لطالما كانت الحملات الترويجية لـ Starfield تتصدرها عبارة “الـ 1000 كوكب” وكيف أنك ستتمكن من استكشاف كل تلك الكواكب والغوص في أعماق الفضاء بحرية تامة دون قيود، فلعبة عالم مفتوح تقدم كواكب وأنظمة شمسية كاملة بكل تفاصيلها، تبدو واعدة ومشوقة بكل تأكيد.
بالطبع انتشرت المعلومات حول عدم وجود مركبات أو وسيلة لاستكشاف الكواكب سوى سيرًا على الأقدام، ذلك مع انعدام إمكانية الطيران بحرية في الغلاف الجوي للكوكب والهبوط في الوقت الفعلي، بدلًا عن ذلك تم استبدالها بمقطع صغير وشاشة تحميل قصيرة، فأنت لا تقلع وتهبط يدويًا، لكن اللعبة تفعل ذلك من أجلك.
كل ذلك جاء بسبب ضخامة عالم اللعبة والأنشطة الموجودة فيه، فنحن نتحدث عن كواكب بالأحجام الحقيقية وليست عينات مصغرة. لذلك كان منطقيًا أن تكون هناك عوائق تقنية -خاصةً مع محرك Bethesda الغني عن التعريف- جعلت الاستوديو يلجأ إلى حيلة ذكية: تقنية التوليد الإجرائي “Procedural Generation”. لا مشكلة في ذلك كله، ولكن في الأيام الأخيرة انتشرت مقاطع مسربة تظهر أن الكواكب لا يمكن استكشافها بالكامل على الأقدام، وأنه بعد السير لمدة 10 دقائق تقريبًا في اتجاه واحد، ستواجه حائطًا خفيًا يخبرك أنك وصلت إلى الحدود وعليك العودة إلى السفينة! فما القصة؟
تقنية التوليد الإجرائي: السر وراء الاستكشاف في Starfield
لنفهم ما يحدث هنا علينا أولًا معرفة كيف يصبح الاستكشاف ممكنًا في Starfield في المقام الأول. الأمر بسيط، تقنية التوليد الإجرائي أو Procedural Generation تعمل حينما تهبط على كوكب مهجور أو مكان ليس من الأماكن الرئيسية في اللعبة، حينها يتم توليد بعض المعالم من حولك لتستكشفها، سواء كان معملًا مهجورًا أو كهف أو سفينة أخرى تهبط أمامك، والمزيد من المعالم المختلفة والأحداث الديناميكية.
تلك المعالم والأحداث التي تولدها التقنية تكون مخزنة في قائمة في ملفات اللعبة، ويتم الاختيار بينها بشكل عشوائي لتظهر أمامك، وهو ما يجعل الاستكشاف مثيرًا للاهتمام لأن ما ستراه على كوكب ما سيكون مختلفًا عما يراه شخص آخر على نفس الكوكب، وفي نفس المكان.
ولكن كالعادة، إليك الحبكة الدرامية وراء هذه التقنية. بجانب أنه بعد ساعات طويلة من اللعب ستجد المعالم التي تولدها التقنية بدأت في التكرار المتطابق وستشعر بالإحباط، فما يحدث هنا أن التوليد الإجرائي يحدث على نطاق معين، مدى محسوب ومحدود، فلنقل 1 كيلومتر مثلًا وفي اتجاهات مختلفة. ذلك يعني أن ما وراء ذلك الكيلومتر، لا يوجد شيء أعددته لك اللعبة لتستكشفه، أو أن المنطقة نفسها ليست مجهزة لتمشي فيها حتى.
إذًا هل يمكنك استكشاف الكوكب كاملًا أم مناطق محددة؟
انتشر هذا التساؤل مع انتشار المقطع المسرب الذي يُظهر وجود حوائط خفية في اللعبة، حيث تخوّف اللاعبون من جودة اللعبة النهائية وساورهم الشك في ثقتهم بـ Bethesda بعد أن وعدتنا الشركة بأن جميع الكواكب ستكون قابلة للاستكشاف بالكامل!
أما عن إجابة السؤال، فهي نعم، بالتأكيد يمكنك استكشاف الكوكب كاملًا، كما يمكنك الهبوط على أي منطقة تختارها. بالطبع هناك محددات منطقية، فالكواكب الغازية أو الثلجية لا يمكن الهبوط عليها، كما لا يمكن الهبوط على مساحة مائية! لكن عدا ذلك، يمكنك الهبوط على أي كوكب، واختيار المنطقة التي تهبط فيها كما تشاء من خريطة الكوكب، بل ويمكنك السفر السريع إلى الكواكب التي سبق واستكشفتها من قبل.
كل ما في الأمر أن الحوائط الخفية تظهر في نهاية المنطقة المولدة إجرائيًا، المنطقة المعالجة باستخدام التوليد الإجرائي، والتي تعتمد على مكان هبوطك وموقع سفينتك على الكوكب.
لذلك، للتوجه إلى منطقة أخرى على الكوكب، عليك العودة إلى السفينة -سيرًا أو بالسفر السريع- ثم فتح الخريطة وتحديد المنطقة الجديدة، وبعد شاشة تحميل قصيرة ستجد نفسك هناك.
وكيف يؤثر ذلك على تجربة اللعب الفعلية؟
تلك الحوائط الخفية ومعيقات السير على الكوكب، يمكنني التأكيد بعد 50 ساعة من اللعب، أن ليس لها أي تأثير على الإطلاق، بل وأنني لم أواجهها أي مرة خلال مدة اللعب واستكشاف مئات الكواكب.
لنكن منطقيين قليلًا، لماذا قد تهبط على كوكب مهجور وتركض في اتجاه واحد لعشر دقائق متواصلة؟ اللعبة تولد عددًا من الأنشطة والمعالم من حولك والتي تكون في اتجاهات مختلفة وبينها مسافات طويلة، وبالتأكيد استكشاف تلك الأماكن سيكون أفضل من إهدار 10 دقائق كاملة في السير نحو اللاشيء. بشكل عام سيكون لديك كمية هائلة من الأنشطة والمهام في اللعبة بشكل عام، والتي ستبقيك منشغلًا ومهتمًا بما تريد فعله تاليًا.
ما يؤثر في التجربة حقًا، ويجعل الاستكشاف يتكرر بعض الشيء بعد ساعات من اللعب، هي المعالم التي تظهر بتقنية التوليد الإجرائي، فالتكرار المتطابق بينها واضح ومحبط. يمكنني الجزم أنني زرت المعمل ذاته، بنفس التكوين والعاملين به والتزيين والألوان وكل شيء، زرته على كواكب مختلفة ومرات عديدة خلال 50 ساعة من اللعب، وهي مدة لعب متوسطة بالمناسبة.