قد تتسائل ما هو العامل المشترك بين تريندات السوشيال ميديا وتريندات الهاردوير غير الكلمة الأولى والإجابة هي أن هناك وجه شبه قاطع ونافذ – بعضها يبقى للأبد، بينما يظهر بعضها الآخر للحظة ثم يتلاشى. نفس الأمر ينطبق على اتجاهات الهاردوير والصيحات الحديثة، بعضها غير الضروري يبقى لفترة، وتغرس جاذبيتها في نفسية المستخدم. لم يُساهم المستخدمين في صنع هذه التريندات أصلًا؛ بل ابتكرها المصنعون لجني المزيد من المال من مستخدمي أجهزة الكمبيوتر. من الشاشات البراقة واللوحات الأم الرخيصة إلى الموصلات الحصرية وأقراص SSD شديدة السخونة، إليكم بعضًا من اتجاهات الهاردوير التي يجب طردها من الباب الخلفي.
شاشات LCD البراقة التي لا تضيف قيمة حقيقية

في البداية كان جنون الـRGB يسيطر على عالم مكوّنات الكمبيوتر، ومع تراجع حماس المستخدمين له، قررت الشركات أن تنتقل إلى مرحلة جديدة من “التزيين” بإضافة شاشات LCD في كل مكان ممكن. بدأ الأمر مع الكيسة ومبرّدات المعالجات (AIO)، ثم امتد تدريجيًا إلى مراوح التبريد وبطاقات الرسوميات واللوحات الأم ووحدات الطاقة وحتى شرائح الذاكرة! والآن وصلنا إلى شاشات ضخمة مستقلّة يمكن وضعها في كل مكان تقريبًا، وكأننا في سباق لا نهاية له.
وجود شاشة صغيرة في الكيسة تعرض معلومات مفيدة عن أداء الجهاز شيء عملي، لكن ملء كل قطعة في الكمبيوتر بشاشات مكلفة أمر غير ضروري. الأسوأ أن المستخدمين يدفعون المزيد مقابل هذا “الديكور”. وإذا استمر الأمر هكذا، قد نرى قريبًا جانب الصندوق كله عبارة عن شاشة، خاصة أن بعض الشركات بدأت فعلًا بوضع شاشات على جوانب المراوح.
البرامج المُثبتّة مسبقًا والمزعجة في كل مكان

آفة البرامج غير الضرورية على أجهزة الكمبيوتر (Bloatware) ليست جديدة، فقد اعتاد اللاعبون على التعامل مع برامج اللوحة الأم، وبرامج RGB الفردية، ومشغلات الألعاب المتعددة لسنوات. وما تسارع مؤخرًا هو قيام كل مُصنّع للمكونات والأجهزة الطرفية بإطلاق تطبيقه الخاص لضبط الإعدادات، والتحكم في الإضاءة، وتحديث البرامج الثابتة. في كثير من الأحيان، يمكن تحقيق كل هذه الأمور باستخدام برامج خارجية ممتازة مثل VIA وSignalRGB وFan Control ولا توجد أي حاجة لجميع البرامج المزعجة الأخرى.
حتى لو لم تتمكن من تحديث البرامج الثابتة لمكون ما باستخدام برنامج خارجي شامل، فإن عيوب برامج الجهات الخارجية غالبًا ما تفوق مزاياها. فهي مُزدحمة بلا داعٍ، ويصعب التعامل معها، وقد تتداخل حتى مع موارد النظام، مما يؤثر على أداء الألعاب من خلال حدوث تقطعات دقيقة. ليس من الصعب على الشركات المصنعة نقل الميزات المهمة إلى تطبيق خارجي أو تطبيق ويب خارجي، ولكن لديهم مصالح خاصة في إبقاءك ضمن منصتهم.
الموصلات المملوكة غير المتوافقة: نهاية زمن الحصرية

فضيحة 12VHPWR التي مرت بها Nvidia، بدايةً مع إطلاق سلسلة RTX 40 ثم سلسلة RTX 50 مؤخرًا، تُثير تساؤلات حول جدوى موصلات وحدات معالجة الرسومات الاحتكارية. كانت إحدى الحجج المؤيدة لموصل 12VHPWR الجديد هي الاستعداد لاستهلاك الطاقة العالي لوحدات معالجة الرسومات من سلسلة RTX 40، إلا أن الموصل الجديد الأنيق انتهى به الأمر إلى الاحتراق والذوبان وإحداث فوضى في أجهزة الكمبيوتر.
حتى موصل 12V-2×6 المُحسّن، والذي كان من المفترض أن يُزيل عيوب موصل 12VHPWR، عانى من نفس المصير لاحقًا. كان بإمكان Nvidia أن تُبسط الأمور باستخدام موصلات الطاقة التقليدية ذات 8 دبابيس، تمامًا كما فعلت AMD مع بطاقات سلسلة RX 7000 وRX 90. كان من الممكن أن يؤدي ذلك ليس فقط إلى تجنب الفوضى الكاملة الناتجة عن حرق الموصلات، بل كان من الممكن أيضًا أن يحافظ على الأشياء نظيفة ومرتبة داخل الكمبيوتر من خلال القضاء على الحاجة إلى محولات PSU الضخمة.
اللوحات الأم منخفضة الجودة: أسعار منخفضة لكن مشاكل كثيرة

حتى في عام 2025، لدينا مصنعون ينتجون لوحات أم قد تبدو جيدة الصنع، لكنها تأتي بميزات ومكونات داخلية مشكوك فيها. أكبر الجناة هم وحدات تنظيم الجهد (VRMs) غير الكفؤة، وعدم وجود مشتتات حرارية M.2 مثبتة مسبقًا، وغياب شبكة Wi-Fi، وعدم كفاية موصلات المراوح و ARGB. حتى بعد إنفاق مبلغ كبير على اللوحة الأم، يضطر المستخدمون إلى التنازل عن الميزات الرئيسية ووسائل الحماية.
ولا يقتصر هذا على اللوحات الأم التي يقل سعرها عن 100 دولار؛ فحتى بعض اللوحات الأم التي يقل سعرها عن 200 دولار لا تزال تفتقر إلى الميزات الضرورية. على الرغم من أن مُصنّعي الهاردوير ذوي الميزانية المحدودة لا يحتاجون إلى وحدات تنظيم الجهد (VRMs) مبالغ فيها، إلا أن ميزات مثل Wi-Fi وعدد كافٍ من موصلات المراوح لم تعد من الكماليات. حتى إذا لم تكن تقوم برفع تردد تشغيل المعالج، فأنت لا تزال بحاجة إلى لوحة ذات توصيل طاقة موثوق، حتى يعمل جهازك دون أي مشاكل. لقد حان الوقت لمصنعي اللوحات الأم للتوقف عن التهاون في الميزات وجودة التصنيع.
أقراص SSD عالية الحرارة: مشاكل في الأداء والعمر الافتراضي

في الماضي، اقتصرت مخاوف ارتفاع درجة الحرارة على المعالج والبطاقة الرسومية. ومع ظهور أقراص SSD من نوع PCIe 5.0، أصبح من الضروري الحفاظ على برودة أقراص SSD لتجنب الاختناق الحراري. وقد مثّلت أقراص SSD من الجيل الخامس قفزة هائلة في سرعات القراءة والكتابة، ولكن ذلك جاء على حساب درجات حرارة تشغيل أعلى بكثير، حتى في حالة عدم استخدام الأقراص. ونظرًا للدوائر الإلكترونية الأساسية لهذه الأقراص المتطورة من نوع NVMe، فإنها تعمل بدرجات حرارة أعلى بكثير من أقراص SSD من الجيل الرابع.
وبالنسبة لمعظم الناس، لم تتضح بعد الجوانب الإيجابية. أقراص SSD من الجيل الخامس غير مفيدة للألعاب، ولا تُحسّن أداء نظامك بشكل عام. باستثناء بعض أحمال العمل، لا يزال من الآمن اختيار قرص SSD من الجيل الرابع بدلاً من طراز الجيل الخامس الأغلى ثمناً. من المتوقع أن يستمر ارتفاع درجة حرارة أقراص SSD مع أقراص SSD من الجيل السادس، حيث من المتوقع أن تتضاعف سرعات النقل والإنتاجية.
يعمل المصنعون على خفض درجات حرارة تشغيل أحدث أقراص SSD، لكننا ما زلنا بعيدين عن الهدف المنشود. لا ينبغي أن يضطر المستخدمون إلى استخدام مبردات SSD ضخمة مزودة بمراوح لمجرد حماية أقراصهم من ارتفاع درجة حرارتها حتى التلف.
بطاقات الرسوم بذاكرة 8 جيجابايت: خطأ مشترك بين Nvidia وAMD

في عام 2025، أصبحت بطاقة رسومية بذاكرة 8 جيجابايت إهانة حقيقية لعشاق الألعاب ومن اتجاهات الهاردوير الفاشلة. كان هذا الحجم مقبولًا في بطاقات الميزانية المحدودة قديمًا، لكن مع وجود بطاقات مثل Intel Arc B580 التي تقدم 12 جيجابايت بسعر 250 دولارًا، انتهى زمن 8 جيجابايت منذ فترة. ورغم أن مجتمع اللاعبين أدرك ذلك، إلا أن شركات مثل Nvidia وحتى AMD ما زالت متأخرة عن الركب.
Nvidia تتقاعس عن زيادة الذاكرة منذ 2020، وها هي AMD تخطط لإطلاق بطاقة RX 9060 XT بنسخة 8 جيجابايت أيضًا. قيود هذه السعة معروفة جيدًا، ليس فقط مع دقة 1440p بل حتى عند 1080p، ومع ذلك تُباع بطاقات بذاكرة 8 جيجابايت بأسعار تصل إلى 300–400 دولار. هذه لم تعد فئة اقتصادية؛ السوق تطوّر، لكن الشركات لم تواكب بعد هذا التطور.
إن لم نكن نحن فمن إذن سيمنع اتجاهات الهاردوير؟
بصفتنا مستهلكين، نتحمل جزءًا من مسؤولية ضمان اختفاء اتجاهات الهاردوير غير الضرورية هذه من السوق. إذا توقفتم عن شراء وحدات معالجة الرسومات المزودة بذاكرة VRAM بسعة 8 جيجابايت أو مكونات مزودة بشاشات LCD غير ضرورية، فسينعكس ذلك تدريجيًا على السوق. سيُجبر المصنعون على تحسين جودة اللوحات الأم منخفضة التكلفة، وتسريع العمل على حلول تبريد أقراص SSD، والتخلص من الموصلات الاحتكارية. لا تشير جميع اتجاهات الهاردوير إلى تقدم بالتبعية؛ فبعضها أشبه بالآفة التي يجب استئصالها فورًا والقضاء عليها نهائيًا.
اقرأ أيضًا: اللعنات الخمس: أسباب خفية لبطء الحاسوب أثناء اللعب