حازم خيري، شاب بسيط كان طالباً بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس بمصر، وكأي شاب طموح كان يحلم بالعمل لدى شركة كبرى، ولكن خيري كان يحلم بالعمل لدى شركة Amazon بإسكتلندا! استعد خيري خلال دراسته جيداً وحدد هدفه بتركيز شديد، وضع Amazon نصب عينه، واستغل قدراته، وبعد 400 محاولة من الفشل، استطاع الشاب المثابر تحقيق هدفه ليصبح مهندس برمجيات لدى Amazon منذ شهرين.
إذاً كيف استطاع حازم خيري بالضبط تحقيق هدفه؟ سرد خيري قصة كفاحه من خلال تغريدات على منصة Twitter، سرد فيها كفاحه لتحقيق حلمه بعد مئات من المحاولات ليجني ثمار مجهوده أخيراً، ونستعرض بهذه المقالة تفاصيل مغامرات الشاب بشيء من التفصيل.
رحلة خيري من طالب بكلية الحاسبات لمهندس برمجيات بشركة Amazon
لطالما كان جل تفكير خيري انضمامه للعمل لدى Amazon منذ أن كان طالباً بكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس بمصر، لهذا هم بالاستعداد لتحقيق هدفه من خلال الاجتهاد بدراسته أولاً ليشحذ مهاراته. لم يكن لدى خيري أي هدف آخر بخلاف انضمامه لـAmazon، فقام بالاطلاع على نظام العمل بها، وكان على علم بالمهارات المطلوبة، وكان يرسل سيرته الذاتية للشركة عند كل فرصة عمل تكشف عنها الشركة العملاقة.
بالطبع باءت جميع محاولات خيري بالفشل، فلم تقم الشركة في معظم الأحيان بالرد على طلبات التوظيف التي يرسلها، وعندما تقوم بالرد عليه أحياناً تفشل المقابلة الشخصية مع المسئولين؛ إما من المقابلة المبدئية وإما من المقابلة التكميلية، ورغم ذلك لم يشعر خيري بالإحباط أبداً، فكان كل يوم يقوم بفتح الموقع الإلكتروني للشركة لعله يجد فرصة عمل أخرى يتقدم إليها، لدرجة أنه قام بتقديم 400 طلب جميعهم فشلوا واحداً تلو الآخر!
يتذكر خيري إحدى المرات التي فشلت فيها للتوظف بالشركة نظراً لصعوبة الاختبارات التي خاضها، وكان ذلك في شهر رمضان المعظم من العام 2021 حسب ما روي. كان خيري صائماً عندما أدى مقابلة يوم كامل أي نحو أربعة أو خمسة مقابلات متتالية في نفس اليوم، ولأنه لم يكن جاهزاً بشكل كافٍ، رُفض توظيفه، وتم حظره من التقدم لوظيفة أخرى بأي فرع للشركة لمدة ستة أشهر على الأقل.
فهل يأس خيري بعد خيب سعيه؟ بالطبع لا، ولم سنتحدث عن قصته إن يأس؟! ولكنه ركز اهتمامه على بعض الشركات التكنولوجية الأخرى أهمها Google التي رفضته هي الأخرى. أما باقي الشركات، فلم ترد أي منها على طلب توظيفه، لهذا قرر التركيز على عمله الأساسي لفترة.. لكنه هدوء ما قبل العاصفة.
فشلت تسع مرات من أصل عشر فضاعفت جهدي لعشرة أضعاف حتى أصل للنجاح الذي أريده
بعد مرور 7 أشهر من الحظر سالف الذكر، وجد خيري رسالة على LinkedIn من أحد ممثلي Amazon بخيري يطلب منه التقدم بسيرته الذاتية لإحدى وظائف الشركة بإسكتلندا، فسرعان ما وافق خيري وقدم سيرته الذاتية بدون تفكير، وبالفعل أثبت خيري جدارته في المقابلة المبدئية، وحدد المسؤولون موعداً لمقالة يوم كامل. لكن ماذا عن فترة الحظر؟ عندما سأل خيري عن عقوبة الحظر، أُجيب بأن الأمر غير موثق بسجلات الشركة أساساً، لذا لا توجد مشكلة من التقدم مجدداً.
لم يكن خيري راضياً عن أدائه بواحد من الأربع مقابلات، والأدهى أن ميعاده كان مؤجلاً ولم تجري الأمور جيداً، حتى ظن خيري أنه سيفشل مثل الـ400 محاولة السابقة. لكن حدث ما لم يتوقعه خيري، فقد قبلت الشركة طلبه، وحمل مختص التوظيف البشرى قائلاً “مبروك”، وقد طلب خيري تكرار المباركة مرتين من شدة ذهوله. أخبر ممثل الشركة خيري أن انخفاض مستواه ببعض النقاط المتعلقة بالمقابلات كشف تميزه بنقاط أخرى، وهو ما جعل المسؤولون يتمسكون به، والآن يعمل مهندس برمجيات بشركة Amazon الكبرى!
خلاصة القول أنه مهما واجهتك الشدائد والصعاب فتذكر أن الخير لا يعلمه الإنسان وأنه الخير فيما اختاره الله، وأنه لا مثيل لحكمة الله سبحانه وتعالى وحسن تدبيره ورأفته بعباده ورحمته بهم، أيضاً لا يوجد هدف مستحيل مهما كان بعيداً، وأن النجاح لا يعلوه سقف، وأن أي إنسان يمكن أن يكون استثنائياً، فقط يجب أن تحدد هدفاً وتشحذ قدراتك وتغذي شغفك وتقوي عزمك.