لماذا تجعلنا Rockstar Games ننتظر ألعابها لسنوات طويلة؟

تعتبر شركة Rockstar Games من أقوى الشركات فى صناعة ألعاب الفيديو، هذا وإن لم تكن الأقوى، فيكفى أنها قدمت لنا واحدة من أفضل الألعاب فى التاريخ Red Dead Redemption 2 أو سلسلة مثل Max Payne، لكن من اين بدأت هذه الشركة ومن قام بتأسيسها، ولماذا تستغرق وقت طويل فى تطوير ألعابها، هذا ما ستتعرفون عليه فى هذا المقال.

فى البداية سنتعرف على تاريخ الشركة منذ تأسيسها فى عام 1998 وحتى يومنا هذا:

فى الثانى عشر من مارس فى عام 1998 أعلنت شركة Take-Two Interactive إستحواذها على الفريق البريطاني BMG interactive (المعروف حالياً بإسم Rockstar Games) مقابل 1.85 مليون سهم (16%) من أسهمها لشركة BMG Entertainment، المالكة حينها للفريق، فى ديسمبر قرر الأخوين Dan Houser و Sam Houser تأسيس شركة تطوير ألعاب وأطلقوا عليها إسم Rockstar Games، ومنذ ذلك الحين بدأت الشركة تطوير الألعاب تحت قيادة الأخوين Houser.

بداية الشركة فى تطوير الألعاب:

بدأت الشركة رحلتها فى عام 1998 بالجزء الأول من السلسلة الشهيرة Grand Theft Auto، والذى صدر فى الأول من مايو من عام 98، وفى عام 1999 قدمت الشركة لنا أربعة ألعاب ومن أهمهم الجزء الثاني من سلسلة GTA، و لعبة Wild Metal، التى يستطيع فيها اللاعبون إختيار أي نوع من الدبابات والقتال مع الدبابات الأخرين.

فى الفترة ما بين عام 2000 و 2002، قدمت لنا الشركة أكثر من 6 ألعاب ومن أهمهم الجزء الاول من لعبة التصويب ثلاثية الأبعاد “Max Payne”، والتى تدور أحداثها حول المحقق Max Payne، الذى يسعى للإنتقام من مقتل عائلته، والجزء الأول من لعبة السباق السيارات midnight club street racing، ولعبة Smuggler’s Run، التى يستطيع اللاعبون إختيار أي نوع من السيارات، وتهريب البضائع بها، وبالطبع أهم لعبة تم إصدارها فى تلك الفترة هى Grand Theft Auto 3، التى تغيرت تغيراً جذرياً عن الجزء الثاني، والتى تحولت إلى منظور الشخص الثالث، بدلاً من المنظور العلوي الذى شهدناه فى الجزء الاول والثانى من السلسلة.

وما بين 2002 و 2003 قدمت لنا الشركة 3 ألعاب، من بينهم لعبة Grand Theft Auto Vice City، والتى عشنا معها ذكريات رائعة فى طفولتنا، مع بطل اللعبة “تومي”. كما وصدرت لعبة State of Emergency أو “حالة الطوارئ”، تتحدث اللعبة عن قوة عسكرية إستبدادية سيطرت على الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 2023، وفى عام 2035 بدأت المقاومة بالتحرك والتى كانت تحمل شعار “Freedom” أو الحرية وسرعان ما بدأت المقاومة أفعال شغب، وأعلنت المؤسسة الإستبدادية حالة الطوارئ فى البلاد، تجري أحداث اللعبة فى العاصمة، ويمكنك الأختيار بين 5 شخصيات.

وفى الفترة ما بين عامي 2003 و 2004 أصدرت الشركة 3 ألعاب، وأهمهم الجزء الثاني من سلسلة Max Payne، والذى يحمل أسم “Max Payne 2: The Fall of Max Payne” والذى أكمل أحداث الجزء الاول، مع الحفاظ على نفس اسلوب اللعب، أيضاً لا ننسي الجزء الثاني من سلسلة Midnight Club، والذى تحسن بشكل كبير عن الجزء الاول، وتم إضافة الدراجات النارية.

وعلى غير المعتاد أتجهت الشركة لتقديم لعبة رعب فى نفس العام والتى أطلق عليها إسم “Manhunt” ، وهى لعبة تسلل ورعب نفسى، تدور أحداثها حول James Earl، فى مدينة Carcer الخيالية.

ومع بداية الفترة بين عامي 2004 و 2005 كانت البداية الحقيقة لشركة Rockstar، حيث قدمت لنا الرائعة Grand Theft Auto San Andreas، والتى كانت بداية نهضة سلسلة GTA، تدور أحداث اللعبة حول Carl Johnson أو كما يعرف ب CJ، بعدما عاد إلى مدينة Los Santos لحضور جنازة والدته التى تم قتلها فى إطلاق ناري، ويجتمع CJ بـ Big Smoke والأخرين لحل مشاكل العصابة، اللعبة فى وقت إصدارها كانت أضخم شئ قدمته الشركة، وتعتبر أحد أفضل ألعاب الجيل السادس.

فى نفس الفترة كانت بداية السلسلة الرائعة “Red Dead”، مع أول جزء Red Dead Revolver، والتى كانت فى الأصل ملك لشركة Capcom، حتى قامت شركة Take-Two Interactive بالإستحواذ على حقوق الأسم، تدور أحداث اللعبة حول Red Harlow فى الغرب الأمريكي، وتحديداً فى عام 1860 ميلادية، ، الذى يسعى للإنتقام لمقتل والديه.

وفى الفترة بين عامي 2005 و 2006 قدمت لنا الشركة 3 ألعاب، وأهمهم الجزء الثالث من سلسلة السباق Midnight Club، والتى تغيرت كثيراً عن الجزء الثاني، حيث أنه تمت إضافة الكثير من السيارات، ومحتوى ضخم وطور قصة أطول من الجزء السابق، كما وقدمت الشركة لعبة قتال الشوارع The Warriors، وهى مقتبسة من فيلم بنفس الإسم.

فى الفترة بين 2006 و 2007 قدمت لنا روكستار عنوان جديد كلياً وهو Bully، ويعد من أغرب العنواين على الإطلاق، تدور أحداث اللعبة حول الطالب Jimmy Hopkins الذى إلتحق مؤخراً بأكاديمية Bullworth، ويصادف خلالها العديد من الطلاب منهم المتنمرين والمتفوقين وغيرهم، تقدم اللعبة بيئة مفتوحة يمكنك خلالها القيام بالعديد من الأنشطة الجانبية، ويمكن الإشتباك مع الطلاب بالعديد من الأسلحة مثل المقلاع والقنابل وغيرهم من الأسلحة.

فى نفس الفترة رأينا لعبة Grand Theft Auto Vice City Stories، والتى صدرت عبر جهاز الـ PSP، تدور أحداث اللعبة فى مدينة Vice City، بأحداث وشخصيات جديدة كلياً

وفى الفترة بين عامي 2007 و 2009 قدمت لنا الشركة 3 ألعاب، ومن أهمهم الجزء الرابع من سلسلة Grand Theft Auto، الذي يعد أفضل جزء فى السلسلة من ناحية القصة، وفيزيائية الحركة، تدور أحداث اللعبة فى مدينة Liberty City وتحكى قصة Niko Bellic وهو جندي روسي سابق، تقدم اللعبة عالم كبير، ملئ بالأنشطة، والمهام التى يمكنك القيام بها، فى نفس الفترة شهدنا الجزء الثاني من لعبة الرعب النفسي Manhunt، والتى لم تحقق نجاح مماثل للجزء الاول.

كما وأنه تم إصدار لعبة Midnight Club Los Angeles، يعد هذا الجزء أفضل جزء فى السلسلة، حيث أنه قدم عالم أكبر من الأجزاء السابقة، وتجربة أفضل لطور الأونلاين، ولكن عدد السيارات كان أقل من الأجزاء السابقة.

عام 2009 كأن الأضعف فى تاريخ الشركة، حيث أنها لم تقدم سوي توسعات فقط، فقد قدمت توسعة للعبة Grand Theft Auto 4، وهي توسعة The Lost and Damned و The Ballad of Gay Tony، وبعض الألعاب الجانبية مثل Grand Theft Auto Chinatown Wars، التى صدرت عبر الهواتف الذكية.

البعض منكم سيتوقف هنا لحظة ويعيد التفكير مرة أخرى، هل كانت الشركة تصدر أكثر من لعبة فى نفس العام ؟، سأقول لك نعم، إذا لماذا تغير نهج روكستار وأصبحت تأخذ وقت طويل حتى تقوم بتطوير ألعابها ؟، فمنذ صدور الجزء الخامس من لعبة Grand Theft Auto فى عام 2013 ونحن لم نري أى شئ سوي Red Dead Redemption 2، حتى أنه لم يتم الكشف عن أي شيء بخصوص Grand Theft Auto 6.

نهج Rockstar تغير منذ صدور لعبة Red Dead Redemption فى عام 2010، التى تعد من أفضل الألعاب فى ذلك الوقت، والتى تدور أحداثها حول John Marston، فمنذ ذلك الحين والشركة أصبحت تهتم بالتفاصيل بشدة، فعلي سبيل المثال قد إستدعت الشركة اخصائيين فى النباتات والحيوانات، لدراسة طبيعتهاً والبيئة التى تعيش فيها، لإضافتها داخل الجزء الثاني من لعبة Red Dead Redemption 2، لم تتوقف الشركة عند هذا الحد بل أنها حتى أستخدمت أحصنة حقيقة لنقل حركتها داخل اللعبة، وهذا سبب ما نراه من واقعية فى اللعبة.

عدد مطورين اللعبة كان أكثر من 2000 مطور، ولكن الشركة إستمرت ثماني سنوات فى تطوير اللعبة مع هذا العدد الكبير من المطورين، ناهيك عن تكلفة تطوير اللعبة، حيث أنها كلفت مبلغ يقدر ب 940 مليون دولار شامل التسويق والتطوير، لذا فسبب أخذ الشركة وقت طويل فى تطوير الألعاب، هو إهتمامها بأدق التفاصيل، صغيرها وكبيرها، وهذا هو ما رأيناه فى معظم ألعابها، خاصة مع Red Dead Redemption 2.

بالطبع لا ننسي التحفة الفنية واللعبة المظلومة L.A. Noire، والتى تدور أحداثها حول المحقق Cole Phelps، فى أربعينيات القرن الماضى، وبالتحديد في العام 1947.

كما ولا ننسي الجزء الثالث من Max Payne، والذى يدور حول Max، وتدور أحداثها فى البرازيل، بالتحديد بعد مرور 9 سنوات على إصدار الجزء الثاني.

ومع الجزء الخامس من سلسلة Grand Theft Auto، كانت نقلة نوعية فى تاريخ السلسلة، حيث أنها قدمت جودة رسومية ممتازة، وطور أونلاين متعدد اللاعبين مميز للغاية، ما زال اللاعبين يلعبونه حتى الأن، وذلك بسبب أن الشركة لا تزال تدعمه حتى وقتنا الحالي.

فى النهاية، كما رأيتم فإن تاريخ شركة Rockstar Games حافل بالألعاب المميزة والرائعة، والتي عاش معها أغلب اللاعبين ذكريات رائعة فى طفلوتهم إن لم يكن جميع اللاعبين، لذا فنحن محظوظون للغاية بوجود شركة مثل Rockstar Games، حتى ولو كنا سننتظر سنوات كثيرة، لأنها بالفعل تستحق عناء الإنتظار.