كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة MIDiA للأبحاث أن معظم اللاعبين يفضلون الألعاب الفردية على الجماعية، وهو ما قد يغير بعض المفاهيم السائدة حول اتجاهات صناعة الألعاب. أظهرت الدراسة أن 53% من اللاعبين يميلون إلى اللعب الفردي، خاصة مع تقدمهم في العمر، حيث يميل اللاعبون الذين تجاوزوا سن 25 عامًا إلى هذه الفئة بشكل أكبر، في حين أن اللاعبين الأصغر سنًا يفضلون الألعاب الجماعية عبر الإنترنت، إلا أن هذا التفضيل يتلاشى تدريجيًا مع تقدمهم في السن.
كيف تؤثر الفئات العمرية على تفضيلات اللاعبين؟
أوضحت الدراسة أن اللاعبين في الفئات العمرية الصغيرة، وتحديدًا بين المراهقين وبداية العشرينات، يفضلون الألعاب الجماعية (PvP)، مثل Fortnite وCall of Duty. هذه الألعاب تتطلب التواصل والتفاعل الفوري مع الآخرين، وهو ما يتناسب مع اهتمامات هذه الفئة العمرية. لكن مع بلوغ اللاعبين منتصف العشرينات، يظهر تحول في تفضيلاتهم نحو الألعاب الفردية التي تقدم قصصًا عميقة وتجارب مميزة تعتمد على التفاعل الفردي مع عالم اللعبة.
انتشار الألعاب الفردية عالمياً
الدراسة شملت عدة دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا وألمانيا وفرنسا وتركيا وجنوب أفريقيا، مما يعطي هذه النتائج طابعًا عالميًا. هذه النتائج تؤكد أن اللاعبين في مختلف أنحاء العالم، خاصة في الفئات العمرية الأكبر، يجدون متعة أكبر في الألعاب الفردية مقارنة بالألعاب الجماعية.
دور الألعاب الفردية في الصناعة
على الرغم من تزايد شعبية الألعاب الفردية بين فئة كبيرة من اللاعبين، فإن الشركات المطورة للألعاب كانت في العقد الأخير تركز بشكل متزايد على الألعاب الجماعية والخدمات الحية (Live Services). السبب الرئيسي وراء هذا التوجه هو العوائد المالية المرتبطة بهذه الألعاب، حيث تقدم الألعاب الجماعية فرصًا أكبر لتحقيق إيرادات إضافية عبر المعاملات الدقيقة (Microtransactions) والتحديثات المستمرة.
ومع ذلك، فإن الألعاب الفردية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة، خاصة بين اللاعبين الأكبر سنًا. وظهرت مؤخرًا نجاحات كبيرة لألعاب فردية مثل Baldur’s Gate 3 وThe Witcher 3، التي أثبتت أن الجمهور ما زال لديه شهية للألعاب التي تقدم تجارب غامرة تعتمد على القصص والتفاعل الفردي.
تأثير النتائج على مستقبل صناعة الألعاب
تثير هذه الدراسة تساؤلات حول ما إذا كانت الشركات المطورة للألعاب ستأخذ هذه النتائج في الحسبان وتعيد توجيه جهودها نحو تطوير المزيد من الألعاب الفردية. رغم أن الألعاب الجماعية لا تزال تسيطر على السوق بسبب عوائدها المربحة، فإن هذه الدراسة التي كشفت أن اللاعبين يفضلون الألعاب الفردية قد تدفع بعض الشركات لإعادة التفكير في استراتيجياتها، خاصة مع زيادة الطلب على الألعاب الفردية من فئات عمرية كبيرة.
في النهاية، يبقى التحدي أمام شركات الألعاب هو تحقيق توازن بين الألعاب الجماعية التي تحقق عوائد مالية ضخمة وبين الألعاب الفردية التي تظل مفضلة لدى شريحة كبيرة من اللاعبين. هل ستشهد السنوات القادمة تحولًا أكبر نحو الألعاب الفردية، أم أن الألعاب الجماعية ستظل هي السائدة؟
