حصلنا على فرصة ثمينة من شركة بيثيسدا فرع الشرق الأوسط للدخول وسط نخبة الإعلاميين العرب والحصول على نظرة أكثر عمقًا على لعبة Indiana Jones and The Great Circle وآليات اللعب فيها، وبتنا على علم شبه كامل بما يمكننا توقعه من التجربة، التي لا تأتي فقط بواحد من أعظم شخصيات السينما إلى عالم الألعاب، ولكنها أيضًا تعتبر واحدة من حصريات إكس بوكس القادمة، فماذا تقدم اللعبة وما هو أهم واورد في حديثنا مع مخرج اللعبة؟ إليكم انطباع Indiana Jones and The Great Circle
أولًا: تجربة اللعبة…المغامرة كما يجب أن تكون
القصة وجمالها..مجهودات المطور واضحة وجلية
شاهدنا دقائق طويلة من اللعبة، أنا حقيقةً غير متأكد من المدة بشكل دقيق، ولكني أظن أن ما شاهدناه كان حوالي 30 دقيقة من أسلوب اللعب متضمنًا لبعض المقاطع السينمائية والقصصية، وبشكل عام ما فهمته هو ما فهمتوه أنتم جميعًا حول القصة من عروض اللعبة السابقة. المستكشف المخضر Indiana Jones قد انطلق في رحلة هدفها العثور على بعض القطع الأثرية المتناثرة في “دائرة عظيمة” حول كوكب الأرض في معابد وسراديب وأماكن سرية وخطرة قبل أن يعثر عليها الأشرار.
قصة اللعبة تبدو اعتيادية، ولكن الرائع فيها هو كم الدقة التي نجح بها المطور نقل أجواء أفلام Indiana Jones إلى اللعبة، وهنا سينقسم الجمهور إلى قسمي، قسم يحب الأفلام ويريد أن يلعب لعبة تحاكي هذه الاجواء الملحمية والمغامرة المرحة والمتتعة، وجزء آخر قد يفهم اللعبة على أنها لعبة قصة، ويدخل إلى التجربة باحثًا عن التجربة القصصية المتقنة ذات الاحداث المعقدة والشخصيات العميقة، وأعتقد أن القسم الثاني سيكون محبطًا بعض الشيء.
اللعبة تشبه كثيرًا أجواء Uncharted من حيث الأشياء التي يفعلها البطل بشكل اعتيادي، وكأنها جزء من حياته اليومية. لكن بالطبع يحسب للمطور أنه استطاع أن يجلب شخصية “أندي” إلى الألعاب بشكل شبه متطابق مع الحقيقة والأفلام! شخصية هاريسون فورد ونبرة صوته وتعبيرات وجهه كلها تم نقلها هنا بشكل مبهر، وكأنه يجسد دوره مرة أخرى، وهذا بالطبع يأتينا بهذها لجودة الفائقة بفضل الممثل الرائع Troy Baker وطريقته في تقمص الأدوار بشيء من السحر والشعوذة! وأيضًا بفضل تقنيات التقاط الحركة التي نجح المطور في استغلالها أفضل استغلال.
أسلوب اللعب مُشجع ولكن لدينا بعض التحفظات:
الحقيقة أن أسلوب اللعب لم يكن يتسم بشيء واحد دونًا عن الآخر، أي أن اللعبة لم تتسم بهوية تميل إلى جانب الأكشن مثلًا أو الألغاز أو أي شيء على حساب الآخر، ولربما يمكننا القول أن اللعبة لا تركز كثيرًا على الأكشن بقدر تركيزها على روح المغامرة. لكي أشرح هذا ساحتاج للانتقال للنقطة التالية أولًا.
دعني أخبرك في البداية، أن اللعبة تقدم 3 عناصر لا رابع لهم، الاستكشاف والبحث عن الدلائل والأشياء في البيئة، ومن ضمنها في بعض الأحيان طرقًا مختصرة أو سراديب مخبأة بعناية، والعناصر الأخرى هي الأكشن والقتال (أو التسلل) و الألغاز، والتي تكون عادةً آلية اللعبة في إخبارك أن هذا الباب يمتلك ميكانيكية معقدة عليك حلها لتقوم بفتحه. هذه الأشياء عهدناها في ألعاب مغامرة أخرى، واللعبة هنا لم تبهرنا في هذا الجانب، سوى على صعيد تصميم الألغاز الذي بدى لنا يقدم صعوبة مرتفعة نسبيًا، ولكن على صعيد الاستكشاف فاللعبة خطية مع بعض المناطق شبه المفتوحة والمحتوى الجانبي الذي لم نرى منه الكثر في وقتنا مع اللعبة.
أما القتال، فقد كان وبصراحة شديدة أكثر الجوانب المخيبة بالنسبة لنا. القتال من المنظور الأول لم يعطنا الشعور بالقوة والحركية والسرعة التي نحتاجها في لعبة مغامرة كهذه، وكذلك لاحظنا أن الأسلحة والأدوات التي تتوفر مع آندي ليست متنوعة بما يكفي. في الدقائق التي شاهدناها لدينا السوط (الحبل) للتسلق ونزع سلاح الأعداء، والمسدس للتصويب عليهم…فقط! يمكنك أيضًا استخدام أغراض من البيئة لرميها وإحداث الأصوات، ومن ثم إلهاء الأعداء بها أو ضربهم بها بشكل مباشر، وهذا أمر بقدر كونه ينوع من أدواتك فهو أيضًا أمر ليس أصلي كآلية لعب أو تصميم.
لهذه الأسباب كان القتال محبط بالنسبة لنا، خصوصًا وأننا لم نشاهد العددي من السناريوهات المبتكرة للعب والقتال، وكان كل شيء يتكرر أمامنا بطريقة شبه متطابقة. الخبر الرائع في هذا الجانب هو أن هناك تخفي ونظام تنكر بالأزياء والتسلل إلى الأماكن المحظور عليك التواجد فيها، ولكن حتى هذه النظام لم نشهد منه الكثير، ولا أتوقع أن يتم استغلاله بشكل مثل ألعاب Hitman مثلًا، فهو على الأرجح يستخدم في أوقات بشكل إجباري.
ثانيًا: أهم ما جاء في حديثنا مع Jerk Gustafsson مخرج اللعبة و مديرها الإبداعي Axel Torvenius
الجدير بالذكر أننا استطعنا طرح الأسئلة على السيد Jerk Gustafsson مخرج اللعبة و Axel Torvenius المدير الإبداعي وإنما ليس عن طريق لقاء صحفي مباشر وجهًا لوجه، وإنما من خلال جلسة أسئلة نطرح من خلالها أسئلتنا بشكل مكتوب ويتم الإجابة عنها من فريق التطوير.إليكم أسئلتنا مع الأجوبة التي حصلنا عليها من فريق التطوير
جيمز ميكس: هل لعبة Indiana Jones and The Great Circle خطية؟
فريق التطوير: ليس تمامًا، هناك بعض الأماكن الداخلية والمواقع التي ستذهب إليها مرة واحدة، ولا يمكنك العودة إليها مرة أخرى، وهناك مناطق شبه مفتوحة تمتلك بعض الحرية في الاستكشاف، ومحتوى جانبي وشخصيات جانبية كلها اختيارية، هذه المناطق يمكنكم العودة إليها لاحقًا لإكمال المحتوى، ومن ضمنها منطقة الأهرامات المصرية القديمة.
جيمز ميكس: هل يستطيع اللاعبين إخفاء جثث الأعداء؟
فريق التطوير: نعم تستطيع فعل ذلك واستخدام التخفي بأشكاله المختلفة في اللعبة، ولكن هذه الميزة بالذات وجدنا أنها مهمة لإكمال أسلوب اللعب بالتخفي وجعله غير معيوب.
جيمز ميكس: لماذا اخترتم المنظور الأول وليس المنظور الثالث كما توقع بعض اللاعبين؟
فريق التطوير: لأن استوديو Machine Games نجح في تصميم ألعاب من هذا المنظور من قبل، وهو يركز على نقط قوته، ولكن وجب التذكير بأن المنظور الثالث موجود في اللعبة بكثرة، وفي بعض اللحظات التي رأينا أنها لا تصلح بمنظور الشخص الأول، من ضمنها التسلق بالسوط واللقطات السينمائية.
اللقطات السينمائية بالذات أردناها أن تكون من منظور الشخص الثالث لأننا أردنا أن يرى اللاعبين وجه إندي، وأن يستمتعوا بحضوره على الشاشة كما استمتعوا بحضوره في الأفلام.
جيمز ميكس: ما هي آليات اللعب التي ترونها مبتكرة في تصميم اللعبة والمعارك؟
فريق التطوير: أهمها هو نظام التنكر الذي يتيح لك التسلل لأماكن سرية أو محظور عليك التواجد فيها
جيمز ميكس: كم عمر اللعبة؟
فريق التطوير: لا نستطيع الجزم على وجه التأكيد، ولكنها أكبر لعبة قمنا بصانعتها وهي أكبر من ألعبنا السابقة من حيث المدة الزمنية والمحتوى
جيمز ميكس: كيف استطعتم التأكد من أن الشخصية قُدمت بأفضل شكل ممكن وبطريقة ترضي عشاق الأفلام؟
فريق التطوير: لقد امضينا وقتًا طويلًا في العمل على ضبط ترحيك السوط وفيزيائيته، لقد كانت إحدى أكبر تحديات عملية التطوير، بالإضافة إلى الوقت الذي قضيناه مع الممثل Troy Baker لمحاولة الاقتراب بأقصى شكل ممكن من الأداء والشخصية التي يلعبها، وهي شخصية هاريسون فورد في دور “إنديانا جونز” التي أحبها الجميع. لقد أردنا أن يبدو للاعبين وكأن فورد هو من عاد ولعب الدور في اللعبة وليس شخصًا آخر، لأنه في النهاية، فورد هو إنديانا في العقل الجمعي للجماهير.
ثالثًا وأخيرًا: هل نحن متحمسون للعبة Indiana Jones and The Great Circle؟
بعد مرور كل هذا الوقت والانتظار الطويل نسبيًا، نحن متحمسون لتجربة اللعبة لأنها تأتينا من مطور نحترم تاريخه ونحب أعماله السابقة، ولكننا نترقب بحذر لأن ما رأيناه حتى الآن من اللعبة ليس كافيًا للحكم بشكل نهائي. لقد طرحت المعاينة الأخيرة تلك أسئلة أكثر مما أجابت على أخرى، ولذلك نحن متحمسين ولكن حذرين.
أما أنت كلاعب يريد الاستمتاع، فكون اللعبة قادمة إليك من خلال خدمة Xbox Game Pass يجعلها تجربة بلا خسائر في اسوأ الأحوال، وفي أفضل الأحوال ستكون انتصارًا لجميع اللاعبين سواءً كانوا مشتركين في الخدمة أو غير مشتركين، وبالطبع انتصارًا بعشاق سلسلة الأفلام. بشكل عام نعتقد بأن اللعبة ستعطينا جرعة المغامرة والأكشن التي افتقدناها منذ غياب سلسلة Uncharted، وفي الوقت نفسه نعلم من خلال ما رأيناه أن اللعبة تقدم ما يكفي ليجعلها مختلفة عن اللعبة المذكورة، ولهذا الإجابة القصيرة هي نعم. نحن متحمسون لها!
كتبنا مقال نشرح من خلاله أهمية اللعبة في نقل سلسلة ضخمة وهي Indiana Jones من صناعة الأفلام إلى صناعة الألعاب، وكونها تشكل مستقبلًا مشرقًا لهذه السلسلة. يمكنكم قراءة المقالة من هنا.
تصدر اللعبة في9 ديسمبر 2024 على PC/Xbox و من اليوم الأول على Xbox Game Pass، وفي ربيع 2025 على PS5.
