تُعد لعبة Lords of The Fallen، التي صدرت للمرة الأولى في 2014، نقطة سوداء في تاريخ استوديو CI Games، حيث كانت لعبة Souls-like مشوهة منزوعة الهوية، بآليات لعب ثقيلة وقرارات تصميمية متضاربة ومتعارضة.
بعد مرور 9 سنوات كاملة، جاءت فرصة الخلاص للاستوديو وإثبات قدراته على تطوير لعبة Souls-like بارزة، حيث يعود مجددًا بإعادة إنتاج “Reboot” للعبتهم وتحت نفس الاسم، ولكن في ثوب جديد وعلى منصات الجيل الجديد فقط بعد 4 سنوات من التطوير، فهل ينجح الاستوديو البولندي في إثبات ذاته هذه المرة؟ إليكم مراجعة Lords of The Fallen.
القصة بدون حرق
في زمان غير معلوم وأرض خيالية تُعرف بـ Mournstead، وقبل بدء أحداث اللعبة، تغلبت البشرية أخيرًا على السيد الشيطاني Adyr، وتم نفيه إلى عالم آخر ليظل محبوسًا هناك. أنشأ البشر خمس منارات لإبقائه منفيًا، على أن يتم حراسة تلك المنارات من قبل فرسان أخيار يُعرفون باسم Hollowed Sentinels، وهم أتباع سيد النور Orios.
مرت السنوات و Adyr محبوسٌ، ولكن انتشر تأثيره الشيطاني تدريجيًا حتى فسدت المنارات وفسد معها فرسان الـ Hollowed Sentinels، والآن أصبحت عودة السيد الشيطاني قريبة، وتقع على عاتق اللاعب مهمة تطهير الخمسة منارات وهزيمة الـ Hollowed Sentinels بعد أن أصبحوا فاسدين.
تمتد القصة إلى 30-40 ساعة، ولها 3 نهايات تعتمد على اختياراتك في استكشاف العالم وحواراتك مع الشخصيات الأخرى.
محتوى اللعبة باختصار
- تقدم اللعبة عالميْن متوازيين: عالم الأحياء واسمه Axiom، وعالم الموتى واسمه Umbral. حين تموت تنتقل من عالم الأحياء إلى عالم الأموات، وهناك تزداد صعوبة الأعداء بمرور الوقت وتظهر أعداء جديدة غير موجودة في عالم الأحياء. يجب عليك الخروج من عالم الأموات بأسرع وقت ممكن من خلال نقاط أماكن مخصصة لذلك، وإلا سيزداد عدد الأعداء بشكل جنوني حتى يُقضى عليك وتخسر ما لديك من Vigor.
- عالم الأموات Umbral يتم توظيفه بشكل كبير في تصميم المراحل وطريقة استكشافها، حيث يتم وضع طرق ومناطق في ذلك العالم لا يمكن الوصول إليها من عالم الأحياء Axiom، ما يجعل زيارة هذا العالم بانتظام ومحاولة التعامل مع أخطاره أمرًا أساسيًا.
- المصباح الأزرق المضيء هو آلية لعب محورية في Lords of The Fallen، حيث يمكن باستخدامه الانتقال إلى عالم الأموات Umbral طواعيةً وإزالة عوائق أو حل ألغاز لفتح طرق جديدة، كما يمكن للمصباح مهاجمة الأعداء وطرد أرواحهم لتسهيل مهاجمتهم، والمزيد من الاستخدامات.
- تدعم Lords of The Fallen اللعب التعاوني بشكل موسّع عن ألعاب التصنيف الأخرى، حيث يمكن مرافقة لاعب آخر عند أي مرحلة ولأي مدة من الوقت، كما يمكن اللعب مع لاعبين على منصات مختلفة بفضل ميزة اللعب المشترك عبر المنصات. حتى الآن لا تزال ميزة اللعب المشترك عبر المنصات قيد التطوير وسيتم إضافتها في وقت لاحق.
- تقدم العالم عند اللعب التعاوني يُحسب عند اللاعب المضيف فقط، بينما يُحسب تقدم الشخصية والعناصر المكتسبة عند كلا اللاعبين: المضيف والضيف.
- نقاط الحفظ الرئيسية تُعرف بـ Vestige، ويمكن العثور على واحدة منها عند بداية كل منطقة جديدة. هناك نقاط حفظ ثانوية ولكن يجب أن تصنعها بنفسك، حيث يمكن شراء Vestige Seed وهي بذرة يمكن زراعتها في نوع خاص من التربة تكون منتشرة في كل منطقة.
- نظام الصد هنا شبيه بذلك في Bloodborne، حيث كلما تلقيت ضربة أثناء الصد تنقص صحتك مؤقتًا ويمكن استعادتها مجددًا بالهجوم على الأعداء، وهو ما تسميه اللعبة “Wither Damage”.
- قتل الزعماء الرئيسية يتيح شراء عتاد كل منها كاملًا، من سلاح ودروع وتعاويذ، عند أحد التجار في منطقة الـ Hub الرئيسية، مقابل عملات خاصة تحصل عليها عند مشاهدة الذكريات في عالم Umbral.
- بجانب المذكور أعلاه ستجد ما تتوقع وجوده في لعبة Souls-like عميقة، فالقصة مبهمة لا تشرح نفسها من البداية، هناك عدد كبير من الأسلحة والدروع والتصنيفات بأساليب لعب المختلفة، تعاويذ من مدارس متنوعة، وعناصر سرية كثيرة.
هل تحتاج مستوى قويًا في اللغة الإنجليزية للاستمتاع بـ Lords of The Fallen؟
نعم، حيث تقع قصة Lords of The Fallen فيما يشبه العصور الوسطى، مع لغة إنجليزية أحيانًا تكون ثقيلة وبها مصطلحات غير شائعة حاليًا. ادمج ذلك مع القصة التي تُسرد بطريقة مبهمة بعض الشيء على خطى ألعاب Souls-like الأخرى، ستجد مواكبة الحوارات وأحداث القصة مهمة صعبة إن لم تكن قويًا في اللغة الإنجليزية.
الإيجابيات
- رسوميات رائعة ولوحات بصرية خلابة يرسمها عالم اللعبة. يمكن القول أن Lords of The Fallen هي أفضل ألعاب الـ Souls-like رسوميًا، وهي واحدة من أجمل ألعاب هذا الجيل بشكل عام، فهي إحدى تلك الألعاب التي تجعلك تقضي وقتًا طويلًا في وضع التصوير الخاص بها وتلتقط أكبر عدد ممكن من الصور.
- تنوع كبير في الأسلحة والدروع والتعاويذ، مع 13 تصنيف “Classes” بأساليب لعب مختلفة. تقدم Lords of The Fallen تنوعًا جيدًا جدًا في ترسانة الأسلحة والدروع والتعاويذ المتاحة، منها النادر الذي تعثر عليه في أماكن بعيدة المنال، ومنها ما يمكن شراؤه مباشرةً، وجميعها لها تصميم بصري رائع. بين السيوف الخفيفة والثقيلة وحتى الرماح والمطارق، تختلف مجموعة حركات القتال بشكل كبير.
- إضافة عالم Umbral والمصباح، هي من أفضل وأذكى الإضافات الأصلية التي رأيتها في لعبة Soulslike منذ مدة طويلة. إن كان عليّ اختيار أفضل جوانب Lords of The Fallen، فسيكون وجود عالم آخر محفوف بالمخاطر تلقي بك اللعبة فيه عندما تموت في فرصة أخيرة لتعود إلى عالم الأحياء. ذلك مع المصباح الذي يلعب دورًا كبيرًا في أسلوب اللعب وطريقة تعاملك مع العالم، وأيضًا في القصة، هو إضافة أصلية للتصنيف يشكل فارقًا كبيرًا في أسلوب اللعب وطريقة استكشاف العالم. أتمنى حقًا أن يتم التعمق في هذة الآلية بشكل أوسع في ألعاب التصنيف بشكل عام.
- تصميم المراحل عبقري، يمكن وضعه في مستوى FromSoftware، بل وأحيانًا ما شعرت أنه يتفوق عليه بفضل إضافة عالم الموتى “Umbral” (هذا لا يتضمن توزيع الأعداء في المراحل وتصميم المواجهات). في أساسه لا يبدو تصميم المراحل مُبتدعًا، فهو مبني على مبادئ ألعاب التصنيف بشكل عام، حيث تصل إلى نقطة حفظ ثم تنطلق في رحلتك لتجد لاحقًا طريقًا مختصرًا يعود بك إلى نقطة الحفظ تلك. لكن المميز هنا أن الاستوديو المطور يأخذ ذلك المبدأ ويضاعفه أضعافًا، فالمراحل مترابطة بشكل رائع ومليئة بالطرق السرية والاختصارات غير الظاهرة بشكل غير مسبوق، والسبب ببساطة هو آلية عالم الموتى “Umbral” الذي يغير من البيئة من حولك ويفتح آفاقًا جديدة، فيمكن القول أن لديك نسختين من العالم نفسه ولكن بتصميمين مختلفين.
السلبيات
- مشاكل في موازنة الصعوبة في المناطق المختلفة، مع مواجهات مستمرة ضد حشود من الأعداء في مساحات محدودة وضرر عالٍ يسببه الأعداء. كل منطقة في Lords of The Fallen تحتوي على حشود من الأعداء التي تهاجمك في الوقت ذاته، بين من يركضون نحوك لمواجهات قريبة وضمنهم أعداء أقوياء يحتاجون للتركيز الشديد معهم، ومن يهاجمونك بأسلحة وتعاويذ بعيدة المدى، ما يجعل موتك مرة واحدة على الأقل في كل منطقة تدخلها أمرًا لازمًا كي تعرف عدد الأعداء وأماكن تمركزهم. تلك المواجهات قد لا تكون صعبة في ذاتها، ولكن العشوائية وحشد أكبر عدد ممكن من الأعداء دون أي اعتبارات هو ما يمثل مشكلة واضحة في موازنة الصعوبة وجعل الاستكشاف فكرة غير محبذة.
- طور اللعب التعاوني به مشاكل في التأخير وسرعة استجابة اللعبة عند اللاعب الضيف. حتى الآن لا يزال طور اللعب التعاوني غير مستقر، فاللاعب الضيف يعاني من مشاكل في التأخير، ما يجعل إمكانية الموت المتكرر واردة.
- الأداء التقني يعاني بشكل واضح وأحيانًا يجعل التجربة كابوسًا، بتساقطات كثيفة وشديدة لمعدل الإطارات وتوقف مفاجئ للعبة. بالرغم من التحديثات المستمرة منذ اليوم الأول، لا يزال الأداء التقني يؤثر بالسلب على التجربة على كافة المنصات، بما في ذلك الحواسيب من الفئة المرتفعة وأيضًا المنصات المنزلية. قد تكون في مواجهة محتدمة وتحاول قصارى جهدك ألا تموت لكيلا تفقد ما لديك من Vigor، لتكرمك اللعبة بتوقف مفاجئ أو تقطيع مزعج. عندما تدمج ذلك مع صعوبة اللعبة الشديدة في ذاتها وأنظمتها القاسية غير المتسامحة، ستحصل على مواقف عدة حين تموت وتخسر تقدمك بشكل غير عادل خارج عن إرادتك.
- الأعداء يختفون ويركضون في أماكنهم، ومن السهل أن تعلق في حائط أو عائق غير موجود حتى وتنتظر حتى تموت وتفقد تقدمك. سوء الأداء التقني لا يتوقف عند الأداء نفسه فحسب، بل حتى الذكاء الاصطناعي للأعداء الذين إذا استدرجتهم إلى مكان بعيد قليلًا، لتواجههم بعيدًا عن الحشود مثلًا، سيختفون ببساطة ويظهرون مجددًا في مكانهم الأصلي وتعود صحتهم كاملة مرة أخرى. أيضًا إذا عبرت بوابة أو حائطًا أثناء استخدام المصباح، هناك فرصة كبيرة أن تعلق في ذلك الحائط ولا يمكنك الخروج منه. الأداء التقني -حتى لحظة الكتابة- كارثي لدرجة أنه وحده احتاج نقطتين كاملتين في السلبيات.
- معارك الزعماء أغلبها متواضعة، فبعضها أبسط وأسهل من اللازم، والبعض الآخر يعاني من عيوب تصميمية مثل مجال رؤية الكاميرا ومجال تأثير الضربات. باستثناء عدد من معارك الزعماء المميزة، أغلب معارك الزعماء الأخرى تكون بسيطة ومقتصرة على عدد محدود من الحركات، ومنها ما يكون معيوبًا تصميميًا فتجد الضربات تأتي من خارج مجال الرؤية بسبب ضخامة حجم الزعيم، أو تجد مجال تأثير الضربات غير سليم فتؤثر بك ضربات لم تطصدم بك في الأساس.
- Lords of The Fallen لا تدعم اللغة العربية في أي من جوانبها. اللعبة التي تدعم 12 لغة مختلفة دعمًا كاملًا، لا تتضمن اللغة العربية على الرغم من ثقل لغتها الإنجليزية وضرورة تعريبها للاعبين العرب.
هل أنصحك بـ Lords of The Fallen؟
نعم احصل عليها ولكن ليس بالسعر الكامل، فقط إن كنت لاعبًا خبيرًا في هذا التصنيف ويمكنك تجاوز عيوب التجربة بل والتعامل معها لعشرات الساعات، فهي تجربة Souls-like عميقة ستعجب عشاق هذا التصنيف.
أما إن كنت لاعبًا متوسطًا أو لست شديد الخبرة في هذا التصنيف، فغالبًا ستكون Lords of The Fallen كابوسًا بالنسبة لك، بسبب عيوبها المتعلقة بالصعوبة وتوزيع الأعداء غير المنطقي، وتصميم الزعماء المعيوب.
بشكل عام لا أنصح بلعب Lords of The Fallen حاليًا بسبب مشكلاتها التقنية المؤثرة على التجربة، فمن الأفضل انتظار تحديثات تصقل الأداء، وعندها قد تكون اللعبة بسعر أقل أيضًا.
ملخص المراجعة
القصة والخلفية الدرامية - 7
الرسوميات - 9
أسلوب اللعب - 7
تصميم المراحل وتوزيع الأعداء - 8
الأداء التقني - 4
7
جيدة
في جوهرها تمتلك Lords of The Fallen المقومات لتصبح لعبة Souls-like رفيعة المستوى، بتصميم مراحل متشابكة عظيم وأجواء ساحرة وأنظمة لعب مبتكرة، ولكن مشاكلها التقنية المؤثرة على التجربة ومشاكل في التحريك وفي تصميم الزعماء وموازنة صعوبة الأعداء، تجعلها لعبة جيدة لا أكثر