جيرالت من ريفيا هو بطل سلسلة The Witcher التي ابتكرها الكاتب البولندي أندريه سابكوسكي. منذ ظهور الشخصية في أول رواية له “الدماء القرمزية” عام 1992، أصبح جيرالت رمزًا من رموز الخيال الأدبي. هذه السلسلة التي تشمل الروايات، الألعاب، والمسلسلات التلفزيونية، أضافت العديد من التفاصيل المثيرة التي جعلت من جيرالت شخصية معقدة ومحبوبة. في هذه المقالة، سنستعرض القصة الكاملة لحياة جيرالت، بدءًا من نشأته وحتى الأحداث التي شهدها في عالم The Witcher.
1. نشأته وتدريبه
ولد جيرالت في مدينة Rivia، لكن جيرالت ليس ابنًا شرعيًا. والدته كانت الساحرة Visenna، سرعان ما تم التخلي عنه، وأُخذ إلى معهد الويتشر في Kaer Morhen، مكان تدريب هؤلاء الصيادين المتخصصين في قتال الوحوش. تمت معاملة جيرالت كأحد أيتام معهد الويتشر، وعاش معظم طفولته في هذا المكان مع أطفال آخرين تم تدريبهم ليصبحوا صيادي وحوش، وتعلم جيرالت منذ صغره كيفية القتال باستخدام السيوف، والسحر البدائي المعروف بـ (Signs).
العملية الأساسية لتدريب الويتشر تتضمن تجارب قاسية وصعبة، من بينها “التجارب الكيميائية” التي تتضمن حقن الأطفال بمواد كيميائية وسوائل سامة لتقويهم جسديًا ويمنحوهم القدرة على التحمل بشكل خارق. تسببت هذه التجارب في وفاة الكثير من الأطفال، لكن جيرالت نجا منها بشكل غير طبيعي، مما منح له قدرات تتجاوز القدرة البشرية الطبيعية مثل السرعة والقدرة على شفاء جروحه بسرعة. على الرغم من قوته البدنية، ظل جيرالت دائمًا يشعر بالغربة عن البشر بسبب التعديلات التي تلقاها.
2. حياته كـ ويتشر: الصيد وعيش الاغتراب
جرى تدريب جيرالت ليصبح ويتشر، صيادًا للوحوش يُستأجر في الغالب لمكافحة الكائنات الشريرة مثل الذئاب المسعورة، القتلة الغرغوليين، والوحوش الأسطورية. كانت مهمة الويتشر هي القضاء على الوحوش مقابل المال، لكنهم كانوا يُعتبرون أيضًا غريبين عن المجتمع البشري، فغالبًا ما يُنظر إليهم كمخلوقات مشوهة وغير بشرية. من هنا بدأ جيرالت في بناء فلسفته الخاصة، معتقدًا بأن الحياة مليئة بالاختيارات الأخلاقية المعقدة التي لا يمكن تصنيفها ببساطة إلى خير وشر.
في هذا السياق، كانت جيرالت يواجه محاكاة مستمرة لعدوته مع مجتمعات البشر. على الرغم من مهاراته وشجاعته، كان دائمًا يُنظر إليه على أنه تهديد، بسبب مظهره وقوته غير البشرية، مما جعله يُحارب بشدة، وتواجهه صعوبة في بناء علاقات مع الآخرين.
3.1. علاقته بـ ينيفر (الحب)
تعد علاقة جيرالت بـ ينيڤر، الساحرة الجميلة والقوية، واحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا في حياته. التقى جيرالت بـ ينيڤر لأول مرة في وقت مبكر من مغامراته عندما أنقذها من خطر يهدد حياتها. ورغم أنها ساحرة ذات شخصية قوية وصعبة، بدأت قصة حب معقدة بينهما. ينيفير، مثل جيرالت، كانت تحمل ماضًا مأساويًا، فقد كانت ضحية لتجارب سحرية أدت إلى تحول جسدي ونفسي جعلها تسعى وراء القوة والسلطة. ورغم الحب الكبير الذي جمعهما، كان هناك العديد من الأوقات العصيبة التي تم فيها اختبار علاقتهما بسبب التوترات التي تسيطر على شخصياتهما المختلفة.
واحدة من أكبر الصراعات في هذه العلاقة هي العلاقة غير المتوازنة بينهما حيث كان جيرالت يسعى لحياة بعيدة عن السياسة كانت ينيفير تريد أن تقترب من أصحاب القرارات. كان جيرالت يفكر في أن الحب كأنه مجرد مصير، بينما كانت ينيفير تحمل طموحات أعمق. العلاقة بينهما معقدة بشكل خاص، حيث تكامل الحب مع أوقات الهجران والصراعات الداخلية بين حب السلطة والحب الحقيقي.
3.2. علاقته بـ سيري(الأبوة)
على الرغم من ماضيه الغريب، جيرالت كان يجد نفسه مرشدًا وأبًا للبنت الصغيرة سيري، التي تعتبر واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم The Witcher. سيري كانت تتمتع بقدرات سحرية خارقة، ولكنها كانت تتعرض للعديد من المخاطر بسبب القوى الشريرة التي كانت ترغب في استغلالها. القدر يجمع بين جيرالت وسيري بسبب (قانون المفاجأة) يقوم برعايتها وحمايتها، وشعر جيرالت بأنه مسؤول عن حياتها.
العلاقة بين جيرالت وسيري تمثل الأبوة في أقوى صورها، فقد اعتبر جيرالت سيري بمثابة ابنته رغم أنه ليس والدها البيولوجي. كانت سيري في الواقع لديها دور كبير في حياة جيرالت، وظهرت في الكثير من الأحداث الكبرى في القصة، خاصة فيما يتعلق بالمصير الذي يواجهه العالم من حولهم. العلاقة مع سيري كانت مصدرًا للتحدي العاطفي لجيرالت، حيث كان يسعى لحمايتها في عالم مليء بالصراعات.
4. النزاعات والحروب الكبرى: دور جيرالت في تاريخ القارة
عاش جيرالت في عالم مشبع بالصراعات السياسية والحروب الكبرى بين الممالك البشرية والمخلوقات الأسطورية. كانت القارة تغلي بالصراعات والحروب، وكانت الأزمات السياسية تمثل تهديدًا دائمًا لعالمه. في هذه الحروب، كان جيرالت يعاني من صراعات أخلاقية لا حصر لها، حيث كان عليه أن يختار بين دعم فصيل على حساب آخر أو اتخاذ قرارات مدمرة.
ذاع سيط جيرالت في جميع أنحاء القارة، لقوته ومهارته في القضاء على الوحوش. وفي نفس الوقت كان جيرالت لايطمع في السلطة مما جمعت علاقات جيدة به مع ملوك القارة. وبسبب رحلات جيرالت الكثير، كون علاقات صداقة كثير مع شخصيات مثل إسكيل، لامبرت، تريس، دانديليون.
4.1. حروب المعاهد (قصة الجزء الأول)
تبدأ أحداث الجزء الأول عندما يستيقظ جيرالت فاقدًا للذاكرة في قلعة Kaer Morhen، ويتعرض المكان للهجوم من قبل عصابة تسمى “سلاماندر” التي تسرق مواد سرية لصنع صيادي الوحوش. ينطلق جيرالت مع تريس في رحلة للكشف عن مهاجمي Kaer Morhen وملاحقتهم إلى مدينة فيزيما. في الطريق، ينقذ ألفين، الذي يتبين أنه “المصدر” المرتبط بقدرات سحرية مشابهة لابنته بالتبني، سيري.
يتتبع جيرالت عدة خيوط، ليكتشف أن “سلاماندر” يقودها الساحر “آزار جاويد“، ويكتشف لاحقًا أن التوترات السياسية بين فصيل ديني يدعى The Flaming Rose ومجموعة Scoia’tael تزيد من تعقيد الوضع وعليك الأنضمام لأحدهم. وبمساعدة الملك فولتيست يستطيع جيرالت معرفة مكانة عصابة “سلاماندر” ويقضي على قائدهم الساحر “آزار جاويد“. ولكن سرعان ما يتكتشف جيرالت أن الزعيم الحقيقي لعصابة “سلاماندر” هو “جاك دي ألدرسبيرج” وهو يكون في نفس الوقت قائد الفصيل الديني The Flaming Rose. والذي الذي كان يهدف إلى تحسين البشر جينيًا استعدادًا لنهاية العالم بسبب “الصقيع الأبيض“.
بعد أن يقوم جيرالت بهزيمة جاك، يلاحظ أنه كان يرتدي نفس القلادة التي كان يرتديها ألفين، مما يكشف أن “جاك دي ألدرسبيرج” كان في الواقع هو الفتى القروي الذي أنقذه في وقت سابق، والذي سافر عبر الزمن عن طريق الخطأ. بعد أن يعود جيرالت إلى الملك “فولتيست” ليبلغه بنجاحه، يتم أغتيال الملك من قبل أحد الويتشرز، مما يؤدي مباشرة إلى أحداث “The Witcher 2: Assassins of Kings”.
4.2. أغتيالات الملوك (قصة الجزء الثاني)
تبدأ أحداث الجزء الثاني عندما يُتهم جيرالت باغتيال الملك فولتيست ويُسجن. بعد التحقيق، يتضح براءته ويساعده فيرنون روش على الهروب من السجن. يتعاون جيرالت مع الساحرة تريس للبحث عن قاتل الملوك، ليثو، الذي يسعى لزعزعة استقرار الممالك الشمالية.
يصل جيرالت مع تريس و روش إلى مدينة فلوتسام ويكتشف أن هناك مؤامرات داخل المدينة التي يحكمها الملك هينسلت. يتعاون جيرالت مع إيورفيث، زعيم المتمردين، لمواجهة ليثو، الذي اختطف تريس وأخذها إلى آيديرن.
إذا اختار جيرالت مساعدة إيورفيث، ينضم إلى المتمردين ضد الملك هينسلت ويكتشف أن ساسكيا هي تنين متحكم فيها سحريًا من قبل الساحرة فيليبا إيلهيرت. أما إذا اختار مساعدة الملك هينسلت ضد المتمردين، تنكشف مؤامرة داخل جيش الملك، ويواجه الخيانة من قبل روش نفسه.
يصل جيرالت إلى لوكمين حيث ينعقد اجتماع سحري لتأسيس هيئة سحرية جديدة. يواجه جيرالت العديد من الخيارات الصعبة بين إنقاذ تريس أو فيليبا أو ساسكيا. يتكشف لاحقًا أن ليثو هو جزء من مؤامرة Nilfgaard لزعزعة استقرار الممالك الشمالية.
في الختام إذا تم إنقاذ تريس، يتم استعادة المجمع السحري. إذا لم يتم إنقاذها، تحدث مذبحة للسحرة. في النهاية، يواجه جيرالت ليثو، الذي يكشف عن خطة Nilfgaard، ويمكن لجيرالت أن يقتله أو يتركه يهرب. تُختتم القصة بخروج جيرالت مع تريس ومرافقه إما إيورفيث أو روش، في إشارة إلى الأحداث القادمة في The Witcher 3: Wild Hunt.
4.3. الوايلد هانت (قصة الجزء الثالث)
تبدأ أحداث الجزء الثالث بعد تلقي جيرالت رسالة من حبيبته المفقودة ينيفير، ليتقابل مع إمبراطور Nilfgaard الملك “إمهير” الذي يأمره بالبحث عن أبنته سيري. سيري هي آخر من يحمل دم القدماء. بسبب هذه الدماء تمتلك سيري قوى تتحكم في الزمن والمكان، وتتعرض لمطاردة شرسة من “الوايلد هانت“. وهم مجموعة من المحاربين الطيفيين يسافرون عبر العوالم المختلفة باستخدام قدرات سحرية. يظهرون عادة في أوقات الأزمة أو الخطر الكبير.
ينطلق جيرالت في رحلة عبر عدة أماكن، منها فيلن حيث يلتقي بالبارون الدموي، الذي يطلب مساعدته في البحث عن عائلته المفقودة مقابل معلومات عن سيري. بعدها يذهب إلى نوفيجراد حيث يلتقي بحبيبته السابقة تريس، ويساعدها في إنقاذ صديقه دانديليون، الذي كان في خطر بسبب عصابات المدينة.
ثم يذهب جيرالت إلى جزيرة سكيلجى، حيث يلتقي مجددًا مع ينيفير ويكتشف أن سيري كانت على جزيرة لوفوتين عندما هاجمها الصيادون. يجد جيرالت المخلوق المشوه “أوما وباستخدام قوة سحر ينيفير، يرجع “أوما” إلي هيئته الأصلية والتي يتبين إنه هو في الحقيقة أفالاخ، معلم سيري. يكشف أفالاخ عن مكان سيري، وهي في جزيرة تدعى “جزيرة الضباب” ولكنها في حالة نوم مسحور للحفاظ عليها من “الوايلد هانت“.
يذهب جيرالت للجزيرة ليتم لم شمله مع سيري أخيراً. وفي النهاية يكتشف جيرالت أن إيريدين، قائد “الوايلد هانت“، يريد استخدام قوى سيري لإنقاذ عالمه من كارثة “الصقيع الأبيض“. يتعين على جيرالت و سيري مواجهة إيريدين في معركة نهائية، حيث ينقلب الكثير من الأحداث ويُكشف عن خيانة من أفالاخ معلم سيري الذي أنقذوه.
في الختام يعتمد على اختيارات اللاعب: إذا نجت سيري، يمكن أن تصبح إمبراطورة Nilfgaard، أو تصبح ويتشر مثل جيرالت. وإذا تم قتلها، يتعين على جيرالت الحزن على فقدانها. كما تحدد اختيارات اللاعب ما إذا كان جيرالت سيختار علاقة رومانسية مع ينيفير أو تريس. كما وتحدد نهاية القصة حسب أختياراتك مدى انتشار نفوذ Nilfgaard.
5. فلسفته: سؤال الخير والشر
أحد المواضيع المتكررة في حياة جيرالت هو سؤاله المستمر عن الفروق بين “الخير” و”الشر”. كانت تجارب جيرالت تعزز دائمًا تساؤلاته حول هويته. فكونه لم يكن تمامًا بشريًا، وكان يتعامل مع وحوش ومخلوقات خارقة للطبيعة، كان يتساءل كثيرًا: هل هو جيد؟ هل هو وحش؟ إن الحياة في عالم The Witcher ليست أبيض أو أسود، بل مليئة بالألوان الرمادية حيث قد يتطلب “الخير” أن تقاتل من أجل الشخصيات الشريرة، والعكس صحيح.
6. النهاية: مسار غير نهائي
في عالم The Witcher، لم تصل حياة جيرالت إلى نهاية ثابتة في الكتب أو في المسلسلات أو حتى في الألعاب. القصة تستمر في تفرعات متعددة تركز على اختياراته: هل يختار أن يعيش في صمت بعيدًا عن المعركة؟ أم سيستمر في محاربة الوحوش والشرور؟ حتى النهاية، ظل جيرالت شخصية محورية في القصة، يمزج بين العزلة والحاجة المستمرة للبحث عن الهدف في عالم معقد من الحروب والصراعات.
لقد جعلت سلسلة The Witcher حياة جيرالت من ريفيا أكثر من مجرد بطل تقليدي. إنه شخصية مليئة بالتعقيد، تحمل الكثير من الأسئلة الأخلاقية والفلسفية. العلاقة بينه وبين ينيڤر، وسيري، والعالم الذي يحيط به، تجعل من حياته ملحمة فريدة من نوعها في الأدب الخيالي.
أطلع أيضاً
لعبة The Witcher 4: كل ما نعرفه حتى الآن
ملخص قصة لعبة The Witcher 3: Wild Hunt
