في كشف مالي مثير، أظهر تقرير قديم أن عملاق التكنولوجيا، مايكروسوفت، قد تكبد خسائر تجاوزت 2 مليار دولار أمريكي في تطوير وبيع جهاز Xbox الأصلي. هذا الاستثمار الضخم، الذي بلغ إجماليه 12 مليار دولار، كان جزءًا من رؤية طموحة تهدف إلى وضع Xbox كمركز ترفيهي أساسي في مليار منزل حول العالم، متحديًا بذلك عمالقة الصناعة الراسخين آنذاك مثل Playstation وNintendo.
تعود تفاصيل هذا التقرير إلى عام 2005 من جريدة The Times الإنجليزية، وقد نشره موقع “Gale Power Search” مؤخرًا، ليسلط الضوء على استراتيجية مايكروسوفت في مواجهة الإطلاق الوشيك لجهاز بلايستيشن 3 آنذاك. في مطلع الألفية الثالثة، لم يكن اسم “Xbox” مرتبطًا بالقدرة والانتشار الذي يتمتع به اليوم. كانت الشركة تخطو خطواتها الأولى في سوق الألعاب التنافسي بشدة، وهو ما تطلب جهدًا هائلاً واستثمارات غير مسبوقة.
كان الهدف الرئيسي لمايكروسوفت من Xbox هو تجاوز كونه مجرد جهاز ألعاب ليصبح المصدر الترفيهي الأساسي في كل منزل، قادرًا على إرسال الرسائل النصية والفيديو والصوت. هذه الرؤية الجريئة دفعت الشركة لتحمل مخاطر مالية كبيرة. وفي تعليق على هذه الخسائر، أكد روبي باش، الرئيس السابق لقسم Xbox في ذلك الوقت، أن الشركة تقبلت هذه الخسائر التي تجاوزت 2 مليار دولار، إيمانًا منها بأن الاستثمار سيؤتي ثماره على المدى الطويل.
وبالفعل، أثبتت الأيام أن هذا الرهان كان في محله إلى حد كبير. فجهاز Xbox 360، الذي تلا الجهاز الأصلي، حقق نجاحًا باهرًا وأصبح واحدًا من أفضل الأجهزة المنزلية على الإطلاق، مؤكدًا بذلك صحة الرؤية الأولية لمايكروسوفت للدخول بقوة في عالم الألعاب. هذا النجاح يبرهن على أن الخسائر الأولية لم تكن سوى ثمن لتمهيد الطريق لاسم تجاري عملاق في صناعة الترفيه الرقمي.
ومع ذلك، يشير التقرير أيضًا إلى أنه منذ النجاح الباهر لـ Xbox 360، يبدو أن الشركة قد واجهت بعض التحديات في مسار الأجهزة المنزلية، على الرغم من أنها لا تزال لاعبًا رئيسيًا وقويًا في مجال النشر والتطوير. يبقى الإرث المالي لجهاز Xbox الأصلي تذكيرًا بتكلفة الطموح والجرأة في عالم التكنولوجيا، وكيف أن الخسائر الكبيرة يمكن أن تكون في بعض الأحيان استثمارًا ضروريًا لمستقبل مشرق.
- مواضيع ذات صلة: فوضى في Microsoft: تسريح موظفين وإلغاء مشاريع بالجملة
