كانت لعبة PES هي لعبة كرة القدم الوحيدة التي تمكنت من جلب المنافسة إلى EA Sports FIFA. بلا شك قامت شركة Konami بعمل رائع خاصة في ذلك الوقت يمكنك حقًا معرفة مقدار الجهد الذي كان مبذول في ألعابهم من طريقة اللعب وحتى الرسوميات. بالنسبة للكثير من الناس كانت PES أعظم لعبة كرة قدم في وقت ما من الأوقات، ولا يسعني إلا أن أتفق معهم. لأن في عام 2006 لقد لعبت أول لعبة PES وهي Pro Evolution Soccer 6. وهي بشكل عام اللعبة الرياضية الوحيدة التي ما زلت أتذكرها بعد كل هذا الزمان. ولكن مع الوضع الحالي للسلسلة اليوم أمر يجعلك تحزن!. كيف كانت سلسلة في اوجه القمه تصل لمرحله تكون منسيه بهذا الشكل؟ كيف وصلت للقاع بعد ان كانت في القمة ؟ إليك قصة PES.
بداية لعبة PES ونشأتها
لعبة PES او كما كنا نقول عليها قديماً “الدوري ياباني” او كما كانت تسمى في اليابان Winning Elven. الدوري الياباني كانت اول لعبه 3D من كونامي ولكن ما هي اول لعبه كره لهم. فشركه Konami كانت تنافس في مجال الالعاب الرياضية منذ فتره ال 8Bit. ولكن مع اطلاق ال PlayStation الأول في 1995 أصدرت كونامي أول لعبة كرة قدم 3D في التاريخ. وبجانب ذلك جائت اللعبة بالمزيد من المميزات، أبرزها الخريطه اللي تظهر لك اماكن اللاعبين بحيث تعرف أين تلعب الكرة. هذه اللعبة كانت أسمها Goal Storm للنسخة الغبية. اما السنخة اليانية فكان أسمها J.League Winning Eleven. ولكننا في الوطن العربي أطلقنا عليها لعبة الدوري الياباني. نظراً لأن النسخة التي كانت تصل لنا هي نسخة اللعبة اليابانية J.League Winning Eleven وكانت تحتوي فقط على الدوري الياباني J.League .
تخيل معي ان هذه اللعبه Goal Storm، لعبة كرة قدم 3D لأول مره وعلى جهاز بلاي ستيشن 1 واقرب منافس لها لعبه EA FIFA Soccer 96 والتي كانت لعبة 2D. بنفس الوقت لعبتين صدروا في عام 1995 ولكن تشعر ان هذه لعبه جيل جديد والاخرى لعبه جيل قديم. مع كل هذا الابهار بلعبه كونامي لكره القدم الا انها ما انتشرت في العالم الغربي، والسبب في ذلك شيئين. الأول هو ان اليابانيين يحبون فكرة العزلة عن العالم الخارجي، غالبا اي لعبه تطور في اليابان تظل في اليابان مده طويله وبعد سنه او سنتين تصدر النسخه العالميه. وطبعا لعبة PES كانت كذلك. والثاني هو ان اليابانيين عندهم شيء غريب بتسويقهم وهو ان العابهم اسمائها في اليابان اسم واسمها بالعالم الخارجي شيء ثاني. يعني على سبيل المثال Dragon Quest (Dragon War) و Resident Evil (Biohazard) و Mega Man (Rock Man). وهذا بالأضافة ان أسم Goal Storm أسم مثير للسخرية.
بالرغم من ذلك تعتبر Goal Storm أو J.League Winning Eleven هي الانطلاقه الحقيقية لسلسلة PES، وأول جزء ينطلق على مستوى العالم كله. أينعم كانت المبيعات قليلة للغاية ولكنها بدأت تستدرج لاعبين كره قدم الحقيقيين تدريجياً. وذلك بسبب أن المنافس EA كانت لعبته عباره عن لعبه أركديه ليست حقيقية بعكس Goal Storm والتي كانت تعتمد على الواقعية. بالطبع كان أسلوب اللعب أبطأ من لعبة FIFA ولكنها امتع لانك تعتمد على تكتيكيات كرة القدم الحقيقية. وتخيل معي أن Goal Storm كان بها هذه المميزات، يمكنك تسجيل اهداف بالمقصات وبالرأس، ممكن تضحك ولكن بهذا الوقت كانت هذه أشياء جديدة جدا. ولا تنسى أيضا ميزة خريطة الملعب والتي جائت أساساً من العاب كونامي لكرة قدم في فترة الـ 8Bit. ولكن ما جاء بعد ذلك غير موازين اللعبه بشكل كامل. وبالطبع تغير هذا الأسم المضحك وأصبح International Superstar Soccer، ما هي قصه اليابانيون مع الاسماء بالضبط ؟
صعود لعبة PES وهيمنتها
يمكن هذه المره الاولى لشركه العاب تطور محرك بالكامل مخصص لرياضة واحدة، وهذا ما فعلته Konami مع اطلاق لعبة International Superstar Soccer في عام 1997. كان هذا المحرك افضل واقوى ويهتم بشكل اكبر بفيزياء الكرة، كيف اي شيء يرتطم بالكره يؤثر عليها. مثل اتجاه الكرة عند الارتطام بالعارضه والاتجاه اللي ترجع له. كل هذه الامور موجودة داخل المحرك ويحسبها بشكل تلقائي.
بالاضافه الى ميزة جديدة قدمت لأول مرة، وهي التمريرات الطويلة او العرضية او مثلث. تخيل هذه الركلة لم تكن موجودة من قبل، ولكن لعبه International Superstar Soccer قدمتها -الأسم طويل جدا-. هذه الميزه لوحدها كانت كفيله انها تغير لك اسلوب اللعب بشكل كامل. وهل اكتفوا بذلك؟ الأجابة هي لا. لان اللعبه هذه احتوت على 32 منتخب واربعه استاذ رياضي. ممكن تضحك ولكن هذا الشيء كان كبير بالنسبه لهذا الوقت. يمكن كان عيب اللعبه الوحيد أنذاك هو الحراس الخارقين. شبه مستحيل تسجل أهداف الا من منطقه الجزاء. ومن هنا برزت اللعبة ولم تكن مجرد لعبه ثانوية بجانب لعبة FIFA بل أصبح لها وجود قوي. وأنقسم جمهور كرة القدم لقسمين فيفاوي و بيساوي.
أستمرت اللعبة بالأصدار سنويأ بهذا الاسم International Superstar Soccer من عام 1997وإلى عام 2000. ولكن ابتداءاً من عام 2001 تم تغيير اسم اللعبة أخيراً إلي ما نعرفه اليوم Pro Evolution Soccer أو PES أختصاراً. ولا اقدر ان انسى تجربة طورة المهنة او مود النجاح ، والذي يعتبر الاهم بوقتنا الحالي. في هذا الطور تقدر من خلاله تبدأ مسيرتك المهنية في لعبه كرة القدم، وتترقى لحين تصبح سوبر ستار.
الكل يقدر يلعب كرة القدم ولكن قليل الذي يقدرأن يحترفها، وهذا ما كان يميز لعبة PES. كانت تتضمن اشياء كثيرة تجعلها اقرب للواقع ومميزات كانت جديدة بوقتها، مثل وضع خطة هجوم دفاع. بالاضافه الى ميزة بذاك الوقت سببت مشاكل كثيره بين الناس وهي الـ Fake Shoot تتذكروها ؟ تضغط مربع ثم أكس بسرعة. أصبح الان في اصابات وتسلل Offside واشياء كثيره ضيفت في اللعبه بسبب الانتقال من الجيل الخامس الي السادس وهو جيل PlayStation 2.
هذا غير الاطوار الكثيرة التي كانت موجودة داخل اللعبة مثل طور كاس العالم. وطور التحدي وطور المهنه وطور تخصيص الأندية واللاعبين. كان طور التخصيص هذا طور كامل يسمح لك بالتعديل على اشكال اللاعبين، ولبتغير في في احصائياتهم وملابس المنتخب وكل شيء تقدر تغيرها. طور بسيط ولكن له نكهته الخاصة. وعلى ان لعبة FIFA كان معها التراخيص بشكل كامل . إلا أن جمهور لعبة PES لم يهتموا. ومع بدايه الألفينات ولأول مره لعبه PES تتربى على العرش وتتفوق على مبيعات لعبه FIFA. وخصوصا ان لعبة FIFA مرت بفتره تخبطات قوية وصدر لها جزء يعتبر الاسوا في تاريخها وهو جزء FIFA 2002. ولعل هذه العثره هي ما كانت تحتاجه EA لكي تصحصح لعبتها. وبالفعل بدأت EA تقلد منافسها. ومن هنا نلاحظ ان اللعبه FIFA بدأت تتغير وتصير افضل وابتعدت عن الاركادية
هبوط لعبة PES ونهايتها
هبوط PES بدأ من زمن بعيد وتحديداً مع أطلاق PES 2008 في عام 2007. على الرغم أن قبلها بعام واحد كان أغلب محبي لعبة PES يتفقون أن أكثر جزء محبوب من السلسلة هو PES 6 الصادر في 2006. مع هذا الجزء كانت PES في أوج قمتها وكانت شركة كونامي في عز مجدها. وعندما تكون بالقمة من الصعب ان يتغلب عليك المنافس ولكن من السهل انك تطيح بنفسك. نقطة التحول الجوهرية للعبه كانت ما بين الانتقال من الجيل السادس الى الجيل السابع أي PlayStation 3. حيث ان Konami طورت محرك جديد يناسب قوة الجيل الجديد ولكنها تعثرت كثيراً في تطويره. وصدرت لعبة PES 2008 وهي مليئة الأخطاء والجليتشات وكانت اللعبة ينقصها الكثير من المميزات والأطوار المعهودة في اللعبة سابقاً. حتى أن الواجهة كانت سيئة جداً ويدل ذلك على ضيق الوقت الذي طور فيه هذا الجزء. وهذا بسبب ان وقت التطوير ضاع أغلبه في صناعة المحرك. ومن الناحية الأخرى كانت لعبة FIFA 08 متاكملة ومصقولة للغاية وبها محتويات واطوار أكثر بكثير.
تطوير اللعب للاسف لا ينبغي بأن يكون برتم سريع جدا او اختلاف كبير جوهري. وهذا له اسباب كثيرة منها انخفاض التكلفة. ولكن أهمها هو حفاظ على قاعده اللاعبين بحيث انه لو اختلفت عليهم اللعبة بشكل كبير جدا، فهذا شيء غالبا ينفر اللاعبين، وهذا ماحدث للعبة PES. وعلى النقيض تماماً انك تطور لعبة وتضع لها قواعد ثابتة تتغير بشكل بسيط افضل لك تجارياً من انك تسوي تغيير جذري مرة واحدة وهذا ما حدث مع لعبة FIFA.
ليس هذا هو الشي الوحيد، للاسف بدأت بعض المضايقات تحدث من EA. حيث تم سحب الدوري الالماني من PES 2008 كما أن الكثير من الأندية الأنجليزية المهمة غيرة موجودة بالأضافة طبعاً للدوري الأنجليزي غير موجود. كما ان بعض الاعبين الاسطوريين اسمائهم ليست صحيحة بسب التراخيص الحصرية لـEA. وعلى الجانب الآخر لعبة FIFA 08 كان بها 621 فريق مرخص و30 دوري و15 ألف لاعب مرخص. مما جعل لعبة FIFA 08 أكثر موثوقية لدى اللاعبين. هذا الأمر جعل كونامي تحول كل تركيزها على حرب التراخيص اكثر من الاهتمام بأسلوب اللعب والمحتويات الناقصة، وأتى هذا على حساب الأجزاء التالية من بعد PES 2008. فمن الغباء الدخول في حرب مع EA، لأن أغلبنا يعرف نتيجة هذه الحرب مسبقاً. حرب التراخيص صعب جدا انك تدخل فيها منافسة مع EA، شركات مثل Take Two بكبرها ما هي بقادره على EA، فما بالك بشركة يابانية.
كل هذه الأمور أدت إلي زعزعة ثقة اللاعبين في PES. مع كل هذه التخبطات التي صارت للعبه، جزء من اللاعبين بدأوا يتوجهون للعبه FIFA كخيار أكثر موثوقية ويلعبونها كبديل لحين عودة PES. وبالفعل بدأت السلسلة تستعيد بريقها مع PES 2013. إلا ان كونامي اتخذت قرار غبي جدا وهو استخدام محرك ثالث جديد في نسخه 2014 واللي أدت الى ظهور ميم الشخصيات الشهير، حيث كان وجوه اللاعبين غريبة جدا. ومن هنا باعتقادي انتكست اللعبه انتكاسه كامله ولم يعد لها اي أمل لتنافس لعبة FIFA.
حدث ماهو كان متوقع وفرق المبيعات بدأ بالتحدث عن نفسه. الفرق كان بالملايين فلعبة FIFA 15 وصلت مبيعاتها إلى 18 مليون نسخة، بينما لم تتمكن PES 15 حتى من بيع 2 مليون نسخة فقط. ومع ثورة السوشيال ميديا ودخول الناس لمنصات مثل اليوتيوب. اغلب المشاهير والتسويق اتجهوا للعبه EA FIFA وحتى مع محاوله كونامي الاخيره بانقاذ اللعبة وتحويلها للعبه خدمات مجانية eFootball، لم تكن كافية لانقاذه السلسلة. والناس فضلوا انهم يدفعون 70 دولار على لعبه قدرت تكسب ثقتهم افضل من انهم يلعبوا لعبة مجانية معدومه الثقة.