مراجعات

مراجعة وتقييم God of War Ragnarok (للحاسب الشخصي)

منذ حوالي سنتين، شهدنا إصدار لعبة God of War Ragnarök على منصات PS5 و PS4، وهو الحدث الذي كان ينتظره ملايين من عشاق الألعاب بفارغ الصبر. اللعبة التي تمثل الجزء المكمل لسلسلة God of War الشهيرة، كانت محط اهتمام العالم كله، خصوصًا بعد النجاح الهائل الذي حققته لعبة God of War لعام 2018. تلك اللعبة التي نقلت شخصية كريتوس من مجرد محارب عنيف، اعتدنا رؤيته يسعى للانتقام، إلى شخصية أكثر تعقيدًا ونضجًا. هذا التغيير في أسلوب سرد القصة وتطوير الشخصية كان له أثر عميق في توسيع قاعدة الجماهير وجعلها مرتبطة بالقصة والأحداث بشكل أكبر من السابق. إليكم مراجعة وتقييم God of War Ragnarok (للحاسب الشخصي).

إصدار God of War Ragnarök لم يكن مجرد خطوة في تطوير السلسلة، بل كان بمثابة إعادة صياغة كاملة لعالم God of War، حيث قدمت اللعبة قصة غنية بالأحداث، وعلاقات شخصية عميقة، لاسيما بين كريتوس وابنه أتريوس. العلاقة بين الأب والابن، التي بدأت تتكون في جزء 2018، تطورت بشكل ملحوظ في Ragnarök، وأصبحت محركًا أساسيًا للأحداث. الجمهور أصبح أكثر تعلقًا بالشخصيات، ليس فقط بسبب القتال والمعارك، بل بسبب الرؤية العاطفية والشخصية التي تمثل محور القصة.

ومع كل هذه الترقبات الكبيرة، وبعد شهور من الانتظار الطويل، نزلت اللعبة أخيرًا على منصة الـPC. هنا كان الانتظار يحمل توقعات عالية جدًا، حيث أن إصدار اللعبة على الـPC كان يُنظر إليه على أنه فرصة لجذب المزيد من اللاعبين، خصوصًا أولئك الذين لم تتاح لهم فرصة تجربتها على أجهزة الـPlayStation. ولكن بالرغم من الحماس الكبير للإصدار، هل لم يكن كل شيء كما كان يتوقعه الجمهور؟ أم أن اللعبة تستحق كل هذه الضجة؟

القصة تبدأ بعد مرور ثلاث سنوات من أحداث الجزء السابق، وتحديدًا مع بداية الشتاء العظيم المعروف بـ”فيمبولفينتر”، الذي يمثل نذيرًا لنهاية العالم الوشيكة، والمعروفة باسم “راجناروك”.

منذ اللحظات الأولى، يبدو أن كريتوس وأتريوس في مهمة مشتركة لمنع الكارثة التي تقترب؛ وعلى الرغم من أن كريتوس يحاول في البداية تجنب الصراعات والمواجهات بعد أن قضى سنوات يحاول العيش بسلام مع ابنه، إلا أن أتريوس لديه أهداف أخرى. ابن كريتوس يواجه أزمة هوية، يبحث عن مكانه الحقيقي في هذا العالم وعن دوره في الأحداث القادمة. وهنا تبدأ الرحلة بحثًا عن “تير”، إله الحرب النوردي الأصلي، والذي يعتقد أتريوس أنه المفتاح لمنع حدوث “راجناروك”. وعلى الرغم من تردد كريتوس في البداية، فإنه يقرر في النهاية مرافقة ابنه في هذه الرحلة الخطرة، مدفوعًا برغبته في حماية أتريوس من مصير مظلم قد يواجهه.

في وسط هذه الرحلة، تواجه الشخصيات الرئيسية العديد من التحديات والصراعات مع الآلهة النوردية الشهيرة. يظهر “ثور”، الذي يسعى للانتقام من كريتوس بعد أن قتل الأخير أبناءه في الجزء السابق. ثور لا يمثل فقط تهديدًا جسديًا، بل هو تجسيد للغضب والألم، عاقد العزم على إنهاء حياة كريتوس بأي ثمن؛ وفي الخلفية، نجد “أودين”، زعيم الآلهة النوردية، الذي يحاول من جانبه التلاعب بالأحداث، مستخدمًا دهاءه وخبثه ليمنع كريتوس وأتريوس من تحقيق هدفهم.

هذه المواجهات ليست مجرد معارك جسدية، بل هي مواجهات نفسية وفكرية أيضًا. فطوال الرحلة، يكتشف كريتوس وأتريوس أسرارًا جديدة عن الماضي والمستقبل، ويدركان أن الأمور ليست دائمًا كما تبدو. وهذا التعمق في السرد يجعل القصة ليست مجرد حكاية عن آلهة ومعارك، بل هي قصة عن القدر، والهوية، والتضحية. كل هذه العناصر تجعل من القصة ملحمية ومعقدة في آن واحد، حيث تتداخل الأحداث الأسطورية مع تطورات الشخصيات بشكل غير متوقع.

أحد أبرز الجوانب في اللعبة هو تطور علاقة كريتوس بأتريوس. كريتوس، الذي كان في السابق محاربًا عنيفًا، يبدو الآن شخصية أكثر نضجًا وتحفظًا. على الرغم من أنه يحاول إخفاء مشاعره والتحكم في غضبه، إلا أن مشاهد متعددة في اللعبة تظهر لنا جانبًا مختلفًا من شخصيته؛ جانب الأب الذي يسعى لحماية ابنه بكل ما أوتي من قوة؛ وفي المقابل، نجد أن أتريوس أصبح أكثر نضجًا مقارنة بالجزء السابق. هو لم يعد الطفل الذي يحتاج للحماية المستمرة، بل أصبح يسعى لفهم هويته الحقيقية ومكانته في هذا العالم؛ وعلى الرغم من نضجه، إلا أن رحلته لا تزال في بدايتها، مقارنةً بتجارب والده الطويلة والمؤلمة.

  • السلسلة، منذ بدايتها، كانت معروفة بطابعها القتالي القوي، والشرس بالإضافة إلى غضب كريتوس ولحظاته اللتي تقشعر لها الأبدان؛ و Ragnarök لم تكن استثناءً.
  • كريتوس يستمر في نظام القتال المتقن، الذي يعكس عنفه وغضبه لكنه أسلوبه لم يتغير كثيرًا عن الجزء السابق لكن مع بعض تحسينات.
  • السيوف الشهيرة من الثلاثية تعود لتأخذ مركز الصدارة في المعارك، حيثما أن أسلوب لعبها ذكّرني بالأجزاء الكلاسيكية من السلسلة، لكنها في الوقت نفسه قدمت تحديثات مبتكرة تجعل السيوف أكثر ديناميكية تفاعلية من ضمنها إنه يمكنك استخدمها في العبور من المنصات أو التسلق بها في لم تعد تقتصر على المعارك فقط. هذه التغييرات جعلت استخدام السيوف أمرًا ممتعًا وسلسًا، ومع الحركات الجديدة التي أضيفت، تصبح المعارك مليئة بالإثارة والتشويق.
  • نأتي مع الفأس الذي ظهر لأول مرة في جزء 2018، وهو يعتبر العنصر رئيسي في التحكم في مجريات المعارك، ويمنح اللاعب شعورًا حقيقيًا بالقوة والسيطرة، خاصة عند رميه نحو الأعداء البعيدين واستدعائه مجددًا. رغم أن استخدام الفأس لم يطرأ عليه تغييرات كبيرة منذ الجزء السابق، إلا أنه لا يزال بنفس الفعالية والمتعة في المعارك.
  • الدرع في اللعبة مرن للغاية لإنك يمكنك استخدمه في الهجوم والدفاع، ويعطيك توازن يجعل الدرع أداة استراتيجية مهمة في يدك. حيثما يمكنك التركيز على الصمود أمام الضربات، مما يعزز من قدرتك على التحمل والبقاء في المعركة لفترة أطول، أم يمكنك التصدي في اللحظة المناسبة، مما يمنحك ميزة هجومية وفرصة لتوجيه ضربة قاضية للخصم.
  • تطور دور أتريوس بشكل ملحوظ مقارنة بالحزء السابق. لم يعد دوره مقتصرًا على المساعدة البسيطة، بل أصبح له تأثير مباشر على سير المعارك. أصبح يشارك بشكل أكبر في المعارك، حيث يمكنه تنفيذ هجمات مستقلة وأخرى مشتركة مع كريتوس، مما يضيف تنوعًا وعمقًا أكبر للقتال.
  • تنوع الأعداء أيضًا كان لافتًا، حيث قدمت كل منطقة في اللعبة تحديات جديدة وأعداء مختلفين بطابع خاص.
  • معارك الزعماء في اللعبة كانت من أبرز لحظات اللعبة. كل مواجهة مع زعيم، كانت مليئة بالإثارة والتشويق. لأنها لم تكن مجرد ضربات متبادلة، بل كانت تتميز بالاستراتيجية والتنوع، حيث يجب على اللاعب التكيف مع أساليب الأعداء المختلفة وتحديد نقاط ضعفهم.
  • اللعبة تحتوي على ألغاز ذكية تمثل تحديًا ممتعًا دون أن تكون محبطة، أو صعبة، مما يعزز تجربة اللعب خارج المعارك.

بالنسبة للأداء، قدمت اللعبة تجربة مبهرة على الحاسوب، سواء من حيث التوافق مع الأجهزة الحديثة أو القديمة. الاختبارات التي أُجريت على اللعبة أكدت أنها تعمل بشكل سلس جداً، سواء القوية منها أو المتوسطة. هذه المرونة في الأداء جعلت التجربة ممتعة دون أي مشاكل تقنية تُذكر.

في كثير من الأحيان، تعاني الألعاب التي تُنقل من منصات الكونسول إلى الحاسوب “Port” من مشاكل تقنية مثل الهبوط في الإطارات أو الأخطاء التقتية. لكن God of War Ragnarök تفوقت في هذا المجال، حيث تم تحسينها بشكل مثالي لتعمل بكفاءة عالية على الحاسوب.

  • البطاقة الرسومية: RTX 4070 Super 12GB.
  • المعالج: Intel Core I5-12400F.
  • الرامات: 16GB DDR5 4800MT/s.
  • مع عدم تفعيل تقنيات DLSS و FG: من 130-160 إطار في الثانية.
  • مع تفعيل Frame Generation فقط: من 170-200 إطار بالثانية.

تجربة اللعبة على لابتوب Razer Blade 16
بالمواصفات الآتية:

  • البطاقة الرسومية: RTX 4090 16GB.
  • المعالج: Intel Core I9-14900HX.
  • الرامات: 32GB DDR5 5600MT/s.
  • مع عدم تفعيل تقنيات DLSS و FG: من 100-110 إطار في الثانية.
  • مع تفعيل تقنيات DLSS على خيار Quality: من 140-170 إطار بالثانية.
  • مع تفعيل DLSS على Quality و FG: من 170-200 إطار بالثانية.
  • تقدم اللعبة قصة مشوقة تتمحور حول العلاقة بين كريتوس وأتريوس، مع تناول مواضيع مثل القدر، الهوية، والتضحية. السرد القصصي متقن ويعزز الارتباط بالشخصيات.
  • تقدم اللعبة مستوى عالٍ من الرسوميات والتفاصيل البيئية، مما يجعل كل منطقة تبدو واقعية وملهمة وتجعلك تتعيش مع قصة اللعبة وأسلوب لعبها.
  • القتال في اللعبة يجمع بين العنف والديناميكية، مع تحسينات على الأسلحة، وإضافة حركات جديدة تجعل القتال أكثر تنوعًا وإثارة.
  • تنوع الأعداء والمعارك، كان تصميمهم مبتكر لكل مواجهة بينهم.

  • أداء الممثلين الصوتيين متميز، حيث يُبرز الطابع الشخصي لكل شخصية ويعزز من قوة المشاهد الدرامية.
  • العالم اللعبة مليء بالتفاصيل والألغاز، وتصميم المناطق متنوع ويعكس حضارات وأساطير نوردية بطريقة جذابة.
  • الأداء التقني للعبة على الحاسوب كان ممتازًا، ويعكس مستوى عاليًا من الاحترافية في تطوير النسخة Port ممتازة، وهو أمر جعل اللعبة تتفوق على العديد من العناوين الـ Port الأخرى التي عانت من مشاكل في نسخ الحاسوب الخاصة بها.
  • للأسف تتطلب اللعبة اتصالًا دائمًا بالإنترنت بجانب حساب PSN؛ ومع إنها لعبة قصة، ولا تحتوي على أي عناصر لعب جماعي أو تنافسي عبر الإنترنت.

لعبة God of War Ragnarök هي تجربة ملحمية تستحق اللعب، خاصة لمحبي القصص العميقة والمعارك الديناميكية. تجمع بين قصة قوية تطور العلاقة بين كريتوس وأتريوس، ونظام قتال متقن مع تحسينات للأسلحة وحركات جديدة. الأداء التقني كان ممتازًا، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يبحث عن لعبة تجمع بين التحدي، والرسوميات العالية، وسرد قصصي المؤثر.

مُلخص المراجعة

القصة - 10
الأداء التمثيلي - 10
التجربة البصرية - 10
العالم والتصميم البيئات - 10
أسلوب اللعب - 10
الأداء التقني على الحاسب - 10

10

مثالية

تقدم God of War Ragnarök تجربة لعب مميزة تجمع بين قصة ملحمية، نظام قتال ممتع، وأداء تقني ممتاز على الحاسوب. مع تحسينات للأسلحة وحركات جديدة، وتطور عاطفي في الشخصيات، اللعبة تقدم مزيجًا مثاليًا من الأكشن والدراما، مما يجعلها خيارًا رائعًا لمحبي الألعاب المتقنة.

Abdelrahman Mostafa

أنا عبدالرحمن أحمد مطور تطبيقات Android ومحرر في Games Mix. أغوص بشغف في عالم التكنولوجيا ومهتم بكل جديد في مجال الهواتف الذكية والأحداث التقنية. أعشق ألعاب الـ FPS مع ميلا خاصا للعبة The Finals و CSGO.
زر الذهاب إلى الأعلى