بالنسبة لعددٍ لا يُستهان به من اللاعبين، يُعد “الغش في الألعاب” جزءًا لا يتجزأ من التجربة، وبدونه قد لا تكتمل المتعة؛ إذ لا يعترف الغشاشون بمقولة “المتعة في الرحلة” وإنما يؤمنون بأن الوصول هو قمة هذه المتعة، وبدلًا من بذل جهدٍ مضني وساعات طويلة في الحصول على المهارات والعناصر الجذابة مثلًا، يلجأ هذا النوع من اللاعبين إلى أقصر طريق مختصر للاستمتاع، وهو طريق الغش، أو طريق الوسائل غير الشرعية.
لم تعجب هذه الوسائل غير الشرعية بعض المطورين فقرروا أن يعاقبوا كل من يفكر في تبني مفهوم الغش في الألعاب بطرق مختلفة، وفي هذا المقال سنستعرض معكم 5 عناوين فكر مطوروها في معاقبة الغشاشين بذكاء يُضحك البعض ويُبكي الآخرين.
انفجار لارا كروفت
في أولى ألعاب سلسلة Tomb Raider كان بإمكانك أن تفتح كل الأسلحة وتحصل على ذخيرة لا تنفد بحيلة بسيطة؛ وذلك عن طريق الرجوع خطوة إلى الخلف، ثم التقدم خطوة إلى الأمام، ثم بالدوران لثلاث مرات متتالية، وأخيرًا بتنفيذ شقلبة خلفية. هذه الخدعة استفزت الكثيرين ليجربوها في Tomb Raider 2، ولكنهم فوجئوا بشيء مضحكٍ ومؤسف في الوقت نفسه..
فإذا حاولت أن تستخدم وسيلة الغش هذه في الجزء الثاني من سلسلة Tomb Raider ظنًا منك أنك ستحصل على نفس الامتيازات التي توفرت في الجزء الأول، فستندم وتعيد اللعبة من البداية لأن لارا كروفت ستنفجر! ولكن بحقكم أيها المطورون! ألا تستفز هذه الطريقة اللاعبين ليجربوها ولو على سبيل التسلية والفضول؟
التاجر الغاضب
في كلٍ من الإصدارة الرئيسية ونسخة الريماستر من لعبة The Legend of Zelda: Link’s Awakening، هناك عقاب ينتظر كل من يجرؤ على سرقة أو استغلال شخصية التاجر shopkeeper؛ فإذا حاولت أن تأخذ قطعة ما بدون أن تدفع ثمنها، فستحصل مجموعة من الأحداث تؤدي في النهاية إلى وصم شخصية لينك (بطل اللعبة) باللص أمام بقية الشخصيات غير القابلة للعب NPCs.
ستلاحظ أن كل شخصية في اللعبة تحتقر البطل وبدلًا من أن تناديه باسمه النبيل، ستنعته باللص. ليس هذا فحسب؛ فعندما يعود اللاعب إلى المتجر مرة أخرى -وأغلب الظن أنه سيعود- سيواجه عقابًا صادمًا وصاعقًا -حرفيًا- في نفس الوقت؛ إذ سيقول التاجر للينك أنه لم يكن يمزح عندما قال له ادفع مقابل الأغراض، ونتيجة لسرقته سيجعله يدفع ثمنًا لا نهائيًا ومن ثَمّ سيصعقه بشعاعٍ مميت ويضحك ضحكة سخيفة ليجعله يعيد اللعبة من آخر نقطة حفظ وقف عندها.
روكستار تُفجّر سيارات اللاعبين
اكتشفت روكستار أن بعض لاعبي GTA Online قد قاموا -بطريقة ما- باستيراد بعض السيارات الموجودة بطور اللعب الفردي إلى الطور الجماعي، وبدلًا من حظر هذه الثغرة ببساطة، لقنت الشركة المبدعة كل من يحاول أن يفعل هذا الأمر درسًا قاسيًا.
فبطريقة يمكن وصفها بالعدالة الفوضوية أو الشاعرية؛ فوجئ كل من استخدم طريقة الغش هذه بانفجارٍ مدوٍ لسيارته عندما حاول أن يركبها، وبالتالي موته واضطراره لإعادة اللعب. المشكلة أن طريقة العقاب هذه قد تودي بحياة اللاعبين، وخصوصًا من يعاني من مشاكل في القلب، بسبب عنصر المفاجأة وصوت الانفجار، فرفقًا باللاعبين يا روكستار.
التشهير بالغشاشين
انتشر الغش في لعبة الباتل رويال H1Z1 أيما انتشار، لدرجة أن الكيل قد فاض بمؤلفها (جون سميدلي) إلى الحد الذي جعله يحظر عددٍ من الحسابات وصل إلى 24 ألف حساب من اللعبة. وبسبب هذا العدد المهول، اجتاح اللاعبون بريده الإلكتروني متوسلين إياه لكي يعيد تفعيل حساباتهم مرة أخرى، والرد كان مُفاجئًا..
رد سميدلي على الغشاشين الذين طالبوه بإعادة تفعيل حساباتهم قائلًا: “إذا أردتم العودة إلى اللعبة، فعليكم أن تصوروا مقطع فيديو لأنفسكم وأنتم تعتذرون، ارفعوا هذا الفيديو على يوتيوب وأرفقوا الرابط في بريدي الإلكتروني، وحينها فقط قد أفكر في الأمر.”
وإذا كنت تعتقد أن العقاب توقف عند ذلك الحد، فلسوء الحظ أن الجواب هو لا -لقد أشفقت على هؤلاء الغشاشون بشكل شخصي-؛ فالمؤلف الشرير كان يريدهم أن يكونوا عبرةً لمن يفكر في الغش في الألعاب مرة أخرى، ولم يكن ينوي أن يعيد تفعيل حساباتهم!
هل أنت غشاش قذر؟!
تُعد لعبة Undertale واحدة من أفضل الألعاب المستقلة على الإطلاق، فهي مليئة بالأفكار الإبداعية وتتميز بأسلوبها السردي الرائع، والفضل في ذلك يعود إلى استديو Toby Fox الذي أحصى جميع الخيارات الممكنة تقريبًا، بما فيها الغش، ويبدو أنه لا يمزح في هذه الأخيرة إذ يعاقب مرتكبوها بالسب مباشرة.
نعلم جميعًا أن اللعبة تحتوي على أكثر من نهاية بناءً على اختيارات اللاعبين، وبسبب الفضول، قد يندفع أحدهم ويستخدم أكواد الغش ليصل إلى النهايات المختلفة بسرعة كبيرة متخطيًا التحديات ومخُتصرًا الكثير من الوقت. في تلك اللحظة سيظهر وجه أحد أكثر شخصيات اللعبة أيقونية، Sans the Skeleton، ويسأل الغشاش سؤالًا مستفزًا، وهو: أنت غشاش قذر، ألست كذلك؟
