مقالاتهاردوير

خرافات شائعة عليك نسيانها عند عمل Undervolting لحاسوبك

شهدت عملية خفض الجهد “Undervolting” اهتماماً متزايداً خلال السنوات القليلة الماضية بين جميع فئات المستخدمين، سواء أولئك العاديين أو المحترفين، سعياً منهم لتحسين أداء حواسيبهم وإطالة أعمارها الافتراضية. ومع تنافس Intel وAMD على تقديم معالجات بترددات مرتفعة، تزداد صعوبة عمليات كسر السرعة “Overclocking” للمعالجات بدون تزويدها بأنظمة تبريد فائقة الفاعلية، ما لم يكن هناك أنظمة تبريد بالنيتروجين السائل مثلاً.

نتيجة لهذه المعادلة الصعبة بين الترددات غير الخاضعة لسقف ودرجات الحرارة المقاربة للغليان، بدأ الكثير من المستخدمين بالتفكير جدياً في عمل خفض جهد لحواسيبهم. المشكلة أن معظم هؤلاء المستخدمين لا يدركون طبيعة هذه العملية جيداً، إما بسبب معرفتهم المحدودة بمجال التقنية عموماً، أو بسبب معلوماتهم الخاطئة بشأن العملية. لحسن الحظ جمعنا لك بمقالتنا خرافات عليك نسيانها عند عمل Undervolting.

عملية Undervolting عكس عملية كسر السرعة

Undervolting

أول خرافة يجب عليك إخراجها تماماً من تفكيرك بشأن عملية Undervolting هو أنها عكس كسر السرعة، وهو أمر بعيد عن الصواب رغم أن مبدأ العمليتين متناقض في ظاهره، حيث يتضمن تقليلاً في الأولى وزيادة في الثانية. ونعم، ثمة علاقة بين العمليتين، حيث يمكن تشبيههما بأنهما أبناء عم يهدفان لتحقيق أهداف مختلفة، ولكنها ليست أهدافاً متناقضة، وسأخبرك السبب تالياً.

تدور عملية Undervolting حول تحديد كمية الجهد “Voltage” اللازمة لتغذية المعالج عند تردد معين، فإذا كان الجهد الافتراضي للمعالج عند تردد 5.1GHz هو 1.3V، يمكن تعديل فرق الجهد ليكون 1.25V فقط عند نفس التردد. وبعيداً عن كسر السرعة، كثيراً ما يتم الخلط بين عملية خفض الجهد وخفض التردد “Underclocking” أو تحديد الطاقة، واللذان لا يرتبطان بشكل مباشر بعملية Undervolting.

الغريب أن سبب هذا الخلط لا يعود فقط للمعلومات المغلوطة، بل أن مصنعي المعالجات أنفسهم لهم دور في ذلك، حيث تمكنك ميزات مثل Precision Boost Overdrive من AMD من تحديد الطاقة، مع عمل Undervolting للمعالج. قد لا تكون هذه الخرافة كارثية للغاية، ولكن من المهم أن نضع حداً فاصلاً هنا، حيث تعود الكثير من المفاهيم الخاطئة حول عملية خفض الجهد للخلط بينها وبين العمليات الأخرى.

عملية Undervolting تقلل أداء حاسوبك

قد تبدو هذه الخرافة حقيقة، بل ومن المسلمات أيضاً، ولكن لا يُفترض أن تقلل عملية خفض الجهد وحدها من أداء حاسوبك، فذلك مرهون بعوامل أخرى. وصدق أو لا تصدق، قد تحسن عملية Undervolting من أداء حاسوبك نتيجة لتعزيز خصائص المعالجات الحديثة، وهنا نعود مجدداً لقاعدتنا المقدسة القائلة بأن عملية Undervolting تدور فقط حول تحديد كمية الجهد اللازم لتغذية معالج ما عند تردد معين.

ومع ذلك، تُعد عملية خفض الجهد حلقة في سلسلة طويلة من التعديلات التي يمكنك إجراؤها لرفع كفاءة معالجك، وهو واحد من الأسباب الرئيسية للخلط بين عملية Undervolting والعمليات الأخرى ذات الصلة. تساعد عملية خفض الجهد على تقليل درجة حرارة معالجك مع نفس إعدادات التردد، حيث تقلل العملية من القدرة الكهربائية، وخاصةً عند وضع حد للطاقة، وهو ما ينعكس بالتبعية على درجة حرارة معالجك.

أحياناً ما تكون عملية Undervolting إجراءً محبباً للكثيرين، وخاصةً لأولئك أصحاب الحواسيب صغيرة الحجم وتلك المخصصة للألعاب، حيث لا يُعد التردد الشاغل الأول في هذه المنصات. يُجدر بالملاحظة أن الجمع بين خفض الجهد وتحديد الطاقة يجعل الأداء كبش أضحية لنيل شرف الكفاءة، وبالتالي يمكن القول أن عملية خفض الجهد وحدها لا تقلل من أداء حاسوبك، بل أنها قد تكون وسيلة لتعزيز أدائه.

عملية Undervolting حصرية للمعالجات فقط

رغم أن هذه الخرافة الخرقاء لا يتم الترويج لها عمداً، ولكن غالباً ما يتم الحديث عن عملية Undervolting في سياق المعالجات، وسأخبرك السبب. على نقيض المعالجات، لا تحصد البطاقات الرسومية دائماً الكثير من المكاسب من عملية خفض الجهد. ومع ذلك، يمكن تعديل فرق الجهد الخاص بالبطاقات الرسومية بواسطة أدوات مثل GPUTweak III أو MSI Afterburner.

قد تحقق عملية Undervolting مكاسب ملحوظة في أداء بعض البطاقات الرسومية، فقد تمكنك من زيادة التردد. يبدو ذلك جلياً مع سلسلة بطاقات RTX 30 من Nvidia، حيث تتميز بجهد افتراضي عالٍ لتحقيق أداء مستقر عبر شرائح معمارية Ampere المصنوعة بتقنية N8 منخفضة الكفاءة من Samsung. أما إذا كانت البطاقة الرسومية مصنوعة بتقنية عالية الكفاءة، فقد تساعد عملية Undervolting على رفع التردد.

إعدادات عملية Undervolting ثابتة عبر جميع المعالجات

Undervolting

هذه ليست خرافة بقدر كونها معلومة تقنية، حيث يقع الكثيرون في خطأ يدفعهم للظن بثبات إعدادات عملية Undervolting عبر جميع المعالجات، حيث يسألون عن أفضل هذه الإعدادات. يفيض الإنترنت بالكثير من المقالات، والمنشورات، والتعليقات عن أفضل إعدادات Undervolting لمعالجات محددة، وهو أمر جيد. قد يكون هذا المحتوى مفيداً لتوجيهك للمسار الصحيح، بيد أنه لا يمكن الاعتماد عليه وكأنه من المسلمات.

المثير للسخرية أن تحديد مدى الجهد القابل للتعديل أثناء عمل Undervolting لمعالجك أشبه بالمقامرة، حيث يتوقف على العديد من العوامل وأبرزها جودة السيليكون نفسه، تماماً كما هو الحال مع كسر السرعة. بل قد يختلف الأمر بين معالجين من نفس الإصدار، فإذا اخترت معالجي Intel Core Ultra 9 285K عشوائيين، فقد تتمكن من عمل Undervolting في أحدهم بشكل أكبر من الآخر قبل ظهور مشاكل في الأداء نتيجة لعدم استقرار التدفق الكهربائي.

لا يعني ذلك أن تضرب محتوى أفضل إعدادات عملية Undervolting عرض الحائط والبدء بتجربة إعدادات عشوائية تعبث بأداء معالجك. في حال كنت بصدد عمل خفض جهد لمعالجك، فحري بك أن تجري بعض البحث حول معالجك لكي تكون على دراية عميقة بما تبدو عليه عملية خفض الجهد. قد ترغب في عمل Undervolting معتدلاً يوازن بين الأداء والكفاءة، أو قد ترغب في عمل Undervolting شديد يركز على الكفاءة، حيث يتوقف ذلك على نوع استخدامك.

Mohamed Tahazohier

رئيس التحرير ورئيس التقنية والهاردوير في موقع جيمز ميكس ومدير سابق لحسابات التواصل الاجتماعي. خبرة تفوق 6 سنوات في مجال صناعة المحتوى بأنواعه، وخاصةً المتعلق بالتكنولوجيا. مهتم بصناعة الألعاب منذ نعومة أظافري، ومحب لألعاب التصويب والخيال العلمي.
زر الذهاب إلى الأعلى