighter 6 في الموسم الثاني، وتعاون آخر مع ألعاب Monster Hunter في الموسم الثالث. إذا سارت خطة الدعم كما مُعلن عنها، قد تكون Exoprimal قادرة أن تعيش لفترة طويلة، لأنه دون دعم مستقبلي اللعبة لن تصمد عدة أيام.