من الصعب أن تُقنع العديد من اللاعبين بالاستمتاع بتجارب جديدة ومختلفة. معظم لاعبين الجيل الجديد تعودوا على ألعاب العالم المفتوح الضخمة، أو ألعاب القصة من منظور الشخص الثالث التي تُطلقها Sony PlayStation بشكل مستمر كل عام. ولكن ماذا عن الألعاب البسيطة التي تُقدم أفكار مُبتكرة بشكل مختلف ؟ نوعية الألعاب الأفضل التي لا تخشى الابتكار هي الـ Puzzle Platformer والتي شهدت شهرة كبيرة خلال العقد الماضي بسبب لعبة Limbo. دعونا نُلقي نظرة على مجموعة من تلك الألعاب وما سبب شهرتها بشكل ضخم خلال السنوات الماضية.
استوديو Playdead ونجاحه الساحق :
في 2010 قام استوديو دنماركي بإسم Playdead بتقديم أولى ألعابه والتي كانت لعبة Limbo. حصلت اللعبة على أراء ايجابية ضخمة من النُقاد واللاعبين لأن الاستوديو قرر أخذ مخاطرة وتقديم أفكار جديدة ومميزة لم نراها مُسبقًا بهذا الشكل. Limbo قدمت لنا قصة سوداوية من الصعب فهمها، ولكن الأهم من تلك القصة المُبهمة هو أسلوب اللعب. لعبة Limbo لم تكن فقط مجرد لعبة 2D Platformer، بل أنها كانت تجربة مميزة وغريبة!
استطاعت Limbo أن تمزج بين تصميم المراحل المبتكر وحل الألغاز الصعبة بطريقة رائعة. كل مرحلة من مراحل اللعبة تُصبح أصعب من المرحلة السابقة وتطلب منك اعطاء مخك المزيد من الوقت حتى يسعه التفكير في حل تلك الألغاز المُبتكرة. نجح استوديو Playdead في تقديم عالم كئيب ومُظلم وأحيانًا مرعب على الرغم من أن اللعبة ليست مُصنفة كلعبة رعب.
بعد النجاح العملاق الذي حققته لعبة Limbo، غاب استوديو Playdead عن الأنظار لمدة 6 سنوات، ولكنه عاد في عام 2016 بتحفة فنية جديدة وهي لعبة INSIDE. الاستوديو تمكن من المحافظة على القصة السوداوية والعالم الكئيب ولكنه قدم العديد من الابتكارات مع INSIDE لأن العالم لم يكن مُظلمًا بمعنى الكلمة مثل السابق، بل هذه المرة كان يمكنك أن تستمتع بالعديد من البيئات المختلفة والمميزة. الألغاز نفسها أصبحت أصعب بكثير مما قدمته Limbo. المفاجأة هي أن اللعبة حققت نجاحًا أضخم بكثير مما حقته Limbo في 2010، بل وتمكنت أيضًا من الترشح لجائزة لعبة السنة ووقفت أمام ألعاب مثل DOOM و Uncharted 4!
للأسف استوديو Playdead غائب عن الأنظار منذ عام 2016، ولكن الجيد في الأمر هو أننا نعلم أن الاستوديو يعمل حاليًا على لعبته الجديدة والتي ستكون لعبة خيال علمي من منظور الشخص الثالث في عالم وبيئات جديدة كليًا. سننتظر تلك التحفة الفنية القادمة، ونتمنى أن يأخذ الاستوديو كل الوقت الذي يحتاجه لضمان تقديم تجربة أفضل حتى من Inside.
هل هناك ألعاب أخرى مثل Limbo و Inside ؟
نعم، هناك سلسلة جديدة أضافت العديد من المميزات لتلك النوعية من الألعاب وهي سلسلة Little Nightmares. في عام 2017 قررت شركة Bandai Namco أن تتعاون مع استوديو Tarsier لتقديم تجربة Puzzle Platformer جديدة ولكن هذه المرة، تلك التجربة ستكون بنكهة الرعب، والنتيجة كانت Little Nightmares.
من الوهلة الأولى عند بداية تجربتك في عالم Little Nightmares، ستجد أن استوديو Tarsier استوحى العديد من الأفكار من Limbo و Inside. اللعبة تُركز بشكل رئيسي على العالم المظلم والقصة السوداوية، ولكن هذه المرة عالم Little Nightmares كان سوداويًا أكثر من ألعاب Playdead لأنها لعبة رعب في المقام الأول. في Little Nightmares 1 انت تلعب بشخصية Six والتي تحاول الهروب من مستوطنة في وسط المُحيط تُسمى بـ The Maw. Little Nightmares ستُخفيك بالعديد من الأفكار والتصاميم، ولكن الشيء الأكثر رعبًا في اللعبة هو تصميم الوحوش والأعداء. لقد كنت أشعر بالرهبة عندما أرى واحدًا منهم وصدقني، أنت سترى العديد من الأشياء التي ستجعلك غير قادرًا على النوم إذا كنت تخاف من ألعاب الرعب!
اللعبة أيضًا طورت على نظام حل الألغاز بتقديم تصميم بيئات 2.5D وليس 2D مثل Limbo و Inside. الألغاز ليست بصعوبة ألغاز Inside مثلاً، ولكنها لا تزال ستُشكل لك تحدي وعائق كبير خاصةً إذا طلبت منك اللعبة حل لغز بسرعة في نفس الوقت الذي تتم مطاردتك فيه من تلك المخلوقات المُخيفة.
حققت Little Nightmares نجاحًا رائعًا في 2017 وسرعان ما بدأ استوديو Tarsier بصناعة مجموعة من الإضافات للعبة التي تستكشف المزيد من القصص والشخصيات داخل عالم The Maw. ولكن الأهم هو أن الاستوديو بدأ العمل على الجزء الثاني والذي صدر لنا في أوائل 2021 وكان عبارة عن تحفة فنية من كل النواحي. شخصية Six لا تزال متواجدة في Little Nightmares II ولكنها ليست الشخصية الرئيسية القابلة للعب، بل ستلعب هذه المرة بشخصية جديدة بإسم Mono. رحلتك في الجزء الثاني ستُقدم بيئات أكثر حيث ستستكشف مدرسة ومستشفى وغابات مدينة The Pale City. عمر اللعبة نفسها أصبح أطول من الجزء الأول وستحصل على تجربة أكثر متعة بلحظات أكثر رعبًا وإثارة.
للأسف Little Nightmares II هي أخر رحلات استوديو Tarsier مع هذا العنوان حيث تم الاستحواذ عليه من قبل شركة Embracer Group وأصبح يعمل تحت الشركة الناشرة THQ Nordic. شركة Bandai Namco لا تزال هي المالكة لعنوان Little Nightmares ويمكنها أن تستكمل السلسلة بجزء ثالث. شخصيًا أظن أن استوديو مثل Supermassive Games سيكون قادرًا على صناعة جزء ثالث بشكل مميز لأنه قدم لنا تجارب رعب رائعة مع Until Dawn وسلسلة The Dark Pictures (التي بالمناسبة سيصدر منها جزء ثالث في شهر أكتوبر بعنوان House of Ashes).
تلك النوعية من الألعاب لا يخرج منها أجزاء كثيرة سواء كانت ألعاب رعب مثل Little Nightmares، أو ألعاب مغامرات مُظلمة مثل Inside و Limbo. ولكن هذا هو سر جمالها، لا توجد العديد من الشركات القادرة على تقديم تجارب مميزة في هذه النوعية من الألعاب، ولذلك نحن ننتظر سنوات طويلة حتى نحصل على لعبة يمكننا أن نُلقبها بلقب “تحفة فنية”.
آمالنا حاليًا تقع على عاتق استوديو Playdead والذي ظل يعمل على لعبته الجديدة لمدة 5 سنوات حتى الآن. نحن متأكدون من أن تلك اللعبة ستكون خرافية ونريد الحصول عليها في أسرع وقت ممكن، ولكننا نؤمن أيضًا بأن المزيد من الوقت سيجعل الاستوديو قادرًا على تقديم تحفته الفنية القادمة.