سنويًا، تُخرج لنا شركات واستديوهات الألعاب آلاف العناوين الجديدة، وفي كل مرةٍ نرفع سقف طموحاتنا ونتوقع أن تكون السنة الجديدة هي السنة التي كانت تنتظرها الصناعة منذ وجدت. بعض السنوات تنصفنا، ولكن المعظم يخذلنا، وهذا أمر طبيعيّ وإلا لما اكتسبت الألعاب روقنها.
الأمر نسبي؛ لا يمكنك أن تجزم بالسنة الأفضل لدى الجميع فقد تكون سنتك المفضلة هي السنة الأسوأ لدى صديقك والعكس. ومع ذلك، هناك سنوات في تاريخ صناعة الألعاب لا يمكن أن يختلف عليها العاقلون، ودورنا في هذا المقال أن ننتقيَّ 6 من أفضل السنوات، ولكم مطلق الحرية في الاختلاف معنا. وبدون مقدمات أخرى، هيا نبدأ!
1996: عام النوستالجيا
وددت أن أبدأ بهذه السنة لما لألعابها من مكانة في قلبي. السنة التي بدأت سلاسل جعلتني أعشق ألعاب الفيديو في طفولتي. بدايةً بلعبة Mario 64 وMario kart 64، ومرورًا باللعبة التي كنت أخلط بينها وبين اللعبة السابقة -ولا أعرف لماذا- Crash Bandicoot، وليس انتهاءً بـ Resident Evil، وTomb Raider، وغيرهم الكثير من مَدعاة النوستالجيا.
كانت سنةً مميزة بالنسبة للألعاب ثنائية الأبعاد، والتي سرعان ما رأينا أجزاءها ثلاثية الأبعاد في السنوات اللاحقة، عوضًا عن تفرد ألعاب الحاسب الشخصي وقتها مثل Command & Conquer: Red Alert، وCivilization 2. كدت أنسى أن أذكر القفزة الكبيرة في ألعاب الشوتر مع Quake، والتي سرعان ما تحولت إلى سلسلة ألعاب، وكذلك نسيت ذكر Diablo، وTekken 2، وThe Elder Scrolls 2.
1998: سنة المنصات السعيدة
نقفز بالزمن سنتين إلى السنة التي قد تعد السنة الأفضل بالنسبة لكل المنصات الكبرى التي وُجدت وقتها؛ فكل منصة أصدرت عناوين جيدة جعلتها تنافس بقوة في الأسواق. إذا بدأت بألعاب النينتندو، فسترى أن هذا العام قد يكون الأفضل بالنسبة للشركة التي أصدرت ألعابًا مثل The Legend of Zelda: Ocarina of Time، وMario Party، وBanjo-Kazooie، وPokemon Red/Blue على جهاز النينتندو 64.
أما بالنسبة للبلايستيشن، فهناك Metal Gear Solid، وهي اللعبة التي يعود لها الفضل في شهرة ألعاب التخفي Stealth genre، وهناك Resident Evil 2، وCrash Bandicoot، وSpyro the dragon.
وأخيرًا بالنسبة للحاسب الشخصي، فصدرت ألعاب مثل Starcraft، وGrim fandango، وBaldur’s Gate، وبالطبع لن ننسى اللعبة التي عشقناها جميعًا Half-life، وغيرهم من العناوين الأخرى.
2001: انطلاقة الإكس بوكس والبلايستيشن 2
لم تكن من أفضل سنوات الألعاب بسبب جودة العناوين فقط، ولكنها كانت سنةً فارقة في تاريخ أجهزة الكونسول أيضًا؛ فوقتها انتهت حقبة أجهزة الكونسول الخاصة بسيجا مع جهاز الـ Dreamcast، ولكن في نفس الوقت شهدنا انطلاقة أول جهاز كونسول من مايكروسوفت، وهو الإكس بوكس، وكذلك الجهاز الأسطوري الذي قضينا معه أحلى أوقات طفولتنا وهو البلايستيشن 2.
أما بالنسبة للألعاب، فلم يكن الأمر أقل ملحمية من سباق الكونسول. صدرت ألعابٌ أثرت في فئات ضخمة وليس مجرد ألعاب أخرى. شهدنا الجزء الثاني من Metal Gear Solid، والجزء الثاني من لعبة الرعب الغنية عن التعريف Silent Hill، والانطلاقة الأولى للعبة الرعب Devil May Cry، ولعبة التصويب وحصرية مايكروسوفت Halo Combat Evolved، وأخيرًا وليس آخرًا، وما جعلها في قائمتنا اليوم، كان إصدار اللعبة التي بدأت سلسلة Grand Theft Auto، وهي GTA 3.
2004: سنة الأجزاء اللاحقة
نحن تقريبًا في منتصف العقد الجديد ولا رجعةً للخلف بعد الآن. سنةٌ مميزة في تاريخ الصناعة ومن القلائل التي تستحق أن توجد في أي قائمة، وعلى الرغم من أنها قد لا تتفرد بألعاب جديدة، إلا أن الأجزاء المكملة أو Sequels كانت ممتازة بجدارة.
ما رأيك بالجزء الثاني من Half-life؟ والذي تخطى الجزء الأول بجدارة وكان ثوريًا فيما يختص بالتصويب من المنظور الأول. ماذا عن الجزء الثاني من Halo، والذي يُحسب له دور الريادة في شهرة ألعاب الأونلاين؟ حدثني عن واحدة من أفضل الألعاب في سلسلة GTA، وهي San Andreas والتي تميزت عن غيرها من ألعاب السلسلة بالكثير من الأشياء. أظننت أنني نسيت Burnout 3: Takedown، وCounter-Strike: Source؟ بالطبع لا؛ فكاتبكم يتذكر أنه كان يقضي عليها ساعات في مقاهي الإنترنت.
وعلى الرغم من قوة هذا العام في الأجزاء اللاحقة من الألعاب، إلا أنه بدأ سلسلةً يعشقها الكثيرون وهي بالطبع FARCRY، والتي تميزت بأجزائها الأولى على الرغم من تدني مستوى أحدث الأجزاء.
2007: بداية أقوى سلاسل الألعاب
في تلك السنة، انتعش الجيل السابع للألعاب ووصل إلى ذروته. ومثلما حظيت أجهزة 1998 الكبرى بأفضل أوقاتها، تمتعت أجهزة هذا العام بهذه المزية أيضًا، والأمر هنا على نطاق أكبر لكثرة الأجهزة التي امتلكت إصدارات جيدة؛ فنحن نتحدث عن البلايستيشن 3، والإكس بوكس 360، والـ Wii، وPSP، وحتى النينتندو DS.
2007 كان العام الذي شهد بداية Assassin’s Creed، وهو نفس العام الذي قدم لنا BioShock للمرة الأولى، وهو أيضًا الذي عرَّفنا على Mass Effect، وبداية سلسلة The Witcher انطلقت من هذا العام، وبالطبع من المستحيل أن ننسى نثيان دريك وبداية مغامراته مع Uncharted.
ما نريد قوله بخصوص هذا العام هو أن فضله على عالم الألعاب ما زال مثمرًا حتى يومنا هذا، وبفضل السلاسل التي ظهرت وقتها للمرة الأولى، دخل الملايين إلى عالم الألعاب وعشقوه.
2018: Red Dead Redemption 2 وGod of War
Red Dead Redemption 2 وGod of War. وجزيل الشكر لقراءة المقال واستثمار وقتكم الثمين في الاستزادة من ثقافة الألعاب والعودة بالزمن إلى أفضل سنوات الصناعة. نعم، لقد انتهيت! أقول لك RDR 2 وGOW، أحقًا تريدني أن أقنعك بأنها واحدة من أفضل سنوات الألعاب؟
إذًا إليك هذه المعلومة؛ 11 عنوان من عناوين 2018 تخطوا حاجز الـ 90 نقطة تقيمًا على OpenCritic. من ضمن تلك الألعاب نجد Super Smash Bros. Ultimate، وShadow of the Colossus، وForza Horizon 4، وبالطبع الداهيتان اللتان ذكرا في البداية، ولن ننسى أن واحدة من أفضل ألعاب Spider-Man صدرت في تلك السنة.
وبعيدًا عن كل ما ذُكر، فسنة 2018 كانت السنة التي ازدهرت فيها عمالقة ألعاب الباتل رويال سواء PUBG أو Fortnite على الرغم من صدورهما في 2017، وبالطبع يا عزيزي تعلم ماذا تعني ألعاب الباتل رويال للصناعة وما تدره من أموال لا تُحصى. قد لا تكون 2018 هي الأفضل في تاريخ الألعاب، ولكنها بالتأكيد من أفضل ما عاصرنا حديثًا.
وختامًا، مقالٌ كهذا سيتفق معه البعض ويختلف معه آخرون، وهذا شيء طبيعي للغاية؛ فقد ترى عامًا مثل 2013 بأنه الأفضل لأنه قدم واحدة من أنجح الألعاب في التاريخ، وهي GTA5، وقد ترى أن 1994 هو الأفضل بسبب إصدار البلايستيشن 1، ولكن في النهاية الأمر نسبي ويعتمد على الآراء الشخصية، فاقرأ واستمتع، ولك مطلق الحرية في الاختلاف.