لا شك أن GTA III تعتبر هي بداية الشكل الحالي الذي نراه السلسلة عليه، لعبة عالم مفتوح تُمكنك من ارتكاب الجرائم والتفاعل مع العالم كيفما تشاء مع قدر كبير من الحرية، والمتعة. ولكن هناك ثلاثة معلومات لا يعرفها الكثيرون عن هذه اللعبة نحن بصدد التطريق إليهم الآن، فهيا بنا.
تغيرت اللعبة بعض الشيء بسبب حادث برجي التجارة العالمي
قبل حادث برجي التجارة العالميين في نيويورك (حادث 11 سبتمبر) كان من المٌقرر إصدار اللعبة في الأسواق في شهر سبتمبر نفسه، ولكن بعد الحادث تم تأجيل اللعبة لمدة شهر، وتعديل اللعبة لإزالة المبنيين، وكذلك حذف بعض الإشارات، والمزحات عن “الإرهاب” أو “العنف” وجعل اللعبة أكثر جدية نظرًا لكون الموضوع حساس في ذلك التوقيت. هناك أيضًا تغييرات طرأت على غلاف اللعبة نفسه، ونتج عن التعديل الشكل المعروف لأغلفة السلسلة الذي يتكون من مربعات صغيرة يحوي كلً منها شخصية أو شيء يرمز إلي هوية اللعبة (سيارة، أو سلاح، أو مكان) عوضًا عن الغلاف الذي حمل أثار إنفجار، ونطاحات سحاب في الخلفية.
هل لاحظت أن الطائرات في اللعبة لا تقوم بعملها، ولا تطير لمسافات طويلة؟ هذه ليست مشكلة تقنية، بل أنه خيار تصميمي جاء في أعقاب حادث 11 سبتمبر لتجنب محاولات اللاعبين إعادة تمثيل المشاهد المروعة لذلك الحادث، ولكن هو شيء تم التراجع عنه في الإصدارات اللاحقة، والتي اكتسبت من خلالها السلسلة شهرتها بشكل كبير في جعل اللاعبين يتمتعون بحرية كاملة، مع إمكانية قيادة أي مركبة برًا، أو بحرًا أو جوًا.
التغييرات التي طرأت علي اللعبة بسبب ذلك الحادث لم تتوقف عند ذلك بل تم أيضًا تغيير بعض التصاميم للأحياء الشهيرة في اللعبة، وتغيير ألوان سيارت الشرطة من الأزرق للأسود مع الأبيض لإبعاد التشابه عن مدينة نيويورك الحقيقة، وفصل أعمال العنف التي حدثت في الواقع عن تلك التي تحدث في اللعبة، حسب تصريح Dan Houser لGames radar.
هوجمت اللعبة كثيرًا ومنعت في أستراليا بسبب العنف
بسبب تقديم اللعبة للعنف والدعارة بشكل صريح ومُعلن، تم رفع أكثر من قضية ضد شركة سوني، وروكستار في وقت الإصدار ومُنعت بالفعل في استراليا لمدة عام بسبب تقديم اللعبة لإمكانية إلتقاط فتيات الدعارة من شوارع مدينة Liberty (نسخة خيالية من نيويورك)، وقد سُمح للعبة بالتواجد في السوق الاسترالية في عام 2002 بعد حذف المطور للمحتوي الجنسي المباشر الذي تضمنته اللعبة.
هل تتذكر الحديث عما إذا كانت ألعاب الفيديو تشارك في تأجيج نار العنف بين المراهقين؟ هذه الجدالات التي مللنا منها بدأت في الظهور مع بزوغ شمس سلسلة GTA وخصوصًا ما الجزء الثالث،ففي عام 2003 أيضًا تسبب تعرض المراهقين دون السن المسموح به للعبة إلي حادث أليم في كارولينا بالولايات المتحدة الأمريكية، توفي علي إثرة Aaron Hamel و Kimberly Bede، وأثناء اعتراف المجرمين الشابين بالجريمة، أشارا بأنهما وفور حصولهما علي السلاح فكروا في تقليد ما يرونه في لعبة Gta 3 وإطلاق النار علي السيارات! تسبب ذلك الحادث في جدل كبير في أوساط اللاعبين، خصوصًا وأن عائلتي المتوفين قررت رفع قضية مطالبة بتعويض قدره 246 مليون دولار علي سوني و TakeTwo (ناشر اللعبة) و سلسلة محلات Walmart لبيعهم اللعبة. يمكننا القول بأن ألعاب الفيديو بالطبع تؤثر على صغار السن من المراهقين، والأطفال، ولكن علي الجانب الآخر هناك نظام تصنيف عمري تستخدمه جميع الألعاب في تعريف نفسها، ويجب علي جميع الآباء الانتباه لما يتعرض له الابن أو الابنة من أعمال فنية أفلامًا كانت أو ألعابًا.
Gta 3 زادت من مبيعات البلايستيشن 2 بشكل كبير في بداياته
صدرت منصة بلايستيشن 2 للأسواق قبل لعبة GTA 3 بعام، ولزيادة مبيعات المنصة قررت سوني أن تتعاقد مع روكستار لجعل لعبتهم المُنتظرة تأتي حصريًا لمنصة سوني لمدة عامين فقط، وهو ما زاد بالفعل مبيعات المنصة بشكل كبير، ولكنه مثل عائقًا استطاع المطورون تجاوزه فيما بعد بسبب معالج (رامات) الجهاز التي كانت تصل إلي 32 ميجا فقط! تم بيع 14 مليون نسخة من اللعبة حتي الآن، وهو رقم ضخم للعبة صدرت في ذلك الوقت.
الحملة الدعائية للعبة كانت موجهة للعامة بشكل أكبر من اللاعبين أنفسهم!
وقت إصدار اللعبة (عام 2001) كانت الوسيلة الأكثر رواجًا لتسويق الألعاب هي المجلات الخاصة بصحافة الألعاب،و بالرغم من استخدام الشركة لهذه الوسائل كافةً بشكل مُكثف للحديث عن لعبتهم، وشرح فكرتها للاعبين، لكنهم أيضًا عرفوا كيف يجذبون غير اللاعبين إلي أن يصبحوا لاعبين هم أيضًا!. ففي لقاء صحفي عقده Leslie Benzies عقب إطلاق اللعبة وتحقيقها نجاحًا نقديًا كبيرًا، صرح بأنهم كانو يعرفون ما تريد اللعبة فعله. وهو المضي قدمًا بعالم الألعاب، وصنع لعبة موجهة للبالغين بشكل رئيسي، في وقت لم يكن الكثيرين يفعلون ذلك. لعبة تمكنك من أن تعيش أجواء مشابهة لأفلام المافيا من أمثلة (Goodfellas) و (Scarface) وهو ما عملت الشركة علي إيضاحة للعيان، اللاعبين، وغير اللاعبين. فقد أرادوا أن يجلبوا للعبة جماهير جدد، أو أن يقدموا عالم الألعاب لمن لم يكونوا مهتمين به بالأساس، وهو ما حدث بالفعل!
ظهرت محاولة جذب محبي أفلام المافيا للعالم الذي بنته شركة روكستار جليًا في تعيين ممثلين عمالقة في مجال أفلام الجريمة مثل Michael Madsenو Debi Mazar و Frank Vincent و Robert Loggiaوقد كانوا نجومًا عظماء في وقت إصدار اللعبة. وظهروا في الأفلام التي تستوحي اللعبة منهم عالمها، مثل Scarface و Goodfellas و True Romanceو غيرها من أفلام التسعينيات والثمانينيات الشهيرة، وهو ما اتبعته السلسلة فيما بعد مع إصدارة Vice City حيث عينت اللعبة Ray Liotta بطل فيلم Goodfellas في دور بطل اللعبة Tommy Vercetti، البطل الأشهر في تاريخ السلسلة.