عالم ألعاب الفيديو مليء بالأنواع والتجارب المختلفة، لكن رعب البقاء -اقربها إلي قلبي- يظل من أكثر الأنواع التي نجحت في الحافظ على قوتها عبر السنين. هذه الألعاب لا تعتمد فقط على إخافتك بمخلوقات غريبة أو مشاهد صادمة، بل تبني أجواء خانقة، موارد محدودة، ومطاردات لا ترحم لتجعلك دائمًا على حافة مقعدك.
في آخر ثلاث أعوام، أثبتت مجموعة من الألعاب الكلاسيكية والمعاد إصدارها بجانب العناوين الحديثة أن رعب البقاء لا يزال يتطور، بل ويقدم تجارب أعمق من أي وقت مضى. من الأجواء النفسية الثقيلة في Silent Hill 2 إلى الرعب الفضائي الخانق في Alien Isolation، ومن القصور المسكونة في Resident Evil إلى الملاجئ المظلمة في Amnesia: The Bunker، يجمع هذا المقال أفضل ما يقدمه هذا النوع لعشاق الإثارة والخوف.
هنا نستعرض معكم أفضل 10 ألعاب رعب البقاء يمكن لعبها في 2025، مع لمحة عن أجوائها، أسلوب لعبها، ولماذا تستحق مكانتها بين القمة. سواء كنت من محبي الرعب الكلاسيكي أو تبحث عن تجربة حديثة تهز أعصابك، ستجد هنا ما يناسبك.
Silent Hill 2 Remake

ما هو الرعب الأسوأ في العالم كله من أن تفقد أحبّاءك وتبقى على قيد الحياة؟ أن تنجو وحدك، من دونهم؟ بالضبط، هذه هي فكرة Silent Hill 2. إنها قصة بقاء، ولكن رعبها الحقيقي هو الشعور بالذنب والحزن. كلاعب، تتحكم في James Sunderland وهو يبحث عن زوجته الميتة في مدينة كابوسية. المدينة تحوّل مشاعر James إلى أشكال جسدية تطارده وتعاقبه.
الأصوات الصناعية مع موسيقى Akira Yamaoka المرعبة تخلق جوًا من الرهبة المطلقة. القصة تنكشف عبر دلائل بيئية وصور رمزية. مخلوقات الـmannequin تمثل اضطراب الحياة الزوجية بطريقة مقلقة لأبعد حد. شخصية Pyramid Head تجسد كراهية الذات. أما الضباب فيصبح شخصية بحد ذاته، يخفي حقائق لا يكون James مستعدًا لمواجهتها.
الذخيرة نادرة، وماسورة حديد صادئة ولوح الخشب يعملان كأسلحة يائسة ضد المخلوقات المحيطة. أدوات العلاج توفر راحة مؤقتة من الضرر الجسدي، بينما الجروح النفسية تواصل التفاقم. اللعبة تُظهر أن الفقدان والندم والإنكار قد تكون أكثر رعبًا من أي مشهد مرعب تقليدي. هذا ما يجعل اللعبة تحفة فنية، وتحتل مكانة رفيعة بين أفضل ألعاب Silent Hill.
Resident Evil 2 Remake

يتم إحياء شخصيات Leon Kennedy و Claire Redfield بريميك للعبة Resident Evil 2 الصادر في 2019 لنعيش معهما مغامرة مرعبة أثناء محاولتهما الهروب من مدينة Raccoon City المليئة بالزومبي. اللعبة توازن بين رعب الأكشن والموارد المحدودة التي تُعرف بها السلسلة، وتكسب بسهولة مكانتها بين أفضل ألعاب Resident Evil.
تتضمن اللعبة قصتين أساسيتين: قصة Leon وقصة Claire (مع سيناريوهات A وB). خلال الحملتين، يطاردك العدو Mr. X المعروف أيضًا باسم Tyrant. يلاحقك في جميع أرجاء المدينة، ومكانه غير المتوقع يجعل حتى المناطق الآمنة تبدو كمواجهات مرعبة. كل سيناريو يقدم مسارات مختلفة وأحداث قصة مميزة. هذا الأسلوب يحافظ على شعور كل تجربة لعب بأنها جديدة وتستحق الإعادة.
اللعبة تحتوي أيضًا على عدد من السيناريوهات الإضافية بجانب القصة الرئيسية. توسعة “Ghost Survivors DLC” تقدم ثلاث سيناريوهات بديلة مختلفة مع شخصيات وصعوبة جديدة. أما “4th Survivor” فتضع اللاعبين في دور HUNK لاختبار بقاء مباشر وصارم. وحملة “Tofu Survivor” تقدم تحديات صعبة جدًا تدفع لإدارة الموارد بأقصى دقة. هذه السيناريوهات تتخلى عن القصة وتركز بالكامل على أسلوب لعب البقاء الخام.
Alan Wake 2

دفعت شركة Remedy Entertainment حدود الرعب القصصي إلى أبعد مدى في Alan Wake 2. تنقسم القصة بين عميلة الـFBI Saga Anderson والكاتب العالق Alan Wake. كلا الشخصيتين يقدمان منظورًا قصصيًا مختلفًا، يندمجان تدريجيًا مع تقدم الأحداث.
مشاهد تحقيقات Saga تمزج بين العمل البوليسي ورعب البقاء. أما تسلسلات Alan المليئة بالالتواءات في الواقع، فتهز إحساس اللاعبين بما هو حقيقي وما هو خيالي. اجتماع هذين الجانبين يرسخ مكانة Alan Wake 2 ضمن أفضل ألعاب البقاء.
المظهر البصري للعبة يمزج بين غابات الشمال الغربي الهادئة وعناصر خارقة كابوسية. الطلقات النارية وحدها لا تكفي؛ الضوء فقط هو القادر على إيقاف الأعداء. لذلك، يجب على اللاعبين تعريض خصومهم للضوء قبل إلحاق الضرر بهم. والموارد المحدودة تولّد قلقًا دائمًا من نفاد وسائل الحماية.
Resident Evil 4 Remake

تأخذ Resident Evil 4 نوع رعب البقاء نحو رعب الأكشن من دون أن تفقد حدّتها. في هذه اللعبة البارزة، يلتقي القتال الوحشي مع الحرب النفسية. يتحكم اللاعبون في شخصية Leon Kennedy وهو يبحث عن ابنة الرئيس Ashley Graham في قرية ريفية موبوءة بالعبّاد المتطرفين.
الأعداء في القرية أذكى وأكثر عدوانية من الزومبي في الأجزاء السابقة من السلسلة. الذخيرة محدودة كالعادة، لكن هذه المرة تمنحك اللعبة خيار ترقية الأسلحة عبر شخصية التاجر الغامض Merchant. يظهر Merchant طوال رحلة Leon ويقدم تعديلات على الأسلحة تغيّر ديناميكيات اللعب بشكل كبير.
بشكل عام، تتميز اللعبة كواحدة من أفضل ألعاب التصويب من منظور الشخص الثالث (TPS). حتى في لحظات الأكشن الكثيف، يظل البقاء هو الأولوية. وتثبت اللعبة أن رعب البقاء يمكن أن يتطور مع الحفاظ على شعور الرهبة الأصلي.
Alien Isolation

تُعد Alien Isolation قمة رعب البقاء في أنقى صوره. تعيد اللعبة خلق رعب فيلم Alien الأصلي لـRidley Scott من خلال أسلوب اللعب. بصفتك Amanda Ripley، تستكشف محطة الفضاء Sevastopol بحثًا عن حقيقة والدتها. الرعب هنا لا يأتي من موجات الأعداء، بل من وجود مفترس واحد لا يمكن إيقافه: Xenomorph.
هذا الـXenomorph يتعلم أنماط لعبك ويتكيف مع سلوك صيده بذكاء مرعب. هناك أخطار أخرى تطارد Sevastopol أيضًا؛ مثل الأندرويدات العدائية والناجين البشر اليائسين، مما يزيد التوتر. الموارد المحدودة تعني أنك لا تستطيع قتال الجميع، والنجاح يعتمد على التخفي والتوقيت الدقيق. هذه الاستراتيجية تجعلها واحدة من أفضل ألعاب التسلل.
تمتد القصة عبر 19 فصلًا، وكل فصل يزيد من توتر رعب البقاء. الأسلوب البصري المستقبلي الكلاسيكي يعكس مظهر الفيلم الأصلي، بينما يجعل تصميم الصوت المحيطي كل ممر خانقًا ومخيفًا. لقد وضعت اللعبة معيارًا لرعب البقاء الذي لا مفر منه والمستمر.
Dead Space Remake

تعيد نسخة الريميك من Dead Space بناء أساس رعب البقاء الأصلي بتقنيات محدثة وتصميم لعب حديث. تتحكم في شخصية المهندس Isaac Clarke المحاصر على متن سفينة التعدين USG Ishimura الموبوءة بمخلوقات Necromorphs. هذه المرة، ترتدي الـNecromorphs جلود أفراد الطاقم السابقين، والطريقة الوحيدة للبقاء هي تفكيك أطرافهم بشكل استراتيجي.
في هذه الظروف، يصبح Plasma Cutter السلاح الأكثر موثوقية لدى Isaac. تتقدم اللعبة من خلال معارك في بيئات عديمة الجاذبية تضيف ارتباكًا فوق معاناة البقاء اليائسة. إضافةً إلى ذلك، يتطلب القتال وإدارة الموارد تخطيطًا دقيقًا.
تحتل القصة مركز الصدارة، مع حصول Isaac الآن على حوارات صوتية كاملة. يشمل المحتوى الإضافي مهام جانبية جديدة واستكشافًا محسنًا. كما توفر الطور الفردي عدة خيارات صعوبة في وضع New Game+ مع ترقية متراكمة. مع ميزة Chapter Select التي تتيح إعادة زيارة المناطق المفضلة مع معدات وأسلحة مطورة بالكامل.
Resident Evil 7

أعادت Resident Evil 7 السلسلة إلى جذورها في رعب البقاء من خلال التحول إلى منظور الشخص الأول. تتبع القصة شخصية Ethan Winters وهو يبحث عن زوجته المفقودة داخل مزرعة عائلة Baker المتهالكة. يمكن لعب القصة في الوضع العادي أو من خلال الـVR، بينما تجعل صعوبة Madhouse كل شيء أكثر قسوة مع تغيير مواقع الأدوات.
عائلة Baker لا تبقى في مكان واحد – بل تطاردك في أرجاء المزرعة، فلا يُسمح لك بالاسترخاء. الألغاز تعود لتلعب دورًا رئيسيًا، ممزوجة بمهام البحث والسيطرة على الموارد. الطابع الجنوبي القوطي يمزج بين بيئات ريفية متداعية ورعب جسدي مقزز، فيما يحول تصميم الصوت المنزل إلى مكان أكثر رعبًا بكثير.
توسعة “Not a Hero” تجلب Chris Redfield في حملته الخاصة. أما “End of Zoe” فتغلق قصة عائلة Baker بأسلوب لعب مختلف. إضافة “Banned Footage” تقدم عدة سيناريوهات قصيرة بميكانيكيات فريدة. كل من هذه التوسعات يضيف شيئًا جديدًا بينما يبني على أساس القصة الرئيسية، مما يجعل Biohazard واحدة من أبرز ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول (FPS).
The Evil Within

تتمسك لعبة The Evil Within من إخراج Shinji Mikami بجذور رعب البقاء الكلاسيكية. يتحكم اللاعبون في شخصية المحقق Sebastian Castellanos العالق في عالم كابوسي مليء بالوحوش المشوهة. كائنات الـHaunted تتحرك بحركات مكسورة، بينما تطارد كائنات أكثر خطورة بذكاء مفترس. ومايزيد الوضع أكثر رعباً هو جثث الوحوش قد ترجع للحياة مرة أخرى، ومع قلة الذخيرة فحرقهم بعود الكبريت أمر مهم ولكن لن يكون الأمر بهذه السهولة.
القصة الرئيسية تقدم مستويات صعوبة مختلفة مع وضع New Game+ للاستمرار في اللعب. تكتشف الحقيقة وراء تجارب STEM بينما تحل الألغاز وتتنقل في بيئات مشوهة. أسلوب التنقل الشبيه بالباركور عبر الممرات الضيقة والمنصات الخطرة، مع مزيج أجواء رعب نهاية العالم مع التصميم الصوتي الغامض يبقي التوتر في ذروته طوال التجربة، مما يضعها ضمن أفضل ألعاب رعب البقاء.
تضم اللعبة توسعتين للقصة: “The Assignment” و”The Consequence“، واللتين تسلطان الضوء على شخصية أخرى هي Juli Kidman. منظورها يكشف المزيد من خيوط المؤامرة وراء الكابوس ويملأ الفراغات التي تركتها رحلة Sebastian.
Amnesia: The Bunker

تعيد Amnesia: The Bunker صياغة رعب البقاء في بيئة مظلمة خانقة داخل ملجأ عسكري من الحرب العالمية الأولى. تتحكم في جندي وحيد عالق تحت الأرض، حيث يلاحقه وحش لا يرحم ولا يمكن القضاء عليه. والسبيل الوحيد لتجنب هذا الوحش هو فتح الأضواء بالملجأ. اللعبة تعتمد على التوتر النفسي أكثر من الأكشن، وتجعل كل خطوة داخل الأنفاق المظلمة تجربة مرعبة بحد ذاتها، هذا لأن اللعبة تنتهج أسلوب ألعاب الـImmersive Sim فهذا الوحش غير متوقع وقد يكون في أي مكان كل مرة تخرج فيها من الغرفة الآمنة.
الموارد نادرة، سواء كانت ذخيرة أو وقود للمولد الكهربائي الذي يُبقي الأضواء مضاءة. انقطاع الكهرباء يجعل الأنفاق غارقة في الظلام، وهو ما يمنح الوحش فرصًا أكبر لمطاردتك. تصميم البيئة المفتوح نسبيًا يسمح للاعب باختيار طرق مختلفة للتقدم، مما يزيد من عنصر التوتر ويجعل كل قرار مصيريًا. نصيحة احترافية: أبحث عن الوقود دائماً وأغلق المولد عندما تكون في الغرفة الآمنة، تذكر أن الإضاءة هي خط الدفاع الأول ضد هذا الوحش.
الجو العام يجمع بين الرعب النفسي الكلاسيكي والاعتماد على الموارد المحدودة. الصوتيات تلعب دورًا محوريًا؛ من وقع خطواتك على المعدن إلى صرخات بعيدة داخل الممرات. هذه العناصر تجعل Amnesia: The Bunker واحدة من أكثر التجارب رعبًا في ألعاب البقاء الحديثة.
Resident Evil 1 Remake

Resident Evil 1 Remake أعادت تعريف رعب البقاء عام 2002، وما زالت حتى اليوم نموذجًا يُحتذى به. تدور الأحداث داخل قصر Spencer Mansion الغامض، حيث يواجه اللاعبون Chris Redfield أو Jill Valentine أهوالًا لا تنتهي أثناء تحقيقهم في اختفاء غامض.
اللعبة حافظت على روح النسخة الأصلية من عام 1996 لكنها أضافت جرافيكس محسن، بيئات غامرة، وأجواء أكثر ظلامًا. إضافة ميزة “Crimson Head” – وهم الزومبي الذين يعودون أسرع وأقوى إن لم يتم حرق جثثهم – رفعت مستوى التوتر بشكل غير مسبوق. إدارة الموارد (ذخيرة، أعشاب علاجية، ومساحات الحقيبة) تظل حجر الأساس في التجربة.
لا تترك أي جثة زومبي دون حرقها باستخدام الكيروسين والولاعة.
أسلوب اللعب يمزج بين الاستكشاف وحل الألغاز -أكثر شيء أحبه في اللعبة- مع أجواء مرعبة تُبرزها الكاميرات الثابتة والإضاءة المحدودة. الموسيقى التصويرية والصوتيات البيئية تضيف طبقة توتر مستمرة. لهذا تبقى Resident Evil 1 Remake واحدة من أعظم نسخ الريميك وأكثرها تأثيرًا في تاريخ ألعاب الرعب.
هل من ألعاب أخرى ؟
يمكنك الأطلاع على مراجعة لعبة Cronos: The New Dawn
