مقالات

“الفريمات” وتأثيرها الحقيقي على تجربة اللعب

مؤكد أنك تعرضت لمصطلح “الفريمات” من قبل، سواء في فيديو تسويقي لإحدى البطاقات الرسومية، أو في الإعدادت الخاصة بلعبة ما، أو أنك سمعت صديقًا لك يتذمر حول أنه لا يستطيع الفوز في لعبة ما بسبب انخفاض معدل الفريمات لديه، أو أن شاشته غير قادرة على عرض معدل “الفريمات” المطلوب.

ولكن ما هي “الفريمات” أصلًا؟ وهل هي حقًا تؤثر على تجربة اللعب؟ أم أنها فقط إحدى أساليب الدعاية للشركات لتسويق أحدث منتجاتها؟ وكيف يمكنك الحصول على أعلى “فريمات” ممكنة؟

معدل الإطارات في الثانية، أو “الفريمات”

“الفريمات” هو مصطلح رائج في مجتمع اللاعبين العرب، وهو اختصار لمصطلح إنجليزي: Frames Per Second، أو FPS كاختصار، وترجمته الحرفية هي معدل الإطارات في الثانية، ويُقصد به معدل ظهور الإطارات على الشاشة في الثانية الواحدة، حيث أن أي مقطع مصور، أو أي مشهد تشاهده، ما هو سوى عدة صور أو (إطارات) تعرض مُتتابعة في الثانية الواحدة، فمثلًا إذا كان لديك معدل الإطارات في الثانية الواحدة هو 60، فإن هناك 60 صورة تُعرض أمامك بالتتابع في الثانية الواحدة.

تأثير الفريمات على تجربة اللعب

بدون شك فإن الفريمات تؤثر بشكل كبير على تجربة اللعب، وبالأخص في الألعاب التنافسية التي تتضمن مواجهة اللاعبين لبعضهم عبر الإنترنت، ولكن كيف؟

أن يكون لديك معدل إطارات أعلى، فطبقًا لما وضحناه سابقًا، يمكنك رؤية عدد أكبر من الإطارات في الثانية الواحدة على الشاشة، وبالتالي ستحصل على تجربة لعب أكثر سلاسة من لاعب آخر يحصل على معدل إطارات أقل، ولكن هل يتعلق الأمر فقط بالسلاسة؟ أم أن الأمر يعطي أفضلية لطرفٍ ما؟

لنفترض أنك تلعب على معدل إطارات في الثانية الواحدة: 120، وتواجه لاعب آخر يلعب على معدل 60 إطار فقط، أنت لا تحصل على تجربة أكثر سلاسة فحسب، بل أنك بإمكانك رؤية ما يحدث في اللعبة قبل أن يراه منافسك صاحب معدل الفريمات الأقل بأجزاء من الثانية؛ لأنه كما ذكرنا أن “الفريمات” هي عدد الإطارات التي تظهر أمامك بالتتابع على الشاشة، فإذا كنت ترى 120 إطار، أي 120 حركة ووضع مختلفين بالتتابع في الثانية الواحدة، بينما منافسك يرى 60 إطارًا، أي 60 حركة ووضع مختلفين بالتتابع في الثانية الواحدة؛ فبالتأكيد ستتمكن من رؤية ما يحدث قبل أن يراه منافسك، حتى ولو كان الفارق بينكما هو جزء من الثانية، فهو لا يزال يصنع فارق ملحوظ، خاصة إذا كنت تلعب على المستوى الاحترافي.

الفريمات

ولكن هل تؤثر “الفريمات” بشكل كبير في ألعاب القصة أو كما تعرف بألعاب الـ”Single Player“؟ في الواقع، ليس تمامًا، بل أنك في مثل هذه الألعاب تود دائمًا الحصول على أعلى جودة صورة ممكنة، ولكنك لا تريد أن تكون اللعبة بها تأخير وعدم استقرار؛ لذا يُفضل التوازن بين “الفريمات” وجودة الصورة؛ للحصول على أفضل اجربة ممكنة في هذا النوع من الألعاب.

كيف تحصل على معدل “فريمات” عالٍ؟

الفريمات تعتمد على قدرة معالجة الجهاز لأكبر عدد ممكن من الإطارات في الثانية الواحدة، كما أنها تعتمد على نوع الشاشة الخاصة بك، ولكن هناك بعض الحيل المعروفة التي تجعلك تحصل على أعلى معدل فريمات يمكن أن يُخرجه جهازك.

طالما أن الفريمات تعتمد على قدرة معالجة الجهاز لأكبر عدد من الإطارات، فمن البديهي أنه إذا قمت بتقليل جودة رسوميات اللعبة أو “Graphics”، فإنك ستخفف الضغط على الجهاز، وبالتالي سيتمكن من معالجة عدد أكبر من الفريمات؛ فأنت في هذه الحالة ستحصل على عدد فريمات أعلى وصورة أكثر سلاسة، ولكن بجودة صورة أقل، والجدير بالذكر أنه على المستوى التنافسي والاحترافي، جودة الصورة لا تُعتبر ذات قيمة حين نقارنها مع معدل الفريمات، وربما أنك لاحظت أن جودة الصورة عند اللاعبين المحترفين ليست بأفضل حال؛ لأنهم -كما ذكرنا- اهتمامهم الأول والأخير هو معدل الفريمات.

ولكن هل يمكن الحصول على معدل فريمات أعلى من الذي تستطيع الشاشة عرضه؟ للأسف لا، فمثلًا إذا كان لديك جهاز يستطيع معالجة 144 إطار في الثانية، ولكن أقصى معدل فريمات يمكن أن تعرضه الشاشة هو 60؛ فإنك لن ترى أكثر من 60 إطار في الثانية، حتى وإن كانت اللعبة تعمل على 144 إطار.

هل يوجد حد لعدد فريمات معين تستطيع العين البشرية رؤيته؟

يعتقد البعض أن أقصى معدل فريمات في الثانية يمكن أن تراه العين البشرية هو 30 – 60 إطار، مما يُعد إعتقاد خاطئ، فكما وضحنا سابقًا، يمكنك رؤية الفارق الكبير بين معدل الإطارات الأعلى ومعدل الإطارات الأقل بنفسك، دون الحاجة لإثباتات علمية أو نقاشات مطولة.

باختصار: معدل الإطارات المعروضة في الثانية واحدة هو عامل أساسي ومهم في الألعاب التنافسية، وليس مجرد عامل تسويقي للشركات، كما أنه ليس بنفس الأهمية في ألعاب القصة “Single Player Games”، كما أنه يعتمد على قوة الجهاز، وأيضًا نوع الشاشة.

Seif Fayed

المدير السابق لقسم الألعاب بالموقع. مهتم أكثر بألعاب التصويب من منظور الشخص الأول. لعبة تصويب جيدة ذات قصة جذابة مكتوبة بإتقان هي الخلطة السحرية بالنسبة لي. أول لعبة جذبتني لألعاب التصويب كانت Black على PS2.
زر الذهاب إلى الأعلى