يواصل استديو CD Projekt Red الاستعداد لإطلاق مجموعة من أضخم مشاريعه المستقبلية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على زيادة عدد المطورين العاملين لديه خلال الفترة الماضية. يأتي ذلك في وقت تعاني فيه صناعة الألعاب بشكل عام من أوضاع صعبة، شهدت موجة كبيرة من تسريحات الموظفين وإغلاق الاستديوهات حول العالم، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة بشأن مستقبل العاملين في هذا القطاع.
ورغم انتشار التكهنات حول دور الذكاء الاصطناعي في هذه التسريحات، يرى مسؤولو استديو CD Projekt Red أن هذه التقنية لا تتحمل مسؤولية ما يحدث في الصناعة حاليًا. وبدلًا من ذلك، أرجعوا حالات التسريح العالمية إلى عوامل أخرى، أبرزها إلغاء المشاريع، وسوء التخطيط، والضغوط الاقتصادية المتزايدة على شركات الألعاب.
استديو CD Projekt Red يتبنى نهجًا متوازنًا تجاه الذكاء الاصطناعي
خلال مؤتمر المستثمرين الخاص بإعلان نتائج الربع الثالث من عام 2025، تم توجيه سؤال مباشر إلى الإدارة التنفيذية حول إمكانية تقليل عدد الموظفين مستقبلًا اعتمادًا على أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير الألعاب. إلا أن الرد جاء حاسمًا، حيث أكد ميشال نوفاكوفسكي، الرئيس التنفيذي المشارك، أن هذا السيناريو غير مطروح على الإطلاق.
وأوضح نوفاكوفسكي أنه لا يتذكر أي حالة يمكن ربطها بشكل مباشر بالذكاء الاصطناعي فيما يخص تسريح الموظفين، مؤكدًا أن تقليص عدد المطورين بسبب هذه التقنية أمر لا يتخيله في الوقت الحالي أو في المستقبل القريب. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي، مهما تطور، لا يمتلك القدرة على إنشاء ألعاب كاملة من الصفر، مثل أجزاء The Witcher القادمة.
وأشار المسؤول التنفيذي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون مجرد أداة مساعدة لتحسين سير العمل ودعم الفرق المختلفة، وليس بديلاً عن المطورين أو تهديدًا لمصدر رزقهم. فالأعمال الإبداعية المعقدة، مثل كتابة القصة وبناء العوالم وتصميم التجربة، لا تزال تعتمد بشكل أساسي على العنصر البشري.
وفي هذا السياق، واصل استديو CD Projekt Red خلال الأشهر الماضية توظيف المزيد من المواهب لدعم العمل على مشاريع ضخمة، أبرزها Cyberpunk 2 وThe Witcher 4، دون أي مؤشرات على تسريحات جماعية قريبة. هذا التوجه يعكس ثقة الاستديو في فرقه ورؤيته طويلة الأمد، التي تضع الإنسان في قلب عملية تطوير الألعاب.
في النهاية، يبعث موقف استديو CD Projekt Red برسالة طمأنة قوية لمجتمع المطورين، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي سيظل أداة داعمة، وليس سببًا لفقدان الوظائف، في واحدة من أكثر فترات صناعة الألعاب حساسية.