هل واجهتك من قبل مشكلة باتصال الإنترنت واضطررت لطلب خدمة العملاء الشركة مزودة الخدمة لحل المشكلة؟ إذا سبق وحدث معك هذا الموقف فغالباً أنك سمعت من موظف خدمة العملاء بجملة شهيرة: “أستأذنك ترستر الراوتر يا فندم!”، أليس كذلك؟!
حسناً، قد تكون جملة موظف خدمة العملاء صحيحة، ولكن ليس على إطلاقها. أحياناً ما تكون أجهزة الراوتر المُقدمة من شركات الاتصالات -المصرية مثلاً- محدودة الإمكانيات والمزايا لمتطلبات الكثير من الأشخاص خصوصاً صناع المحتوى. لكن لا تقلق لأننا سنعرض بهذه المقالة أسس اختيار الراوتر المناسب لمنزلك أو مكان عملك.
بدايةً هل تشتري جهاز الراوتر بنفسك أم تستأجره من مزود خدمة الإنترنت؟
قبل أن تجهد نفسك في البحث عن راوتر بمواصفات تناسبك، يجب أن تحدد أولاً هل ستشتري جهاز راوتر خاص بك أم ستقوم باستئجاره من مزود خدمة الإنترنت. تعرض معظم شركات الإنترنت تقديم جهاز راوتر بجانب خدمة الإنترنت مقابل دفع رسوم رمزية طوال مدة الاشتراك، وبالطبع كلما استمر عقد الاشتراك بالخدمة لمدة أطول ازدادت تكلفة الراوتر الإجمالية، وعلى العكس من ذلك لن تختلف التكلفة مهما طالت مدة الاشتراك عند شراء راوتر.
بالطبع فإن لكل من الاختيارين مزايا وعيوب للمفاضلة بينهما، حيث تتمثل مزايا استئجار الراوتر من مزود الخدمة في وجود خدمة دعم فني للراوتر من مزود الخدمة، وسهولة إعداد الراوتر، كما أن معظم مزودي الخدمة يتيحون استبدال الراوتر القديم بآخر جديد بدون دفع رسوم إضافية. أما بالنسبة لمزايا شراء راوتر خاص بك، فتتمثل في انخفاض التكلفة نسبياً، وعدم الارتباط بمزود خدمة معين، بالإضافة لحرية تطوير أو ترقية جهاز الراوتر.
البروتوكولات اللاسلكية – لماذا تشتري راوتر WiFi 6E بينما لن تدعم البنية التحتية 1% من سرعته القصوى؟!
مع ظهور إنترنت الأشياء وازدياد حاجة معظم الأجهزة للإنترنت لاسلكياً أصبح الراوتر اللاسلكي جوهرياً ولا مجال للمقارنة بينه وبين الراوتر السلكي خاصةً وأن الأول يمكن استخدامه سلكياً أيضاً. تختلف سرعة إنترنت الراوتر حسب البروتوكولات اللاسلكية المدعومة، وكلما كان البروتوكول أحدث تزداد السرعة القصوى للراوتر بشرط أن تدعم البنية التحتية هذه السرعة بالطبع.
تدعم جميع أجهزة الراوتر حالياً بروتوكولات لاسلكية عديدة في نفس الوقت ألا جميعها تبدأ بالمقطع 802.11 وتنتهي بحروف b/g/n/ac، علماً أن بروتوكول 802.11ac هو الأكثر انتشاراً نظراً لأنه أسرع بروتوكول بمعظم أجهزة الراوتر، وتدعم قلة من أجهزة الراوتر الرائدة بروتوكول 802.11ax والمعروفة بشبكة WiFi 6 وكذلك WiFi 6E اللتين تحققان سرعة قصوى تبلغ 9.6Gbps!
يمكن تحديد البروتوكول المدعوم بسهولة من خلال الاسم الرمزي الراوتر، فمثلاً إذا كان اسمه الرمزي AX11000، فهذا يعني دعمه لجميع البروتوكولات الحالية. الجدير بالذكر أنه من النادر أن تصل أجهزة الراوتر لسرعتها القصوى، كما أن المنطقة العربية لا تدعم سرعات إنترنت عالية لهذه الدرجة، لهذا لا يوجد داعٍ لشراء راوتر يدعم WiFi 6/6E إلا إذا كانت البنية التحتية مناسبة ولديك حاجة ماسة لشرائه.
نطاق الوايفاي الترددي – لا تشتري جهاز راوتر بتردد 6GHz من أجل محتوى Netflix!
توفر معظم أجهزة الراوتر نطاقين تردديين على الأقل، وتختلف النطاقات الترددية حسب مداها وسرعتها، فنطاق 2.4GHz يوفر سرعات إنترنت منخفضة نسبياً مقابل مدى اتصال واسع نسبياً خصوصاً في الأماكن المليئة بالعوائق كالجدران والنوافذ وتستخدم معظم الأجهزة المنزلية هذا التردد، بينما يوفر نطاق 5GHz سرعة أعلى ومعدل تأخير أقل ولكن بمدى أقصر مقارنةً بتردد 2.4GHz، فيما يوفر نطاق 6GHz الحصري لشبكة WiFi 6E مدى ترددي أوسع من شبكة 5GHz وقنوات اتصال أوسع مما يضمن عدم مقاطعة الشبكات لبعضها ولكنه بمدى قصير جداً.
بالطبع لن تستخدم تردد 6GHz لكل من الحاسوب والهاتف والتلفاز ومساعد Alexa مثلاً! ولكن يمكنك تخصيص تردد 2.4GHz للأجهزة المنزلية نظراً لبعدها عن الراوتر وتواضع متطلباتها، بينما ستخصص تردد 5GHz للهاتف والتلفاز لبعدهما عن الراوتر نسبياً وتطلبها اتصال سريع، فيما سينفرد الحاسوب بتردد 6GHz لأنه بالقرب من الراوتر ويتطلب سرعة اتصال فائقة للألعاب أو رفع فيديو أو تحديث البرامج وخلافه.
أنواع الراوتر – هل هناك داعٍ لشراء راوتر Mesh لاستوديو صغير؟!
يوجد حالياً نوعين من أجهزة الراوتر اللاسلكية؛ الراوتر العادي المكون من جهاز واحد، وراوتر الشبكة Mesh المكون من جهاز أو ثلاثة، ولكن يستلزم الأخير وجود راوتر عادي ويقوم بالاتصال بجهاز Mesh سلكياً ليقوم بدوره بتوزيع الشبكة بين أجهزة Mesh الأخرى لاسلكياً لتوفير اتصال قوي بالأماكن الواسعة مثل النوادي والاستوديوهات الكبرى.
لكن لا تخلط بين راوتر الشبكة Mesh وموسع الوايفاي WiFi Extender، وذلك لأن موسع الوايفاي يستقبل شبكة الراوتر العادي لاسلكياً ويعيد توزيعها كما يمكنه أن يستقبل الشبكة من Mesh أيضاً من راوتر الشبكة. لكن كل WiFi Extender يوزع الشبكة بنصف السرعة، وهو ما لا ترغب في حدوثه إذا كنت صانع محتوى أو مالك شركة، وهو بمثابة بديل رخيص لأجهزة Mesh وأقل فاعلية بالطبع.
أهم معايير اختيار الراوتر – إليك مجموعة من المزايا المشتركة بين أجهزة الراوتر تؤثر في اختيارها
تقييم الراوتر بأنه جيد أو سيء يتغير وفقاً لاحتياجات المستخدم، فالراوتر العادي سيء بالنسبة للمستخدم الاحترافي ولكنه جيد للمستخدم العادي، بينما يُعد الراوتر الاحترافي رفاهية بالنسبة للمستخدم العادي وهكذا. أيضاً يتم تحديد مزايا الراوتر المطلوبة حسب عوامل استغلالها، فإذا كانت الأولوية السرعة الفائقة، فيجب التأكد من أن البنية التحتية تدعم الألياف البصرية. أما عن أهم المعايير المؤثرة في قرار شراء راوتر معين فإنها:
- البروتوكولات اللاسلكية: ذكرناها سابقاً لأنها من أهم المعايير. يمثل كل بروتوكول إصدار WiFi معين؛ بروتوكول 802.11b الأقدم الجيل WiFi 1، بينما يمثل بروتوكول 80211ax الأحدث الجيل WiFi 6 وهكذا.
- النطاق الترددي: ذكرناه سابقاً أيضاً. النطاق الترددي كلما كان أكبر ازدادت السرعة وقل معدل التأخير وقل المدى وقل تقاطع الشبكات، وتقل الأخيرة عند تعدد النطاقات الترددية المتاحة مما يوفر اتصالاً أكثر استقراراً.
- السرعة القصوى: ذكرناها سابقاً مثل المعيارين السابقين وترتبط بهما. تختلف السرعة القصوى حسب البروتوكولات اللاسلكية المتاحة؛ السرعة القصوى لبروتوكول 802.11b تبلغ 11Mbps، وتزداد إلى 54Mbps لبروتوكول 802.11g، وتتضاعف إلى 300Mbps مع بروتوكول 802.11n، ومع بروتوكول 802.11ac تصل إلى 1Gbps، وأخيراً تصل لأوجها مع بروتوكول 802.11ax لتصبح 9.6Gbps.
- الأمان: يهمل الكثيرون هذا المعيار رغم أهميته، وتدعم معظم أجهزة الراوتر معيار WEP ومعياريّ WPA/WPA2. توفر أجهزة الراوتر الداعمة لمزايا التحكم إعدادات خاصة بالأجهزة المأذون لها بالوصول وأوقات الاستخدام وغيرها.
- نوع شبكة WAN: تدعم معظم أجهزة الراوتر منافذ Ethernet أو LAN للأجهزة التي تتطلب اتصالاً سلكياً أو للاتصال الثابت مثل أجهزة الطباعة والحواسيب، وتوفر بعض أجهزة الراوتر منافذ Gigabit Ethernet لاتصال سلكي فائق السرعة.
- منافذ WAN: توفر جميع أجهزة الراوتر منفذ WAN واحد على الأقل، وهو مصدر الإنترنت الخاص بالراوتر والمعروف بمنفذ سلك الخط الأرضي بمصر، فإذا أصاب المنفذ مكروه أو انقطع السلك الأرضي ينقطع الاتصال فوراً، ولهذا تتجه الشركات والمؤسسات لشراء أجهزة راوتر تدعم منافذ WAN متعددة.
إذا أكملت قراءة مقالتنا، تهانينا! أنت الآن تستطيع اختيار جهاز الراوتر المناسب، وعندما تتأكد أن “رسترة الراوتر” لم تعد ذات فائدة، وأنه قد حان الوقت لتغييره، فلا تتردد عن ذلك، ولكن لا تلقي بالراوتر القديم من نافذتك فيمكنك الاستفادة منه لتوزيع الشبكة من الراوتر الجديد. نصيحتنا الأخيرة أن تدون أولوياتك وحدودها قبل شراء أي راوتر في قائمة، ثم البحث عن الراوتر الذي يبلي هذه الأولويات.