مقالات

كيف غيرت DOOM Eternal ألعاب التصويب للأبد ؟

أفضل لعبة FPS صدرت حتى الآن!

عانت ألعاب منظور الشخص الأول من الملل والرتابة خلال العقد الماضي. على الرغم من أننا شهدنا إصدار مجموعة من ألعاب منظور الشخص الأول العملاقة أمثال Crysis 3، و Modern Warfare، و Battlefield 3، إلا أن تلك الألعاب لم تُقدم لي تجربة منظور الشخص الأول التي كنت أحلم بها. الأجزاء التي صدرت خلال الأعوام الماضية من Call of Duty و Battlefield كنت تشعر وأنها تم نسخها ولصقها من الأجزاء السابقة، ولم تقدم أي جديدٍ يُذكر. هذا الأمر تغير تمامًا مع DOOM 2016 حيث أنها أعادت لنا رونق ألعاب منظور الشخص الأول ووضعت نفسها في مركز من الصعب أن تتخطاه أي لعبةٍ أخرى. ظل الأمر على هذا الوضع حتى صدر الجزء الجديد من السلسلة في 2020  تحت عنوان DOOM Eternal، والذي استطاع أن يتربع على عرش ألعاب منظور الشخص الأول!

DOOM

DOOM وتركيزها الرئيسي على أسلوب اللعب :

اتضح لي أن بعض الشركات خلال الفترة الماضية قد نسيت أن الهدف الرئيسي من أي لعبة فيديو هو جعل اللاعب يشعر بالمتعة طوال فترة التجربة. العديد من الاستوديوهات اتجهت لصنع تجارب سينمائية تعتمد بشكل رئيسي على القصة. نعم أعلم أن تجربة الألعاب السينمائية تجعلك تشعر بأنك تعيش مع هذه الشخصيات في مختلف العوالم ، ولكن لماذا يتم إهمال أسلوب اللعب بهذه الطريقة على الرغم من أنه العمود الفقري الأساسي لأي لعبة!

كما نعلم فإن استوديو id Software هو الأب الروحي لألعاب منظور الشخص الأول. هذا هو الاستوديو الذي قدم لنا 3 من أعظم سلاسل التاريخ : DOOM و Wolfenstein و Quake.

DOOM

Id Software فشلوا خلال عام 2004 في تقديم جزء ثالث من سلسلة DOOM. الجزء الثالث ركز بشكل أساسي على الرعب والبقاء على قيد الحياة، وهذه ليست لعبة DOOM. في DOOM أنت الرعب، وأنت الذي يخاف منك الشياطين ويحاولون البقاء على قيد الحياة. اضطر الاستوديو للاختفاء لمدة 12 سنة حتى يُعيد حساباته وتفكيره في السلسلة ومحبيها، وبالفعل عاد لنا في 2016 بتجربة أقل ما يُقال هنا، هي أنها خرافية.

DOOM هي العنف، هي الحماسة، هي القوة في كل حركة، وهذا ما كان مطلوب أن يُثبته الاستوديو عام 2016. من مجرد النظرة الأولى على أول عرض تشويقي لأسلوب اللعب، ستجد أن id Software تمكنوا فعلاً من إحياء السلسلة مرةً أخرى. DOOM 2016 جعلتي على حافة مقعدي طوال الوقت، وخلال تجربتي للعبة لم أكن مُصدقًا لما أراه، هل أخيرًا حصلت على مُرادي ؟ هل أخيرًا تمكن استوديو في جيل الألعاب الحديث من تقديم تجربة تعتمد بشكل رئيسي على أسلوب اللعب وعليك كلاعب ؟

DOOM 2016 كان واحدة من المفاجآت الخرافية في 2016، وستظل عالقة في ذهني مدى الحياة تحت مُسمى : اللعبة التي أعادت الروح والحياة لألعاب الجيل الجديد، ولكني لم أكن أعلم أنها ستكون مجرد البداية!

كيف استطاعت DOOM Eternal أن تتفوق على مختلف ألعاب منظور الشخص الأول :

استوديو id Software أخذ كل ما تعلمه من تطويره لـ DOOM 2016 وحسن عليه وقدمه في DOOM Eternal. الاستوديو قدم لنا كل تلك التحسينات في حوالي 3 سنوات ونصف فقط من التطوير :

  • انتقل من محرك id Tech 6 لـ id Tech 7 وقدم مستوى رسومات خرافي
  • تم إضافة ضعف عدد شياطين الجزء الأول
  • ميكانيكيات لعب جديدة غيرت من السلسلة بأكملها
  • اهتم أكثر بقصة اللعبة ولكنه لم يجعلها اجبارية للاعب
  • وبالطبع، لا يمكنني أن أنسى موسيقى الرائع Mick Gordon

استوديو id Software أضاف لـ DOOM Eternal مجموعة ضخمة من ميكانيكيات اللعب الجديدة التي غيرت التجربة للأفضل. اللعبة أصبحت أكثر سرعة بسبب قدرة الـ DOOM Slayer على الـ Dash واستخدام البيئة المُحيطة به في التنقل بشكل أسرع، ضف على ذلك تقديم الـ Meathook لسلاح الـ Super Shotgun والذي يجعلك تقترب من الأعداء وتواجهم وجهًا لوجه بعنف أكثر.

DOOM

على عكس DOOM 2016، فإن كل أداة وكل سلاح أصبح لهم هدفًا في DOOM Eternal :

  • استخدم قاذف اللهب حتى تحصل على دروع
  • قم بتجميد الأعداء بقنبلة الجليد حتى تحصل على فرصة أكبر لتفادي المخاطر
  • مزق الأعداء إربًا لكي تُزيد من مستوى حياتك

كل سلاح أصبح له استخدام وأصبح له قدرات مختلفة يمكنك تخصيصها للقضاء على بعض الأعداء بشكل أسرع. المواجهات أصبحت أقوى واللعبة تضع في وجهك عشرات وأحيانًا مئات الشياطين المتعطشين للدماء. كل حركة وكل خطوة ستأخذها في مختلف مراحل اللعبة سيكون لها أثر إما بالإيجاب أو السلب، وكن على دراية تامة أن وقوفك في مكانك ثابتًا لفترة أكثر من ثانيتين سيؤدي إلى هلاكك لا محالة!

كل تلك المميزات التي قدمتها DOOM Eternal جعلتني أنتهي من تختيم اللعبة في يومٍ واحد. لم أستطع الخروج من اللعبة ولم أستطع أن أفعل أي شيء أخر في حياتي إلا بعد أن أنتهي من تلك التحفة الفنية. تجربة DOOM Eternal لم تجعلني أشعر بمللٍ ولو لمجرد ثانية واحدة، هذا كان دليلاً صريحًا بالنسبة لي على أنه لا يوجد استوديو أخر في صناعة الألعاب يستطيع تقديمه ما يقدمونه في id Software. هذا الاستوديو وكل موظفيه هم عباقرة ويهتمون بمُعجبي السلسلة بأكبر قدر ممكن.

كما ذكرت، فإن DOOM Eternal حسنت من قصة السلسلة بتقديم مجموعة من المشاهد السينمائية البسيطة (القابلة للتخطي بكل سهولة حتى تعود للأكشن بسرعة). تلك المشاهد تشرح لك بعض التفاصيل عن العالم وشخصياته. ولكن إذا أردت أن تتعرف على القصة بشكل أكبر وأعمق، فهذا يتطلب منك مجهودًا كلاعب. اللعبة تُقدم مجموعة أوراق مكتوبة بعنوان Codex Entry، إذا كنت تُشبهني وتُريد فهم كل شيء في عالم اللعبة فأنصحك بقراءة كل صفحة من تلك الصفحات لأنها تُعطيك نبذة عن تاريخ العالم وبالأخص، تاريخ الـ DOOM Slayer. أما إذا كنت تريد الدخول في الأكشن وألا يتم قطع هذه المذبحة التي تقوم بها بأي شكلٍ من الأشكال، فلا تُعيرها أي انتباه، وأكمل في مهمتك لتطهير الأرض من فساد الشياطين.

الموسيقى وأثرها على التجربة العامة :

اعتمدت سلسلة DOOM منذ التسعينات على استخدام الموسيقى الـ Metal، ولكن ميتال التسعينات يختلف تمامًا عن ميتال الجيل الحالي، وكان من الصعب على أي ملحن أن يقع تحت عائق تصميم موسيقى تصويرية للعبة DOOM 2016 التي كانت بمثابة إعادة إحياء للسلسلة بأكملها. ولكن من الواضح أنه لا يوجد ما يُسمى بالصعب مع العبقري Mick Gordon الذي استطاع أن يدمج بين الموسيقى الكلاسيكية التي تعود عليها محبي الأجزاء القديمة، و الموسيقى الحديثة القوية التي تعتمد على مؤثرات أكثر غلاظة!

من اشهر النغمات التي تم تقديمها في DOOM 2016 كانتا BFG Division و Rip and Tear. ضع النغمتين بجانب اشهر اثنتان من DOOM Eternal (وهما The Only Thing They Fear is You و Meathook) وستجد تشابهًا كبيرًا في استخدام الـ Electric Guitar والـ Drums، ولكن في Eternal قام Mick Gordon بإضافة Metal Choir والذين جعلوا الموسيقى أكثر عنفًا بأصواتهم القوية.

موسيقى Mick Gordon أصبحت تراثاً حديثاً في موسيقى الألعاب، سلسلة DOOM الحديثة لم ولن تكون بهذه القوة بدون موسيقى هذا الرجل العبقري. Mick Gordon استطاع أن يجعلنا نشعر بالعنف والقوة في كل تقطيع وتمزيق نقوم به ضد الشياطين، وسيظل Mick Gordon واحدًا من أسباب جعل DOOM أكثر متعة وحماسة.


لعبة DOOM Eternal استطاعت وبكل جدارة أن تتربع على عرش ألعاب منظور الشخص الأول، ولن تستطيع أي لعبة أخرى أن تجعلها تهبط من هذا المركز إلا إذا كانت لعبة جديدة من استوديو id Software نفسه. DOOM هي تجربة مثالية وخالية من الأخطاء حيث تعتمد بشكل رئيسي على أسلوب اللعب وإظهاره لك كلاعب بأقصى قوة ممكنة. حماسك في اللعبة لن يأتي من مجرد التنقل في العوالم وقتل الشياطين، بل أن الموسيقى التي قدمها المُلحن العبقري Mick Gordon كانت أيضًا سببًا في شعوري بالسعادة طوال الساعات التي قضيتها في هذا العالم المميز.

Ahmed Yousry

محرر أول، خبرة أكثر من 5 سنوات في مجال صحافة الألعاب بكتابة أكثر من 15 ألف خبر. من مُحبي ألعاب الرعب بكل أنواعها، وعاشق لسلسلة DOOM وألعاب استوديو From Software.
زر الذهاب إلى الأعلى