مقالاتهاردوير

التعدين الإلكتروني: ما هو؟ وتأثيره على أسعار البطاقات الرسومية

في السنوات الأخيرة الماضية، انتشرا مصطلحا “التعدين” و”العملات الرقمية”، وبالأخص في مجتمع اللاعبين؛ بعدما لاحظ اللاعبون الزيادة الهائلة والجنونية في أسعار البطاقات الرسومية بالتزامن مع رواج ظاهرة التعدين الإلكتروني. 

 ولكن، ما هما “التعدين” و”العملات الرقمية”؟ وهل تؤثر تلك الظاهرة بالفعل على أسعار البطاقات الرسومية؟ ولمَ يتجه البعض لاستخدام العملات الرقمية عوضًا عن المعاملات المعتادة؟

 في هذا المقال سنكتفي بالفكرة العامة للتعدين الإلكتروني والعملات الرقمية منعًا للإطالة، ولتكن التفاصيل التقنية للتعدين، ونصائح إذا كنت تريد الاستثمار فيه، هي مواضيع مقالات قادمة إن شاء الله.

التعدين الإلكتروني

أول ما يتبادر إلى الذهن عند التعرض لمصطلح “التعدين” هو استخراج المعادن باستخدام أدوات ومعدات ثقيلة، أي فيه استهلاك للموارد والمجهود مقابل الحصول على المعدن المطلوب، وهو المبدأ ذاته في عملية “التعدين الإلكتروني”، حيث أن فيه أيضًا استهلاك للموارد مقابل الحصول على ما يُعرف بـ”العملات الرقمية”.                                          

إحدى مزارع التعدين الإلكتروني

 التعدين الإلكتروني -ببساطة- هو أن يقوم جهاز الكمبيوتر بحل معادلات بالغة   التعقيد من أجل التحقق من صحة المعاملات بالعملات الرقمية بين أشخاص مختلفة عبر الإنترنت، ويتم تسجيل تلك المعاملة، عند التحقق من صحتها، فيما يُعرف بـ”سلسلة المعاملات” ، أو “Blockchain“، والتي سنتطرق إليها في المقالات القادمة الخاصة بـ “التعدين الإلكتروني”.

وهنا يظهر دور البطاقات الرسومية في نوع هو أشهر أنواع التعدين الإلكتروني وأكثرهم انتشارًا، وهو التعدين القائم على البطاقات الرسومية، حيث أنه من أجل حل تلك المعادلات بالغة التعقيد التي ذكرناها سابقًا، يجب استخدام عدد كبير من البطاقات الرسومية، والتي غالبًا تكون من فئة RTX التي تصنعها شركة Nvidia، حيث أنها تتميز بقوة فائقة في المعالجة، وبمعماريتها الحديثة، ممّا يساعد على حل أكبر قدر ممكن من المعادلات المعقدة في أسرع وقت ممكن، وبالتالي عملية “التعدين الإلكتروني”، وكلما زادت حصيلتك من البطاقات الرسومية الحديثة، زادت فرصتك في تعدين العملات الرقمية. لتوضيح عملية التعدين الإلكتروني أكثر، إليكَ المثال التالي:

لنفترض أن “أحمد” يريد إرسال ثلاث عملات رقمية من “البتكوين” مثلًا إلى “كريم”، ولتتم هذه العملية، يتحتّم على “أحمد” أن يرسل عنوانه الإلكتروني وكلمة المرور الخاصة به، وتفاصيل المعاملة المالية، كلها في صيغة مشفّرة، إلى المُعدّنين أصحاب البطاقات الرسومية على شبكة “البتكوين” عبر الإنترنت، وعندها يقوم كل مُعدّن بإدخال تلك المعلومات المشفّرة التي أعطاها له “أحمد”، والتي تكون بلغة الكمبيوتر -أصفارٍ وأُحدان- ، في تلك المعادلات المعقدة، ثمّ يترك الكمبيوتر ليحاول حل تلك المعادلات. أيًا يكن من يصل إلى الحل أولًا، يقوم بإرساله إلى المُعدّنين الآخرين؛ ليتحققوا من صلاحيته، وإذا كان الحل صالحًا، يتم إدراجه في “سلسلة المعاملات”، وفي المقابل يحصل المُعدّن على عدد من العملات الرقمية -البتكوين في هذه الحالة- كمقابل؛ ولذا فالأمر يبدو ككسب المال من لا شيء، ولكن هل الأمر بهذه البساطة؟

عيوب التعدين الإلكتروني 

في بداية ظهور التعدين الإلكتروني في العام 2009، كان الأمر سهلًا للغاية، ولا يتطلب العديد من البطاقات الرسومية كما هو الحال اليوم؛ حيث أنه بمرور السنوات وزيادة عدد مستخدمي العملات الرقمية، زادت البيانات المشفرة لكل مستخدم، ومن ثمّ زادت صعوبة المعادلات المطلوب حلها من المُعدّنين، وبالتالي توجّب على المعدّنين استخدام بطاقات رسومية أحدث وأقوى بأعداد كبيرة؛ ليواكبوا تلك الصعوبة، وبالتالي زادت التكلفة، وبالأخص تكلفة الكهرباء؛ حيث أنك تحتاج كمية هائلة جدًا من الكهرباء لتشغيل ذلك الكم الهائل من البطاقات الرسومية. إليكم رسم بياني يوضح العلاقة بين تلك الزيادة الهائلة في صعوبة التعدين وسعر عملة “البتكوين” على مدار السنوات. 

Chart By: CoinDesk

أسعار البطاقات الرسومية

مع زيادة صعوبة التعدين كما ذكرنا، اتّجه المُعدّنون إلى شراء المزيد من البطاقات الرسومية ليتمكنوا من المواكبة؛ مما أدى إلى سحبها بشكل دائم من الأسواق وقت توافرها، ومن ثمّ زاد التجّار في أسعارها بنسبة كبيرة جدًا، لذا فإن للتعدين الإلكتروني تأثيرًا مباشرًا على أسعار البطاقات الرسومية.

اتجاه العالم للعملات الرقمية

بالرغم من صعوبة التعدين مؤخرًا، العديد من الناس يتجهون نحو العملات الرقمية بدلًا من المعاملات المادية المعتادة، ولكن لماذا؟

على عكس المعاملات الورقية التي تجبرك على إيداع أموالك في بنك ما، فإن العملات الرقمية ليس بها التزامات بنكية أو ضرائب حكومية، فهي معاملات ليس بها طرف ثالث مثل البنك أو الحكومة، بل أنك تتعامل مع الطرف الآخر مباشرةً بدون الحاجة لاستخدام بطاقة ائتمانية على سبيل المثال، لذا فهي أكثر خصوصية وأمانًا، خصوصًا بالنسبة لهؤلاء الذين لا يثقون في البنوك كطرف ثالث في المعاملات المادية.

Bitcoin

 التعدين والعملات الرقمية أصبحا اتجاهًا سائدًا في السنوات الأخيرة، وأصبح الاستثمار في العملات الرقمية رائجًا لما يحققه من أرباح هائلة، ولكنه أيضًا سوق متقلّب؛ فسعر العملات الرقمية في تبدّل دائم؛ لذا فهو استثمار خطير إذا كنت لا تملك الموارد المطلوبة، أو إذا استثمرت فيه كل ما تملك.

Seif Fayed

المدير السابق لقسم الألعاب بالموقع. مهتم أكثر بألعاب التصويب من منظور الشخص الأول. لعبة تصويب جيدة ذات قصة جذابة مكتوبة بإتقان هي الخلطة السحرية بالنسبة لي. أول لعبة جذبتني لألعاب التصويب كانت Black على PS2.
زر الذهاب إلى الأعلى