لطالما كان تبريد الحاسوب أمراً مهماً للغاية حيث إنه أحد أهم العوامل التي تحدد أداء مكونات الجهاز، كما أن عدم الاهتمام به قد يحدث ضرراً بالغاً في أهم مكونات الجهاز، هذا إن لم يكن جميعها، ولذلك سنتناول بشيء من التفصيل فكرة التبريد وأفضل الطرق والنصائح الخاصة بالتبريد على جزئين.

1-فكرة التبريد:-

تقوم فكرة التبريد العادي على شقين؛ الأول هو تدفق الهواء البارد داخل الحاسوب أي بين المكونات الداخلية له، وذلك لخفض الحرارة الناتجة عن عمل تلك المكونات، والثاني هو طرد الهواء الساخن خارج الحاسوب، وهذا لإفساح المجال لدخول هواء جديد بارد.

أيضاً التبريد يعتمد على مجموعة من العوامل المساعدة، منها مراوح التبريد، وتصميم كيس الحاسوب الذي يضم بداخله مكونات الحاسوب، والمكان المحيط بالحاسوب أي الغرفة والأرضية التي يتموضع فوقها الحاسوب.

2-اختر مراوح التبريد المُناسبة:-

يجب أن تختار مراوح التبريد المُناسبة لتحقيق أفضل النتائج الممكنة كما قلنا سابقاً، تلك النتائج تتحقق عندما تكون قدرة المروحة على استيعاب تدفق الهواء كبيرة، وتُقاس تلك القدرة بالقدم المكعبة من الهواء لكل دقيقة أي CFM, ويعتمد اختيار المروحة المُناسبة على خمسة عوامل مهمة كالآتي:

أولاً: نوع مراوح التبريد:

لمراوح التبريد نوعان أساسيان حسب الوظيفة التي تؤديها كل مروحة، النوع الأول هو المراوح المُستقبلة Intake Fans، أي المراوح التي تقوم بإدخال الهواء البارد للحاسوب، والنوع الثاني هو المراوح الطاردة Exhaust Fans، أي المراوح التي تقوم بإخراج الهواء الساخن من الحاسوب.

إذاً عليك أن تضع المراوح المُستقبلة عند مكان دخول الهواء البارد، وذلك لكي يمر داخل الحاسوب ويخرج من المراوح الطاردة عند مكان خروجه.

ثانياً: عدد مراوح التبريد:

يجب عليك أن تحدد عدد مراوح التبريد سواء الآخذة أو الطاردة، وهذا يعتمد على حجم كيس الحاسوب، فكلما زاد حجم الكيس كان الحاسوب في حاجة إلى عدد مراوح أكثر، وعدد المراوح يتناسب طردياً مع كمية الأتربة التي تدخل الحاسوب.

كذلك يعتمد عدد مراوح التبريد على درجة الحرارة المحيطة فالعلاقة طردية بين مستوى الحرارة وعدد المراوح، كما يعتمد اختلاف عدد مراوح التبريد بين النوعين على موازنة ضغط الهواء التي سنتناولها لاحقاً في هذه المقالة.

ثالثاً: حجم مراوح التبريد:

تنطبق نفس متطلبات ونتائج تحديد عدد مراوح التبريد على متطلبات ونتائج تحديد حجم مراوح التبريد، ولكن يُضاف إليها أحجام مراوح التبريد الشائعة في الجدول التالي:

قد تحقق مروحة صغيرة الحجم أداءاً مساوياً أو أعلى من مروحة كبيرة الحجم، وذلك إذا كان مُعدل دوران الثانية أقل من الأولى، ومن هذا المنطلق نستنتج أن المراوح كبيرة الحجم قد تحقق تدفقاً جيداً الهواء بمُعدل دوران قليل، وبالتالي لا تحدث ضوضاء نتيجة لدورانها.

رابعاً: سرعة مراوح التبريد:

سرعة مراوح التبريد من العوامل المتغيرة أي التي يُمكن التحكم بها في كثير من الأحيان، وبذلك يُمكن تحقيق أحجام تدفق هواء مختلفة بمجرد التحكم في سرعة دوران شفرات المروحة، وكذلك التحكم في موازنة ضغط الهواء الناتج عن المراوح.

خامساً: الإضاءة:

بعض مراوح التبريد تستهلك من مصدر الطاقة المُخصص لها من أجل تشغيل أضواء LED إذا كانت تدعمها، ولكننا لا ننصحك بأن تزيد من الطاقة المخصصة لأضواء المروحة على حساب طاقة الأداء، فالهدف الأساسي من المروحة هو التبريد وليس التزيين.

3-مراوح تدفق الهواء الثابت Static Airflow وتدفق الهواء العالي High Airflow:-

أولاً: مراوح تدفق الهواء الثابت Static Airflow:

هذه المراوح تقوم بتحريك الهواء بمعدل ثابت ومستمر، وهي مُصممة لمواكبة مختلف تصاميم شفرات المراوح، ومُناسبة للتبريد في حالة وجود عوائق كثيرة تحول دون تدفق الهواء بشكل مباشر.

تلك العوائق منها المُبردات وشبكات الكيسة ومُرشحات الهواء وأغطية ذواكر التخزين وغيرها، كما أنها مُناسبة لفتحات التهوية المُخصصة لاستقبال الهواء البارد، ويُفضل استخدامها عند وجود عوائق مواجهة للمراوح.

ثانياً: مراوح تدفق الهواء العالي High Airflow:

هذه المراوح تحتوي على شفرات هوائية كبيرة تقوم بتحريك كمية كبيرة من الهواء، وهي مُصممة للعمل في حالة وجود عوائق غير مؤثرة أو ذات تأثير ضعيف على تدفق الهواء.

وفي حالة عدم وجود مُبردات أو شبكات الكيسة أو مُرشحات الهواء، كما أنها مُناسبة لفتحات التهوية المُخصصة لطرد الهواء الساخن، ويُفضل استخدامها عند عدم وجود عوائق مواجهة للمراوح.

4-حدد قواعد التبريد الصحيحة:-

للتبريد قواعد صحيحة تعتمد على علم الفيزياء، الغرض من تلك القواعد هي إدارة نظام تبريد الحاسوب بشكل مدروس لتحقيق أفضل النتائج والاستفادة من العتاد الداخلي.

أولاً: قواعد تدفق الهواء الساخن:

من المعروف أن كثافة الهواء الساخن أقل من كثافة الهواء البارد، حيث يطفو الهواء الساخن فوق الهواء البارد، وذلك لأن الضغط يكون أقل في الأول عن الثاني.

بالتالي احرص على أن تكون فتحات طرد الهواء في الأعلى، وأن تكون فتحات استقبال الهواء في الأسفل، كذلك احرص على أن تكون فتحات طرد الهواء في الخلف، وأن تكون فتحات استقبال الهواء في الأمام.

ثانياً: ضع كل نوع من المراوح في مكانه الصحيح:

على الأغلب أنك استنتجت هذا الشرط مما تناولناه في الفقرات السابقة، نعم يجب عليك وضع المراوح المُستقبلة في الأمام والأعلى، ويجب عليك وضع المراوح الطاردة في الخلف والأسفل.

ثالثاً: احرص على تقليل عوائق التبريد Cooling Obstacles:

حاول قدر الإمكان أن تُقلل من عوائق التبريد أمام مسارات تدفق الهواء، سواء كانت أسلاكاً أو مُرشحات الهواء أو شبكات الكيسة، حاول أن تضع المكونات الطويلة والمسطحة مثل قارئ الاسطوانات وكارت الشاشة وذاكرة التخزين وغيرهم بشكل أفقي.

بعض أكياس الحاسوب تدعم فتحات جانبية وخلفية لتمرير الأسلاك خارجها، أحياناً ما تكون تلك الفتحات بجانب اللوحة الأم، لكن إن لم تدعم الكيسة تلك الفتحات فيجب عليك التصرف، حيث يُمكنك تنظيم الأسلاك بعيداً عن مكونات الحاسوب على أطراف الكيسة.ويُمكنك إخراجها من فتحة واحدة مخصصة لوضع مروحة أو ذاكرة تخزين إضافية.

رابعاً: استهدف المناطق الحارة Hot Spots:

وحدة المُعالجة المركزية CPU تأتي دائماً بغرفة تبريد ومروحة تُوضع فوق اللوحة الأم مباشرةً، وذلك دون أن تقوم بشراء شيء إضافي للتبريد سوى المعجون الحراري الذي لا يأتي مع علبة المُعالج العادية، مروحة المُعالج تقوم بطرد الهواء الساخن ليسير مع اتجاه تدفق الهواء.

لذلك احرص على أن تكون مروحة المُعالج قريبة من مروحة طرد الهواء، وذلك لكي لا يمر الهواء الساخن بباقي مكونات الحاسوب ويرفع من حرارتها، ويمكن أن تنطبق تلك القاعدة على كروت الشاشة ذات المراوح المُدمجة.

خامساً: اختر البيئة الملائمة المحيطة بالحاسوب:

يُفضل أن تضع حاسوبك في غرفة ذات درجة حرارة معتدلة أو باردة، وإن لم تستطع ذلك فيمكنك الاستعانة بمروحة المنزل أو جهاز التكييف أو النافذة أثناء استخدام الحاسوب.

تجنب وضع الحاسوب فوق السجاد أو أي سطح مبطن إذا كانت مروحة طرد الهواء في الأسفل، وحاول وضعه على الأرضية الخشبية أو السيراميكية، كذلك تجنب وضع الحاسوب في الأماكن الضيقة تحت المكتب أو الطاولة المخصصة للحواسيب، فتلك الأماكن ترفع من درجة حرارة مكونات الحاسوب.

هكذا وقد تناولنا بشيء من التفصيل الجزء الأول من كيفية الحصول على أفضل تبريد للحاسوب، حيث تناولنا فكرة التبريد، وتقسيمات المراوح بأنواعها، وأنواع تدفق الهواء، وقواعد التبريد، سنستكمل باقي النصائح في الجزء الثاني من المقال، سنوافيكم به هذا الأسبوع.