مراجعات

مراجعة وتقييم لعبة Call of Duty: Black Ops 7

منذ اللحظة التي أُعلن فيها عن Black Ops 7 كان واضحًا أن Treyarch تستعد لمغامرة غير مألوفة، وربما أكثر خطوة جريئة تخوضها السلسلة منذ سنوات طويلة. النجاح الكبير الذي حققه Black Ops 6 أعاد الثقة في الحملات القصصية ورفع سقف التوقعات، لذلك بدا طبيعيًا أن ينتظر الجمهور جزءًا سابعًا يستكمل هذا الزخم ويواصل البناء على ما بدأته اللعبة السابقة. لكن المفاجأة كانت أن Black Ops 7 لا تبحث عن الاستمرار بقدر ما تبحث عن تغيير مسار السلسلة. إليكم مراجعة وتقييم لعبة Call of Duty: Black Ops 7:

العودة إلى المستقبل عام 2035، واستحضار روح Black Ops 2، وظهور شخصيات محورية، كلها إشارات توحي بأن اللعبة تريد إعادة توصيل حاضر السلسلة بماضيها الأيقوني. لكنّ هذه العودة تأتي في توقيت حساس، لأن جمهور Call of Duty لا يزال منقسمًا حول الهوية الحقيقية التي يجب أن تحملها السلسلة. لعقود طويلة، ظل جوهر Black Ops قائمًا على واقعية عسكرية مكثفة تتخللها لمسات نفسية معقدة تمنح القصة طابعًا غامضًا دون أن تبعدها عن أرضيتها الأصلية. إلا أن هذا التوازن بدأ بالاختلال في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد انتشار الــSkins الخيالية في تجربة الأونلاين خلال Black Ops 6، وهو توجه أغضب فئة كبيرة من اللاعبين رغم النجاح الكبير الذي حققته اللعبة وقتها في الحملة وطور الأون لاين.

فهل تستعيد Black Ops جذورها التي صنعها المعسكر والميادين والسرد العسكري الناضج، أم تواصل السير نحو عالم أقرب إلى أجواء الخيال المبالغ فيه؟ وهل تنجح هذه العودة المستقبلية في تقديم خطوة محسوبة تعيد ترتيب هوية السلسلة أم تتحول إلى اندفاع مبالغ فيه يخسر ما تبقى من روح Black Ops؟

الحقيقة أن اللعبة تعتمد بشكل كبير على إرث السلسلة، خصوصًا أحداث Black Ops 2 وBlack Ops 6، إلى درجة تجعل بعض اللحظات غير مفهومة تمامًا لمن يدخل السلسلة لأول مرة. عودة ديفيد ماسون، وظهور شخصية مينينديز مرة أخرى في سياق معقّد، وارتباط Spectre One بملفات وذكريات سابقة، كلها عناصر تُستخدم دون تقديم شروحات كافية داخل اللعبة نفسها. ورغم محاولة Black Ops 7 تقديم بعض التلميحات السريعة لتسهيل الصورة، إلا أنّ السرد يعتمد على معرفة مسبقة بخطّ الأحداث القديم كي يتمكن اللاعب من فهم دوافع الشخصيات وخلفية الصراع. يمكن القول إن التجربة لا تصبح مستحيلة للمبتدئين، لكنها بالتأكيد أقل تأثيرًا وأضعف من حيث الترابط إذا لم يكن اللاعب قد خاض أجزاء Black Ops السابقة.

تدور أحداث Black Ops 7 في عام 2035، بعد سنوات طويلة من الفوضى التي خلّفها تنظيم Cordis Die وزعيمه الأسطوري راؤول مينينديز. ورغم مرور عقد كامل على الأحداث التي هزّت العالم في Black Ops 2، إلا أنّ العالم لم يستعد توازنه بالكامل، وهو ما يفتح الباب لظهور قوة جديدة تُعرف باسم The Guild، شركة تكنولوجية عملاقة تدّعي أنها تمتلك الحل لإنهاء الفوضى العالمية مرة واحدة وإلى الأبد.

لكن قبل أن يبدأ Spectre One، فريق العمليات الخاصة الجديد بقيادة ديفيد “سيكشن” ماسون، في التحقيق في نوايا The Guild، يتعرّض الفريق لهجوم مفاجئ بسلاح نفسي يُدعى Cradle. هذا السلاح يعتمد على إثارة أعماق الخوف والذكريات المكبوتة داخل العقول، مما يدفع الجنود إلى عوالم هلوسية تتداخل فيها الحقيقة مع الخيال، وتعود فيها ملامح الماضي لتطارد الحاضر.

تبدأ رحلة Spectre One بالتحقيق في صلة هذا السلاح بمينينديز، خصوصًا بعد انتشار تسجيل غامض يوحي بأن الرجل قد عاد من الموت. ومع كل مهمة يخوضها الفريق، تتبدل الحقائق ويتشوه الإدراك، وتتجسد ذكريات Black Ops القديمة في شكل كوابيس قتالية.

في قلب الأحداث تظهر إيما كاغان، الرئيسة التنفيذية لـ The Guild، التي تقدّم نفسها كقوة للتوازن والسلام، بينما تخفي دورًا أكثر ظلمة وتعقيدًا. فالسلاح النفسي Cradle ليس سوى وسيلة تستخدمها للسيطرة على العقول وخلق واقع بديل تستطيع من خلاله فرض نظام عالمي جديد. وبينما يسعى Spectre One لإيقاف هذا المخطط، يكتشف الفريق أن المعركة الحقيقية ليست فقط ضد The Guild، بل أيضًا ضد مظاهر الخوف والذنب والندم التي تسكن داخل كل فرد منهم.

تقدم Black Ops 7 قصة تعتمد بشكل كبير على اللعب بالعقل والذكريات، وتستند إلى إرث السلسلة بقدر ما تحاول إعادة تشكيله، لكنها تفعل ذلك عبر مزيج غير مستقر من السرد العسكري الجاد والخيال الذي قد لا يعجب اللاعبين.

  • يقدّم طور القصة في Black Ops 7 واحدة من أغرب وأضعف التجارب في تاريخ السلسلة، إذ يبتعد تمامًا عن هوية الحملات الخطية المميزة لـBlack Ops ويتحول إلى مزيج مضطرب من مهمات سينمائية قصيرة وتجارب هلوسية مبالغ فيها، وكل ذلك يبدو مصممًا لخدمة اللعب الجماعي المكون من 4 أفراد على حساب اللعب الفردي، كما إنها تعتمد على الإنترنت بشكل مستمر ولا يمكن إيقافها.
  • تنطلق الحملة ببعض المهمات العسكرية السريعة التي تعيد فريق Spectre One إلى قلب صراع عالمي جديد، لكن هذا التوجّه لا يستمر طويلًا. فبعد تعرّض الفريق لسلاح Cradle النفسي ينزلق السرد إلى عالم مشتت يخلط بين أحداث واقعية وذكريات مشوّهة بلا منطق واضح. هذا التحول لم يمنح القصة عمقًا، بل جعلها متقلبة ومتنافرة، كأن كل مهمة تنتمي إلى لعبة مختلفة.
  • يتنقل اللاعب بين مهمات تقليدية تعتمد على التقدم الخطي والاشتباكات السريعة، ثم يجد نفسه فجأة في مناطق واسعة تشبه خرائط Warzone صغيرة الحجم. هذه المناطق تطلب تنفيذ أهداف متكررة مثل تفجير مواقع أو تعطيل أجهزة أو القضاء على موجات من الأعداء. وجود شريط صحة فوق كل عدو يغيّر طبيعة المواجهات ويجعلها ممتدة بلا داع، أقرب إلى ألعاب الـPvE التعاونية منها إلى حملة Call of Duty التي اعتاد الجمهور عليها.
  • تعتمد الحملة أيضًا على إعادة زيارة مواقع من أجزاء Black Ops السابقة، لكن بصيغة مشوّهة وهلوسية لا تضيف شيئًا إلى السرد. ذكريات الماضي تتحول إلى كوابيس بصرية مليئة بمخلوقات غريبة وبيئات مقلوبة، في محاولة لخلق طابع نفسي لكنها تأتي غالبًا مفككة وغير متزنة، وتميل إلى الفانتازيا المفرطة على حساب أي إحساس بالعسكرية أو الواقعية.
  • ومعظم التقدم في الحملة مبني على قتال موجات مستمرة من الأعداء، مع مواجهات زعماء تعتمد على نقاط ضعف مضيئة وهجمات متكررة. هذا الأسلوب يفتقد الإبداع ويبدو مقتبسًا من ألعاب مثل Destiny أكثر مما يشبه Call of Duty. التجربة الفردية تصبح مرهقة لأن هذه المواجهات صُممت بوضوح لفريق كامل، مما يجعل اللاعب يشعر بأن المحتوى يرفض لعبه وحده.
  • وبين كل مهمة وأخرى تُجبر على المرور بمنطقة Avalon الواسعة، التي تستخدم كنقطة انتقال ومقدمة لطور Endgame. هذه المناطق المفتوحة تمنح حرية حركة أكبر لكنها فارغة ومكررة، وغالبًا ما تشعر وكأنها محتوى إضافي تم دمجه قسريًا داخل الحملة، بدلًا من أن تكون جزءًا من رحلة قصصية مترابطة.
  • لذلك طور القصة في Black Ops 7 يبدو كتجربة تائهة بين هويته القديمة وطموح لم يكتمل. كثير من أفكاره تطمح للتميز، لكنها تُنفَّذ بطريقة مربكة تجعل الحملة أقرب إلى اختبار تجريبي منه إلى تجربة Black Ops حقيقية.
  • يقدّم طور الأونلاين في Black Ops 7 تجربة متماسكة وسريعة الإيقاع، لكنه في الوقت نفسه يعيش بين نقيضين واضحين. فمن جهة تحافظ Treyarch على أسس أسلوب اللعب الذي جعل السلسلة قوية لعقود، ومن جهة أخرى تحاول إضافة طبقات جديدة من الحركة والتخصيص تجعل المنظومة أكثر تعقيدًا وربما أكثر ازدحامًا مما يجب.
  • نبدأ مع أسلوب اللعب نفسه. الحركة أصبحت أكثر انسيابًا من Black Ops 6، دون القفزات الجنونية والانزلاقات الخارقة التي أزعجت اللاعبين العام الماضي. هناك مرونة واضحة عند الانتقال بين الغطاء، مع الحفاظ على سرعة مناسبة لا تُفسد المواجهات. ميزة القفز على الجدران تضيف بعدًا إضافيًا للخرائط لكنها تبقى اختيارية وليست جوهرية، بينما يكمل الـOmnimovement تحسينات الحركة دون أن يجعلها فوضوية أو مُجهدة.
  • أما في ما يتعلق بالأسلحة، فالتوازن أفضل مما كان عليه في السنوات الماضية. الترسانة تضم بنادق هجومية، ورشاشات خفيفة، وقناصات، وأسلحة تجريبية قريبة من أجواء 2035، لكن دون المبالغة التي كانت موجودة في عروض اللعبة الأولى. معظم الأسلحة تتمتع بثقل واضح وصوتيات قوية، وفي المجمل تبقى تجربة التصويب هي النقطة الأكثر نضجًا في الأونلاين. ورغم ذلك يظهر ميل واضح لرفع الـTTK، أي زيادة الوقت اللازم لإسقاط الخصم، وهو ما قد يزعج من يفضّلون وتيرة الاشتباكات السريعة التي اعتادت عليها السلسلة.
  • الخرائط هي العنصر الأكثر استقرارًا في التجربة. Treyarch اعتمدت على تصميم كلاسيكي بثلاث ممرات في معظم الخرائط الجديدة، مع إعادة تقديم مجموعة من خرائط Black Ops 2 مثل Raid وHijacked وExpress، مما يعطي الطور مزيجًا ناجحًا بين الجديد والحنين. هذه الخرائط تبقى أفضل لحظات الأونلاين وأكثرها توازنًا، خصوصًا أمام بعض الخرائط الجديدة التي تشعر بالازدحام أو سوء توزيع المسارات.
  • التخصيص، من جانبه، أصبح أعمق، وربما أكثر مما يحتاجه لاعب Call of Duty. نظام Overclocks يسمح بتطوير الأدوات والمعدات بشكل يغيّر وظائفها تمامًا، بينما تمنح الـSpecializations قدرات إضافية تجعل كل لاعب أقرب إلى “Build” كامل بدلًا من مجرد Loadout. هذا العمق يمنح حرية هائلة، لكنه يجعل المنظومة أكثر تعقيدًا خصوصًا للاعبين العائدين أو الجدد.
  • من جهة أخرى، يقدم الطور تشكيلة جيدة من الأنماط الكلاسيكية مثل Team Deathmatch وDomination وHardpoint، إلى جانب نمط Overload الجديد الذي يقدّم نسخة صاخبة من Capture the Flag. أما Skirmish بنمط 20 مقابل 20 فهو أضعف الإضافات، إذ لا يستفيد من حجم الخرائط ولا يخلق الفوضى الممتعة التي يقدمها Battlefield، بل يقدّم مواجهات فارغة وسط مساحات شبه مهجورة.
  • ورغم كل شيء، يبقى طور الأونلاين هو الجانب الأكثر ثباتًا قليلًا في Black Ops 7، حتى إن لم يقدّم قفزة حقيقية للأمام. التجربة سريعة ومصقولة وتمنح لحظات ممتعة، لكنها أيضًا تشعر بأنها “إصدار آخر” من Call of Duty، مع تحسينات محسوبة أكثر من كونها ثورية. اللعبة تبدو كما لو أنها تلعب بمنطقة الأمان في هذا الجزء، وهو قرار مفهوم بالنظر إلى الفوضى التي تعيشها باقي الأطوار، لكنه يترك الأونلاين في مساحة آمنة وربما آمنة أكثر من اللازم.
  • يقدّم طور الزومبي في Black Ops 7 التجربة الأكثر اكتمالًا ونضجًا داخل اللعبة، ويمكن القول بسهولة إنه الطور الوحيد الذي بُني بوضوح من البداية ليكون ممتعًا، متماسكًا، ومصممًا لخدمة جمهوره دون تجارب غريبة أو قرارات مربكة كما حدث في الحملة والأونلاين. هذا هو المكان الذي تألقت فيه Treyarch فعلًا، وعاد فيه الفريق إلى جذوره القديمة التي صنعت شعبية الطور في Black Ops 1 وBlack Ops 2.
  • الخريطة الأساسية تأخذ شكل حلقة دائرية واسعة تتفرع منها مناطق جانبية، وكل منطقة تمتلك شخصيتها الخاصة من ناحية تصميم البيئة وعدد الأعداء وأنواع التهديدات. ستجد أحياءً مظلمة محطمة، وغابات ضبابية، ومختبرات مهجورة، ومناطق تحتوي على أسرار وطرق مختصرة، وكل تفصيلة داخل هذه المساحات تخدم فكرة الاستكشاف المستمر، وليس مجرد الركض بين موجة وأخرى.
  • الميزة اللافتة هذا العام هي عربة Ol’ Tessie، وهي مركبة يمكن ترقيتها على مدار الجولات وإضافة أسلحة أو حماية لها، لتتحول من وسيلة تنقل بسيطة إلى عنصر أساسي في النجاة. يمكن استخدامها للدهس، أو لتجميع اللاعبين بعد انفصالهم، أو للهروب من موجة صعبة بشكل سينمائي يشبه أفلام الزومبي الكلاسيكية. كما تسمح لك بالتحرك بين المناطق بأمان نسبي، مع إمكانية إصلاحها وترقيتها خلال اللعب.
  • تقدّم الخريطة أيضًا سلسلة من المهام الجانبية التي تظهر بشكل عشوائي. منها إنقاذ ناجين عالقين في منطقة محاصرة، أو تفكيك جهاز يسبب هجمات أقوى للزومبي، أو حماية نقطة معينة لفترة محدودة. هذه الأنشطة تكسر رتابة الجولات وتعطي كل مباراة هوية مختلفة، مما يجعل الطور قابلًا للإعادة عشرات المرات دون أن يتكرر فعليًا.
  • أما عن الزومبي أنفسهم، فقد تم تصميمهم بتوازن نادر في أجزاء السلسلة الحديثة. الأعداء العاديون سريعون ولكن يمكن القضاء عليهم بسهولة في الجولات الأولى، ثم يصبحون أكثر شراسة وذكاء في الهجوم مع مرور الوقت. هناك أيضًا الزومبي المتحولون الذين يطلقون هجمات بعيدة، والزومبي السميك الذي يحتاج خطة أو تعاونًا لتصفيته، بالإضافة إلى الزعماء الضخام مثل الدبّ الزومبي الذي يستطيع تدمير فريق كامل إذا لم يُواجه بتركيز كامل.
  • القتال نفسه ممتع وسلس، ويمنح كل سلاح إحساسًا حقيقيًا بالقوة. ترقية الأسلحة عبر الـPack-a-Punch لا تزال عنصرًا محوريًا تضيف طبقات من الاستراتيجية، بينما تمنح المشروبات الخاصة Perks أساليب لعب متنوعة تساعد في البقاء لفترة أطول. وعلى عكس الحملة، هنا لا تشعر أن الأعداء مجرد “وجبات رصاصية” بلا معنى، بل صُمموا لتقديم تحدٍّ ممتع دون ظلم أو مبالغة.
  • وأهم ما يميز طور الزومبي هذا العام هو اللحظات الدرامية التي تحدث عفويًا. تلتحم مع لاعب مجهول لإنقاذ عضو فريق سقط وسط موجة، تقف في سيارة Ol’ Tessie مطاردًا موجة زومبي بينما يحاول أحدهم إصلاح الإطارات، أو تتشتت المجموعة بكاملها ثم تعود للالتقاء في آخر ثانية قبل الانهيار. هذه اللحظات هي قلب الطور الحقيقي، وهي ما افتقده اللاعبون في نسخ سابقة حاولت إضافة تعقيد أكثر من اللازم.
  • وهكذا طور الزومبي في Black Ops 7 هو الوجه الحقيقي المشرق للعبة. يقدم توازنًا ممتازًا بين الصعوبة والمرح، ويعيد روح التعاون التي بُني عليها الطور منذ أول ظهور له، ويمنح اللاعبين مساحة غنية للاستكشاف والنجاة. وفي لعبة يعاني نصف محتواها من التخبط، يبدو طور الزومبي وكأنه المنقذ الوحيد الذي حمل اسم Black Ops بجدارة هذا العام.
  • أسلوب لعب قوي يجمع بين ثقل التصويب ومرونة الحركة؛ اللعبة تحافظ على هوية Treyarch في التصويب من خلال أسلحة تمتلك إحساسًا قويًا واستجابة لحظية تجعل الاشتباكات ممتعة ومؤثرة. نظام التخصيص عميق ويمنحك القدرة على إعادة تشكيل السلاح ليتناسب مع طريقتك الخاصة في القتال، بينما تُضيف ميكانيكيات الحركة الجديدة مثل القفز على الجدران والاندفاع العمودي والخطاف حرية أكبر دون أن تُحوّل اللعبة إلى فوضى مستقبلية زائدة. هذه العناصر تعمل معًا لتقديم تجربة قتالية متماسكة تُعيد روح Black Ops الكلاسيكية مع تطوير معقول في أسلوب التنقل.
  • طور Zombies في أفضل حالاته منذ سنوات؛ الخريطة الضخمة، وتدرّج الصعوبة المدروس، والزعماء المتوحشون، والمواقف التعاونية التي يمكن أن تغيّر مسار الجولة كلها عناصر تجعل هذا الطور الأكثر تماسكًا في الحزمة. التجربة تعود بروح تشبه أيام Black Ops 2 لكنها تقدمها بشكل موسع وأكثر نضجًا.
  • محتوى ضخم ومتنوع يناسب محبي اللعب الجماعي اللعبة تقدم كمية كبيرة من الأنشطة سواء في الحملة التعاونية أو الأونلاين أو الزومبي أو طور Endgame. ورغم تفاوت الجودة بين الأطوار، إلا أن حجم المحتوى نفسه يعتبر ميزة مهمة لمن يبحث عن تجربة جماعية ممتدة.
  • ترجمة عربية ممتازة للقوائم والنصوص الجودة العالية في التعريب تمنح اللاعبين العرب تجربة مريحة وواضحة، وتُظهر اهتمامًا ملحوظًا من الاستوديو بدعم الجمهور العربي كما في الجزء السابق.
  • نظام التقدم الموحّد يفقد كل طور شخصيته؛ الفكرة تبدو جذابة في البداية، لكنها عمليًا تنتزع هوية الأطوار المختلفة. أصوات الارتقاء في المستوى وفتح العناصر والمكافآت تظهر في كل مكان، من الحملة إلى الزومبي والأونلاين، لتُحوّل التجربة إلى خط إنتاج واحد يضخ أرقامًا بلا توقف. بدل أن يمتلك كل طور طابعه الخاص كما كان يحدث دائمًا في Black Ops، تشعر هنا وكأن اللعبة دمجت كل شيء في قالب واحد بلا تميّز.
  • الطابع المستقبلي يهيمن على المواجهات التنافسية بشكل مبالغ فيه؛ ورغم أن الحركة أفضل بكثير مقارنة بالجزء السادس، إلا أن الأدوات التكنولوجية والقفزات الجانبية والمزايا المستقبلية تخلق فوضى غير منضبطة داخل الخرائط الصغيرة. حيث ستشعر أن الهوية العسكرية تلاشت تمامًا، وأن القتال أصبح أقرب لألعاب الشخصيات الخارقة منه إلى تجربة تكتيكية كما عرفنا Black Ops سابقًا.
  • طور Skirmish في طور الأون لاين الواسع يعاني من فراغ واضح في تصميم المواجهات؛ الفكرة مغرية نظريًا، لكن الخرائط الكبيرة تفتقر إلى نقاط اشتباك حقيقية. المسافات الطويلة لا تناسب أسلوب الحركة الجديد، والنتيجة مواجهات قليلة ووقت انتظار طويل قبل العثور على قتال فعلي، مما يجعل الطور فاقدًا لنبض المنافسة.
  • جودة الخرائط الجديدة غير ثابتة؛ رغم وجود خرائط كلاسيكية جيدة مثل Raid وHijacked، إلا أن الخرائط الجديدة تكشف تفاوتًا ملحوظًا في التصميم. بعضها ضيق بدرجة خانقة، وبعضها مفتوح بلا خطوط رؤية واضحة، مما يجعل الاشتباكات معتمدة على المصادفة أكثر من التكتيك.
  • الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العناصر التجميلية يضعف الهوية الفنية؛ اللعبة تحتوي على كمية كبيرة من البطاقات والصور التي تحمل طابع الصور المولدة آليًا، دون أي لمسة فنية حقيقية. هذا يعطي إحساسًا بأن جزءًا من المحتوى تم إنتاجه بسرعة ومن دون اهتمام، خاصة أن بعض الرسومات لا تتناسب مع هوية Black Ops أو مستوى السلسلة الفني المعروف.
  • تسرب عناصر PvE إلى الأطوار التنافسية بلا سبب منطقي؛ وجود الدروع وزيادة القدرة على التحمل يجعل الوقت اللازم لقتل العدو أطول مما اعتاده اللاعبون. قد تناسب هذه الفكرة عشاق Warzone، لكنها تقف ضد فلسفة Black Ops التي لطالما اعتمدت على اشتباكات سريعة وحاسمة.
  • طور Endgame يبدو كأنه فكرة غير مكتملة؛ ورغم كونه محاولة لتقديم تجربة جديدة، إلا أنه يعاني من تكرار واضح في الأهداف وتواجد أعداء بلا تنويع كافٍ، إضافة إلى خريطة ضخمة بلا أحداث مثيرة وتصميم يجعل اللعب الفردي تجربة مرهقة. الطور يشبه مزيجًا غير متجانس من DMZ والزومبي، لكنه لا يمتلك العمق أو المتعة التي تجعل اللاعبين يعودون إليه باستمرار.
  • فقدان التوازن بين الأطوار الأربعة الرئيسية؛ بدل أن تكمل الأطوار بعضها، يبدو أن اللعبة انقسمت إلى تجارب متنافرة. طور الزومبي هو الأكثر نضجًا، بينما تتعثر الحملة، ويضيع الأونلاين بين هوية قديمة وجديدة، ويقف Endgame في المنتصف بلا شخصية واضحة. هذا التناقض يجعل التجربة الكلية غير مستقرة
  • اللغة العربية: اللعبة تدعم القوائم والنصوص بالعربية.
  • المشاهد الإباحية: غير موجودة
  • المثلية: غير موجودة
  • المساس بالمقدسات الدينية: غير موجودة
  • العنصرية:غير موجودة
  • الموسيقى: قابلة للكتم عبر الإعدادات

بكل صراحة، لا أنصحك بشرائها بسعرها الكامل إذا كان هدفك الأساسي هو حملة قوية أو أونلاين يقدم قفزة حقيقية للسلسلة. الأفكار الموجودة في Black Ops 7 تبدو واعدة، لكنها غير مكتملة في التنفيذ، وبعض الأطوار تشعر وكأنها تراجع واضح مقارنة بما قدمه الجزء السادس. لذلك تظل أفضل طريقة لتجربتها هي من خلال اشتراك Game Pass، فهذه الطريقة تمنحك فرصة لاختبار اللعبة دون أي التزام مالي كبير.

ومع ذلك، الصورة ليست قاتمة تمامًا. إن كنت لاعبًا يحب متابعة السلسلة جزءًا بعد جزء مهما كانت العثرات، أو إذا كان طور الزومبي هو ما يجذبك فعلًا، فحينها تتغير الإجابة. الزومبي هذا العام هو نقطة القوة الحقيقية، يقدم متعة صافية وتحديًا متصاعدًا وتعاونًا فعليًا يصنع لحظات لا تُنسى، وقد يكون وحده سببًا كافيًا لدفعك لاقتناء اللعبة إذا كان هذا هو الطور الذي تلعب من أجله.

مُلخص المراجعة

طور القصة - 2
طور الأون لاين - 6
طور الزومبي - 8
أسلوب اللعب - 6
التجربة البصرية - 6
التجربة السمعية - 6.5
المحتوى الجديد وأطوار اللعب - 4

5.5

مقبولة

تقدّم Black Ops 7 تجربة لا ترقى إلى تاريخ السلسلة، فالحملة أسوأ من أن تُغتفر، والأونلاين لا يقدّم جديدًا يُذكر، بينما يظل طور الزومبي النقطة الوحيدة القادرة على إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

Mohamed Ibrahim

مُحرر في Games Mix و Hardware Specialist، ومهتم بعالم التكنولوجيا الكمبيوتر والهواتف الذكية، وأعشق عالم الألعاب بكافة أنواعه منذ نعومة أظفاري خاصًة ألعاب القصص التي تتميز بتفاصيلها الدقيقة والرائعة، وطريقة اللعب الممتعة، كما أنني أحب معظم ألعاب اللعب الجماعي مثل League of Legends و Valorant.
زر الذهاب إلى الأعلى