مرت أقل من ثلاث سنوات على أول استخدام لشبكة 5G في كوريا الجنوبية، ولم تنتشر هذه التكنولوجيا في معظم دول العالم بعد، ورغم ذلك تتسابق الدول للوصول إلى شبكة 6G للاستفادة منها في جميع مجالات الحياة، وها قد نجحت الصين في عمل اختبار لتحميل بيانات عبر أسرع شبكة 6G حتى الآن! فكيف قامت الصين بتحقيق هذا الإنجاز؟!
باحثون صينيون ينجحون في استخدام أسرع شبكة 6G:
نشرت جريدة South China Morning Post تقريراً في تغريدة على Twitter بعنوان: “السباق إلى 6G: يعلن باحثون صينيون عن بث بيانات عبر موجات رادوية دوامية”.
ويشير التقرير إلى تمكن الباحثين من نقل بيانات بحجم 1TB عبر مسافة بطول 3,300 قدم أي 1,000 متر خلال ثانية واحدة فقط أي 8Tbps، وبالتالي كسر رقم قياسي في سرعة الإنترنت، وقد أعلنوا هذا يوم الأربعاء تحت إشراف البروفيسور Zhang Chao بمدرسة الطيران الفضائي في جامعة Tsinghua.
وقد تمكن الباحثون من تحقيق هذا الإنجاز عن طريق استخدام موجات رادوية فائقة التردد، وهي موجات Vortex الميلليمترية، وتخيل معي كم الاستخدامات التي ستتيحها هذه التكنولوجيا الجديدة وخصوصاً أنظمة الدفاع العسكرية والصواريخ فوق الصوتية للتواصل وكشف الأهداف بسرعة فائقة.
كيف تعمل شبكة 6G الجديدة؟
قامت الصين بعمل تجربة عملية لاستعراض سرعة شبكات 6G، حيث قامت باستخدام نظام بث لاسلكي لدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في بكين، وتمكن النظام من تشغيل أكثر من 10,000 بث مباشر بجودة عالية في نفس الوقت! وقال البروفيسور Chao إن هذه الموجات الرادوية الدوامية لا تشبه أي شيء تم استخدامه مع الاتصالات اللاسلكية خلال آخر 100 عام!
وأضاف البروفيسور Chao أن هذه الموجات تضيف بعداً جديداً للنقل اللاسلكي، وأن هذا يعني أن الصين تقود العالم في البحث العلمي في التقنيات الرئيسية المحتملة لشبكة 6G.
تكنولوجيا 6G الجديدة تستخدم ثلاثة أبعاد بنفس الطريقة التي تدور بها الأعاصير، عكس التكنولوجيا الحالية وأحدثها 5G التي تستخدم موجات إلكترومغناطيسية ثنائية الأبعاد تتحرك للأعلى الأسفل لنقل البيانات.
إذاً ما هي أهمية الحركة الدوامية للشبكات الرادوية؟
تفيد الحركة الدوامية في نقل المزيد من البيانات مما يزيد النطاق الترددي للاتصالات اللاسلكية، وقد قام الفريق المسئول عن التقنية الجديدة بصنع جهاز إرسال فريد من نوعه يسمح للموجات بالدوران في ثلاثة أوضاع مختلفة لنقل بيانات إضافية، وهذا تطلب صنع جهاز استقبال فائق لفك تشفير كميات ضخمة من البيانات في جزء من الثانية!
هل هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام شبكة 6G؟
لا ليست هذه المرة الأولى لاستخدام شبكة 6G، فقد قام فريق من شركة Nippon اليابانية للتلغراف والتيليفون باستخدام موجات Vortex لنقل بيانات بسرعة تفوق 200Gbps على مسافة 33 متراً.
وقد صرح باحث في تقنية 6G يعمل في بكين للحكومة الصينية بأن هذه بداية التطور في تكنولوجيا الاتصالات، وطلب عدم ذكر اسمه، ولكنه أضاف:
الشيء الأكثر إثارة لا يتعلق فقط بالسرعة، بل بتقديم بعد مادي جديد، والذي يمكن أن يؤدي إلى عالم جديد كلياً مع إمكانيات غير محدودة تقريباً.
تمتلك الصين 40% من براءات اختراع 6G!
يشير تقرير Morning China Post أن الإطلاق التجاري لتقنية 6G قد يكون في عام 2030، ولن تخضع الاستخدامات العسكرية لهذا الموعد بالتأكيد، وذلك لأن أساس التنافس بين الصين والولايات المتحدة في تقنيات الشبكات اللاسلكية هو سبق التفوق العسكري، فقد أعلن فريق بحثي آخر من Tianjin أنهم صنعوا جهاز إرسال بتردد Terahertz أي THz لاستخدامه في برنامج الصين للأسلحة فوق الصوتية.
كيف ردت الولايات المتحدة على بحوث الصين؟
لم تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي، فقد أعلنت في أبريل 2021 عن شراكة بقيمة 4.5 مليار دولار مع اليابان لتطوير تكنولوجيا 6G، ولكن وفقاً لدراسة سابقة في سبتمبر بواسطة Nikkei ومؤسسة البحوث اليابانية Cyber Creative، فإن الصين تمتلك 40.3% من براءات اختراع 6G، وتليها الولايات المتحدة بنسبة 35.2%، ثم اليابان بنسبة 9.9%، فأوروبا بنسبة 8.9%، وأخيراً كوريا الجنوبية بنسبة 4.2%.
تركز الدول ممثلةً في شركات الاتصالات الحكومية والخاصة والعسكرية حالياً في نشر تقنية 5G mm-Wave التي أصبحت بتكلفة أقل كثيراً من السابق، وتتنافس الصين مع باقي الدول بقيادة الولايات المتحدة واليابان في استخدام تكنولوجيا 6G، ونتمنى أن يكون غرضها سلمياً لمصلحة البشرية وخصوصاً في مجال الفضاء، والتي ستكمننا من التواصل بين أعماق المحيط والكواكب الأخرى!