مقالاتهاردوير

مشروع G-Assist: كيف تغير NVIDIA مستقبل تجربة الألعاب باستخدام الذكاء الاصطناعي

على الرغم من الطفرة الهائلة في الذكاء الاصطناعي والتطور الضخم الذي حققته Nvidia، فإنها لم تغفل عن مجتمع الألعاب على الإطلاق ومساعدتهم في لعب الألعاب. وهذا بسبب المساعد الشخصي الجديد المسمى مشروع G-Assist الذي يعمل بتقنية RTX. المشروع، الذي كان يُعتقد في البداية أنه مجرد كذبة أبريل لعام 2017 عندما نشرت Nvidia فيديو لمساعد يلعب اللعبة بدلاً منك، الأن أصبح حقيقة نسبيًا. ومع ذلك، فإن مشروع G-Assist ليس بديلاً لك في اللعب، بل هو رفيق آلي يساعدك في تلبية طلباتك.

بعدما شهدت صناعة الألعاب الإلكترونية تطورًا هائلًا على مستوى الرسومات، والذكاء الاصطناعي، وتجربة اللاعب بشكل عام من إنفيديا. إلا أن مشروع G-Assist يأتي ليغير قواعد اللعبة تمامًا، حيث يعتمد بشكل أساسي على الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة اللاعب وتوفير دعم شخصي ذكي داخل اللعبة. هذا المشروع يعتمد على مجموعة من التقنيات المتقدمة التي تتكامل لتوفير تجربة لعب سلسة وذكية، مستندة إلى تفاعل مباشر ومستمر مع اللاعب.

ويتميز المشروع بمجموعة من الدعم للاعب العادي، مثل محاولة العثور على أفضل إحصائيات سلاح، حل لغز صعب، أو تحسين جهاز الحاسوب الخاص بك في الوقت الفعلي. توفر تقنية المساعد الذكي المدعومة من RTX خدمة تسميها Nvidia “مدركة للسياق”، وهي ميزة تركز على مواقف اللعبة لتقديم هذه النصائح والدعم.

يعتمد النظام الأساسي لـ G-Assist على عدة عناصر تقنية تعمل معًا بتناغم. الفكرة الرئيسية وراء المشروع هي استغلال مدخلات اللاعب، سواء كانت نصية أو صوتية، بالإضافة إلى ما يحدث على شاشة اللعبة في الوقت الحقيقي، لتحليل سياق اللعبة والتفاعل معه بذكاء.

تبدأ عملية التفاعل عندما يقدم اللاعب مدخلات، سواء عبر الأوامر الصوتية أو النصوص المكتوبة. هذه المدخلات تُرسل إلى النظام ليتم تحليلها وفهم الغرض منها. على سبيل المثال، إذا كنت تواجه مشكلة في لعبة معينة وتطلب نصيحة حول كيفية تخطي مستوى ما أو تحسين أداء شخصيتك، فإن G-Assist يكون جاهزًا لتلقي هذه الأوامر وتحليلها والرد عليك بأفضل رد قد يساعدك خلال رحلتك داخل اللعبة.

العنصر الآخر الذي يعتمد عليه المشروع هو اللقطة الحية من اللعبة، أي ما يظهر على شاشة اللاعب في اللحظة الحالية. تستخدم هذه اللقطة في فهم ما يحدث في اللعبة، حيث يتم تحليلها باستخدام نماذج رؤية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. هذه النماذج قادرة على قراءة التفاصيل الدقيقة من الصورة، مثل صحة الشخصية، الأدوات المتاحة، البيئة المحيطة، وأي أحداث خاصة تجري في اللعبة. بناءً على هذا التحليل، يتكون لدى النظام فهم دقيق للسياق الذي يواجهه اللاعب.

بعد تحليل المدخلات الصوتية والنصية واللقطة الحية، يقوم النظام بالتواصل مع نموذج لغة ضخم (LLM) شبيه بـ Chat GPT. هذا النموذج يكون متصلًا بقاعدة بيانات واسعة تحتوي على معلومات متعلقة باللعبة، بما في ذلك الإرشادات، النصائح، والتفاصيل الدقيقة حول الشخصيات والأحداث.

بناءً على هذه البيانات والتحليل الذي قام به النظام، يتم توليد استجابة ذكية وشخصية تتوافق مع احتياجات اللاعب في تلك اللحظة. المخرجات التي يقدمها مشروع G-Assist تكون إما على شكل نصوص مكتوبة أو ردود صوتية، حسب ما يناسب اللاعب. يمكن للنظام أن يقدم توجيهات حول كيفية تخطي التحديات في اللعبة.

إلى جانب تقديم نصائح مباشرة داخل اللعبة، يمكن لمشروع G-Assist أن يقدم خدمات أخرى مهمة. أحد أبرز هذه الخدمات هو تحسين كفاءة الجهاز. يمكن للنظام مراقبة أداء بطاقة الرسومات (GPU) واقتراح كسر السرعة عند الحاجة، مما يسمح بتحقيق أقصى استفادة من إمكانيات الجهاز. هذا يحل محل الطرق التقليدية التي تعتمد على البحث اليدوي أو قراءة الشروحات التقنية عبر الإنترنت.

كما يُغني هذا المشروع عن الحاجة إلى البحث المطول في المنتديات أو مواقع الفيديو للحصول على إجابات عن مشاكل معينة داخل اللعبة. بدلاً من ذلك، يوفر G-Assist دعمًا فوريًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يجعل تجربة اللعب أكثر سلاسة واستمتاعًا.

المساعد الذكي G-Assist يتم تفعيله بطريقة سهلة وبديهية، سواء عبر الضغط على مفتاح اختصار معين أو باستخدام عبارة تنبيه محددة. بمجرد تفعيله، يصبح المساعد قادرًا على مساعدة اللاعبين في البحث عن المعلومات التي غالبًا ما يلجأون إليها عبر الإنترنت. من هذه الأسئلة الشائعة: كيفية إتمام المهام، أماكن العثور على العناصر المطلوبة، معلومات القصة، أو كيفية التغلب على الزعماء الصعبين.

في لعبة ARK: Survival Ascended، يمكن أن يقترح المساعد أفضل سلاح يجب استخدامه في بداية اللعبة، ويخبرك أين يمكنك العثور على المواد اللازمة لصنع هذا السلاح. هذه الاستجابات ليست مجرد اقتراحات عامة، بل هي مخصصة لكل لاعب بناءً على السياق الذي يعيشه في تلك اللحظة داخل اللعبة.

يمكن للمساعد أن يتفاعل مع الأحداث الجارية في اللعبة في الوقت الحقيقي. على سبيل المثال، إذا كان هناك ديناصور كبير يظهر على الشاشة، يمكن للمساعد أن يقدم نصائح فورية حول ما إذا كان يجب تجنبه أو مواجهته، بناءً على حالة اللاعب الحالية ومستوى مهارته.

علاوة على ذلك، قد يقدم المساعد إرشادات حول كيفية ترويض ديناصور أو وحش معين، وهي مهمة تتطلب استراتيجيات خاصة قد تكون معقدة للاعبين الجدد. كل هذا يتم في إطار تجربة فورية وسهلة التفاعل، دون الحاجة للتوقف عن اللعب والبحث على الإنترنت.

بما أن G-Assist يعتمد على الوعي بالسياق، فهو قادر على تقديم توصيات مخصصة لكل لاعب بناءً على تجربته الخاصة داخل اللعبة. يقوم المساعد بتحليل مجموعة واسعة من المعلومات، مثل نقاط المهارة التي حصل عليها اللاعب، وقائمة الصنع الحالية. هذا التحليل يسمح للمساعد باقتراح خيارات تطوير الشخصيات أو الأدوات المناسبة التي تساعد اللاعب في تخطي التحديات المقبلة، سواء كانت مواجهة أعداء أكثر قوة أو التغلب على مناطق جديدة.

لا تقتصر إمكانيات مشروع G-Assist على ألعاب البقاء مثل ARK. في ألعاب تقمص الأدوار (RPG)، يمكن للمساعد الذكي أن يشير إلى مواقع العناصر السرية أو الأحداث القابلة للفقدان قبل أن يقدم تعليمات خطوة بخطوة للوصول إليها. في الألعاب الاستراتيجية في الوقت الحقيقي (RTS)، يمكن للمساعد تقديم استراتيجيات البناء وإدارة الموارد، مما يساعد اللاعبين الجدد على مواجهة اللاعبين القدامى بكفاءة.

أما في ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول (FPS)، فإن المساعد يمكنه أن يقترح أحدث التجهيزات المثالية للأسلحة، مع كل الملحقات الموصى بها، مما يضمن للاعب أن يكون في وضع تنافسي قوي.

هذه مجرد أمثلة على القدرات الواسعة التي يمكن لـ G-Assist أن يقدمها للاعبين. التقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي الذي يتفاعل بذكاء مع اللاعبين، مما يخلق تجربة لعب شخصية وأكثر تفاعلية. ومع تقدم المشروع، يمكن أن نرى المزيد من الألعاب تستفيد من هذا النظام لتقديم تجارب أكثر تخصيصًا وتفاعلًا. سواء كان الأمر يتعلق بالاستراتيجيات المعقدة أو المهام الصغيرة، سيكون G-Assist دائمًا هناك ليقدم المساعدة المناسبة، في الوقت المناسب، لكل لاعب.

مشروع G-Assist يوفر حلولًا فورية لضبط الأداء بناءً على الجهاز المحدد. على سبيل المثال، تخيل أنك تستخدم جهاز كمبيوتر مزودًا ببطاقة GeForce RTX وتلعب لعبة Cyberpunk 2077، المعروفة بتطلبها الكبير في المواصفات. بمجرد إصدار أمر صوتي أو نصي بسيط، يمكن لـ G-Assist تحليل تكوين النظام الخاص بك، بدءًا من وحدة المعالجة الرسومية (GPU) إلى المعالج (CPU)، وتحديد كيفية تحسين أدائه لتحقيق تجربة لعب مثالية.

واحدة من أبرز ميزات G-Assist هي قدرته على ضبط الأداء عبر تطبيق زيادة آمنة في سرعة وحدة معالجة الرسومات (GPU)، مما يضمن تقديم الأداء الأمثل دون تعريض الجهاز للخطر. يمكن للمشروع تحليل وقياس الحدود الآمنة لزيادة السرعة بطاقتك الرسومية بشكل ديناميكي، مما يمنح اللاعبين دفعة إضافية من الأداء عند الحاجة دون التسبب في زيادة درجة حرارة الأجهزة بشكل خطير أو التسبب في تلفها.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمساعد تفعيل تقنيات مثل NVIDIA Reflex لتقليل زمن استجابة النظام، مما يوفر تجربة لعب أسرع وأكثر استجابة، وهو أمر ضروري في الألعاب التي تعتمد على السرعة ورد الفعل.

بمجرد تشغيل اللعبة، يمكن لـ G-Assist تتبع معدلات الإطارات، استهلاك الطاقة، زمن الاستجابة، بالإضافة إلى إحصائيات الجهاز الأخرى، مثل حرارة وحدة المعالجة الرسومية والمعالج. يقوم المشروع بعرض هذه البيانات بطريقة مبسطة ويسهل قراءتها، مما يسمح للاعبين بفهم أدائهم في الوقت الحقيقي. وإذا لاحظ المساعد أي مشكلة أو فرص لتحسين الأداء، يمكنه تقديم توصيات فورية.

على سبيل المثال، إذا كان معدل الإطارات غير مستقر، يمكن لـ G-Assist تقديم اقتراحات مثل تقليل جهد وحدة معالجة الرسومات أو تعديل بعض إعدادات اللعبة لتحقيق أداء أفضل دون التضحية بالجودة البصرية.

في حالة أجهزة لاب توب، يصبح استهلاك الطاقة عاملاً حاسمًا، حيث يؤثر بشكل مباشر على مدة اللعب قبل نفاد البطارية. هنا، يبرز دور G-Assist بقدرته على تحسين الأداء لكل واط من استهلاك الطاقة. يمكن للمساعد الذكي تقليل استهلاك الطاقة الديناميكي لوحدة المعالجة الرسومية، مع الحفاظ على معدل الإطارات المطلوب لتحقيق تجربة لعب سلسة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمساعد تقديم توصيات حول كيفية تحسين إعدادات الجهاز لتحقيق أفضل توازن بين الأداء واستهلاك الطاقة، خاصة في الألعاب التي تتطلب أداءً رسوميًا عاليًا.

هناك العديد من الإعدادات في الألعاب التي قد تؤثر على تجربة اللعب، يقوم G-Assist بفحص الجهاز بشكل شامل لمعرفة ما إذا كان هناك أي خلل أو إعداد غير مثالي. على سبيل المثال، قد يكتشف المساعد أن الشاشة لا تعمل بأعلى دقة ممكنة، أو أن معدل التحديث غير مستغل بالكامل، مما قد يؤدي إلى تجربة غير مثلى.

كما يمكن لـ G-Assist أيضًا تمكين الميزات المتقدمة مثل HDR لتحسين جودة الصورة، وG-SYNC لمزامنة الإطارات وتقليل التمزق أثناء اللعب، مما يعزز تجربة اللعب البصرية.

جانب آخر مهم من G-Assist هو قدرته على شرح الإعدادات المختلفة للاعبين. في كثير من الأحيان، قد يكون هناك لبس حول بعض الخيارات المتاحة في الإعدادات مثل DLAA وDLSS، أو الفروقات بين إعدادات Ultra Low Latency في لوحة تحكم NVIDIA وداخل اللعبة. يقدم المساعد توضيحات بسيطة وسهلة الفهم حول هذه الخيارات وتأثيرها المباشر على الأداء، مما يسمح للاعبين باتخاذ قرارات مستنيرة حول إعداداتهم.

يُعد مشروع G-Assist من Nvidia خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر تطورًا وتفاعلاً في عالم الألعاب. بفضل الدعم الذكي المدعوم بتقنية RTX والقدرة على تحسين أداء الأجهزة وتقديم النصائح الفورية داخل اللعبة، سوف يتمكن اللاعبون من الاستمتاع بتجربة سلسة وأكثر تخصيصًا دون الحاجة إلى التوقف أو البحث. من خلال الجمع بين الذكاء الاصطناعي وتحليل السياق، يثبت G-Assist أنه ليس مجرد أداة مساعدة، بل هو رفيق متكامل يزيد من متعة وتفاعل اللاعبين مع ألعابهم المفضلة.

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى