في 26 يوليو 2021 أعلنت شركة Amazon رسميًا إطلاق موقعها الرسمي في مصر خلال العام الحالي 2021. هذه الخطوة لم تأت مُفاجئةً، بل تم التمهيد لها بخطوة اتخذتها الشركة العملاقة عام 2017 بالاستحواذ على واحدة من أكبر شركات البيع الالكتروني الإماراتية (سوق.كوم) في صفقة بقيمة تتراوح بين 650-750 مليون دولار! (حسب نيويورك تايمز)
منذ 2017 لا نعرف شيئًا عن خطة Amazon في مصر، ولكن ومع اقتراب افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، بدى أن Amazon تنوي افتتاح مقرها في مصر. ولكن ما مميزات التجربة للبائعين، والأهم، لنا نحن كمستخدمين؟
مميزات التجربة ببساطة يُمكن اختصارها في جملة واحدة، وهي “تطبيق معايير أمازون” التي يفتقر لها السوق المصري بشكل عام، وسوق الألعاب والهاردوير بشكل خاص. ولكن إذا أردنا التطرق للتفاصيل -وهو ما سنفعله بكل تأكيد- علينا أولًا أن نشرح ما هي معايير أمازون.
ما هي مميزات تجربة Amazon
تجار موثوقون
أحد المشاكل الكبيرة التي تواجه مُستخدمي مواقع التجارة الالكترونية في مصر هي السماح لبعض التجار غير الموثوقين للبيع على تلك المنصات، وعدم وجود ضمانات لجودة المنتجات، أبسط شيء يمكن أن يحدث، هو إدراج صورة من جوجل للمنتج مغايرة تمامًا عن الواقع الذي يصل إليك مع شركة الشحن في النهاية. هذا الأمر غير وارد في تجربة أمازون، لأن هناك أوراق قانونية محددة، تطلبها الشركة لتتميم التعاقد مع التاجر، وهي أوراق من شأنها ضمان وجود هذا الشخص في السوق بشكل مهني، وقانوني ليس لبيع بعض البضائع الرديئة أو “النصب”.أحد الشروط التي يجب أن تتوفر في التاجر الذي يلتحق بأمازون هي ألا تزيد نسبة المنجات التالفة أو المعيوبة عن 1% من مبيعاته، تجاوز هذه النسبة يؤدي إلي إلغاء تفعيل الحساب!
شحن لكل مكان
في أمازون، يصلك الطلب حتى باب المنزل، في أي مكان دون فرض قيود أو إخطارك بأن طلبك سيتم توصيله لنقطة قريبة من نقطة سكنك، وأنه سيكون عليك استلامه فيها. تكون الشركة ذاتها مسؤولة عن الشحن، وهو ما يجعلها تتحمل مسؤولية المُنتجات التالفة نتيجة للشحن السيء، وهو الشيء الذي لا تتقبل تحمله أي شركة في مصر بسهولة. لأنه لا يوجد بنود محددة في سياسات تلك الشركات تحملهم مسؤولية المنتج التالف.
تٌقدم أيضًا أمازون سياسة شحن مجاني للطلبات التي تتعدى سعر ال54 دولار!
سياسة الاسترجاع أفضل
سياسة الاسترجاع الموجودة في مصر حاليًا مع شركات التجارة الالكترونية، تعتمد على استلامك الفعلي للطلب، ودفع قيمته كاملةً، ومن ثَم التواصل مع المنصة التي قمت بالشراء عليها، وطلب تغيير الطلب أو استرجاع الأموال، وهو ما قد يستغرق أيامًا أو أسابيع، والكثير من الأوراق والاستبيانات لملئها، كما أن فكرة استرجاع مُنتج (لأنه مغاير للصورة التي ظهر عليها في الموقع )ليست دائمًا متاحة.
في أمازون، الشركة هي المسؤولة عن التوصيل، وهناك سياسات استرجاع أكثر تساهلًا مع المشتري، تجعل من فكرة استرجاع أموالك لو لم يعجبك المُنتج شيء وارد. سياسة الاسترجاع تلك تتضمن استرداد أموالك خلال 30 يوم، وبمجرد وصول السلعة إلي “مركز الاسترجاع” الخاص بامازون، أو المخزن بمعنى آخر، تسترد أموالك كاملة.
هل نحصل على أسعار أفضل مع Amazon؟
يظن البعض أن وجود امازون في مصر، وتطبيق نظام الجمارك على منتاجتها سيجعلها تضطر لعرض المنتجات بنفس القيمة الموجودة بالفعل في السوق الحالي، وعلى الرغم من صحة تطبيق نظام الجمارك على بضائع الشركة القادمة من الخارج، إلا أن أمازون أعلنت عن نيتها بناء مصنعها الخاص في مصر. ليس معروفًا ما إذا كانت الحكومة المصرية قد قدمت تسهيلات، ولكن المعروف هو أن أمازون تمتلك حاليًا مصنع شبه مكتمل، و15 مخزن حول الجمهورية المصرية لتسهيل خدمة التوصيل. هناك أيضًا معلومة يجب أن تعرفها عن امازون، وهي أن الشركة الأمريكية تبيع المنتجات على موقعها بهامش ربح بمتوسط 8%، وهو (في مجال الهاردوير خصوصًا) هامش ربح ضئيل مقارنةً بما نراه في المتاجر الفعلية أو الالكترونية في مصر. لذا فإن الإجابة على السؤال هي نعم، الأسعار ستكون أفضل مع إنطلاق موقع أمازون، وستجبر التجار على التعامل مع السوق بشكل أقل استغلالًا.
إضافة الملايين من المنتجات الجديدة
علي المدي البعيد، ستتوفر بشكل تلقائي منتجات لم تكن متوفرة سابقًا بفضل اتصال فروع أمازون ببعضها البعض، أي بعد إطلاق الموقع بسنوات سنجد أن عدد البضائع من كل فئة يزيد، ومعه تزيد التنوعية، وهو ما حدث بالفعل في السعودية والإمارات بعد الافتتاح الخاص بأمازون هناك في عامي 2019 و 2020. الآن أصبح متجر امازون السعودية يحوي ما يقارب 30 مليون منتج، و5 مليون منتج آخرين من المتجر الأمريكي لأمازون.
ولكن لماذا الاستحواذ على سوق؟
في 2016 بلغت قيمة الإرادات الخاصة بالتجارة الإكترونية في الشرق الأوسط 28 مليار دولار، وهي قيمة عملاقة، لمنطقة لا تتواجد فيها شركة كبيرة مثل أمازون، وهو ما لفت نظر الشركة لذلك السوق الواعد.و توقعت نمو تلك المبالغ للضعف مع وصول أمازون للمنطقة، ولذا فإن الاتجاه للاستحواذ على الشركة الأكبر في المنطقة، وهي الشركة الإمارتية سوق كانت الخطوة الصحيحة لتستفيد أمازون من خبرات العاملين بسوق.
الاستحواذ على سوق يضمن لأمازون وجود طاقم متمرس في مجال البيع الالكتروني، وتلبية الطلبات في نطاق زمني قريب ضيق (يومان) بمعاير قريبة نسبيًا من معايير أمازون العالمية، وهو ما يجعل من تجربة أمازون تجربة ناجحة منذ بدايتها، عوضًا عن التجربة والفشل في سوق جديدة تمامًا.
إذا كنت بائعًا، يمكنك التسجيل لتبيع على أمازون ، إليك ما ستستفيده
عن طريق Amazon Sellers Central تم فتح باب التسجيل للبائعين، لينسقوا مع أمازون لعرض بضاعتهم على الموقع الرسمي عند إطلاقه، ولكن هناك شروط يجب أن تُستوفي حتى يتمكن البائع من عرض بضاعته. هذه الشروط تغير جذريًا من السوق المصرية لأنها تفرض سياسة استرجاع مريحة للمُشتري، و لمن لا يعلم طبيعة السوق المصرية، فإن الاسترجاع شيء يعتبر من درب الخيال في عقول التُجار في مصر. هناك بعض الشركات التي نجحت فعلًا بالتعاقد مع أمازون، ومنها شركات هاردوير مشهورة، ولكن هناك أيضًا البعض الذي لم يتمم تعاقده بسبب رفضه للشروط بشكل مبدأي، ولكن المفاوضات لاتزال جارية.
إذا كنت بائع مبتدأ، وجودك على Amazon يضمن لك الوصول لملايين المشترين منذ اليوم الأول، وهو ما قد تعجز على القيام به في شهور وسنوات من العمل الجاد. تُعتبر Amazon فرصة جادة لكل من يقدم منتج بجودة عالية ولكنه يجد صعوبة في الوصول للناس.
تتولي أيضًأ شركة Amazon مراحل التخزين، والتغليف وهي مراحل مكلفة لأغلبية التجار، وإزالة تلك التكلفة من على عاتق التجار يُسهل عليهم تسخير مواردهم للتطوير من مُنتجاتهم أو توفير منتجات أفضل. ويضمن أيضًا للمٌشتري تجنب أي ضرر يحدث خلال عملية التخزين، وهو شيء شائع في السوق المصرية.
موعد الإفتتاح الرسمي ل Amazon مصر
اليوم تم إغلاق موقع سوق، وصباح الغد سيتم إستبدال الموقع بأمازون مصر.
في النهاية نحن متحمسون بكل الأشكال لجلب معايير الشركة العالمية للسوق المصرية، وهو ما سيرفع من جودة السوق بشكل مطلوب بشدة، خصوصًا سوق الأجهزة، والهواتف والهاردوير. لا نتوقع هبوط شديد في الأسعار، ولكن على الأقل خدمة آدمية تحترم وقت وأموال المُشترين بشكل يليق بسوق الألعاب والأجهزة في مصر، والذي ينمو يومًا بعد يوم.