تلقى مجتمع الألعاب ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة “فينس زامبيلا“، الشخصية القيادية والمبدع الذي لم يتوقف يوماً عن تقديم الابتكارات التي شكلت وجدان ملايين اللاعبين حول العالم. رحيل زامبيلا في هذا الحادث الأليم لا يمثل فقط خسارة لشركة EA أو استوديو Respawn، بل هو فقدان لواحد من أعظم العقول المدبرة التي عرفتها الصناعة، الرجل الذي كان يمتلك رؤية فريدة في دمج سلاسة اللعب بالقصص السينمائية المؤثرة.
لطالما كان زامبيلا رمزاً للإصرار والإبداع، حيث ساهم في تأسيس أهم الاستوديوهات التي وضعت معايير جديدة لألعاب المنظور الأول. من بداياته في Infinity Ward وصولاً إلى نجاحاته المدوية مع Respawn، ظل اسمه علامة مسجلة للجودة والاتقان. إن إرثه الذي تركه خلفه من ألعاب أيقونية سيظل شاهداً على موهبته الفذة التي ألهمت أجيالاً من المطورين، وجعلت من اسمه مرادفاً للإتقان والابداع في صناعة الالعاب.
1. Medal of Honor: Allied Assault

تعتبر هذه اللعبة هي المحطة التي عرف العالم من خلالها عبقرية زامبيلا في تقديم تجربة الحرب العالمية الثانية بشكل واقعي وغير مسبوق. بفضل رؤيته، استطاعت اللعبة تقديم مراحل ملحمية مثل “غزو النورماندي” التي حبست أنفاس اللاعبين وجعلتهم يشعرون وكأنهم في قلب المعركة.
لم تكن اللعبة مجرد نجاح تجاري، بل كان لها تأثير ثقافي على اللاعبين وتحديدأ في مصر فهي صاحبة أسطورة (مفيش لعب بالبوازيك). وهي كلمة يعرفها جميع اللاعبين في مصر.
2. Call of Duty (2003)

بعد تأسيسه لاستوديو Infinity Ward، أطلق زامبيلا الجزء الأول من Call of Duty ليقلب موازين القوى في سوق الألعاب. ركزت اللعبة على فكرة الفرقة بدلاً من البطل الأوحد، مما أضاف بعداً جديداً من الواقعية والتعاون في المهام العسكرية.
حققت اللعبة نجاحاً ساحقاً ووضعت الأساس لسلسلة ستصبح لاحقاً سلسلة الألعاب الأضخم في التاريخ. كان دور زامبيلا محورياً في ضبط ميكانيكيات اللعب وتصميم المراحل التي جعلت المنافسين في ذلك الوقت يعيدون حساباتهم بالكامل.
3. Call of Duty 2

عزز زامبيلا نجاح السلسلة بهذا الجزء الذي قدم قفزة تقنية هائلة في ذلك الوقت، خاصة مع استغلال قدرات الجيل الجديد من الأجهزة. تميزت اللعبة بتعدد الجبهات، (حيث يمكنك اللعب بالجيش الأحمر لأول مرة) مما أعطى تنوعاً كبيراً في أسلوب اللعب والسرد.
تحت إشرافه، أصبحت Call of Duty 2 العنوان الأهم في إطلاق أجهزة الجيل الجديد حينها، وأثبت زامبيلا قدرته على تقديم تجربة فوضى الحرب بشكل منظم وممتع تقنياً، مما جعلها واحدة من أعلى الألعاب تقييماً في تاريخ السلسلة.
4. Call of Duty 4: Modern Warfare

بقيادة زامبيلا، اتخذت السلسلة خطوة جريئة بالانتقال من الحرب العالمية إلى العصر الحديث، وهي المخاطرة التي غيرت تاريخ الصناعة. قدمت اللعبة نظام البركات (Perks) والتطوير في الطور الجماعي، وهو النظام الذي لا تزال تتبعه معظم ألعاب التصويب حتى يومنا هذا.
الجانب القصصي في Modern Warfare كان ثورياً، حيث قدم لحظات درامية صادمة لم يعتد عليها اللاعبون، أصبحت اللعبة معياراً عالمياً للألعاب الحربية.
5. Call of Duty: Modern Warfare 2 (2009)

وصلت عبقرية زامبيلا في الإخراج إلى ذروتها في هذا الجزء، الذي يعتبره الكثيرون أفضل أجزاء السلسلة على الإطلاق. تميزت اللعبة بمهمات جريئة ومثيرة للجدل، (No Russian) وبطور جماعي أدمن عليه الملايين بفضل توازن الأسلحة وسرعة الأكشن.
كانت هذه اللعبة آخر بصمات زامبيلا مع Infinity Ward قبل رحيله المثير للجدل، ولكنها تركت أثراً لا يُمحى في الثقافة الشعبية للألعاب، محطمة جميع أرقام المبيعات القياسية في وقتها.
6. Titanfall

بعد تأسيسه لاستوديو Respawn، عاد زامبيلا بابتكار جديد كلياً وهو Titanfall. اللعبة دمجت بين سرعة حركة المشاة وبين قوة الآليات الضخمة في توازن مذهل لم يستطع أحد تحقيقه قبله.
لمسة زامبيلا كانت واضحة في كل تفصيلة، من سلاسة التحكم إلى تصميم الخرائط الذي يخدم كلا نوعي اللعب (المشاة والآليين)، مما أثبت أن فريقه الجديد يمتلك القدرة على الابتكار بعيداً عن Call of Duty.
7. Titanfall 2

في هذا الجزء، أثبت زامبيلا وفريقه أنهم ما زالوا ملوك القصص الفردية، حيث قدمت اللعبة واحدة من أفضل الحملات (Campaign) في تاريخ ألعاب التصويب. العلاقة بين اللاعب والآلي BT-7274 أصبحت نموذجاً يُدرس في كيفية بناء ارتباط عاطفي داخل لعبة أكشن.
أما على مستوى اللعب الجماعي، فقد صقلت اللعبة كل ما بدأه الجزء الأول، لتصبح Titanfall 2 “اللعبة المفضلة” للكثير من النقاد واللاعبين بفضل ابتكاراتها المستمرة.
8. Apex Legends

فاجأ زامبيلا العالم بإطلاق Apex Legends دون أي حملة إعلانية مسبقة، لتصبح فوراً واحدة من أقوى المنافسين في فئة “البتل رويال”. اللعبة تميزت بنظام “التبليغ” (Ping System) الذي حل مشكلة التواصل بين اللاعبين.
تحت قيادته، استطاعت Apex أن تحافظ على زخمها لسنوات طويلة من خلال تحديثات مستمرة وشخصيات فريدة. لقد نجح زامبيلا في إثبات أن Respawn قادر على الابتكار حتى في التصنيفات المزدحمة بالمنافسين.
9. Star Wars Jedi: Fallen Order

لم يكتفِ زامبيلا بألعاب التصويب، بل أشرف على تقديم واحدة من أفضل ألعاب Star Wars في العصر الحديث. اللعبة قدمت تجربة مغامرات وأكشن متكاملة، تجمع بين قتال السيوف الضوئية واستكشاف العوالم.
كان نجاح هذه اللعبة دليلاً على قدرة زامبيلا القيادية في توجيه الفرق للإبداع في تصنيفات مختلفة تماماً، حيث أعادت الثقة في قدرة الألعاب الفردية على تحقيق نجاح فني وتجاري ضخم.
10. Star Wars Jedi: Survivor

واصل زامبيلا نجاحاته مع Respawn بتقديم تكملة فاقت التوقعات، حيث وسعت اللعبة من قدرات الشخصية والعوالم المتاحة للاستكشاف. كانت اللعبة تأكيداً على نضج الاستوديو تحت إدارته وقدرته على تقديم تجارب تقنية بصرية مذهلة.
برحيل زامبيلا، تفقد السلسلة والشركة عقلها المدبر، لكن Survivor ستبقى مثالاً على كيف يمكن للمنتج الناجح أن يرفع من جودة العمل الفني ويجعله تجربة لا تُنسى.
11. Battlefield 6 (2025)

المحطة الأخيرة في مسيرة زامبيلا كانت تولي قيادة سلسلة Battlefield لإنقاذها، وهو ما حققه بالفعل مع إطلاق Battlefield 6 في أكتوبر 2025. اللعبة أعادت السلسلة إلى جذورها في العصر الحديث مع تقديم تدمير بيئي ثوري ونظام فصائل نال استحسان الجمهور.
حققت اللعبة نجاحاً تجارياً هائلاً ببيع أكثر من 7 ملايين نسخة في 3 أيام فقط، واعتبرت “الخليفة الروحي” للجزء الثالث والرابع. رحل زامبيلا واللعبة في قمة نجاحها، لتكون Battlefield 6 هي آخر هدية قدمها لعشاق ألعاب التصويب قبل وفاته المفاجئة.