أخبارهواتف

“تيك توك” يضع حياة الشباب على المحك

في تطور مثير للجدل، كشفت تقارير داخلية من شركة تيك توك عن معلومات صادمة حول الطريقة التي تدير بها خوارزمية التطبيق محتواه، والتي تميز بين المستخدمين بناءً على معايير “الجاذبية”. تُظهر هذه الوثائق أن تيك توك تعمد تعزيز ظهور الأشخاص “الجذابين” وتقديمهم في المقدمة على حساب المستخدمين الذين قد لا يُعتبرون بمقاييس معينة “جذابين”، ما أدى إلى تقليل فرص ظهورهم في نتائج البحث أو موجز الأخبار. هذه المعلومات جاءت في سياق دعوى قضائية مرفوعة ضد تيك توك من قِبَل 14 ولاية أمريكية، وهو ما دفع الوثائق الداخلية للشركة إلى السطح.

وقد أظهرت التقارير أن تيك توك لم يقتصر فقط على تعزيز ظهور الأشخاص الجذابين، بل قام بتعديل خوارزميته بشكل متعمد عندما لاحظ ارتفاع عدد المستخدمين “غير الجذابين” في قوائم المقترحات؛ ووفقًا لما ورد في الوثائق، تم تغيير الخوارزمية للترويج بشكل أكبر للمستخدمين الذين تعتبرهم الشركة أكثر “جمالاً”، بينما دُفع الآخرون، الذين تم تصنيفهم على أنهم أقل جاذبية، إلى أسفل الترتيب، مما جعل من الصعب على المستخدمين الآخرين العثور عليهم أو رؤية محتواهم بوضوح.

إلى جانب تلك الاكتشافات، تشير التقارير أيضًا إلى أن التطبيق لا يحتاج سوى 35 دقيقة فقط من الاستخدام لإحداث إدمان بين مستخدميه؛ والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن 95% من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 17 عامًا يستخدمون التطبيق بانتظام على الأقل مرة واحدة في الشهر، مما يثير التساؤلات حول التأثيرات السلبية المحتملة لهذا الاستخدام المتكرر على الفئة الشابة.

إحدى أكبر المشكلات التي أثارتها الوثائق هي تأثيرات خوارزمية تيك توك على الحياة اليومية للمستخدمين، خاصة بين الشباب. تشير التقارير إلى أن خوارزمية تيك توك يمكن أن تمنع المستخدمين من القيام بالأنشطة الأساسية مثل النوم، تناول الطعام، وحتى التفاعل مع الأصدقاء أو القيام بمسؤولياتهم اليومية؛ وفي إحدى الشهادات الداخلية، قال مسؤول تنفيذي لم يُكشف عن هويته أن الخوارزمية كانت تؤثر على حياة المستخدمين إلى حد منعهم من “التحرك في الغرفة” أو إنجاز واجباتهم المدرسية والمهنية.

تيك توك

الدعوى القضائية ضد تيك توك لا تزال جارية، ويتزعمها المدعي العام في كاليفورنيا “روب بونتا”، الذي أشار إلى أن التطبيق يستهدف الأطفال عمدًا؛ وقال بونتا:

“تيك توك يدرك تمامًا أن الأطفال لا يمتلكون القدرات النفسية أو الدفاعات اللازمة لوضع حدود صحية لاستخدامه المفرط، ويجب على الشركة تحمل المسؤولية عن الأضرار التي ألحقتها بطفولة الأطفال الأمريكيين.”

ومن جانبها، تركز المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيسيا جيمس، على الأضرار التي تسببت فيها الفلاتر الجمالية المتاحة على المنصة، والتي تمثل خطرًا خاصًا على الفتيات الصغيرات؛ وأشارت إلى أن هذه الفلاتر قد تؤدي إلى مشاكل في صورة الجسد، وتزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات الأكل، وتشجع على اضطرابات التشوه الجسمي وغيرها من القضايا الصحية النفسية.

في المقابل، رفضت تيك توك هذه الادعاءات ووصفها المتحدث الرسمي باسم الشركة “أليكس هاوريك”، بأنها مضللة؛ وقال إن الشركة تعمل على حماية المستخدمين القُصَّر بشكل استباقي، من خلال إزالة الحسابات المشتبه في أن أصحابها دون السن القانونية، وإطلاق ميزات أمان اختيارية مثل حدود زمن الشاشة الافتراضية والاقتران العائلي، بالإضافة إلى الخصوصية الافتراضية للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا.

تكشف التقارير الأخيرة عن تيك توك جانبًا مثيرًا للجدل في الطريقة التي يدير بها التطبيق محتواه، مما يفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول مسؤولية المنصات الرقمية تجاه مستخدميها، لا سيما الفئة الشابة. بين التلاعب بالخوارزميات لتعزيز المحتوى “الجذاب” على حساب الآخرين، والآثار النفسية الضارة التي قد تنتج عن هذا التمييز، يبدو أن تطبيق تيك توك يواجه تحديات قانونية وأخلاقية تتعلق بتأثيره على سلوك وعقول الشباب؛ وبينما تستمر التحقيقات القانونية، يبقى السؤال الأكبر: كيف يمكن لشركات الوسائل التواصل الاجتماعي الموازنة بين جاذبية منصاتها وحماية مستخدميها من الأضرار النفسية والاجتماعية؟

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى