منذ أسابيع خرج علينا المسرب المعروف Jason Schreier بتسريبات تفيد بأن Assassin’s Creed في طريقها لتغير جلدها مجددًا، وهذه المرة ستتحول إلي لعبة خدمية، أو منصة. عنوان واحد يحمل إسم Assassin’s creed Infinity يحصل علي توسعات بعد تاريخ الإصدار الرسمي بدلًا من أن نحصل علي جزء جديد من تلك السلسلة كل سنة أو سنتين.خرجت يوبي سوفت للإعلان رسميًا عن صحة التسريبات بعدها بأيام. وقد أنقسم مجتمع اللاعبين علي نفسه فيما يخص الأراء حول ذلك المشروع الطموح، والضبابي في الوقت نفسه. من المعروف أننا لن نري هذا النموذج قبل 2023 علي الأقل، أي أنه هناك ما لا يقل عن جزء واحد جديد سيصدر بالنظام القديم قبل أن نتحول إلي تلك الهوية الجديدة. فيا تري،ما هي أبعاد إقبال السلسلة علي هذه الخطوة؟
مستقبل ألعاب القصة، وحتمية التطور
أتذكر مع اقتراب نهاية عمر الجيل السابق، بدأت الجدالات حول مدي شعبية ألعاب القصة في عالم الالعاب حاليًا، وكانت شريحة لا بأس بها من اللاعبين يعتقد أن ألعاب القصة فقدت بريقها إلي حد كبير، وأن الألعاب التعاونية/التنافسية باتت مهيمنة علي الصناعة، وأتذكر أن بعد هذه الموجة من النقاشات الساخنة حول صحة هذا الأمر جاء إصدار ألعاب ضخمة مثل God of war و Spider man ps4 و Red dead redemption 2 وهي ألعاب حققت نجاحات ساحقة من حيث المبيعات، كما انها أيضًا ألعاب تعتمد علي طور القصة واللعب الفردي كطور رئيسي، وليس الأطوار التعاونية أو “الاونلاين.”
اما عن المبيعات فقد تجاوزت Rrd2 ال36 مليون نسخة مبيعًا، و 20 مليون نسخة بيعت حتي الآن من لعبة سبايدرمان حصرية سوني، و ما يفوق ال20 مليون نسخة من لعبة God of war، وهي أرقام لا بد من ذكرها للوصول لحقيقة واحدة، وهي أنها أرقام لا يمكن تجاهلها، كما أنها كانت المسمار الاخير في نعش تلك الجدالات بحتمية إندثار هذا النوع من الألعاب. ولكن علي الناحية الأخري، هناك مبالغ طائلة من خلف ألعاب مجانية مثل PUBG Mobile و Fortnite و Apex Legend وغيرهم. تلك الأرقام أيضًا لا يمكن تجاهلها. وهي ما دفعت الكثير من المطورين في التفكير في تعديل رؤيتهم للسوق، والعمل علي استغلال الفرص لتحقيق الربح، ففي النهاية، الجميع يبحث عن الاستفادة، أليس كذلك؟
ما هي خطة يوبي سوفت المتعلقة بالألعاب المجانية؟ ومن أين جاء هذا القرار؟
يوبي سوفت هي احد تلك الشركات التي قررت التغير من استراتيجيتها قليلًا لمواكبة السوق، وهو شيء كان البعض لا يراه ضروري،و في فبراير الماضي خرج علينا المدير المالي للشركة Frederick Duguet بتصريح محوري، يفيد بأن الشركة تريد التركيز علي الألعاب المجانية، وألعاب الجوالات، وتقليل التركيز علي العوانين الكبيرة (AAA) في المستقبل القريب. وفي مايو السابق تم الإعلان عن أولي الألعاب الكبري في تلك الرؤية الجديدة ليوبي سوفت، وهي The Division Heartland. لعبة مجانية لجميع المنصات من سلسلة Tom Clancy’s the division أحد أكبر عناوين يوبي سوفت، ولكن علينا أن نتذكر أن اول خطوة حقيقية في هذا المجال كانت لعبة Hyperscape.
وهنا يمكننا أن نسأل، هل يقتصر إصدار الألعاب المجانية علي الألعاب التعاونية فقط، والتي تركز علي القصة بشكل ثانوي، مثل The Division ، Ghost recon و Rainbow Siege؟ أم أن سلاسل كبيرة اخري ستنضم إلي هذا الموكب. لما لا تكون Assassin’s Creed Infinity هي أحدث تلك العناوين التي تنوي العقول المدبرة في الشركة الفرنسية أن تحقق بها نجاحًا في سوق الألعاب المجانية أو الألعاب الخدمية. ولكن السؤال ردًا علي هذا الإدعاء هو، لماذا قد تضحي الشركة بأكبر ألعابها وأكثرهم جماهيرية، في سبيل تغيير جذري في التصميم؟
الإجابة في نقطتين هي:
1- ببساطة، لا يمكن لقصة السلسلة أن تستمر إلي الأبد، وقد رأينا في فالهالا أن هناك تلميحات بأن القصة علي مشارف الإنتهاء.
2- كتابة قصص جيدة أصبح أمر متعب ومكلف، وأري أنه لم يعد من أولويات شركة يوبي سوفت التي كانت يومًا من الأيام أفضل من يقدم القصص في الألعاب. الآن أصبح اتجاه ستوديوهات تطوير الألعاب المملوكة للشركة هو صنع ألعاب ممتعة، تبقي اللاعبين أمام شاشاتهم إلي أطول فترات ممكنة. يدعم هذه النظرية الخبر الذي لم يلاحظه الكثيرين، بخروج كاتب قصة Assassin’s Creed Valhalla “داربي ماكديفيت” من الشركة نهائيًا. وهو من عمل أيضًا علي كتابة قصة الجزء الثالث، أحد أهم أجزاء السلسلة، والجزء الرابع، أحد أفضلهم! كما أن المخرج أشرف اسماعيل لم يعد يعمل مع الشركة من الأساس، وهو الذي أخرج الجزء الرابع، وOrigins و أشرف علي جزء كبير من عملية تطوير فالهالا، وهي بالنسبة لي الإصدارات الثلاثة الأفضل في خلال الإصدارات الخمس الأخيرة.
إذن، العمل علي بقاء Assassin’s Creed في نطاق كونها لعبة قصة، وأطوار فردية قد يصل إلي طريق مسدود بعد إصدارة أو إصدارتين علي نفس الوتيرة الحالية، ولذلك فإن الحاجة إلي تحديث أو تغيير ثوري يعتبر أحد أهم المتطلبات إذا ما كانت تنوي الشركة الفرنسية الإبقاء علي السلسلة. شخصيًا، أُفضل أن تنتهي السلسلة علي أن يتم استكمالها بشكل سيء. ولكن بشكل عام إذا كان هناك جانب واحد أتمني أن يحظي بفرصة جديدة للظهور في أجزاء السلسلة، فهو اللعب الجماعي! وأعتقد أنني لست الوحيد الذي يتمني ذلك.
سلبيات وإيجابيات فكرة Assassin’s creed infinity
لا دليل علي كون اللعبة مجانية ام مدفوعة، ولكن بشكل عام، من المعلوم بأن فكرة الألعاب الخدمية تم استكشافها من قِبل الكثير من المطورين، وأود منك أيها القاريء أن تعي جيدًا أن بعض هؤلاء المطورين الذين فشلوا في تقديم لعبة خدمية ناجحة كانوا يقدمون ألعاب قصة ممتازة، مثل Crystal Dynamics مطور لعبة Avengers الأخيرة، وسلسلة Tomb Raider التي بدأت في 2013، وBioware الذي قدم لنا Anthem و سلسلتي Dragon age و Mass effect. لذا فإن التجارب السيئة لهذه الستوديوهات قد تجعلنا متشائمين ونحن نستقبل خبر Assassin’s Creed Infinity، ولكن علي الصعيد الآخر، فكرة الألعاب الخدمية علي الورق ليست فكرة سيئة، ولم يتم تقديمها بالشكل اللائق بعد، فلما لا تكون يوبي سوفت هي اول شركة تخطو بالصناعة خطوة جديدة مثل تلك؟
فكرة اللعبة حسب التسريبات ستكون توفر منصة واحدة، غير موضح ما إذا ستكون مجانية أم مدفوعة، في تاريخ إصدار واحد، أي أنه شيء شبيه بلعبة أفنجرز وقت صدورها، مع وجود أكثر من عالم داخل اللعبة. علي سبيل المثال تخيل ان الجزء القادم من Assassin’s Creed يحتوي علي الحضارة المصرية، واليونانية، وحقبة الثورة الفرنسية مثلًا. لم تتوفر معلومات عن جانب القصة والمحتوي، ولكن جيسون شراير (المسرب المعروف) أكد بإن طور القصة سيتم استكماله، وأنه ربما يري المطورون إمكانية إضافة اللعب الجماعي الذي يطلبه اللاعبين منذ إصدارة يونيتي. فكرة مثل هذه قد تكون شيء رائع لأن سلسلة Assassin’s Creed في الأساس هي تربة خصبة إلي حد كبير للعب الجماعي بمختلف أطواره. تخيل أن تلعب مع ثلاثة من أصدقاءك ضد فريق مكون من أربعة للعمل علي اغتيال هدف ما في وقت محدد؟ أو أن تساعد في هرب شخص ما بينما يحاول بقية اللاعبين اغتياله باستخدام مختلف ميكانكيات التخفي المعروفة في السلسلة؟ علي الورق الأمر رائع، ويجعلني اتحمس للعبة. والإيجابيات قد لا تتوقف عند هذه النقطة.
وجود أكثر من بيئة عند الإصدار سيتيح للاعبين -الذي ينتظرون كل عام ليتأكدوا ما إذا كانت الحقبة الزمنية التي اختارها المطورين مناسبة لهم- خيارات أكبر. ففي 2018 مثلًا لم أكن متحمسًا لفكرة الحضارة اليونانية، لإني لست من محبي تلك الحقبة الزمنية، تخيل معي لو أن تلك البيئات لم تكن الخيار الوحيد أمامي؟ هذا شيء آخر قد يرضي شريحة أكبر من اللاعبين.
توفير المحتويات الخاصة باللعبة علي فترات قد يكون فكرة مناسبة لبعض نماذج الألعاب، وقد رأيناه مع لعبة مهمة -دائمًا ما أستشهد بها- وهي لعبة ديستني، وخصوصًا الجزء الأول. حيث طالت اللعبة انتقادات لاذعة وقت الإصدار، ولكن مع الوقت تحسنت بشكل كبير، وتعتبر هي النموذج الأقرب للعبة الخدمية الناجحة (علي الرغم من بعض العيوب التي لازالت موجودة، فهي لعبة ب 60 دولا وقت الإصدار والمحتويات الإضافية أغلبها مدفوع).
ما نراه حاليًا مع إصدارة فالهالا هو دليل علي أن الألعاب الخدمية قد تكون فكرة جيدة، خصوصًا لو تم دعمها كما تقوم يوبي سوفت بدعم فالهالا. فاللعبة الأساسية تقدم خريطة إنجلترا بأكملها، والنرويج، وتقدم إضافة Wrath of The Druids خريطة أيرلندا، والتي تقدم اختلافات شكلية واضحة علي البيئات، وتقدم إضافة Siege Of Paris كامل فرنسا. وهو ما يمكن اعتبارهم 3 خرائط مختلفة تمامًا، وبالتالي اعتبار نموذج فالهالا هو النموذج الأقرب لما ستكون عليه Infinity. وهو إن سألتني ليس أمرًا منفرًا علي الإطلاق، فدعم اللعبة بمحتوي دوري مدفوع يقدم قيمة أمام السعر فكرة جيدة، يمكنك اعتبارها كتقديم جزئي Brotherhood و Revelations من ثلاثية إتزيو في صورة إضافات لإصدارة Assassin’s Creed II
أما عن السلبيات عزيزي القاريء فحدث ولا حرج، لقد رأينا كم اسيء استخدام فكرة الألعاب الخدمية في السنوات الخمس الاخيرة، بدايةً من إصدار ألعاب غير مكتملة التطوير، مرورًا بحشو اللعبة بمحتويً ممل، متكرر لا يمكن تجاوزه إلا بدفع الأموال الحقيقية، فيما يسمي بالXP Boosters وهو أمر رأيناه في أفنجرز، وفي Anthem و حتي في Assassin’s Creed في الأجزاء الاخيرة من خلال المتجر الرقمي للعبة. إذن فإن يوبي سوفت تملك تاريخ غير مٌبشر فيما يتعلق بهذه النقطة. ولكن وقتها أعتقد وأن ردود الأفعال ستكون واضحة وصارمة تجاه إصدارة Infinity ما إذا كانت التجربة بالضحالة التي نراها في ألعاب أخري هذه الأيام. لا يستطيع أي مطور الاستمرار في العمل علي لعبة لا تعجب احد!
متي يحق لنا أن نقلق..؟
هناك فرصة رائعة لنا بأن نعاين الخطة التي -بنسبة كبيرة- ستتبعها الشركة مع سلسلة Assassin’s Creed عندما تخرج لعبة The Division Heartland إلي النور، وهي لعبة خدمية مجانية تهدف إلي البقاء علي الساحة لوقت طويل، وتوفير محتوي علي فترات. قد يكون سوء إدارة تلك اللعبة هو السبب الحقيقي الذي يدعو وقتها للقلق علي مستقبل وسمعة سلسلة Assassin’s Creed.
في النهاية، الأجزاء الثلاثة الأخيرة من Assassin’s Creed تم دعمهم علي مدار عام أو أكثر بعد صدورهم بمحتويات إضافية مدفوعة، وأطوار جديدة مثل الطور السياحي العظيم. أي أنه قد يكون وقت النقاش قد فات بالفعل، وقد أصبحت سلسلة Assassin’s Creed بالفعل لعبة خدمية. دعم فالهالا سيستمر في 2022 بمحتويات كبيرة، وهذه ليست اللعبة الوحيدة من الشركة التي يعد لها خطة دعم بمحتوي كبير علي مدار سنوات، فهناك ألعاب مثل For Honor و The division و Rainbow siege يتم دعمهم بشكل دوري، وقوي، مثير للإعجاب.
قد لا تكون الفكرة سيئة بالشكل الذي يظنه البعض، لكنها بلا أدني شك تعبر عن تغير كبير في عقلية وتفكير صناع القرار في الشركة. يوبي سوفت أصبحت مهتمة اكثر بتوفير تجارب تضع اللاعبين في مغامرات تتوافق مع خيالهم. هل تحلم بان تكون مخترق (هاكر) لا تستطيع حتي اعتي شركات الأمن الوقوف أمامك؟ عليك بسلسلة واتش دوجز. هل تحلم بأن تعيش لحظات تاريخية بنفسك، أو تكون جزء من الحضارة الفرعةنية القديمة، أو محارب فايكنج يخافه الكل؟ عليك بأجزاء Assassin’s Creed الأخيرة! هذه هي التجارب التي تحاول يوبي سوفت توفيرها لنا، وعلي الرغم من بعض المآخذ التي لي علي تلك الألعاب، إلا أنها نجحت في توفير تجارب ممتعة، تحقق الهدف منها. ومحاولة التغيير علي السلسلة قد ينتج عنه شيء رائع إذا ما تم تفادي اخطاء المطورين الآخرين.
