بعد صدورها بعامين حصرياً على منصة PS5، صدرت أخيراً نسخة الحاسب الشخصي من لعبة Ratchet and Clank: Rift Apart، وكما هو الحال مع Marvel’s Spider-Man و Miles Morales، اللعبة من تطوير استوديو Insomniac المبدع بينما تم تخصيص نسخة الحاسب الشخصي بواسطة فريق Nixxes الموهوب، لذلك توقعت الحصول على تجربة عظيمة مثل اللعبتين السابقتين خصوصاً أن عتاد حاسوبي بالكاد يلامس متطلبات تشغيل اللعبة عند أقل إعدادات رسومية ممكنة.
تحمست حقاً لتجربة اللعبة تعويضاً للتجربة المريرة التي حصلت عليها مع نسخة الحاسب من The Last of Us Part I، وأردت أن أترك لحصريات Sony فرصة أخرى لعلها تغير وجهة نظري في أن الاستوديوهات لم تعد تصقل التجربة بشكل كافٍ بعد Spider-Man. لكن للأسف لم تعمل اللعبة سوى لمدة ساعة، ومن بعدها أصبحت غير قابلة للعب بسبب مجموعة من العيوب التقنية الغريبة! لذا، لن أتطرق سوى للجانب التقني لأن اللعبة لم تترك لي مجالاً للتطرق لشيء آخر، كفانا رثاءً ولندخل في صلب موضوعنا.
التقنيات المدعومة بلعبة Ratchet and Clank: Rift Apart كانت تبشر بتجربة “ولا في الأحلام”!
الشيء الآخر الذي خدع طموحاتي في سلاسة التجربة غير أن Nixxes خصصت نسخة الحاسب الشخصي من اللعبة، هو كم التقنيات والإعدادات التي يحلم أي لاعب بوجودها بشكل يستحق الإشادة والتصفيق الحار حقاً، ولا أقصد هنا تقنية DitectStorage فقط، فثمة تقنيات أخرى سعدت بوجودها نعرضها كما يلي:
- ثمة نافذة Setup تسمح لك بتعديل الإعدادات الرسومية قبل تشغيل اللعبة، وهو شيء ممتاز لأصحاب الحواسيب الضعيفة ليتأكدوا من ضبط الإعدادات المناسبة تجنباً للمشاكل التقنية داخل اللعبة، ويمكن تعديل الإعدادات الرسومية داخل اللعبة أيضاً بشكل فوري وبكل سهولة.
- يمكن التحكم بمجموعة واسعة من الإعدادات الرسومية بشكل منفرد لكل إعداد، ومن أهمها البنية “Textures”، والظلال، وعمق المجال “DoF”، ومدى التفاصيل، وكثافة المرور، وجودة الشعر، وجودة الانعكاسات، وتفاصيل الطقس، بالإضافة لمجال الرؤية “FoV”، وضبابية الحركة “Motion Blur”.
- جميع تقنيات رفع الدقة متاحة؛ DLSS 3.0 من Nvidia، و FSR 2.1 من AMD، و XeSS من Intel، وحتى IGTI من Insomniac، وهو أمر يندر حدوثه في الألعاب.
- توجد العديد من تقنيات منع التعرج “Anti-aliasing” للاختيار بينها؛ SMAA و TAA و DLAA علماً بأن الأخيرة من Nvidia وتُفعل تلقائياً عند تفعيل تقنية DLSS نظراً لأنها أحد جزئي التقنية الأخيرة أساساً بينما الجزء الآخر هو رفع الدقة.
- دعم كل من تقنيات Dynamic Resolution Scaling و VSync للتحكم في معدل الإطارات و Nvidia Reflex Low Latency لتقليل معدل تأخير أدوات التحكم.
- تقنية تتبع الأشعة “Ray Tracing” بواسطة العتاد مدعومة بشكل كامل سواء كانت للانعكاسات أو الظلال أو للانسداد المحيطي “Ambient Occlusion”، كما يمكن تحديد مدى تأثير هذه التقنية على الأشياء.
- تدعم اللعبة تخصيصاً كاملاً لأزرار التحكم سواء بلوحة المفاتيح أو الفأرة أو أداة التحكم علماً بوجود إعدادات حصرية لأداة تحكم DualSense، كما تدعم اللعبة التزامن والتحويل بين أدوات التحكم المختلفة بدون أية مشاكل.
كيف تبدو تجربة اللعبة من الناحية التقنية؟
لدى استوديو Nixxes سمعة جيدة في تخصيص ألعاب Sony للحاسب الشخصي، وهو سبب كافٍ ليجعل أي لاعب محب لحصريات Sony أن يشتريها بدون تردد. بما أنها حصرية للجيل الجديد، تدعم اللعبة تقنية DirectStorage التي تستفيد من قدرات وحدات تخزين NVMe M.2 SSD لتقليل وقت تحميل عالم اللعبة مما يحسن من أدائها، ورغم أن استوديو Insomniac أكد أن وحدات SSD من المتطلبات الأساسية لتشغيل اللعبة، إلا أنها قابلة للعب مع وحدات HDD أيضاً، ولكن مع فارق الأداء بالطبع.
بالنسبة لتجربة اللعبة من الناحية التقنية، توجد العديد من العيوب الرسومية، بعضها تم حلها في تحديث صدر بعد إطلاق اللعبة بأيام، والبعض الآخر ما زال قائماً. من هذه العيوب غياب بعض تأثيرات الشفافية وتعريضها الزائد عن اللازم، بالإضافة لتعتيم الألوان، وفقدان التفاصيل، ومشاكل تتعلق بالبنية، وعدم تناسق الظلال مع أجسامها المنعكسة منها، ولسوء حظ أصحاب بطاقات AMD لا تدعم اللعبة تتبع الأشعة لهذه البطاقات عكس بطاقات Nvidia، عدا عن الكوارث التقنية الأخرى التي سنعرض لها لاحقاً.
كل هذه العيوب غير المُبررة تجعل تجربة اللعبة عبر الحاسب الشخصي مهما كانت مواصفاته غير مرضية مقارنةً بمنصة PS5، فإذا تمعنت النظر في الصورتين السابقتين، ستجد فارقاً ملحوظاً في كم التفاصيل ودقة الألوان وحدة العناصر. ومع ذلك نجد نقاط تفوق لمنصة الحاسب الشخصي، ومنها وضوح وثبات انعكاسات تتبع الأشعة مقارنةً بمنصة PS5، وقلة الضبابية “Ghosting” لتقنيات رفع الدقة “Upscaling”، وأخيراً سلاسة تنعيم الحواف لتقنيات منع التعرج “Anti-Aliasing”.
اختبارات الأداء: هل نحن أمام The Last of Us Part I جديدة؟
تنوعت آراء مستخدمي الحاسب الشخصي حول الأداء التقني للعبة بغض النظر عن مواصفات حواسيبهم، فمنهم من وصف التجربة بالعظيمة، ومنهم من وصفها بالمريعة، ولكن الأمر المُتفق عليه أن الفئة الاقتصادية من الحواسيب المخصصة للألعاب تعاني في تشغيل اللعبة. لكن وفقاً لمتوسط تقييمات المستخدمين عبر Meta Critic البالغ 4.2 من 10، فالأداء التقني للعبة محبط إن لم يكن كارثياً.
سنعرض لكم أداء اللعبة عبر ثلاث منصات اختبار أولها من الفئة الاقتصادية، وثانيها من الفئة المتوسطة، وثالثها من الفئة العليا، علماً بأن جميع منصات الاختبار بنظام تشغيل Windows 11، وتحتوي على وحدات تخزين M.2 NVMe SSD، وبطاقات رسومية من Nvidia، كما أن هذه البطاقات تحمل الإصدار الأخير من برمجيات Game Ready، وأخيراً تم إعداد الطاقة على وضع الأداء “Performance”، وإليكم المنصات:
حاسوب الفئة الاقتصادية:
- المعالج: Intel Core i5-9300H.
- بطاقة الرسوم: Nvidia GTX 1050 Ti 4GB.
- الرامات: بحجم 8GB بتردد 2666MHz.
عملت اللعبة بمعدل 60 إطاراً في الثانية بدقة 1080p وأقل إعدادات رسومية ممكنة مع تفعيل تقنية AMD FSR 2.1 على وضع الأداء، وعانت اللعبة من تساقط ملحوظ في معدل الإطارات بالمشاهد السينمائية، وكذلك عند التنقل بين بوابات العوالم. كانت اللعبة تعمل بشكل مقبول خلال أول ساعة وبعدها بدأت المشاكل التقنية الحادة بالظهور.
توقف تقدم اللعبة عند 2% بدون أي سبب، فقد حُبست داخل مرحلة معينة ولم أستطع تحريك الكاميرا أو استخدام الأسلحة، وعندما حاولت الرجوع لأي نقطة حفظ سابقة لهذه المرحلة، كانت اللعبة تجتاز قائمة نقاط الحفظ بشكل تلقائي، فلم يكن أمامي سوى إعادة اللعبة من بدايتها. بعدها أخذت اللعبة تتجمد وتنغلق بعد خمس دقائق فقط، وكلما أعدت تشغيلها يحدث كتمان للصوت بشكل مؤقت قبل أن تنغلق مجدداً، لتظهر نافذة تعرض إرسال شكوى إلى Sony، ثم حاولت تحديد معدل الإطارات عند 30 إطاراً، ولكن فشلت كل المحاولات ولم أستطع اللعب مجدداً.
حاسوب الفئة المتوسطة:
- المعالج: AMD Ryzen 5 5600.
- بطاقة الرسوم: Nvidia RTX 3060 Ti 8GB.
- الرامات: بحجم 16GB بتردد 3200MHz.
عملت اللعبة بمتوسط 60 إطاراً في الثانية بدقة 1440p وبمتوسط 30 إطاراً في الثانية بدقة 4K عند إعدادات High وبدون تفعيل تقنية DLSS، ولم نواجه الكثير من المتاعب -أقصد الكوارث- فيما يخص الأداء التقني عدا بضعة مشاكل تقنية متنوعة تخص الرسوميات والصوتيات وأسلوب اللعب بين حين وآخر، ولكن بشكل عام يمكننا القول بأن التجربة هذه المرة مرضية بعض الشيء.
حاسوب الفئة العليا:
- المعالج: Intel Core i9-13900K.
- بطاقة الرسوم: Nvidia RTX 4090 24GB
- الرامات: بحجم 32GB بتردد 6000MHz.
عملت اللعبة بمعدل 105 إطار في الثانية بدقة 4K ومعدل 180 إطاراً في الثانية بدقة 1440p عند أعلى إعدادات رسومية ممكنة، وعند تفعيل تقنية تتبع الأشعة انخفض معدل الإطارات إلى 70 إطاراً و 105 إطار بنفس الترتيب السابق ذكره، نعم الأرقام عظيمة حقاً، ولكن ما الذي تتوقعه من هذه المواصفات؟ نحن لا نعبث هنا يا صديقي! الغريب أن معظم مشاكل الأداء التقني السابق ذكرها لم تظهر هنا وكأنها ليست موجودة من الأساس باستثناء بعض عيوب الرسوميات وبطء تحميل الشاشات بشكل طفيف عن منصة PS5 رغم أن ميزان قوى العتاد يميل لصالح الحاسوب هنا.
المزايا التقنية للعبة Ratchet and Clank: Rift Apart:
- تجربة بصرية عظيمة قوامها رسوميات فائقة الجودة تمثل الجيل الجديد وبحق!
- إتاحة التحكم بإعدادات العرض والرسوميات قبل تشغيل اللعبة وأثناء اللعب بكل سهولة.
- حرية التحكم بمجموعة واسعة من إعدادات العرض والرسوميات بشكل منفرد لكل إعداد.
- دعم جميع تقنيات رفع الدقة “Upscaling”، وهو أمر يندر حدوثه بالألعاب، فضلاً عن دعم تقنية تتبع الأشعة “Ray Tracing”.
- توفير تخصيص كامل لأدوات التحكم المختلفة وإتاحة تشغيلها في نفس الوقت كما اعتدنا من Sony مؤخراً.
- ترك المجال مفتوحاً لمعدل إطارات غير متناهٍ ودعم تقنية DirectStorage يضمنان تحقيق تجربة فائقة السلاسة.
العيوب التقنية للعبة Ratchet and Clank: Rift Apart:
- اللعبة غير قابلة للعب عبر الفئة الاقتصادية من الحواسيب المخصصة للألعاب رغم استيفائها لمتطلبات أقل إعدادات.
- لا تخلو اللعبة من العيوب التقنية مهما كانت مواصفات الحاسب مرتفعة وهو ما يتطلب تحديثات لحل هذه المشاكل في أقرب وقت.
- لا أجد مبرراً يجعل التجربة عبر منصة PS5 أفضل في بعض النقاط من أقوى الحواسيب في السوق!
هل تستحق لعبة Ratchet and Clank: Rift Apart الشراء؟
يبلغ سعر اللعبة 60 دولاراً، وهو ليس سعراً هيناً بكل تأكيد، ورغم العيوب التقنية السابق ذكرها، إلا أنه بمجرد حلها بتحديثات لاحقة، ستكون اللعبة صفقة جيدة، خصوصاً إذا جربت الجزء السابق عبر منصة PS4. أما إذا لم تجرب الجزء السابق، فأنصحك بأن تستعير المنصة من صديقك مثلاً قبل أن تشتري جزء Rift Apart تجنباً للاصطدام بأحداث القصة كما حدث معي، وفي جميع الحالات يُفضل ألا تجرب اللعبة إلا بعد أن يتم حل المشاكل التقنية كي لا تشعر بالإحباط من اللعبة.
ملخص المراجعة
الرسوميات - 9
الصوتيات - 10
وقت شاشات التحميل - 9
الأداء التقني - 5
التخصيص - 9.5
8.5
ممتازة
رغم تخصيصها للحاسب بواسطة Nixxes، إلا أن Sony لم تنجو مجدداً من لعنة العيوب التقنية وقت الإطلاق، وضيعت فرصة ذهبية لتعويض الإطلاق الكارثي للعبة The Last of Us Part I! ومع ذلك، تقدم اللعبة تجربةً لطيفة، ينقصها فقط حل المشاكل التقنية بتحديثات لاحقة لتكون تحفة فنية تليق بالحاسب الشخصي!