HAWKED هي عنوان مجاني جديد، من تصنيف Extraction Shooter من منظور الشخص الثالث، ولكن مع تعديلات وإضافات قد تكون غير مألوفة لمحبي هذا التصنيف المتحدي من ألعاب التصويب، حيث تتنافس فرق من ثلاثة لاعبين للوصول إلى الكنز أولًا بينما يجمعوا الموارد ويحلوا مجموعة من الألغاز.
من تطوير استوديو My Games، الاستوديو الذي عمل على ألعاب عديدة للهواتف، ومن نشر The 4 Winds Entertainment الناشر نفسه وراء لعبة التصويب World War 3.
يمكن اعتبار HAWKED محاولة لجعل تصنيف التصويب والنهب “Extraction Shooter” أكثر سهولة وإتاحة لقاعدة لاعبين أوسع، ولكنها محاولة محفوفة بالمخاطر إن سألتني، فغالبًا ما تطارد هذه المحاولات أزمة فقدان الهوية. إليكم انطباعنا الكامل عن نسخة البيتا.
كيف تسير المباراة في HAWKED؟
تبدأ المباراة ويتم وضع فريقك في منطقة عشوائية في الخريطة، ويكون عليكم البدء في البحث عن الأسلحة والموارد ثم التوجه إلى أقرب لغز موجود في الخريطة للبدء في رحلة البحث عن الكنز قبل الفرق الأخرى.
مع حل كل لغز يتم وضع مكان اللغز التالي على خريطة فريقك حتى تُكمل الخمسة ألغاز ليتم الكشف عن مكان الكنز الثمين. بالطبع إذا وصل فريق آخر للكنز يتم الكشف عن مكانه لجميع الفرق الأخرى، لمحاولة إيقافه قبل أن يصل إلى نقطة الإجلاء.
تلك الألغاز تتنوع وأحيانًا تتطلب تعاون أعضاء الفريق لحلها، فعلى الرغم من بساطتها إلا أني وجدت نفسي مهتمًا بحل اللغز والتقدم للغز التالي، فاستخدام عقلك لحل الألغاز بينما يحاول لاعبون آخرون قتلك، هو إنعاش جيد للأجواء. بالطبع ستجد ما (أو مَن) يعكر تلك الأجواء في رحلة استكشافك، فبجانب الأعداء من اللاعبين، عالم HAWKED مليئ بأعداء من الذكاء الاصطناعي وهي وحوش تهاجمك حين تراك.
بعد حل الألغاز الخمس وجمع الكنز يكون عليك الإجلاء من إحدى نقاط الإجلاء المتاحة، ذلك دون أن يعترضك لاعبون آخرون، ولا تنسَ أن مكانك مكشوف لجميع الفرق الأخرى. ذلك الكنز “القطعة الأثرية” تعطيك قدرات إضافية يمكن استخدامها، بل وتطويرها، للاستفادة منها في مباريات قادمة. حاليًا يوجد 21 قطعة أثرية في اللعبة.
اللحظات وقت الإجلاء وتنازع الفرق جميعها للحصول على الكنز قبل نفاذ الوقت، هي بالتأكيد أفضل لحظات HAWKED، فيمكن القول أن المباراة بأكملها تبني من أجل تلك اللحظات حين تكون في مواجهات مباشرة مع أخصامك الطامعين في الكنز.
ماذا عن أسلوب اللعب؟
تقدم لعبة HAWKED ترسانة كبيرة من الأسلحة والقنابل المختلفة، بين الرشاشات والبنادق والمسدسات، وحتى أسلحة طاقة أو قاذف قنابل.
من ناحية الاستكشاف، فاللعبة توفر Grapple يتيح الوصول إلى أماكن أعلى، مصحوب بفيزيائيات للتسلق والركض، وحتى التزحلق على المياه.
استخدام الأسلحة ليس سيئًا، ولكنه ليس رائعًا أيضًا، وعلى الرغم من وجود التنوع بين الأسلحة، إلا أن الفروقات بين تلك الأسلحة ليست بالقدر الكافي، وحتى الضرر أو فائدة السلاح من الناحية التنافسية، لم أجد تلك الفروقات حاضرة، ولم أترك سلاحًا واستخدم غيره سوى اختلافهما في المدى الفعال للاستخدام.
كما ذكرت أن الألغاز وتصميم كل منها هي إضافة رائعة لأسلوب اللعب، وتمثل استراحة قصيرة مرحة لك ولأصدقائك في ظل أجواء المباراة الحادة.
بجانب الأسلحة والاستكشاف، اللعبة بها أنواع مختلفة من العتاد، تغير من أسلوب لعبك ومن كيفية التعامل مع المواجهات، فهناك جدار هلامي يمنع الطلقات، وجهاز يومض حال وجود عدو قريب وصقر يستكشف المنطقة ويزود فريقك بالمعلومات، وجهاز آخر يجعلك تختفي لفترة ما، والمزيد من العتاد الذي يصل عدده إلى 14.
جزيرة “إكزايل” جيدة، لكن تحتاج مزيدًا من العمل
أول ما سيخطف أنظارك في HWAKED هما التوجه الفني الجميل والألوان المبهجة، تلك التأثيرات الـ”كوميكسية” التي تصحب كل رصاصة وكل صندوق يُفتح أو كل عدو يُهزم، فبصريًا تبدو جزيرة “إكزايل” جميلة ومشجعة على الاستكشاف.
ولكن، مشكلتي مع تصميم الخريطة نفسها، حيث توجد تشابهات كثيرة بين البيئات في المناطق المختلفة على الرغم من مساحة الجزيرة الكبيرة. ضف على ذلك عدم وجود “مناطق هامة” أو POIs (Points of Interest)، وهي اعتبار أساسي عند تصميم خريطة بها عتاد يتنافس فيها اللاعبون.
قد يجد البعض هذه الملاحظة غير مهمة نظرًا لطبيعة سير المباريات، كونها تعتمد على التنقل من لغز إلى آخر بشكل سريع قبل الفرق الأخرى، ولكن حينها يكون عنصر الاستكشاف وجمع العتاد غير مهم هو الآخر، وهو بالتأكيد ما لا يريده الاستوديو المطور في لعبة بهذا النمط.
الدعم العربي الممتاز أفضل مفاجآت لعبة HAWKED
القوائم والنصوص والحوارات في HAWKED جميعها معربة بالكامل، ويا له من تعريب!
يجب الإشادة بفريق التعريب لما أنجزوه من عملٍ رائع هنا، فالترجمة بسيطة غير متكلفة وتنجح في إيصال المعنى بأفضل شكل ممكن، خاصةً في لعبة تحتوي على مصطلحات صعبة بعض الشيء وتحتاج إلى فريق متمكن لتعريبها بالشكل الصحيح. شكل الترجمة الجميل هو الآخر مناسب لطابع اللعبة الكارتوني والمرح.
نعم، إنها هي.. أزمة الهوية تضرب HAWKED
على الورق، فكرة التعديل على تصنيف الـ Extraction Shooter وجعله “أسهل” بدمجه مع أفكار جديدة ومتفاعلة، هي فكرة رائعة بالتأكيد وتفتح الباب أمام لاعبين كُثر يريدون دخول عالم هذا التصنيف لكنهم لا يحتملون صعوبته وحدة أجواءه.
HAWKED تنفذ هذه الفكرة بأخذ عناصر من ألعاب الباتل رويال، التصنيف الأشهر بين لاعبي ألعاب التصويب، وتدمجها مع عناصر الـ Extraction Shooter مع استبعاد العناصر التي تجعل تلك الألعاب صعبة. ولكن، هل تنجح في ذلك؟
للأسف ما من إجابة قصيرة ومنصفة لهذا السؤال، فأطلب منك أن تتحمل معي لفترة أطول لنصل إلى تلك الإجابة سويًا. مبدئيًا، ما الذي يميز تصنيف الـ Extraction Shooter في الأساس؟
ماذا يجعل تصنيف Extraction Shooter مميزًا؟
بجانب صعوبة فيزيائيات اللعب وواقعيتها التي تجذب عددًا من اللاعبين وحدها، ما يجعل هذا التصنيف مميزًا حقًا، بل إدمانيًا في بعض الأحيان، هي “المخاطرة”.
المخاطرة هي الوصفة السحرية لألعاب هذا التصنيف، فمعرفة أنك على وشك خسارة شيء مهم إذا واجهت لاعبين آخرين وتفوقوا عليك، أنك قد تفقد كل ما تملك -حرفيًا- وتعود إلى نقطة الصفر في المباراة التالية، وأن العدو سيأخذ كل ما بذلت جهدك ووقتك في جمعه، هذه هي المخاطرة، وهي ما تجعلك متحمسًا للعودة في مباراة جديدة والتعلم من أخطائك لتنفيذ المهمة بشكل مثالي يومًا ما.
لذلك يكون عليك تحري الحرص الشديد واختيار المعارك التي عليك خوضها، وأن تأخذ في الاعتبار إمكانية الإجلاء فورًا دون تحقيق الهدف من المباراة حتى، ذلك لأن لديك ما تخاطر به، لديك ما قد تخسره إن دخلت معركة لا ترجحخ كفة فريقك.
ماذا إن غابت المخاطرة؟
ببساطة، المخاطرة هي ما تجعل ألعاب الـ Extraction Shooter قابلة للعب مرارًا وتكرارًا، جرعة الأدرينالين تلك التي تصيبك عند أخذ المخاطرة والنجاح فيها والتفوق على أعدائك، هي ما تجعل اللاعبين متعلقين بهذه الألعاب.
إذا غابت، من الصعب أن تعيش اللعبة طويلًا، وسرعان ما يصيب اللاعبين الملل، مهما كانت تلك اللعبة “سهلة”.
“وكيف تنطبق هذه الحكاية الطويلة على HAWKED؟”
لعلك خمنت الإجابة بالفعل، وهي إجابة صحيحة، فـ HAWKED في محاولتها أن تكون لعبة أسهل ومتاحة لقاعدة أوسع من اللاعبين، افتقدت عنصر المخاطرة ذلك، وفي رأيي، وضعت نفسها في مكان بين ألعاب الباتل رويال وألعاب الـ Extraction Shooter، فلا طالت ذلك ولا طبقت أساسيات ذاك.
لا تسئ فهمي، فاللعبة تكافئك إذا نجحت في الإجلاء بالـ “القطع الأثرية” بأن تجعلك تحتفظ بها وتضيف قدرات جديدة إلى عتادك، وهي قدرات رائعة حقًا. لكن، ماذا إذا فشلت؟ ماذا إذا قُتلت قبل حل الألغاز حتى؟ بالضبط كما أجبت، لا تتأثر بشيء، ويمكنك دخول المباراة التالية سريعًا دون أية جزاءات أو عقوبات.
بالتأكيد لا مشكلة في ذلك، وسيكون هناك من يحبون HAWKED على وضعها الحالي، ولكن حديثي هنا عن المدى البعيد، لأن بهذا الأسلوب، وبعد ساعات من اللعب، فقدت اهتمامي في دخول مباراة جديدة، ووجدت نفسي أسأل لماذا قد أدخل مباراة جديدة أصلًا؟ للحصول على قدرات جديدة؟ هو دافع منطقي، ولكن أيضًا، بعد 7 أو 10 ساعات من اللعب، قد لا يكون هذا الدافع منطقيًا بعد ذلك.
أخيرًا.. لعبة HAWKED تعاني، لكن لم يفت الأوان بعد
بالتأكيد هي ليست نهاية العالم لـ HAWKED، فكونها لعبة مجانية لم تصدر بعد، سيساعد كثيرًا على تحسينها.
بجانب بعض المشكلات كالأداء والمشكلات التقنية التي تظهر بين الحين والآخر، ضعف الذكاء الاصطناعي، وموازنة الأسلحة بشكل أكثر، فالمشكلة الأكبر التي تناولناها يمكن معالجتها هي الأخرى.
فكرة “المخاطرة” وجعل اللاعب يهتم حيال البقاء على قيد الحياة، هي فكرة مرنة ويمكن تطبيقها بطرق عدة، بجانب جعلها تنحصر على العتاد. مثلًا يمكن ربطها بقصة اللعبة بطريقةٍ ما لجعل خسارة اللاعب أمرًا لا يُحمد عُقباه، أو جعل اللاعب الذي يفشل في الإجلاء محدودًا بألغاز تكون أصعب في المباراة التالية، أو سلبه من إحدى قدراته التي يمكنه استخدامها، والقائمة تطول.
في النهاية، HAWKED لديها الفرصة في أن تعيش لفترة طويلة، مع إصلاح المشكلات الموجودة حاليًا، ووجود عنصر في حلقة اللعب يجعل اللاعب متحمسًا ليلعب مباريات كثيرة لساعات طويلة، سواء كان عنصر المخاطرة أو غيره، لأن في الوضع الحالي، لا أرى سببًا يجعل اللاعبين تستثمر أوقات طويلة من اللعب على جزيرة “إكزايل”. القدرات التي يمكن الحصول عليها والأزياء التجميلية، على الرغم من جودتها وتنوعها، ليست سببًا كافيًا على الإطلاق.
ستصبح البيتا المفتوحة متاحة للجميع بين 3 و 17 أغسطس عبر الحاسب الشخصي فقط.