منذ أن تم الإعلان عن لعبة Rise of the Ronin بشكل حصري على بلايستيشن 5 وأنا مترقب صدورها تحديداً لأنني أعتبر نفسي مولع بهذه الفترة التاريخية المليئة بالصراعات والأجواء الاستثنائية، دائمًا ما كانت حقبة اليابان القديمة أرض خصبة يمكنك الإعتماد عليها في أي عمل فني، ولكن في الوقت نفسه، لاحظت أن الفترة الأخيرة أصبح هذا إتجاه سائد في صناعة الألعاب، فهل ستكون Rise of the Ronin مجرد ركوب للترند أم انها ستكون إضافة قوية ومصدر إلهام في هذا التوجه مثل ما فعلت سابقتها Ghost of Tsushima؟
سنحت لنا سوني فرصة ذهبية في تجربة اللعبة، وبعد أن قضيت فيها ما يُقارب الساعتين لعب سفكت فيها دماء مقاتلين أشداء وجربت أنواع مختلفة من السيوف الحادة المعروفة في هذه الفترة، وجدت نفسي لا أطيق الانتظار لأحدثكم عن إنطباعاتي الأولية والتي سأقوم بتناولها معكم في هذا المقال.
لعبة Rise of the Ronin تعتبر أضخم مشروع في تاريخ استوديو Team Ninja، هذا بالمناسبة المطور الذي قدم الكثير من العناوين المميزة أبرزهم جزئين Nioh ولعبة Wo Long: Dynasty Warrior التي صدرت العام الماضي، ولكن Rise of the Ronin ليست كالألعاب السابقة لللاستوديو لأنها لعبة عالم مفتوح وهذا في حد ذاته يشكل تحدي جديد للمطور.
أسلوب لعب ممتع ودموي يجمع بين Ghost of Tsushima و Nioh
أول ميزة بالنسبة لي في الساعات القليلة الأولى أن اللعبة خليط بين الـRPG الذي يركز على الاستثمار في نقاط التخصيص وفي نفس الوقت أهتمت جداً بأنظمة القتال المعتمدة على المهارة، فهي لا تجعلك تتنقل بين قوائم عديدة حتى تتعلمها، وفي الوقت نفسه توفر لك آليات لعب عميقة ومتنوعة بشكل يجعل عندك فضول دائم في التعرف على أنواع مختلفة من الأسلحة وأساليب جديدة.
جرافيكس عفى عليه الزمن وجودة تعابير الوجوه أقل من المتوقع
بالرغم أن معظم حصريات سوني سواء كانت طرف أول أو ثالث دائماً تكون على مستوى عالي من الرسوم وجودة الإخراج، إلا إن Rise of the Ronin حالها من حال Wo Long: Dynasty Warrior، حيث ستشعرك انها لعبة جيل ماضي، الإضاءة أوقات يكون توزيعها متناسق على الحقول والزرع وتعطي مظهر خلاب ويزداد جمال مع تفعيل نمط تتبع الأشعة، ولكن في الغروب أو الليل تصبح الإضاءة غريبة وأقل من المتوقع، هذا بالإضافة إلى جودة تعابير الوجوه المتفاوتة، بعض الشخصيات الرئيسية يتراوح تعابير الوجوه فيها بين المتوسط والجيد جيداً، وأقل من المتواضع عندما يتعلق الأمر بالـNPCs (الشخصيات غير القابلة للعب).
متوقع أن يصدر للعبة العديد من التحديثات والإصلاحات التقنية التي نأمل أن تحسن من تجربة اللعبة.
أنظمة تخصيص متميزة تجعلك تدمن آليات تقمص الأدوار باللعبة
بما انها لعبة تقمص أدوار بالأساس، ليس من الغريب أن يكون البطل من صنعك، انت تختار إذا كان البطل أنثى أم ذكر، ومن ثم تختار الشكل والمنشأ، فيمكنك أن تجعل بطل اللعبة أوروبي المنشأ ويصبح يشبه بطل Nioh 1 إلى حد كبير، أو تجعله أسيوي وتغير في قصة الشعر ولون العين وتفاصيل أخرى صغيرة وغير مهمة إلى أن تجعله يشبه شخصية مشهورة مفضلة لديك.
من أكثر الأشياء الإيجابية في أنظمة التخصيص أن الأسلحة تتوافق مع المدرسة التي تختارها، فالمقاتل يكون لديه كفاءة أكبر في استخدام السيوف الحادة والرماح الثقيلة، أم إذا أخترت رامي سيكون لديك أفضلية مع الأسلحة الخفيفة، وهكذا مع باقي المدارس.
بداية قوية لقصة اللعبة تجعلنا نتفاءل مع تحفظات على طبيعة المهمات
كما ذكرت، انا مُتيم بهذا النوع من الأعمال الفنية، فقد قضيت عدد هائل من الساعات أمام أفلام Akira Kurosawa، وأقدر جداً أي لعبة تحاول أن تأخذ أفلام هذا الأسطورة كمصدر إلهام، لعبة Rise of the Ronin تقدم بداية رائعة لقصة ملحمية في أواخر القرن التاسع عشر، شهدت فيها اليابان صراع داخلي بين قبيلتين أحدهما يرفض التأثير الغربي والآخر الداعم لهذا النظام الإقطاعي، يأتي دورك كلاعب في الدفاع عن وطنك مع رغبة شديدة في الانتقام من شيء مُعين ستعرفونه عند تجربتكم للعبة، ولكن أتمنى ألا تقع اللعبة في فخ تكرارية مهام الـFetch Quests وتقدم أفكارًا وحيلًا أكثر مع التقدم في القصة.
استطاعت Rise of the Ronin أن تجعلني أنغمس في التجربة من خلال ساعتين لعب فقط وأصبحت متعطش للمزيد من شلالات الدماء وصوت صليل السيوف المميز الذي يجعل الأدرينالين في أعلى المستويات.